ما ستجده في هذا المقال:
العلاج النفسي الديناميكي هو علاج يركز على المشاعر أو الأفكار اللاواعية التي تكونت داخل الشخص نتيجة المرور بتجارب معينة في مرحلة مبكرة من عمره، حيث يعمل هذا العلاج على إظهارها والتعامل معها للتوصل إلى طريقة أفضل للتعامل مع المشكلات الحياتية.
العلاج النفسي الديناميكي
يعتبر العلاج النفسي الديناميكي (Psychodynamic Therapy) نوعاً من أنواع العلاج النفسي التحليلي، والذي يمكّن الشخص من فهم عواطفه وأنماط تفكيره بشكل أعمق، ومن ثم يتمكن الشخص من:
-
- اتخاذ الإجراءات الأفضل لحياته.
- تحسين العلاقات الاجتماعية.
- تحقيق الأهداف جديدة تشعر الشخص بالرضا.
الحالات التي يتم علاجها بالعلاج النفسي الديناميكي
يعتبر العلاج النفسي الديناميكي من العلاجات الفعّالة في الحالات التالية:
-
- إصابة الشخص بالاكتئاب أو الحالات النفسية الخطيرة التي يفقد فيها الشخص معنى الحياة.
- صعوبة تكوين العلاقات الاجتماعية أو الحفاظ عليها.
- في حالة اضطراب القلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي.
- اضطرابات الأكل المتنوعة.
- مشكلات في التأقلم على المرض.
- اضطراب الشخصية الحدية.
- حالات الإدمان.
- القضايا الجنسية.
- شعور الشخص بالوحدة بشكل مستمر.
- المشكلات النفسية المتعلقة بالأطفال أو المراهقين.
الفرق بين العلاج النفسي الديناميكي والعلاج النفسي التحليلي
على الرغم من تركيز كلا العلاجين على المشاعر الكامنة أو المعالجة اللاوعية للتجارب، ولكن يختلفان عن بعضهم في:
- الاهتمام: يهتم العلاج الديناميكي بحل المشكلات والنتائج، بينما العلاج النفسي التحليلي يهتم بالتجارب الحياتية في مراحل عمرية مبكرة.
- مدة العلاج: غالباً ما يكون العلاج الديناميكي أقصر، ولكن عدد جلساته في معظم الحالات تكون أقل من جلسات العلاج النفسي التحليلي.
أهداف العلاج النفسي الديناميكي
يتميز العلاج النفسي السلوكي عن غيره من العلاجات النفسية الأخرى بالأهداف التالية:
- التعرف على المشاعر السلبية المكبوتة والمتناقضة، وفهمها والتعبير عنها، ليتمكن الشخص من التغلب عليها، ومن ثم تحسين تجاربه وعلاقاته الشخصية.
- الربط بين المشاعر المكبوتة وطريقة اتخاذ القرارات والسلوكيات المتبعة وتكوين العلاقات.
- تمكن الشخص من تحليل وحل المشكلات التي يواجهها، وتحليل السلوكيات، من خلال تحليل العواطف والتجارب السابقة للشخص.
- القدرة على التعبير عن المشاعر بطرق أكثر فاعلية.
مكونات العلاج النفسي الديناميكي
يتضمن العلاج الديناميكي المكونات التالية:
- تحديد الأنماط: من خلال التعرف على أنماط التأقلم السلوكية والعلاقات التي يكونها الشخص كاستجابة للمواقف، يستطيع استحداث طرق جديدة للتعامل مع المشكلات.
- فهم العواطف: يتيح تعمق الشخص بعواطفه ومشاعره إمكانية التعرف على الأنماط التي ساهمت في تكوين الخلل العاطفي، وبالتالي التمكن من القيام بالتغييرات بسهولة.
- تحسين العلاقات: يساهم الأخصائي النفسي في إدراك الشخص كيفية استجابته في علاقاته مع الآخرين.
مرتكزات العلاج النفسي الديناميكي
يساعد العلاج الديناميكي الشخص في التغلب على الضيق، وتغيير الأنماط السلوكية من خلال التركيز والتحليل على النقاط التالية في المريض:
- معتقدات الشخص.
- مشاعر الشخص المتنوعة.
- تجارب الطفولة للشخص.
- طريقة تفكير الشخص.
تقنيات العلاج النفسي الديناميكي
يعتمد المعالج النفسي على تقنيات محددة في مساعدة الشخص التعرف على الاضطراب اللاواعي التي يعاني منها، وهذه التقنيات هي:
الارتباط الحر
يتيح هذا الأسلوب للمريض التحدث بحرية دون الاستعداد المسبق أو ترتيب للتحدث، كما أن عفوية الكلام تسمح للمشاعر والأفكار الحقيقية بالظهور بغض النظر عن ماهيتها.
الانتقال العلاجي
وهي طريقة يتم فيها تحويل المشاعر الكامنة منذ الطفولة تجاه أشخاص معينين، وتحويلها إلى المعالج النفسي للتمكن من اكتشافها وفهمها وحل أي صراع نفسي متراكم مع أي شخص.
