Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الخطل النومي

الخطل النومي وأنواعه

هناك مجموعة واسعة من السلوكيات التي قد يعاني منها الشخص خلال نومه، حيث أنه قد يكون على دراية ببعضها بشكل مبسط والبعض الآخر لا يعلم بحدوثها نهائياً، فخلال حدوث سلوكيات الخطل النومي قد يعرّض الشخص نفسه والمحيطين لبعض المخاطر.

 

ما هو الخطل النومي؟

الخطل النومي (Parasomnia) هو مصطلح يشير إلى مجموعة السلوكيات غير الطبيعية التي يعاني منها الشخص خلال النوم أو خلال الفترة المحيطة بالنوم، وتختلف هذه السلوكيات بشكل كبير من حيث الشدة والخطورة والتكرار، وعلى الرغم من احتمالية حدوثها لدى جميع الفئات العمرية إلا أنها أكثر انتشاراً لدى الأطفال.(المرجع 1)

أنواع الخطل النومي

يمكن تقسيم السلوكيات التي يعاني منها الشخص خلال الخطل النومي إلى أقسام محددة على النحو التالي:

سلوكيات مرتبطة بحركة العين غير السريعة (NREM)

أو كما تسمى اضطرابات الإثارة، وغالباً لا يتذكر الشخص هذه السلوكيات أو يتذكرها بشكل طفيف جداً، وتحدث هذه السلوكيات خلال المراحل الثلاث الأولى من دورة النوم، وتتميز بالاستيقاظ غير الكامل وإبداء استجابة ووعي محدود للبيئة المحيطة، ومن ضمن هذه السلوكيات:(المرجع 1) (المرجع 2)

     

      • الاستيقاظ المتخبط: يستيقظ الشخص من نومه مرتبكاً وقد يجلس وينظر حوله لكنه غير مدرك لشيء، كما أنه لا يغادر سريره.

      • السير أثناء النوم: على الرغم من عدم الاستيقاظ فقد ينهض الشخص من سريره ويمشي ويقوم ببعض النشاطات الأخرى، فهو يبدي بعض الاستجابة للمحيط.

      • الذعر الليلي: هي نوبات من البكاء أو الصراخ أو إصدار بعض الأصوات الغريبة أثناء النوم، وفي هذه الحالة يصعب إيقاظ الشخص أثنائها، وقد تمتد النوبة إلى حوالي 40 دقيقة متواصلة.

      • السلوكيات الجنسية غير الطبيعية: وهي سلوكيات جنسية يقوم بها الشخص أثناء نومه، وتشمل ممارسة العادة السرية أو البدء بالجماع.

      • اضطراب الأكل المتعلق بالنوم: حيث أن الشخص يقوم بإعداد الطعام أو طهيه أو تناوله مع إظهار القليل من الاستجابة.

    سلوكيات مرتبطة بحركة العين السريعة (REM)

    خلال مرحلة نوم حركة العين السريعة تكون ضربات القلب أسرع كما يزيد التنفس وضغط الدم، في هذه الأثناء تحدث الأحلام الحية، ففي حالة استيقاظ الشخص في هذه المرحلة يمكنه تذكر الحلم بأكمله أو جزء منه بتفاصيله، كما يمكن أن يعاني الشخص من السلوكيات التالية المرتبطة بهذه المرحلة من النوم:(المرجع 2)

       

        • الكوابيس: غالباً ما يشعر الشخص بالرعب وعدم الأمان عند رؤيته للكوابيس، حيث يتمكن من ذكر تفاصيل الكابوس عند الاستيقاظ منه، إلا أنه غالباً لا يستطيع العودة إلى النوم.

        • شلل النوم: وهو عدم القدرة على تحريك الجسم والشعور بالألم في هذه الأثناء، قد تستمر الحالة لعدة دقائق ويمكن الخروج منها من خلال حديث الشريك أو لمسه للشخص.

        • اضطراب سلوك حركة العين السريعة: بعد الاستيقاظ من حلم مزعج قد يقوم الشخص ببعض السلوكيات مثل الحديث أو الشتم أو الركل أو الضرب، وغالباً ما تحدث هذه الحالة لكبار السن خاصة عند الإصابة بأحد الأمراض التنكس العصبي مثل الباركنسون.

      السلوكيات الأخرى

      قد يعاني الشخص من أنواع أخرى من السلوكيات غير المرتبطة بمرحلة معينة من مراحل النوم، ومن ضمن هذه السلوكيات:(المرجع 3) (المرجع 4)

         

          • متلازمة الرأس المنفجر: وفيها قد يعتقد الشخص أنه يسمع أصوات انفجارات كبيرة، وقد يظن الشخص أنه يعاني من سكتة دماغية.

