Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الشقيقة

العلاقة بين الشقيقة والاكتئاب

على الرغم من أن الشقيقة تعتبر حالة جسدية، أما الاكتئاب فهو حالة نفسية، ولكن كلاً منهما يرتبط مع الآخر بشكل وثيق، فما هذه العلاقة. وكيف يمكن التحكم بها أو السيطرة على الأعراض، هذا ما سيتم تناوله في الأسطر التالية.

 

العلاقة بين الشقيقة والاكتئاب

يمكن للشخص أن يعاني من كل من الشقيقة والاكتئاب في الوقت ذاته، وتعتبر العلاقة بينهما علاقة تبادلية، مما يزيد الأعراض التي يعانيها بشكل كبير، حيث إن:

الشقيقة تؤدي للاكتئاب

تزيد احتمالية إصابة الشخص بالاكتئاب بحوالي 5.8 مرة عندما يعاني من الشقيقة أو آلامها، حيث يرى مدى تأثيرها على حياته اليومية، مما يؤدي به:

    • الشعور بالإحباط أو اليأس أثناء ترقبه الدائم للنوبات المتكررة من الشقيقة.
    • تجربة المشاعر السلبية التي ترافق النوبات والفترات البينة، وبالتالي الإصابة بالاكتئاب.

    حوالي 20٪ من الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي العرضي قد يعانون أيضًا من الاكتئاب.

    الاكتئاب يؤدي للشقيقة

    يمكن لنوبات الاكتئاب المستمرة التي تصيب الشخص أن تزيد احتمالية إصابته بالصداع النصفي، حيث أن:

    • تزيد هذه الاحتمالية بنحو 3.4 مرة لدى الشخص المكتئب.
    • تعتبر الأعراض التي ترافق الاكتئاب مثل عدم التمكن من النوم أو فقدان الشهية والشعور بالضيق، هي أيضاً من أعراض الشقيقة.

     

    سبب العلاقة بين الشقيقة والاكتئاب

    لا يمكن معرفة الكيفية التي يؤثر بها كلتا الحالتين على بعضهما بالشكل الدقيق، فعلى الرغم من أن الشعور بالآلام المزمنة يساهم في تطور الاكتئاب لدى الشخص، ولكن العلاقة في هذه الحالة ليست كذلك. حيث إن العلماء توصلوا إلى أن هناك عوامل أخرى تجمع بين الشقيقة والاكتئاب، مثل:

      • العامل الوراثي: حيث إن وجود أحد أفراد العائلة مصاب بالاكتئاب يزيد احتمالية التعرض للإصابة بالصداع النصفي، والعكس صحيح.
      الأفراد الذين لديهم أشقاء يعانون من الصداع النصفي كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 40٪ من أولئك الذين ليس لديهم أشقاء مصابون بالشقيقة.
      • نقص مستوى هرمون السيروتونين: يساهم النقص في هذا الهرمون الدماغي في زيادة فرصة الإصابة بالصداع النصفي أو الاكتئاب.
      • الخلل في الهرمونات الجنسية: لبعض الهرمونات الجنسية مثل الإستروجين دور أساسي في التسبب بكل من الاكتئاب والشقيقة.
      • التوتر: من المعروف أن التوتر والقلق المستمرين قد يسببان الاكتئاب، ولكن الكبت النفسي الناتج عن التوتر المتزايد والصدمات الحياتية يزيد أيضاً من احتمالية الإصابة بالصداع النصفي.
      • الخلل في التفاعلات بين الدماغ والغدة الكظرية والدرقية: مما يؤثر سلباً على طريقة استجابة الجسم للتوتر، بالإضافة إلى عدم التوازن في بعض وظائف الجسم.

       

      كيفية علاج كل من الشقيقة والاكتئاب

      قد تكون بعض الطرق ذات فائدة واضحة ومباشرة على كلتا الحالتين، وبعضها الآخر تساعد في علاج حالة واحدة، ولكن تساهم بشكل غير مباشر على الحالة الأخرى، ومن ضمن هذه العلاجات والاستراتيجيات:

      العلاج النفسي

      من خلال زيارة موقع عرب ثيرابي، يمكن للمريض اختيار الموعد المناسب والحصول على الاستشارة النفسية في حال إصابته بالاكتئاب، حيث يمكن اتباع أساليب علاجية متنوعة ليتخلص الشخص من توتره، ومن هذه العلاجات:

        • العلاج المعرفي السلوكي: مما يساعد الشخص في تعلم الشخص الطريقة الصحيحة لإدارة التوتر، وتغيير أنماط التفكير السلبية واستبدالها بأخرى أكثر إيجابية.
        • العلاج بالكلام: يمكّن العلاج بالكلام الشخص من التحكم بأعراض الشقيقة، وإدارة عواطفه خلال النوبات، وبالتالي تحسين جودة حياته.