التفسير
على الرغم من بقاء المعالج النفسي صامت في معظم الجلسة العلاجية، ولكن يتدخل في الأفكار وطريقة تفسير الأمور، ليساعد المريض في تطوير طرق تفكير تعزز نمو الشخصية، بالإضافة إلى التخلص من القيود غير الواعية.
دليل التشخيص النفسي الديناميكي
يسعى هذا الدليل ليكون البديل للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية والمعتمد عالمياً، حيث يواجه هذا الدليل العالمي انتقادات إغفاله التجارب الشخصية.
اختبار بقع حبر رورشاخ
وهو اختبار لتصورات الشخص عن الأشكال المتكونة من بقع الحبر، وغالباً ما ترتبط هذه التفسيرات مع تجارب طفولية عاشها الشخص.
تفسير الأحلام
على الرغم من عدم إثبات فاعلية هذه التقنية علمياً، ولكن المعالج النفسي يحث المريض على تذكر الحلم ويتم مناقشته وتفسيره بناءً على تجارب الشخص ومشاعره.
فاعلية العلاج النفسي الديناميكي
يعتبر هذا العلاج من العلاج الفعالة بشكل كبير، ويمكن تفسير ذلك من خلال:
- جعل اللاواعي واعياً: حيث أن الأفكار والمشاعر الكامنة، والتي لا يعلم المريض عنها شيء، تعمل على تحريكه في الخفاء، لذلك فإن معرفتها وجعلها أكثر وضوحاً يساعد في حل المشكلات المتراكمة.
- إعادة تنشيط النمو العاطفي والنفسي: حيث أن هذا العلاج يوفر طرقاً واستراتيجيات تمكن المريض من التأقلم وإعادة التواصل بالآخرين والتفكير بطريقة أكثر مرونة في الأمور.
- تطوير وظيفة الأنا: وهي المسؤولة عن الدمج بين الحالة النفسية الداخلية للمريض والبيئة الخارجية في العالم المحيط.
وجد الباحثون أن العلاج النفسي الديناميكي فعّال بشكل عام في الحد من أعراض المشكلات النفسية المرضية لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6-18 عامًا.
مراحل العلاج النفسي الديناميكي
يمر المريض في هذا النوع من العلاج بأربع مراحل متتالية، وهي:
- التقييم: وفيها يتم التعرف على الحالة المرضية وأخذ التاريخ النفسي والعائلي للمريض.
- الحث على العلاج: وفيها يتم وضع الأهداف وحث المريض على المضي فيه، وتكوين العلاقة بين المريض والمعالج.
- منتصف العلاج: وهي المرحلة الأطول في العلاج، حيث يعمل كل من المعالج النفسي والمريض على تحقيق الأهداف المحددة مسبقاً.
- النهاية: يتم فيها تقييم الحالة النهائية للمريض ومدى تحقيق الأهداف، والتخطيط لعلاجات مستقبلية.
محدودية العلاج النفسي الديناميكي
أثبتت الدراسات أن العلاج الديناميكي يمكن أن يكون بالفاعلية ذاتها التي يتمتع بها كل من العلاج المعرفي السلوكي (CBT) والأدوية المضادة للاكتئاب، ولكن في بعض الحالات تكون فاعليته قليلة، ومن هذه الحالات:
- اضطراب الوسواس القهري.
- إصابة الشخص بإحدى حالات الذهان.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- إدمان المخدرات.
مدة العلاج النفسي الديناميكي
لا يعتبر العلاج الديناميكي من العلاجات السريعة، حيث إنه يمتد إلى عام كامل أو أكثر، أما عدد جلساته فهي:
- 50 جلسة أو أكثر في معظم الحالات.
- في العلاج القصير، والذي يركز على منطقة عاطفية محددة، يحتمل أن تلاحظ النتائج خلال (30 – 35) جلسة فقط.
أنواع العلاج النفسي الديناميكي
تتعدد أنواع العلاج الديناميكي، ولكن جميعها ترتكز على المبادئ ذاتها، ومن هذه الأنواع:
- المختصر: يتميز بقصر مدته، حيث يتم الانتهاء من العلاج في عدة جلسات أو جلسة واحدة، ويناسب في حالة مواجهة مشكلة واحدة محددة، فيقوم الشخص بعمل الروابط المهمة للتغلب عليها.
- العائلي: في هذه الحالة يكون العلاج طويلاً نسبياً، وسواء كانت الأسرة مكونة من شخصين أو أكثر، فلا يتم العلاج إلا في نطاقها، ويكون المحفز فيها المشكلات العائلية المزمنة والمتراكمة.
- العلاج بالموسيقى أو الفن: وهو علاج غير منظم ولا توجيهي، يقوم المريض بإدارة الجلسة العلاجية، ويستخدم فيها الرسم أو الموسيقى، فهي علاج غير تقليدي.
