Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
العلاج النفسي الحسي الحركي

العلاج النفسي الحسي الحركي ومكوناته

غالباً ما تركز العلاجات النفسية المتنوعة على العاطفة والأفكار والسلوكيات التي تنتاب الشخص عندما يعاني من المواقف المؤلمة، إلا أن الأمر يختلف في العلاج النفسي الحسي الحركي، حيث يركز على التأثيرات الجسدية التي يبديها الشخص عند تذكره لهذه المواقف.

 

ما هو العلاج النفسي الحسي الحركي؟

 

العلاج النفسي الحسي الحركي (Sensorimotor psychotherapy) هو علاجاً يركز على الأعراض الجسدية التي يعاني منها الشخص نتيجة تعرضه للصدمات النفسية أثناء مرحلة الطفولة والتي لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح، بحيث يقوم هذا العلاج بالدمج ما بين العلاج النفسي التقليدي بالكلام مع الجسم والحركة، ليتمكن من علاج الأفكار والمشاعر والتجارب الجسدية بشكل متكامل.(المرجع 1) (المرجع 2)

 

آلية عمل العلاج النفسي الحسي الحركي

 

يتمكن المعالج النفسي المدرب على هذا الأسلوب العلاجي من إعادة تجربة الأحاسيس الجسدية المتعلقة بالصدمة السابقة بأجواء بيئية أكثر أماناً، الأمر الذي يساعده في البدء بالشفاء بشكل أعمق، حيث يتمكن من ذلك من خلال:(المرجع 1) (المرجع 3)

 

  • تذكر الموقف الصادم وإظهار ردود الفعل الدفاعية للموقف بحيث تكون طبيعية غير مبالغ بها.
  • لا يتوجب على الشخص تذكر جميع تفاصيل الموقف الصادم، بل يجب أن يصل إلى مستوى محدد من الإثارة.
  • خلال تعبير الشخص لفظياً عن عواطفه وتجربته في الموقف الصادم، يقوم بإظهار بعض الإيماءات والحركات اللاإرادية التي تعكس تأثره.
  • يقوم المعالج من خلال (عملية الترميز) بتفسير هذه الإيماءات والحركات.
  • يوجّه المعالج النفسي الشخص ليصبح أكثر وعياً بطريقة تفاعل جسمه مع المشاعر، حيث يركز أكثر على تنفسه وإيماءاته غير الواضحة.

مراحل العلاج النفسي الحسي الحركي

 

على الرغم من اختلاف احتياجات كل مريض عن الآخر باختلاف التجارب الصادمة التي مر بها وطريقة تفاعله معها وتأثيرها بها، إلا أن الأسلوب الحسي الحركي يتدرج بالعلاج بحيث يمر بمراحل محددة لا يقوم العلاج من دونها، وهذه المراحل:

 

تكوين بيئة آمنة

 

تُعد البيئة الآمنة من أهم الأمور الواجب التركيز عليها، حيث أنه من خلال شعور الشخص بالحماية يتمكن من إظهار جميع الاستجابات وردود الأفعال الفكرية والنفسية، وبالتالي زيادة وعيه بها وقدرته على التركيز عليها.(المرجع 1) (المرجع 5)

 

العلاج

 

مع استمرار تدفق الذكريات المؤلمة، يستطيع المعالج النفسي الربط بين المشاعر التي يعاني منها المريض وبين ردود الفعل الجسدية التي تنتابه، حيث يقوم المعالج بتوجيه انتباه المريض لكيفية استجابة جسمه للمشاعر والذكريات وتحديد المكان الفعلي للتأثير في الجسم، فمثلاً الشعور بالغضب على شكل غصة في الحلق.(المرجع 1) (المرجع 5)

 

استعادة السيطرة

 

يمكن للشخص الشعور بالشفاء والانتصار على المواقف المؤلمة من خلال إظهار بعض ردود الفعل التي لم يظهرها خلال الموقف الصادم الحقيقي، فمثلاً عند التعرض للضرب يمكن رفع اليد في محاولة لحماية النفس أو الرد بالرفض على مواقف الاستغلال.(المرجع 1) (المرجع 5)

 

الحالات التي يعالجها العلاج النفسي الحسي الحركي

 

من خلال هذا النوع من العلاج يتمكن الشخص من التخلص من الأعراض المرافقة للحالات  التالية:(المرجع 2) (المرجع 3)

 

  • اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
  • الصدمة النفسية الناتجة عن سوء المعاملة.
  • المشكلات المتعلقة بالعلاقات.
  • القلق.
  • الاكتئاب.
  • نقص الحافز.
  • الغضب المفرط.
  • ضعف التنظيم الذاتي.
  • السلوكيات المؤذية للنفس أو السلوكيات الانتحارية.
  • الإدمان على المخدرات.
  • اضطراب الشخصية الحدية (BPD).
  • الفصام.
  • فقدان الشهية العصبي.

