ما ستجده في هذا المقال:
يرتبط الاعتلال الاجتماعي في الأشخاص الذين لديهم صفات معادية للمجتمع؛ حيث إنهم موجودون خارج أعراف المجتمع، ولا يهتمون بأي شيء من قواعد المجتمع أو الشعب نفسه.
الاعتلال الاجتماعي (Sociopath)
المعتل اجتماعيا هو مصطلح يستخدم لوصف شخص يعاني من شكل حاد من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (ASPD). حيث لا يتمتع المعتلون اجتماعيًا بضمير حي، ويميلون إلى التلاعب أو الاستغلال، أو حتى الإساءة تجاه الآخرين. بالإضافة إلى الاندفاع، وضعف التحكم العاطفي والميل إلى التصرف بطرق غير قانونية أو غير أخلاقية.
قد يهمك: هل أنا مريض نفسي؟ (اختبار تقييمي)
أسباب الاعتلال الاجتماعي
الأسبَاب المحتملة للإصابة في الاعتلال الاجتِماعي:
الأسباب البيولوجية
يعتقد أن دماغ الشخص المعتل اجتماعيًا ينضج بمعدل أبطأ من دماغ شخص غير معتل اجتماعيًا، كما يمكن أن يؤدي تلف الدماغ المبكر إلى تطور هذا الاضطراب. وتُظهر اختبارات الاعتِلال الاجتماعي التي توضح عمل الدماغ أن هناك أسبابًا تعتمد على الدماغ للاعتلال الاجتماعي، ولكنها لا تزال واضحة حتى الآن.
الأسباب البيئية
مع توفر الظروف البيئية المناسبة يمكن أن تزيد مخاطر تطور الاعتلال الاجتماعي، حيث يمكن أن تكون تجارب الحياة المبكرة. أو الصدمات مثل الفقر المدقع، أو الإيذاء، أو الرفض والظروف المعاكسة الأخرى جزءًا من أسبابه.
لاحظ بعض الباحثين أن المعتلين اجتماعيًا الذين ينتمون إلى خلفيات غير مستقرة يرتكبون جرائم عنيفة أكثر من المعتلين اجتماعيًا من خلفيات مستقرة
أعراض الاعتلال الاجتماعي
تتضمن الأعراض أو العلامات التي تدل على أن شخص ما معتل اجتماعيًا:
- يميل المعتلون اجتماعيًا إلى أن يكونوا متعطشين للسلطة وقد يقضون الكثير من الوقت والجهد للوصول إلى مناصب يمكنهم من خلالها السيطرة والتحكم على الآخرين.
- إساءة استخدام السلطة بطرق غير مسؤولة ومدمرة ومضرة بالآخرين.
- الميل لأن يكون مراوغًا، أو غير أمينًا، أو مخادعًا.
- استخدام الإنكار أو الإسقاط أو إعادة التوجيه للتخلص من المساءلة على أفعالهم.
- الأشخاص المعتلون اجتماعيًا لا يرحمون في جهودهم للحصول على ما يريدون، وليس لديهم أي تحفظات أو مبادئ، أو حدود.
- العدوانية والغضب هي سمات شائعة لدى المعتلين اجتماعيًا، ويكونوا أكثر ميلًا إلى العنصرية، أو التحيز الجنسي، أو معاداة المرأة.
- استخدام أساليب عنيفة غير مباشرة مثل المضايقة، أو التنمر، أو الإساءة.
- سهولة الغضب أو الانفعال بسبب أي شيء يحصل من حولهم، ومن النادر أن يكون لدى الشخص أي مشاعر أخرى.
- اتخاذ قرارات غير مسؤولة، أو اتخاذ خيارات سيئة باستمرار، وتعريض النفس أو الآخرين للخطر.
- يمكن أن يكون المعتلون اجتماعيًا أشخاصًا ساحرين وماكرين ومقنعين للغاية، و يسهل عليهم دفع الناس إلى الإعجاب بهم والاتفاق معهم ومساعدتهم، ولكنها تتلاشى مع مرور الوقت.
- لا يمتلك الأفراد المعتلون اجتماعيًا بوصلة أخلاقية، ويظهرون ندمًا محدودًا عندما يتخذون خيارًا سيئًا أو يضرون شخصًا آخر.
- امتلاك عدد قليل من الروابط أو العلاقات الاجتماعية، أو عدم امتلاك أي علاقات اجتماعية جيدة، ولا يمكنهم الثقة بالآخرين بشكل جيد.
- شعور الشخص بأنه مخول أو أعلى من القانون، كما لو أنه يجب إعفاؤه من اتباع القواعد، ولن يتحمل المسؤولية أو عواقب أفعلها.
- قلة الاهتمام بالمعايير الاجتماعية أو القواعد الأخلاقية، وغالبًا ما يتصرف بطرق تنتهك القواعد المجتمعية مثل الانتظار في الطابور أو التناوب.
