Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
قلق الانفصال عند الرضع

قلق الانفصال عند الرضع

يختلف قلق الانفصال عند الرضع بشكل كبير بين الأطفال؛ حيث أن بعضهم يدخل في حالة هستيرية عند ابتعاد مقدم الرعاية أو الأم عنه لمدة قليلة، بينما آخرين يستمر شعورهم بالقلق لمدة طويلة.

 

ما هو قلق الانفصال عند الرضع؟

هو مشاعر القلق والخوف من الابتعاد عن الأم أو مقدم الرعاية عنه، ويتطور قلق الانفصال عند الرضع بعد أن يكتسب الطفل مفهوم تمييز الأشخاص ووجودهم أو ابتعادهم عنه، وغالبًا ما يبدأ ذلك من عمر 4-5 شهور، ولكن يكون في أوجه في عمر 9 أشهر.

 

إلى متى يستمر قلق الانفصال عند الرضع؟

يكون قلق الانفصال أكثر شيوعًا عند الأطفال الرضع عندما يكون العمر ما بين 8 إلى 12 شهر، ومن النادر أن يستمر لأكثر من أسبوعين، وفي الأغلب يتخلص منه الطفل قبل أن يصل عمر إلى عامين، إلا أنه في بعض الأحوال قد يستمر حتى 3 سنوات.

من النادر أن يستمر قلق الانفصال بشكل يومي بعد سنوات ما قبل المدرسة.

 

قلق الانفصال الليلي

أحيانًا يظهر قلق الانفصال عند الأطفال والرضع أثناء النوم في الليل على شكل المكافحة لأجل النوم، والاستيقاظ بشكل متكرر كأنه يستيقظ من الكوابيس، وقد يبدأ في الصراخ والبكاء، ويمكن التخلص منه من خلال الآتي:

  • إنشاء روتين نوم ثابت للطفل.
  • تجنب النوم مع الطفل حتى يغفو ومن ثم التسلل بعيدًا عنه؛ يكون الطفل أكثر حزنًا عندما يستيقظ ولا يجد الأم أو مقدم الرعاية.
  • الابتعاد عن إنشاء أي عادات نوم سيئة مثل إخراج الطفل من السرير وإعادته إليه، أو السماح له بالنوم عند والديه.
  • الغناء للطفل قبل النوم، والتحدث إليه بهدوء مع فرك ظهره.
  • المحافظة على الهدوء والاسترخاء؛ حتى ينقل الطفل السلوك من والديه.
قد يهمك: ما أسباب المشي أثناء النوم؟ 

 

أسباب قلق الانفصال عند الرضع 

من الطبيعي أن يشعر الطفل الرضيع بقلق الانفصال عند ابتعاد والدته عنه، والذي يكون بشكل أساسي بسبب عدم معرفته لمفهوم “الوقت”، لذا لا يمكنه معرفة متى سيعود مقدم الرعاية أو الأم، وهو ما يجعل الرضيع يصاب بالخوف والاضطراب، ومع مرور الوقت من المفترض أن يتلاشى قلق الانفصال تدريجيًا، إلا أنه قد يستمر لأحد الأسباب التالية:

  • وصول شقيق جديد.
  • النشوء في بيئة رعاية جديدة أو غير مألوفة.
  • الحصول على مقدم رعاية جديد.
  • الانتقال من المنزل إلى منزل جديد.
  • فقدان مقدم الرعاية أو أحد الوالدين.
  • الغياب عن الأم أو مقدم الرعاية لوقت طويل.
  • اكتساب الشعور بالضغط والخوف من مقدم الرعاية الذي يشعر بنفس الطريقة.
  • التعب، والجوع، والإحساس بالمرض أو التوعك.
  • أساليب التربية، والأمومة، والأبوة التي تحفز الطفل على الاعتماد على التشبث ولا تشجع الاستقلالية.

 

أعراض قلق الانفصال عند الرضع

يمكن أن تشمل أعراض قلق الانفصال الأعراض والعلامات التالية:

  • البكاء عندما يغادر مقدم الرعاية أو الأم الغرفة.
  • التشبث بمقدم الرعاية أو الأم في المواقف غير المألوفة أو المواقف الجديدة.
  • الخوف أو الرهبة من الغرباء.
  • تفضيل والتقرّب من مقدم رعاية بدلًا من غيره.
  • عدم التمكن من النوم إلا عند وجود مقدم الرعاية بالقرب من الرضيع.
  • الاستيقاظ في الليل والبكاء حتى اقتراب مقدم الرعاية أو الأم منه.
  • التعلّق والتشبث في الوالدين.
  • نوبات الغضب عند الابتعاد عن الوالدين أو مقدم الرعاية.
  • رفض القيام بأي شيء أو نشاط يتطلب من الطفل الانفصال عن والديه أو مقدم الرعاية.
  • الامتناع عن النوم لوحده، أو الاستيقاظ في الليل والصراخ.

