ما ستجده في هذا المقال:
يبدو الأشخاص المصابون بـ اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع غير مبالين، ولا يظهرون أي ندم على أفعالهم، وقد يتصرف الشخص المصاب بالاضطراب بتسرع وسلوكيات مدمرة وغير آمنة دون الشعور بالذنب عندما تؤذي أفعاله الآخرين.
اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (ASPD)
هو اضطراب نفسي يجعل الشخص يرتكب أفعال وسلوكيات مؤذية تجاه الآخرين مع التلاعب والمكر بهم، ويميل إلى عدم الشعور بالتعاطف مع الآخرين، وعلى الرغم من أنه قد يبدو ساحرًا ولديه قدرة كبيرة على بناء العلاقات الاجتماعية، إلا أنه يتجاهل جميع القواعد الاجتماعية.
يؤثر اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع على الرجال أكثر من النساء.
أسباب اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
السبب الواضح خلف الإصابة في هذا الاضطراب لا يزال غير معروفًا، ولكن الأسباب المحتملة والعوامل التي تزيد من احتمال الإصابة به:
- كيمياء الدماغ: قد يكون لدى الشخص المصاب بالاضطراب مستويات غير عادية من السيروتونين، وهي المادة التي تنظم المزاج وتسبب الشعور بالسعادة.
- عوامل بيئية: التعرّض للصدمات أو سوء المعاملة في مرحلة الطفولة المبكرة تزيد من خطر الإصابة به في وقت لاحق من الحياة.
- علم الوراثة: قد تكون هناك بعض العوامل الوراثية التي يمكن أن تعرض بعض الأفراد للإصابة بالاضطراب.
- نمط الحياة: يعاني حوالي نصف الأشخاص المصابين بالاضطراب من مشاكل في تعاطي المخدرات أو الكحول.
- الجنس: الرجال أكثر عرضة من النساء للإصابة بهذا الاضطراب.
أعراض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
تتضمن الأعراض والعلامات التي تدل على الإصابة بالاضطراب:
- يستغل أو يتلاعب أو ينتهك حقوق الآخرين.
- يفتقر إلى القلق أو الندم أو الندم حول محنة الآخرين.
- يتصرف بطريقة غير مسؤولة.
- يتجاهل السلوك الاجتماعي الطبيعي المتعارف عليه.
- يجد صعوبة في المحافظة على علاقات طويلة الأمد.
- لا يستطيع السيطرة على الغضب، ويتصرف بعدوانية.
- يفتقر إلى الشعور بالذنب، أو لا يتعلم من أخطائه.
- يلقي اللوم على الآخرين في مشاكل حياته.
- يخرق القانون باستمرار، مرارًا وتكرارًا.
العلامات المبكرة لاضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
بالعادة العلامات المبكرة تظهر قبل سن 18، وتؤدي لتشخيص الإصابة في اضطراب سلوكي، وتتضمن العلامات المبكرة للإصابة بالاضطراب:
- القسوة على الحيوانات.
- تعمد إشعال الحرائق.
- الاستخدام المفرط أو الاعتماد على تعاطي المخدرات أو الكحول.
- مخالَفة القانون بكثرة، أو عدم الالتزام في القواعد المدرسية دون وجود سبب واضح لذلك.
- السلُوك القاسي أو العدواني تجاه الآخرين.
- الانخراط في المشاكل أو القتال، أو سلوكيات التنمر.
- السرقة أو استخدام الأسلحة.
- التغيب عن المدرسة قبل سن 13.
- الكذب لتحقيق مكاسب شخصية.
- الهروب من المنزل.
- التخريب وتدمير الممتلكات.
- التقلبات المزاجية.
- التعرّض للتخويف من قبل الآخرين.
- صعوبة في تكوين صداقات أو المحافظة على علاقات وثيقة.
- ضعف الأداء في المدرسة.
تشير الدراسات إلى أن أعراض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع هي الأسوأ بين سن 20 إلى 40 عامًا وتميل إلى التحسن بعد سن الأربعين.
تشخيص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
لتشخيص الاضطراب عادةً ما يكون عند الشخص تاريخ من الاضطرابات السلوكية قبل سن 15 عامًا، ويتم التشخيص بناءً على تقييم نفسي دقيق عند الأشخاص ممن هم في عمر 18 أو أكثر، ويجب أن يظهر على الشخص 3 من المعايير السلوكية التالية على الأقل:]
- خَرق القانون مرارًا وتكرارًا.
- الاندفاع أو عدم القدرة على التخطيط للمستقبل.
- الانفعال والعدوانية.
- التجاهل المتهور للسامة الشخصية أو سلامة الآخرين.
- عدَم المسؤولية باستمرار وانتظام، وعدم الشعور بالندم.
- استبعاد الإصابة في نوبات انفصام الشخصية أو الهوس، أن تكون الأعرض جزء من شخصية الفرد وسلوكه اليومي.
- عادة ما يصبح هذا السلوك أكثر تطرفًا وتحديًا خلال أواخر سن المراهقة وأوائل العشرينات.