- البحث عن المصاعب أو التسبب بها للناس لأجل تحقيق مصلحتهم الخاصة والاستفادة من الموقف حتى لو سبب الضرر للآخرين.
غالبًا ما يتم القبض على المعتلين اجتماعيًا وهم يقولون أكاذيب أو يبالغون في الحقائق أو يشوهونها.
علاج الاعتلال الاجتماعي
الاعتِلال الاجتماعي لا يوجد له “علاج”، أو شيء محدد يمكن فعله للتخلص من هذه الحالة النفسية. ولكن يمكن أن تساعد بعض أنواع العلاج في تقليل الأعراض أو السيطرة عليها، ومنها:
العلاج النفسي طويل الأمد
في حين أنه من غير الممكن علاج أو علاج شخص معتل اجتماعيًا، ولكن يمكن استخدام جلسات الإرشاد كأداة تدريب لهم. بحيث يصبح الشخص قادرًا على محاكاة السلوك العاطفي الصحي بشكل فعال، وتركز الجلسات العلاجية على تصحيح الإدراك والأفكار أو الأفعال. من خلال الإرشاد والمهام المنظمة الموجهة نحو الهدف والتي تساعد في السيطرة على المشاعر السلبية واستبدالها بمشاعر إيجابية.
اعرف المزيد: فوائد العلاج النفسي أونلاين
الأدوية
يأتي الاعتلال الاجتماعي أحيانًا مع اضطرابات نفسية أخرى مثل القلق، أو الغضب، أو تعاطي المخدرات. وقد تساهم الأدوية الخاصة بهذه الحالات في تحسين سلوك الشخص، والمساهمة في التطور الإيجابي للشخص من خلال علاج أو تحسين الاضطرابات المرافقة.
العلاج عن طريق الفصل الاجتماعي
في معظم الحالات لا يحدث تشخيص الاعتلال الاجتماعي إلا عندما يكون الشخص قد بلغ مرحلة البلوغ وقد أظهر بالفعل بعض السمات السلوكية التي ثبت أنها ضارة بالمجتمع. أو الأسرة المباشرة في هذا الشأن، وفي مثل هذه الحالات تتطور سمات مثل العدوان أو الغضب في شخصية الشخص. وإذا كان المعتل اجتماعيًا يمثل تهديدًا محتملاً للمجتمع سواء كان ذلك لأفراد الأسرة أو المعالجين أو المجتمع ككل فمن الأفضل فصل الشخص عن المجتمع.
نادرًا ما يكون علاج شخص معتل اجتماعيًا مفيدًا؛ لأن المشكلة أن هذا السلوك ليس مرضًا، ولا يمكن تعليم شخص ما كيف يكون متعاطفًا أو يشعر بالندم أو الخوف
كيفية التعامل مع شخص معتل اجتماعيًا
إليك ما يجب عليك فعله إذا كنت تتعامل مع شخص معتل اجتماعيًا:
- لا تتوقع أن يهتم شخص معتل اجتماعيًا بمشاعرك، لأنه لا يهتم بالآخرين، ولا يمكنه أن يفهم مشاعرك أو يحاول حمايتك من التعرض للأذى.
- عندما تتفاعل مع شخص معتل اجتماعيًا حافظ على حذرك وقاوم إغراء التحدث عن ذلك أو تغيير الشخص.
- تذكر أن المعتلين اجتماعيًا ليسوا مدفوعين بالحب بل القوة، لذا فأنت تريد أن تظهر لهم أنك لن تمنحهم القوة عليك.
- ضع في اعتبارك تجنب الشخص تمامًا؛ لأن التعامل معه ليس سهلًا أبدًا.
- جرب وضع وجه مرح عندما يكون المعتل اجتماعيًا في الجوار؛ حتى إذا كنت لا تشعر بالبهجة لا تظهر له مزاجك الحقيقي حتى لا يحاول استغلالك.
- من المهم أن تظهر أنك لست شخصًا سهل الانكسار أو التأرجح، وإذا كنت تشعر بالضعف فحاول الابتعاد عن الشخص طوال اليوم.
- تجنب الثقة به أو بأي شيء يخبرك به، واذهب دائمًا للبحث عن الحقائق والتحقق مما أخبرك به.
- تجنب التحدث عما يجعلك سعيدًا أو حزينًا؛ حتى لا تمنح مدخلًا للسيطرة عليك أو التلاعب العاطفي بك.
نصيحة عرب ثيربي
التعرّف على الاعتلال الاجتماعي لا يكون دائمًا سهلًا، وقد لا تتمكن من تمييزه عند الأشخاص الآخرين بسهولة. لأن لديه أساليب عديدة للتلاعب وخداع الآخرين. ولكن يمكن للتشخيص بواسطة أخصائي عرب ثيرابي أن يساعد على معرفة إذا ما كان الشخص مصابًا في الاعتِلال الاجتمَاعي أم لا، كما يساعدك على تعلّم طرق للتعامل معه.
