هل عصبية الأطفال وراثية؟

هل عصبية الأطفال وراثية؟

غالبًا ما تكون عصبية الأطفال وراثية؛ حيث أن الغضب ينتقل بين العائلات، إلا أنّ معظم الخبراء على اتفاق أن الغضب سلوك مكتسب في حال لم يكن ناتج عن أمراض أو اضطرابات نفسية.[مرجع2]

هل عصبية الأطفال وراثية؟

في حين أن الجينات والوراثة ليست واضحة تمامًا إذا ما كانت عصبية الأطفال وراثية، إلا انها يُمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في سلوك الغضب عند الأطفال والناضجين، وبشكلٍ خاص إذا كان هناك تاريخ عائلي من الإصابة في الأمراض العقلية مثل الاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب.[مرجع1]

هل عصبية الأطفال مكتسبة؟ 

يميل أغلب الخبراء والباحثين إلى أن عصبية الأطفال سلوك مكتسب وليس وراثي؛ لأن الأسرة هي من تعلّم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره المختلفة مثل السعادة، والحزن، والغضب، وفي حال لم يُعبر الأهل عن مشاعر الغضب بطريقة صحيحة، سوف يكتسب الطفل نفس السلوكيات.[مرجع2]

اكتساب سلوك عصبية الأطفال

في أغلب الأحيان يتم اكتساب عصبية الأطفال من الأهل أو مقدمي الرعاية، وذلك من خلال:

النمذجة (القدوة) 

عندما يلاحظ الطفل سلوك ما عند الأهل أو مقدمي الرعاية سوف يقوم في تقليد هذا السلوك، والأمر ينطبق على الغضب والعصبية، لذا في حال كان أحد الأهل يتصف بالعصبية قد يكون هو السبب في عصبية أطفاله.[مرجع1]

التعزيز

من الأساليب الخاطئة التي يعتمدها الأهل في التعامل مع عصبية الأطفال هي منح الطفل ما يرغب به عندما يبدأ بالغضب والتصرف بعصبية، والذي يعتبره الطفل نوعًا من التعزيز الذي يدل على أن سلوكه صحيحًا، وقد ينشأ هذا الاعتقاد مع الشخص حتى ينضج ويكبُر.[مرجع1]

تكرار أساليب التربية

في حال نشأ الشخص في عائلة تتسم في صفات الغضب وسلوكيات الغضب تزيد احتمالات أن يكتسب هذا السلوك، وأن يقوم في تربية أبنائه بنفس الأسلوب لأن هذا ما يعرفه، وبالتالي ينتقل الغضب بين الأجيال، وهو ما قد يجعل البعض يعتقد أن العصبية وراثية.[مرجع2]

الغضب على الطفل

عند التعبير عن الغضب بشكل مباشر للطفل يقوم الطفل في استيعاب المشاعر والاستجابة لها أكثر من الاستجابة للكلام والأفعال، وبالتالي عندما يتصرف الأهل في عصبية مع الطفل لارتكابه خطأ ما، سوف يكتسب العصبية ولن يتعلم أخطائه.[مرجع4]

المشاعر السلبية

قد يعتقد الأهل عند شعورهم بالعصبية أنه تصرف سليم إرسال الأطفال بعيدًا للعب أو مشاهدة التلفاز، أو غيرها، ولكن ذلك يشجع الطفل على الانفصال، ويوصل له الكثير من المشاعر السلبية.[مرجع4]

المشاكل العائلية

لا يحتاج الطفل لتلقي سوء المعاملة أو الغضب بشكل مباشر حتى يتأثر به؛ قد يتأثر به بسبب وجود مشاكل بين والديه، وذلك مثل:[مرجع4]

  • غضب أحد الوالدين على الآخر.
  • كثرة المشاكل والصراعات بين الوالدين.
  • عدم التوافق بين الوالدين الذي يجعل علاقتهم متوترة، ولا يتحدثون جيدًا.

العوامل التي تؤثر في عصبية الأطفال

بالإضافة للعوامل الوراثية والتربية يوجد مجموعة من الأمور التي تؤثر على غضب الأطفال، ومنها:

نوع الشخصية

الطفل الذي يتمتع بشخصية حساسة ورقيقة يكون أكثر حساسية تجاه محفزات الغضب؛ لذا فإنه يتأثر في المحفزات ويغضب بشكل أسرع بسبب نوع شخصيته.[مرجع3]

مشاكل في تركيبة الدماغ

وجدت الأبحاث والدراسات أن الطفل الذي يُظهر ميلًا للسلوكيات العدوانية والغضب قد تقلصت لديه أجزاء ووظائف الدماغ المسؤولة عن التحكم في العواطف.[مرجع3]

غضب الأهل

غالبًا ما يُظهر الأهل تصرفات وسلوكيات غاضبة تجاه أطفالهم في حال لم يقم الأطفال في تحقيق توقعات الوالدين، وسلوكيات الغضب هذه قد تنتقل للطفل، أو تصيبه في الاكتئاب، والعزلة الاجتماعية، وغيرها من الاضطرابات والمصاعب.[مرجع4]

العلاقات مع مقدمي الرعاية

من الأمور التي قد تجعل الطفل يميل للسلوكيات العنيفة أو العصبية هي امتلاكه علاقة غير صحية وغير مستقرة مع مقدمي الرعاية؛ حيث أن تعرض الأطفال لسوء المعاملة يجعلهم أكثر عرضة للتوتر، ويواجهون مصاعب في التحكم في المشاعر أو التعبير عنها، ولذلك قد يميل الطفل للغضب والعنف.[مرجع5]

الصحة الجسدية

تتطور بيولوجية الجسم في مرحلة الطفولة وحتى المراهقة، وفي حال تعرض الطفل للكثير من الضغط في هذه المرحلة يؤثر ذلك على نموه وصحته الجسدية، والتي بدورها قد تسبب له اضطرابات نفسية، وجميعها تؤثر على غضبه.[مرجع5]

الوقاية من عصبية الأطفال المكتسبة

هناك بعض الأمور التي يُمكن للأهل فعلها للتقليل من فرص اكتساب أطفالهم سلوكيات العصبية، ومنها:[مرجع4]

  • بناء علاقة قوية مبنية على المحبة والتواصل بين الوالدين والأطفال.
  • أن يكون الأهل قدوة أخلاقية حسنة.
  • وضع توقعات أخلاقية عالية للأطفال، والتوقع منهم أن يكون الاحترام والاهتمام بالآخرين ضمن أولوياتهم.
  • توفير الفرص للأطفال لممارسة الرعاية والامتنان.
  • توسيع دائرة اهتمام الأطفال.
  • تعزيز قدرات الطفل على أن يكون مُفكّر وله تأثير إيجابي في محيطه.
  • مساعدة الأطفال على تعلم مهارات إدارة المشاعر وضبط النفس بطريقة صحية.

ابدأ العلاج
بسرية وخصوصية تامة