بالإضافة لإجراء التشخيص التفريقي، وهو التمييز بين عدة من الحالات النفسية التي تسبب نفس الأعراض واستبعادها، وهي:
- اضطراب الشخصية الحدية، أو عدم استقرار الحالة المزاجية وسلوكيات التلاعب.
- اضطراب الشخصية النرجسية، أو زيادة الشعور بأهمية الذات.
- اضطِراب تعاطي المخدرات، أو الإدمان على المخدرات أو الكحول.
علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
يوجد أكثر من طريقة تساهم في علاج الاضطراب، وأبرزها:
العلاج المجتمعي الديمقراطي (DTC)
تشير الدراسات والدلائل إلى أن البرامج المجتمعية يمكن أن تكون فعالة في علاج الاضطراب على المدى الطويل، وتستخدم بكثرة في السجون، ويوصى بأن يكون العلاج لمدة 18 شهرًا.
وهو نوع من العلاج الاجتماعي الذي يهدف إلى معالجة مخاطر تعرض الشخص للإساءة، وتوفير احتياجاته العاطفية والنفسية.
يعتمد العلاج المجتمعي على مجموعات العلاج الكبيرة والصغيرة، مع التركيز على قضايا المجتمع، من خلال خلق بيئة يساهم فيها كل من الموظفين والسجناء في قرارات المجتمع، مع توفير فرص للعمل التعليمي والمهني.
الأدوية
عادةً ما يساعد الدواء الأشخاص الذين يعانون من العدوانية أو الاكتئاب أو الحالة المزاجية المتقلبة جنبًا بسبب الاضطراب، ومن هذه الأدوية:
- مضادات الاكتئاب: التي تساعد في تنظيم مستويات السيروتونين في الدماغ، مثل سيرترالين (Sertraline)، فلوكستين (Fluoxetine).
- مضادات الذهان: التي يمكن أن تتحكم في السلوك العنيف أو العدوانية، مثل ريسبيريدون (Risperidone)، كويتيابين (Quetiapine).
- مثبتات الحالة المزاجية: التي تساعد في إدارة التغيرات الحادة في المزاج أو السلوك، مثل الليثيوم و الكاربامازيبين (Carbamazepine).
العلاج النفسي
يمكِن أن يكون العلاج المعرفي السلوكي (CBT) مفيدًا في مساعدة الأفراد على اكتساب نظرة ثاقبة لسلوكياتهم وتغيير أنماط التفكير التي تجعلهم غير قادرين على التكيف مع المجتمع، وعادة ما تحدث النتائج الفعالة فقط بعد العلاج طويل الأمد.
يعتقد أن العلاج الجماعي والأسري يمكن أن يكون فعالًا ويساعد في علاج الاضطراب.
آثار اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
يؤثر الاضطراب على حياة الشخص المصاب به بطريقة واسعة؛ حيث يمكن أن يسبب له الآثار التالية:
- ارتكاب السلوكيات الإجرامية، والذي يعتبر سمة أساسية للاضطراب.
- يوجد خطر كبير أن يرتكب الشخص المصاب بهذا الاضطراب الجرائم، وأن ويسجن في مرحلة ما من حياته.
- الرجال الذين يعانون من الاضطراب أكثر عرضة من 3 إلى 5 مرات من النساء لإساءة استخدام الكحول والمخدرات.
- خطر متزايد للوفاة المبكرة نتيجة لسلوك متهور أو محاولة الانتحار.
- زيادة التعرض لمشاكل العلاقات خلال مرحلة البلوغ.
- عدم القدرة على إيجاد عمل أو الاستمرار في وظيفة، والذي بدوره يجعله عاطل عن العمل أو يصبح مشردًا.
التعامل مع اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
غالبًا ما تكون آثار الاضطراب سيئة ومضرة على المصاب به، وقد تجعله غير قادرًا على العمل أو الاستمرار في حياته بطريقة جيدة، ويجعل من الصعب للغاية عليه التعامل مع العديد من جوانب حياته، ولكن من النادر أن يطلب الشخص لوحده المساعدة أو يسعى للتخلص من الاضطراب.
لذلك إذا كنت تعرف أحدًا مصابًا بهذا الاضطراب قد يكون من المفيد أن تقدم له الدعم، وأن تساعده على التواصل مع أخصائي صحة نفسية، بحيث يساعده على تعلم بعض مهارات التأقلم التي تساعده، وتساعدك أيضًا في حماية نفسك.
يمكنك تعلم مهارات التأقلم لمساعدتك على وضع الحدود وحماية نفسك من الأذى.
نصيحة عرب ثيرابي
على الرغم من اعتقاد الكثير من الأشخاص أن اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع هو عدم الرغبة بصحبة الآخرين وتفضيل البقاء وحيداً، إلا أنها حالة نفسية خطيرة تحتاج إلى المساعدة.
حيث أن المخاطر والأضرار المترتبة على الحالة قد تنال من الشخص ذاته كما أنها تضر الآخرين. لذلك فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يرون بضرورة الحصول على المساعدة المتخصصة فور ملاحظة الأعراض التالية:
- حدوث تغيرات مزاجية شديدة.
- إلحاق الأذى بالنفس.
- وجود أفكار انتحارية.
- ممارسة السلوك العنيف.