ما ستجده في هذا المقال:
على الرغم من قدرتنا على التعبير عن مشاعرنا في الكثير من الأحيان، إلا أن الأمر قد لا يكون بهذه السهولة في أحيان أخرى. حيث يصعب على الشخص التعرف على ما يشعر به على وجه التحديد عند تزاحم المشاعر في داخله. لكن مع عجلة المشاعر تستطيع اكتشاف ما هي حقيقة ما تشعر به في هذه اللحظة.
تابع القراءة وتعرف معنا على فائدة هذه العجلة ومبدأ عملها.
ما هي عجلة المشاعر؟
بناءً على مجموعة من التخصصات (علم النفس وعلم الأعصاب واللغويات) تم تصميم عجلة المشاعر لتكون نهجاً فريداً لتحديد المشاعر وفهمها بشكل أفضل. حيث أنها أداة تساعد الشخص على التنقل بسهولة بين عواطفه الداخلية وتعزز الذكاء العاطفي لديه.
وتأتي هذه العجلة على شكل رسم بياني دائري تحتوي على 8 مشاعر أساسية وتوضح وكيفية ارتباطها ببعضها البعض.
تساعدنا عجلة المشاعر في التعرف على الفروق العاطفية الدقيقة التي تجعل كل تجربة فريدة من نوعها.
مبدأ عمل عجلة المشاعر
تنقسم عجلة المشاعر إلى عدة فئات (تشكل المشاعر الأساسية) متحدة المركز ولكل منها لون محدد. ومن ثم كل من هذه الفئات ينقسم إلى فئات فرعية (تشكل المشاعر الثانوية المتعلقة بالمشاعر الأساسية)، وهذه بدورها تنقسم إلى فئات أكثر دقة تساعد في تحديد ما يشعر به الشخص بالضبط.
ويندرج داخل كل تقسيم مجموعة مشاعر على النحو التالي:
- المشاعر الأولية: وتكون موجودة في أقرب منطقة من مركز الدائرة، وتشكل هذه المشاعر اللبنات الأساسية الناتجة عن تجاربنا الحياتية. حيث أنها تعطي انطباعاً عاماً لما نشعر به وتعتبر نقطة الانطلاق لاكتشاف حقيقة المشاعر الداخلية. وتتضمن الفرح والخوف والحزن والمفاجأة والغضب والثقة والاشمئزاز والترقب.
- المشاعر الثانوية: وهي مشاعر أكثر من المشاعر الأساسية، فما أن نحدد واحدة من المشاعر الأساسية حتى نبدأ نغوص في تفاصيل أكثر عن ذلك الشعور، حيث نأخذ بالتحرك مبتعدين عن مركز الدائرة للخارج. فمثلاً تحت العاطفة الأولية للغضب، يمكن العثور على المشاعر الثانوية مثل الإحباط أو الانزعاج أو الاستياء.
- مشاعر القسم الثالث: تقع عواطف هذا القسم في الأطراف الخارجية لعجلة المشاعر، ومن خلالها يستطيع الشخص وصف مشاعره بشكل أكثر تحديداً وتفصيلاً. فمثلاً ما أن نحدد حالة الإحباط التابعة للغضب، حتى نختار واحدة من مشاعر القسم الثالث مثل نفاد الصبر أو السخط أو الانفعال.
نادراً ما تكون العواطف فردية، بل غالباً ما تكون مزيج معقد من المشاعر المختلفة.
فوائد عجلة المشاعر
تعتبر عجلة المشاعر دليل شامل لفهم شبكة المشاعر الداخلية المعقدة وكيفية ارتباطها معاً. فبالإضافة إلى كونها أداة تساعدنا في اكتشاف دواخلنا بدقة متناهية، وبالتالي التمكن من الحصول على الدعم النفسي ومعالجة المشاعر بشكل أفضل.
كما أن لهذه العجلة مجموعة كبيرة من الفوائد، من ضمنها:
تسهيل التواصل الفعال
ما أن تتعرف على حقيقة عواطفك حتى تستطيع التواصل مع الآخرين بشكل صحي وتحافظ على متانة العلاقات أو الروابط. يمكنك توصيل حالتك العاطفية وفتح حوار ومحادثات حول مشاعرك والحصول على الاستجابة العاطفية والدعم النفسي المناسبين.
للوصول إلى التواصل الفعال وتكوين العلاقات الصحية فنحن بحاجة إلى تعزيز التعاطف والوعي العاطفي لفهم مشاعرنا أو مشاركتها مع الآخرين. ويتحقق ذلك من خلال اكتشاف الشخص لمشاعره التي تتجاوز التجارب الخاصة به. وبهذه الطريقة يستطيع الشخص الحصول على الدعم النفسي الذي يحتاجه، ومن جانب آخر يقدم هذا الدعم للآخرين.