مؤشرات الإثارة الجسدية خلال العلاج النفسي الحسي الحركي

 

تظهر انفعالات الشخص أثناء حديثه عن الذكريات المؤلمة من خلال مجموعة من الأمور، حيث يقوم المعالج بلفت انتباه الشخص لما يلي:(المرجع 4) (المرجع 5)

 

  • الأعراض الجسدية مثل ضربات القلب ومعدل التنفس والشد العضلي والصداع المستمر.
  • قلة الطاقة وعدم امتلاك الحافز.
  • اضطرابات النوم بأنواعه، والأرق بشكل خاص والذي يرتبط بشكل متبادل بقلة الطاقة.
  • اتباع أساليب أكل سيئة سواء كان بقلة الأكل أو بزيادته.
  • السلوكيات المتطرفة مثل التجمد (عدم إبداء ردود فعل) أو القتال في المواقف المحفزة أو الهروب للشعور بالمزيد من الأمان.

مكونات العلاج النفسي الحسي الحركي

 

يتكون العلاج النفسي الحسي الحركي من مجموعة من المكونات، والتي لا يمكن للشخص أن يستفيد من دونها، وهذه المكونات هي:(المرجع 2)

 

الوعي الذاتي

 

لا بد أن يزيد وعي الشخص الذاتي بكيفية تأثير المواقف المؤلمة السابقة على طريقة تفكيره وبالتالي على جسمه، بالإضافة إلى إدراكه أن المواقف مرتبطة بالماضي ولا وجود لها في الوقت الحاضر.

 

اليقظة الذهنية

 

من الأمور الأساسية في هذا النوع من العلاج هي زيادة اليقظة الذهنية، فمن خلالها فقط يستطيع الشخص الانتباه والتركيز على التأثيرات الجسدية التي يتعرض لها، وبالتالي التمكن من التحكم بها بالشكل الصحيح.

 

التفاعل الجسدي

 

كما أن للمحفزات التأثير الكبير على الحالة الجسدية، فإنه يمكن استغلال الجسد في التحكم بالجهاز العصبي اللاإرادي والسيطرة على التوتر وكيفية التقليل من تسارع ضربات القلب والشد العضلي في هذه الأثناء.

 

تنظيم الاستثارة اللاإرادية

 

لنجاح هذا العلاج لا بد من تعلم الشخص كيفية السيطرة على الاستثارات اللاإرادية للجهاز العصبي وتنظيم ردود الفعل بشكل أكبر، وبالتالي التمكن من الحد من الأعراض المزعجة التي يعاني منها في المواقف المحفزة.

 

فوائد العلاج النفسي الحسي الحركي

 

يهدف العلاج النفسي الحسي الحركي إلى تحقيق مجموعة من الأهداف خلال الجلسات العلاجية، حيث يمكن الشخص في نهاية الأمر من:(المرجع 3)

 

  • التقليل من مدى الشعور بأعراض اضطراب ما بعد الصدمة.
  • التقليل من الشعور بالألم.
  • تحسين العلاقات الشخصية.
  • الحد من أعراض القلق.
  • التخلص من مجموعة الأفكار والمشاعر التطفلية التي ترافق الشخص.
  • التخلص من الشعور بالعجز.
  • التمكن من تنظيف العواطف والسيطرة عليها.
  • زيادة تقدير الذات.
  • القدرة على وضع الحدود الشخصية بشكل أفضل.
  • زيادة المرونة النفسية.

نصيحة عرب ثيرابي

 

بسبب التأثير الكبير للمواقف الصادمة على الحياة اليومية، فإننا في عرب ثيرابي ننصح الشخص بالحصول على العلاج المناسب والذي من خلاله يمكن الوصول إلى تسامح أكبر عند المرور بالمواقف المحفزة، الأمر الذي يساعده على:

  • السيطرة بشكل أكبر على الانفعالات الناتجة عن المحفزات للمواقف الصادمة من خلال المهارات الجسدية والمعرفية والسلوكية المكتسبة.
  • إدراك طريقة تأثير منبهات الصدمة على أنماط التفكير والإحساس والسلوك لدى الشخص.
  • التركيز على التأثيرات الجسدية الناتجة عن المحفزات دون الحكم عليها، الأمر الذي يقلل التركيز الأحداث أو الذكريات الصادمة ذاتها.
  • القدرة على التميز بين ذكريات الموقف الصادم وأحدث الموقف الحقيقة، والانتباه إلى أن الموقف في حقيقته قد انتهى وما نمر به ما هو إلا ذكريات.