Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
اكتئاب الدراسة

تعرف على أسباب اكتئاب الدراسة لدى المراهقين

تؤثر التغيرات الكثيرة الطارئة في فترة المراهقة على المراهقة في جميع الجوانب، إلا أن سبب الاكتئاب في بعض الأحيان قد يكون الدراسة والمدرسة على حد سواء. لذلك فإن معرفة الأسباب الكامنة وراء هذا الأمر يساعد في التعامل مع الحالة بشكل صحيح والحد من المحفزات قدر الإمكان.

 

هل الدراسة تسبب الاكتئاب؟

لا ينحصر الاكتئاب على الأشخاص البالغين أو الأكبر سناً، حيث أن طلبة المدارس سواء كانوا أطفالاً أو مراهقين قد يعانون من الاكتئاب أيضاً. حيث أنه بالإضافة إلى العوامل الوراثية والبنية الدماغية، فإن العوامل البيئية المحيطة بالشخص وبما في ذلك المواقف المجهدة أو المسببة للتوتر المستمر قد تكون سبباً حقيقياً في ذلك. 

لذلك فإن الجواب نعم، حيث أن من الأمور المسببة للتوتر وبالتالي الاكتئاب لدى الطلبة خاصة المراهقين منهم الدراسة والضغوط المترتبة عليها والأجواء المدرسية والزملاء في المدرسة.

 

الأسباب وراء إصابة المراهقين باكتئاب الدراسة

ما أن نعرف السبب في شعور المراهق أو الطالب بالتوتر الناتج عن المدرسة حتى نكتشف سبباً وجيهاً لإصابته بالاكتئاب. ومن ضمن هذه الأسباب:

الضغط الدراسي

قد يخشى طالب المدرسة في سنواتها الأخيرة من عدم الحصول على المعدل الأكاديمي المطلوب لإدخاله للكلية المفضلة. أو قد يشعر بالمنافسة الشديدة بينه وبين زملائه، الأمر الذي يحتم عليه الدراسة بشكل مفرط للوصول إلى مبتغاه. مما ينعكس سلباً على مدى شعوره بالرفاهية النفسية والتسبب في النهاية بالاكتئاب.

ما يجعل الضغوطات المدرسية أسوأ هو أن المراهق يعاني من تحديات تأتي مع هذه المرحلة العمرية. حيث أن التغيرات المتعلقة بالحالة المزاجية والبيولوجية تؤثر على قدرة المراهق على التأقلم.

التعرض للتنمر

بغض النظر عن عمر الطالب، فإن المدرسة تشكل بيئة سلبية فيما يتعلق بالتنمر، حيث أن العديد من الطلبة يتعرضون للتنمر المدرسي بسبب عوامل كثيرة مثل العرق أو اللغة أو المستوى الدراسي. ولا يمكن إنكار ارتباط الاكتئاب المباشر بالتنمر الذي يتعرض له الطلبة والذي عمل على زيادة معدلات الانتحار في مجتمعات كثيرة.

العلاقات مع الأقران

عندما يبدأ المراهق بمقارنة نفسه مع أقرانه ويشعر بالنقص قد يبدأ بالاكتئاب. كما أن هناك بعض الأسباب الأخرى تتعلق بالحياة الاجتماعية في المدرسة. فمثلاً قد يكون المراهق يعاني من القلق الاجتماعي أو ببساطة هو أكثر خجلاً أو تحفظاً. بالإضافة إلى البدء في تكوين المشاعر العاطفية تجاه الجنس الآخر ومدى قدرته على تنظيم عاطفته في هذا الصدد.

الإفراط في الانشغال

قد نظن أن حياة المراهق أو طالب المدرسة بسيطة وليس لديه الكثير من الأمور لينشغل بها، لكن الأمر عكس ذلك حقاً. فما بين الواجبات الدراسية المنزلية والأنشطة اللامنهجية والتواصل الاجتماعي قد يجد المراهق نفسه لا يملك الوقت الكافي للاسترخاء وتجديد طاقته.

قد يؤدي الانشغال إلى الإرهاق والحرمان من النوم وعدم قضاء وقت كافٍ مع العائلة والاكتئاب المتعلق بالدراسة

 

عوامل تساعد في الإصابة باكتئاب الدراسة لدى المراهق

ما يزيد من صعوبة تعامل المراهق مع اكتئاب الدراسة الذي يعاني منه هو الأمور المتعلقة مرحلته العمرية وافتقاره إلى المرونة النفسية الكافية لذلك. فمن العوامل التي تصعب الأمر:

