ما ستجده في هذا المقال:
تتأثر العلاقات الزوجية بشكل مباشر عند إصابة أحد الشريكين بالاكتئاب، حيث يكاد لا يخلو أي جانب من جوانب الحياة من التعكر أو الانقلاب بسبب تأثير هذه المشكلة النفسية. لذلك لا بد من اللجوء إلى العلاج النفسي المناسب للتقليل من هذه التأثيرات أو المحافظة على العلاقة بين الطرفين بشكل سليم قدر الإمكان.
تأثير الاكتئاب على العلاقات الزوجية
يسبب الاكتئاب الكثير من المشاعر والسلوكيات المزعجة في العلاقة الزوجية، حيث أن له تأثير مدمر للحياة بأكملها. ففي هذه الحالة يعاني الشخص ذاته وشريكه ، ولكن التأثير على الشريك قد يكون كبيراً، فغالباً ما يقع على عاتقه تحمل تبعيات الأمر لما يتصف به من سلامة نفسية. حيث يظهر تأثير الاكتئاب على العلاقات الزوجية على النحو التالي:
نوبات الغضب
العديد من المشاعر السلبية مثل نوبات الانفعال أو الغضب لها التأثير الكبير على الحياة الزوجية بعد إصابة إحدى الشريكين بالاكتئاب، مما يجعل التعامل معه من الأمور الحياتية المرهقة، وبالإضافة إلى ذلك يشعر بما يلي:
-
- التقلبات المزاجية.
- الشعور باليأس أو الإحباط.
التغييرات السلوكية
لا تعود النشاطات المشتركة بين الزوجين ذات قيمة في حالة الاكتئاب، إذ أن المصاب بالاكتئاب ينسحب من غالبية النشاطات، مما يبقي الشريك في حيرة من أمره وقد يشك بالخيانة الزوجية.
زيادة المشكلات الزوجية
لا شك أن المشكلات الزوجية تزيد من إصابة أحد الطرفين بالاكتئاب، حيث يظهر تأثير الاكتئاب كالتالي:
-
- التغيير الطارئ على السلوكيات أو الشخصيات، والتأثير على طريقة إدراك الأمور، حيث تصبح النظرة العامة للأمور سلبية.
- عدم التوافق الحاصل بين الزوجين في أغلب الأمور الحياتية، حيث أن وجهات النظر المتشابهة سابقاً تصبح مختلفة كلياً.
- صعوبة التعامل مع الطرف المكتئب.
- عدم رغبة الطرف المعافى من الخوض في النزاعات، مما يدفعه لتجاهل الحوار وبالتالي تصاعد حدة المواقف.
- عدم قدرة الطرف المعافى على التحمل، مما يدفعه للرد بانفعال على المشكلات المتولدة.
إذا لم يتم التعاون بين الزوجين في التعامل مع الاكتئاب من الممكن أن يؤدي للطلاق.
التأقلم غير الصحي مع المشكلات
في محاولة من الشخص المصاب بالاكتئاب للتأقلم مع المشكلات الزوجية الناتجة عن مشكلته النفسية، قد يلجأ إلى تعاطي المخدرات أو الكحول بشكل مبالغ به.
الشعور بعدم الرضا من العلاقة الزوجية
غالباً وبسبب نفاذ صبر الشخص المكتئب بالإضافة إلى جميع الأعراض التي يعاني منها، فإن تأثير الاكتئاب على العلاقة الزوجية يكون كبير، حيث يشعر كل من الطرفين بعدم الرضا عن حياته التي يعيشها مع الطرف الآخر.
لقد أثبتت الأبحاث باستمرار أن الأفراد المصابين بالاكتئاب يكونون أقل رضا في زواجهم ويشعرون بمستويات أعلى من الإحباط والضيق.
إلقاء اللوم على الشريك
يأخذ كلا الشريكين بإلقاء اللوم على الآخر في سبب التعاسة التي يشعران بها، حيث أن:
-
- الطرف المعافى لا يمكنه تحمل سلوكيات الشريك المتعبة نفسياً.
- الطرف المكتئب لديه مشكلة معرفية أثناء إصابته بالاكتئاب تمنعه من تحليل الأمور بالشكل الصحيح أو حل المشكلات بطريقة ملائمة.
عدم تحمل المسؤولية المالية
عند إصابة الزوج أو الزوجة على حد سواء بالاكتئاب الحاد فهو لا يستطيع إيجاد الطاقة اللازمة للعمل، مما يترتب عليه فقدان الوظيفة، مما يتسبب بما يلي:
-
- اعتقاد الشريك المعافى أن الطرف الآخر ينسحب من تحمل المسؤوليات الواقعة عليه.
- تحمل هذا الشريك الكثير من المسؤوليات، مما يزيد من الضغوط الحياتية الواقعة عليه فيصبح أكثر حدة وتوتر.
العلاقة الجنسية
يولد الاكتئاب مشاعر مثل تدني تقدير الذات أو الإرهاق الجسدي، والتي من شأنها التأثير على العلاقة الزوجية بين الشريكين، ومن هذه التأثيرات:
-
- قلة الرغبة الجنسية.
- الحاجة إلى مزيد من الوقت للشعور بالنشوة الجنسية.
- مشكلات في الانتصاب.
- عدم شعور الطرف الآخر بالرضا من العلاقة الجنسية.
فقدان العواطف
يشعر كلا الطرفين في العلاقة الزوجية بالوحدة وخيبة الأمل بسبب تأثير الاكتئاب، حيث تتلاشى العواطف بشكل كامل بينهما، لا سيما الأمور التي كانت تنال الإعجاب من كليهما لم تعد تلفت الانتباه، مما يحفز على طلب الطلاق أو الانفصال.
كيفية إدارة تأثير الاكتئاب على العلاقات الزوجية
من خلال اتباع بعض الإجراءات، يتمكن الطرفين في العلاقة الزوجية تجاوز تأثير الاكتئاب على الحياة بينهما. وتساعد في عودة الكثير من العواطف أو السلوكيات المفقودة كنتيجة حتمية للحالة النفسية. ومن ضمن هذه الإجراءات:
-
- التعلم بشكل دقيق عن الأمر، حيث لا بد من التعرف على أعراض الاكتئاب أو الدلالات التي تشير إلى الإصابة بالاكتئاب بشكل مبكر.
- التحدث عن الأمر، فلا بد من مناقشة الإصابة بالاكتئاب مع الشريك، مع مراعاة إظهار العاطفة وتجنب إصدار الأحكام.
- إظهار مدى تأثير الاكتئاب على العلاقة الزوجية بجميع تفاصيلها، دون تأطير الأمر بشكل رسمي.
نصيحة عرب ثيرابي
في الكثير من حالات غير المعالجة، قد يسبب الاكتئاب في الانفصال بين الشريكين مما يترك تأثير أكبر عليهما، فقد يشعران بتأنيب الضمير أو لوم النفس. بالإضافة إلى زيادة حالة الاكتئاب سوءاً وتوارد الأفكار الانتحارية لدى الشخص، لذلك ننصح في عرب ثيرابي باللجوء إلى العلاج النفسي المخصص للأزواج في أقرب وقت ممكن قبل اللجوء إلى الانفصال كخطوة أولى.