زيادة التفكير اليقظ
تعمل عجلة المشاعر كمرآة تعكس العواطف المعقد بداخلنا، وما أن نكتشف الجوانب المخفية من مشاعرنا والتي لم نأخذها في عين الاعتبار حتى نبدأ بالتفكير بيقظة أكبر حول المواقف التي أدت إلى ذلك. الأمر الذي يزيد من نمونا العاطفي ومن ثم يعزز رفاهيتنا النفسية.
يعمل اكتشاف المشاعر الداخلية على زيادة الوعي الذاتي، مما يسمح لك بالحصول على نظرة ثاقبة للأفكار والسلوكيات.
زيادة التنظيم العاطفي
يعد التنظيم العاطفي من الأمور الغاية في الأهمية لضمان الصحة أو التمتع بالعافية النفسية. وللوصول إلى تنظيم وإدارة أفضل لعواطفنا فإننا بحاجة إلى التعرف عليها بشكل دقيق أو بنوع من التفصيل والتصنيف.
عندما نحدد مشاعرنا على وجه التحديد نتمكن من اتباع أفضل الطرق والاستراتيجيات للتحكم بها. فمثلاً يمكن تجربة اليقظة الذهنية أو التنفس العميق أو الانخراط في أنشطة تتوافق مع الاحتياجات العاطفية المقابلة.
تحديد الأنماط والمحفزات العاطفية
بعد اكتشاف حقيقة المشاعر التي نحملها بداخلنا، نستطيع معرفة تحديد المحفزات التي أدت إليها ومطابقة مدى ملائمة هذه المشاعر للمواقف التي تعرض لها. الأمر الذي يساعدنا في اكتشاف ما إذا كانت استجاباتنا العاطفية طبيعة أم لا.
معرفة المحفزات يشجع الشخص على احتضان مشاعره دون إصدار أحكام، وكذلك تعلم كيفية إدارتها بشكل أفضل عند ظهورها.
دعم العلاج النفسي
يتم استخدام عجلة المشاعر في العلاج النفسي كأداة للتعرف على مشاعر المرضى بشكل دقيق، ومن ثم السماح لهم بالتعمق أكثر في تجاربهم.
بالإضافة إلى ذلك، فمن خلال استخدام هذه العجلة يستطيع الأخصائي النفسي تعليم المريض الذكاء العاطفي أو استراتيجيات المواجهة. ونتيجة لذلك، تساهم عجلة المشاعر في تحقيق نتائج علاجية أكثر فعالية.
المشاعر الأولية والثانوية في عجلة المشاعر
تتضمن عجلة المشاعر مجموعات المشاعر الأولية والثانوية التالية:
- الحزن: يشمل الحزن والاستعانة والندم والأذى والرفض والكآبة والإحباط والاكتئاب.
- الاشمئزاز: يشمل الكراهية وعدم الاهتمام والرفض والقرف والرفض والنفور والانتقاد.
- الغضب: يشمل الغيظ والتهيج والإحباط والإهانة والمرارة والسخرية والانتهاك والغيرة والاستياء والاستفزاز.
- الترقب: يشمل الاهتمام واليقظة والإثارة والوعي ونفاد الصبر متوقع ومنهك والحذر.
- الفرح: يشمل السعادة والنشوة والغبطة واللذة والانتصار والرضا والقناعة والفخر والسكينة.
- الخوف: يشمل الرعب والحذر والتوجس والاهتمام والهم والقلق والتوتر والعصبية.
- المفاجأة: تشمل الدهشة والإلهاء والتعجب والرهبة واللهو والصدمة وعدم الكلام وعدم التصديق.
- الثقة: تشمل الأمان والضعف والتفاؤل والإيجابية والمتانة والدعم والراحة والاسترخاء.
عناصر العجلة
بالنظر إلى عجلة المشاعر نجدها تتكون من ثلاث عناصر، هي:
- الألوان: يتم تلوين كل فئة من الفئات الثمانية بلون محدد، يصبح هذا اللون أكثر بهتان كلما انتقلنا لتفاصيل أدق في المشاعر.
- طبقات: كلما انتقلنا إلى مركز الدائرة كلما كانت المشاعر أكثر حدة. بينما الانتقال إلى الخارج فهذا يعني أن المشاعر تقل شدتها.
- العلاقات: يظهر في العجلة أن المشاعر المتقابلة هي متعاكسة تماماً، بينما المشاعر ضمن الفئة الواحدة تشكل مزيجاً متناغماً.
كلمة من عرب ثيرابي
على الرغم من أن الغالبية العظمى من الأشخاص يستطيعون التعامل مع مشاعرهم بشكل أو بآخر، إلا أن عدم القدرة على التعرف على المشاعر أو امتلاك عواطف سلبية تستمر لفترة طويلة من الزمن قد يعني أن الشخص بحاجة إلى من يساعده في التعرف على مشاعره أو يعلمه كيفية إدارة عواطفه.
لذلك يفضل الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي دائماً التحقق مما نشعر به وعدم التردد في طلب المساعدة عند الشعور بالحاجة إليها.