    • عدم اكتمال نمو الدماغ: تعتبر قشرة الفص الجبهي المنطقة الدماغية المسؤولة عن التحكم في التنظيم الذاتي، وهي لا تزال غير مكتملة النمو لدى المراهق. مما يجعله غير قادر على السيطرة على دوافعه وقيامه بالسلوكيات المحفوفة بالمخاطر. فمثلاً قد يتعاطى المخدرات ويمارس العلاقات الجنسية غير الآمنة، مما قد يؤثر سلباً على صحته النفسية.
    • قلة قضاء الوقت في الطبيعة: تساعد الطبيعة في تحسين الحالة النفسية للشخص بشكل واضح. لكن ما يقوم به المراهق هذه الأيام ينحصر ما بين مهامه الدراسية واستخدام الأجهزة الإلكترونية، مما يجعل الوقت المخصص للخروج محصور جداً إن لم يكن معدوماً. مما يؤدي إلى مجموعة واسعة من مشاكل الصحة السلوكية والعقلية بما في ذلك الاكتئاب.
    • الافتقار إلى مهارات التأقلم: قد يعود ذلك إلى الحماية المفرطة من قبل العائلة، حيث يخشى الوالدين من تعرض طفلهم للفشل. مما يجعل المراهق أقل قدرة على التعامل مع المواقف الحياتية ومن ثم الإصابة بخيبات الأمل المتكررة.
    • الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي: إن استخدام المراهق المفرط لهذه المواقع يزيد من المخاوف والأفكار السلبية التي يمتلكها سوءاً. كما أن إدمان مواقع التواصل الاجتماعي يقلل من الأوقات المخصصة لممارسة الأنشطة المفيدة للصحة النفسية والعقلية. كل ذلك يؤثر سلباً على تقدير المراهق لنفسه وقدرته على مواجهة المواقف الحياتية.

    يؤدي التركيز على الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي إلى الإضرار بالعلاقات والتعليم والأنشطة اللامنهجية. وبالتالي، يمكن أن يساهم في الاكتئاب في سن المراهقة.

    لكن هل يمكن للكادر التعليمي أن يساعد الطالب المصاب باكتئاب الدراسة على تجاوز الأمر؟ تابع القراءة لمعرفة ذلك.

     

    كيف يساعد المعلمين في التخلص من اكتئاب الدراسة؟

    في البداية لا بد يكون المعلمين على دراية كاملة بالأعراض المصاحبة لحالات الاكتئاب لدى المراهقين خاصة فيما يتعلق بالدراسة للتمكن من مساعدتهم. حيث أن للمعلمين دور كبير في الحد من الأعراض والمساعدة في رحلة التعافي. ومن ضمن هذه المساعدات:

      • تقديم الدعم والتشجيع: من خلال البحث عن نقاط القوة لدى المراهق وتحفيزه، بالإضافة إلى تشجيعه على الاندماج في الحصص الصفية وملاحظة أبسط الجهود المبذولة وتشجيعه على المواصلة.
      • إعطاء وقت إضافي لإتمام المهام: أو يمكن تقديم مساعدة إضافية لإتمام الوظائف من خلال توزيع المهام على مجموعات تضم الطالب المكتئب وأفراد داعمين قادرين على إنجازها ومساعدته.
      • زيادة النشاط البدني في الحصة: لن يساعد هذا الأمر الطالب المكتئب فقط في الحد من أعراضه، بل يزيد من نشاط باقي الطلبة بشكل عام.
      • تشجيع ممارسة اليقظة الذهنية: تعتبر اليقظة الذهنية مفيدة للجميع، فمن خلال استقطاع عدة دقائق من الحصة يمكن أن يساعد المعلم جميع تلاميذه على تعلم هذه الممارسة لاستخدامها في المواقف الحياتية.

      يعتبر توفير بيئة صفية آمنة خالية من المواقف المجهدة أمر في غاية الأهمية يجب أن يركز عليه المعلمين بشكل دائم.

       

       

      نصيحة عرب ثيرابي

      على الرغم من صعوبة تحديد ما إذا كانت سلوكيات المراهق ناتجة عن المرحلة العمرية التي يمر بها والتغيرات التي يتعرض بها أم كانت بسبب الاكتئاب. إلا أن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي ينصحون بالانتباه إلى العلامات والأعراض الشائعة للاكتئاب مما يساعد في الحصول على المساعدة اللازمة في وقت مبكر. ومن هذه الأعراض:

        • تجنب المواقف الاجتماعية وفقدان الاهتمام بالأنشطة المفضلة.
        • الشعور بالإرهاق والتعب المستمر ونقص عام في الطاقة.
        • الشعور باليأس والحزن واليأس (وقد يتصاعد أحياناً إلى امتلاك أفكار انتحارية).
        • تراجع الأداء الأكاديمي وانخفاض الدرجات وغياب الحافز بشكل عام.
        • الشكوى من الأوجاع والآلام غير المبررة والصداع ومشاكل في المعدة.
        • مواجهة صعوبة في التركيز.
        • الشعور بعدم القيمة أو الانفعال السريع، أو الشعور بالإحباط.
        • وجود حالة شديدة من تدني احترام الذات.
        • اضطراب أنماط النوم بشكل غير معتاد. 
        • تغيرات في الشهية والوزن (بما في ذلك عدم تناول الطعام بشكل منتظم أو الشراهة عند تناول الطعام).
        • تعاطي الكحول أو المخدرات للتغلب على الألم كشكل من أشكال العلاج الذاتي.