          • الهلاوس: هي أحداث متخيلة تحدث للشخص بحيث لا يستطيع التميز بين نومه أو استيقاظه، وقد تشمل على أحداث بصرية أو لمسية أو صوتية أو ذوقية.

          • الأنين: يتم الخلط بينه وبين الشخير، إلا أنه لا يرتبط بالمشكلات التنفسية، حيث يصدر الشخص أنيناً أو همهمة بصوت مرتفع.

          • التبول اللاإرادي: غالباً ما يُلاحظ لدى الأطفال الصغار، حيث يحدث عندما لا تستطيع المثانة تحمل المزيد من البول داخلها.

          • صرير الأسنان: قد يضغط الشخص على أسنانه بقوة أثناء النوم مسبباً بذلك الكثير الألم ومشكلات في الأسنان.

          • الحك أثناء النوم: ويمكن ملاحظته من خلال وجود الكثير من الخدوش أو النزيف على الجلد عند الاستيقاظ.

        أسباب حدوث الخطل النومي

        يوجد العديد من الأسباب وراء حدوث الخطل النومي للشخص، حيث أن بعضها يتعلق بمشكلات تعيق القدرة على النوم، أما البعض الآخر مرتبط بمشكلات صحية والنفسية كما يلي:(المرجع 2) (المرجع 3)

        المشكلات المتعلقة بالنوم:

           

            • الانتقال غير المكتمل من حالة اليقظة إلى مراحل النوم.

            • قلة النوم سواء كان مؤقت بسبب السفر أو الدائم بسبب العمل بنظام الورديات.

            • تناول بعض الأدوية المسببة للنوم، مثل مضادات الاكتئاب والبنزوديازيبينات والأدوية المضادة للذهان أدوية الضغط والربو.

            • المشكلات الطبية المتعلقة بالنوم مثل تململ الساقين أو اضطراب الساعة البيولوجية أو انقطاع التنفس.

          المشكلات الصحية والنفسية

          تسبب الكثير من المشكلات الصحية أنماط متنوعة من الخطل النومي، ومن هذه المشكلات والنفسية:

             

              • ارتفاع الحرارة.

              • التعرض للتوتر.

              • تناول الكحول أو تعاطي المخدرات.

              • التعرض المباشر لإصابة على الدماغ أو الإصابة بالتهاب فيه.

              • الحمل أو الحيض.

              • المشكلات النفسية مثل الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة أو القلق.

            تشخيص الخطل النومي

            للتمكن من تشخيص حدوث الخطل النومي والوقوف على السبب الرئيسي ورائها، لا بد من المرور بمجموعة الإجراءات التالية:(المرجع 2) (المرجع 5)

               

                • كتابة اليوميات الخاصة بالنوم لمدة أسبوعين كاملين.

                • تقييم النوم من خلال مقياس إبوورث للنعاس والذي يعكس مدى تأثير النوم على الحياة اليومية للشخص.

                • التحقق من عدم وجود أي اضطرابات نفسية أو صحية أو تناول أي أدوية من شأنها التأثير على أنماط النوم.

                • إجراء دراسة نوم، والتي تتضمن إجراء تخطيطاً للدماغ، ومراقبة نبضات القلب والتنفس ومتابعة حركة اليدين والساقين أثناء النوم من خلال تسجيل فيديو لذلك.

                • إجراء تصوير مقطعي أو تصوير بالرنين المغناطيس لاكتشاف أي مشكلات دماغية.

              علاج الخطل النومي

              يعتمد علاج الخطل النومي على عدد مرات تكرار السلوكيات وشدة النوبات، حيث أنه للحالات الشديدة يمكن وصف مجموعة من الأدوية للتقليل من حدتها، من هذه الأدوية:(المرجع 6)

                 

                  • مضادات الاكتئاب.

                  • الميلاتونين.

                  • دواء توبيراميت Topiramate المستخدم في علاج النوبات.

                  • ليفودوبا Levodopa الذي يعزز مستويات الدوبامين في الجسم.

                • الأدوية المهدئة مثل البنزوديازيبينات.
                في حال كان السبب في حدوث هذه السلوكيات تناول أحد الأدوية السابقة، فقد يقوم الطبيب المعالج بتغيير  الجرعة أو استبدال الدواء بآخر.

                نصيحة عرب ثيرابي

                في الكثير من الأحيان تكون المشكلات النفسية والتوتر الذي يشعر به الشخص سبباً أساسياً في التعرض لمثل هذه السلوكيات، لذلك ننصح في عرب ثيرابي الحصول على العلاج النفسي المناسب للحالة التي يعاني منها الشخص للتمكن من تعلم كيفية إدارة أعراضه والتعامل مع الضغوط الحياتية المتنوعة بمزيد من المرونة النفسية.