        العلاج الدوائي

        ينقسم العلاج الدوائي إلى نوعين، يكمل كل منهما الآخر في حالة إصابة الشخص بكل من الصداع النصفي والاكتئاب، وهذه الأدوية هي:

          • الأدوية النفسية: والتي تشتمل على أدوية الاكتئاب (مثل دواء زولفت وبروزاك)، أو مضادات القلق، وفي الوقت ذاته يمكنها علاج الشقيقة.
          • الأدوية الجسدية: وهي غالباً ما تكون المسكنات المتنوعة أو الأدوية الخاصة بالشقيقة مثل التريبتان، والتي تعمل على تخفيف الشعور بالألم المرافق للشقيقة.

          الارتجاع البيولوجي

          يعتبر هذا العلاج من العلاجات الفعّالة للشقيقة، حيث يمكن تطبيقه من خلال:

          • توصيل الجهاز بالشخص للتعرف على مدى إجهاده، بقياس توتر العضلات ودرجة الحرارة.
          • المساعدة في التعرف على أسباب هذا الإجهاد والقدرة على تعزيز الاسترخاء.

          يمكن للعلاج بالارتجاع البيولوجي وحده أن يقلل من تكرار نوبات الصداع بحوالي 45-60٪.

          العلاج المتكامل

          وهو علاج ذو استجابة فعّالة، حيث يتم تطبيق العلاج من خلال 12 جلسة علاجية أسبوعية، مدة الجلسة الواحدة 50 دقيقة، ويشتمل على:

          • العلاج المعرفي السلوكي.
          • الارتجاع البيولوجي.
          • الاسترخاء التدريجي للعضلات.
          • استخدام بعض الأدوية التي لها التأثير الواضح على الشقيقة.

          الاستراتيجيات المختلفة

          يمكن من خلال اتباع بعض الاستراتيجيات والقيام ببعض التغييرات في نمط الحياة اليومية للشخص تحسين حالته الصحية والنفسية على حد سواء، ومن ضمن هذه الاستراتيجيات:

          تقنيات الاسترخاء

            تعمل تقنيات الاسترخاء على تقلل من مستويات التوتر بشكل كبير، وبالتالي التأثير الإيجابي على الشقيقة.

            الرياضة

            تتضمن ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم التمتع بحالة صحية مناسبة، كما له الدور المباشر في تحسين مستويات الهرمونات الدماغية.

            الراحة

            الحصول على القدر الكافي من النوم، بحيث تكون ساعات النوم متواصلة.

            الطعام الصحي

            اتباع نظام غذائي صحي، والتركيز على الأطعمة والخضراوات التي من شأنها تحسين الحالة النفسية والصحية للشخص.

            العلاقات الاجتماعية

            قد يضطر الشخص بسبب ألمه أن ينسحب من اللقاءات أو الاجتماعات. ولكن يجب عليه العودة وقت استطاعته، لتقليل احتمالية تعرضه للاكتئاب.

            الابتعاد عن المحفزات

            تجنب محفزات الصداع النصفي، وذلك مثل:

            • تناول الكافيين أو الكحول.
            • الجفاف.
            • التوتر.
            • عدم الانتظام في مواعيد الطعام.
            • اضطراب الرحلات الجوية الطويلة.

             

            علاقة الشقيقة بالاضطرابات النفسية الأخرى

            تم ملاحظة شكوى بعض المرضى من الإصابة بالشقيقة بعدما تم تشخيص حالتهم بأحد الاضطرابات النفسية، ومن هذه الاضطرابات النفسية:

            • اضطراب ثنائي القطب، حيث أن ثلث المصابين به يعانون من الشقيقة.
            • اضطراب ما بعد الصدمة، والذي غالباً ما يرتبط بنوع من الصداع يسمى صداعاً مستمراً بعد الصدمة، وهو حالة سريرية من الصداع النصفي.
            • القلق، حيث إن ترقب الشخص لنوبات الشقيقة يعمل على زيادة مستويات توتره أو قلقه.
            • نوبات الهلع، وما يصاحبها من خفقان أو تزايد ضربات القلب.

             

            هل تفيد مضادات الاكتئاب في حالة الشقيقة؟

            يمكن للشخص عند إصابته بالشقيقة أن يتناول أدوي مضادات الاكتئاب تحت الإشراف الطبي، حيث إن:

            • لهذه العلاجات تأثير كبير على الدماغ، خاصة مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، حيث إن النقص بهذا الهرمون يرتبط بالشقيقة.
            • يجب الانتباه إلى الآثار الجانبية المحتملة عند المزامنة بين مضادات الاكتئاب وأدوية الصداع النصفي، حيث يمكن أن تزيد من احتمالية التعرض لمتلازمة السيروتونين الخطيرة.

             

            كلمة من عرب ثيرابي

            على الرغم من وجود الكثير من الأدوية لعلاج الشقيقة، إلا أنها تكون بلا فائدة لدى بعض الأشخاص، وفي هذه الحالة فإن العلاجات السلوكية غالباً ما تأتي بنتائج إيجابية، حيث يلخص الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي فائدة العلاج النفسي في هذه الحالة بما يلي:

            • تقليل عدد نوبات الصداع.
            • الحد من شدة الألم.
            • تقصير فترة نوبة الصداع.