يمكن أن تظهر على الأطفال علامات قلق الانفصال في وقت مبكر يصل إلى (4 – 5) أشهر.

 

التخلص من قلق الانفصال عند الرضع

إذا كان الطفل يعاني من قلق الانفصال يمكن مساعدته على تخطيه والتأقلم مع الانفصال بالطرق التالية:

في الأماكن الجديدة

عندما تقوم الأم أو مقدمي الرعاية في ترك الطفل في مكان جديد مثل منزل أحد الأقارب، أو مركز رعاية الأطفال، أو حضانة يجب فعل الآتي:

  • قضاء بعض الوقت مع الطفل في المكان الجديد قبل الابتعاد عنه؛ لزيادة الألفة والثقة للمكان.
  • ترك الطفل يأخذ شيء يحبه للمكان الجديد مثل لعبته المفضلة معه أو بطانيته التي تجعله يشعر بالأمان.
  • إخبار الأشخاص الموجودين في المكان عن قلق الانفصال الموجود عند الطفل.

أثناء الابتعاد عن الطفل

افضل طريقة للابتعاد عن الطفل مع مراعاة قلق الانفصال عند الرضع:

  • ترك الطفل لأوقات قصيرة في البداية ومن ثم زيادة الوقت تدريجيًا.
  • إبلاغ الرضيع أو الطفل عن الوقت المتوقع للعودة.
  • تشجيع الرضيع على الانخراط والاندماج في نشاط آخر قبل الابتعاد عنه.
  • قول وداعًا للطفل قبل المغادرة، وعدم إطالة الوداع.
  • المحافظة على الهدوء والاسترخاء عند المغادرة والابتعاد عن الطفل.

في المنزل

بداخل المنزل يمكن تدريب الرضيع والأطفال الأكبر سنًا على تخطي قلق الانفصال بالخطوات التالية:

  • مساعدة الطفل على التعود على الابتعاد عنه من خلال تركه في الغرفة مع شخص آخر.
  • تجنب الانتقاد أو التصرف بشكل سلبي حول قلق الانفصال عند الرضع.
  • قراءة القصص والكتب التي تقلل من شعور الطفل حول قلق الانفصال.
  • تعزيز احترام وثقة الطفل بنفسه من خلال الاهتمام الإيجابي.
قد يهمك: تشخيص الحالة النفسية للطفل

 

التعامل مع قلق الانفصال عند الرضع

ربما يجعل قلق الانفصال من الصعب الابتعاد عن الطفل الرضيع، ولكن من الطبيعي أن يشعر الطفل بالحزن والقلق عند الابتعاد عن والدته أو مقدمي الرعاية، ومن طرق التعامل مع قلق الانفصال:

البدء تدريجيًا

يُمكن للأم أو مقدم الرعاية أن يبدأ في الابتعاد عن الطفل وتركه في رعاية شخص آخر لمدة بضع دقائق في البداية مثل الذهاب للمتجر وشراء بعض الحاجيات، ويُستحسن ترك الطفل مع شخص يعرفه ويشعر تجاهه بالأمان والراحة، ومن ثم زيادة وقت الغياب تدريجيًا.

ترك شيء يرتاح له الطفل

من الأمور التي تساعد في التعامل مع قلق الانفصال عند الرضع هو ترك شيء من رائحة الأم أو مقدم الرعاية مثل الوشاح مع الطفل عند الابتعاد عنه، أو ترك لعبته المفضلة معه؛ لزيادة شعوره بالأمان.

الالتزام في وقت الوداع

بدلًا من التسلل والاختفاء بشكل مفاجئ يجب توديع الطفل قبل الذهاب والغياب عنه، ويُفضل الابتسام والتلويح للطفل بثقة حتى لا يصبح متوترًا، ومنح الطفل تجربة الوداع حتى يكون متحمسًا لوقت العودة، ويمكن إنشاء بعض الطقوس اللطيفة مثل:

  • التلويح باليد في حركة معينة.
  • إعطاء 3 قبلات للطفل قبل المغادرة.
  • منح الطفل لعبته أو بطانيته قبل المغادرة.
  • تكرار نفس الطقوس يوميًا.

عادةً ما يصل قلق الانفصال إلى ذروته عند عمر 3 سنوات ويبدأ في التلاشي عندما يطور الطفل فهمًا أكبر لعودة الوالدين.

 

نصيحة عرب ثيرابي

غالباً ما يستطيع الطفل الرضيع مع والديه التغلب على قلق الانفصال. لكن قد يصبح هذا القلق خطيرًا وبحاجة للتدخل المناسب. حيث ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي بالحصول على المساعدة المتخصصة في الحالات التالية:

  • استمرار قلق الانفصال لوقت طويل.
  • التعارض مع الأنشطة الأخرى التي من الممكن أن يفعلها الرضيع.
  • التسبب بنوبات الهلع.