الحديث مع النفس هل هو مرض نفسي أم أمر طبيعي

متى يكون التحدث مع النفس مرض نفسي؟

في الكثير من الأوقات يتحدث المرء مع نفسه، عند محاولة التركيز أو لتشجيع النفس للقيام بالمهام الموكلة، إلا أنه في بعض الأوقات يكون الحديث مع النفس علامة لمرض نفسي، لذلك متى يكون التحدث مع النفس مرض نفسي؟

متى يكون التحدث مع النفس مرض نفسي؟

في بعض الأحيان لا بد من الانتباه إلى الحالات التي تؤدي إلى حديث الشخص مع نفسه، حيث أنها قد تكون علامة أولية لإصابته بمرض نفسي، ومن هذه الحالات:(المرجع 1)

  • الوحدة: حيث ان الشخص الذي يعاني من الوحدة بحاجة إلى الشعور بالانتماء، وهذا ما يحققه له حديثه مع نفسه.
  • الاضطرابات المعرفية: قد تؤدي مشاعر القلق واضطراب الوسواس القهري إلى تكون اضطرابات معرفية من شأنها جعل الشخص يتحدث مع ذاته.
  • الاكتئاب: يميل الشخص إلى الحديث مع نفسه عن الأفكار السلبية والحزينة.
  • الهلوسة: وفيها يتحدث الشخص مع شخص لا يمكن رؤيته أو سماع ما يقوله، مثل حالات مرض انفصام الشخصية أو اضطراب ثنائي القطب أو اضطراب ما بعد الصدمة.

أشكال الحديث مع النفس التي تدل على مرض نفسي

تتنوع الأشكال التي يمكن أن تدل على الإصابة بمرض نفسي، ومنها:(المرجع 1) (المرجع 2)

  • التمتمة والحديث بشكل غير مترابط وبجمل عشوائية وبصوت عال. 
  • ابتكار كلمات جديدة.
  • تكرار بعض الكلمات أو العبارات المنفردة دون سياق محدد.
  • إعطاء الكلمات معاني جديدة.
  • لا يمكن التحكم حديث أو إيقافه.
  • الهلوسات والحديث مع أشخاص غير مرئيين.
  • الحديث السلبي أو التقليل من تقدير الذات.

فائدة الحديث مع الذات

عندما لا يكون الحديث مع النفس مرض نفسي، فهو قد يدل على حل مشكلة معين يتم التفكير بها أثناء العمل، فما فائدة التحدث إلى النفس:(المرجع 2) (المرجع 5)

  • مساعدة الشخص في إنجاز أعماله والتعلم مما يتم الحديث فيه.
  • يمكن للحديث مع النفس أن يكون إيجابياً ويعمل على تحفيز الشخص للقيام بعمل ما أو النجاح في الأداء لموقف لاحق.
  • يسهل الحديث مع النفس على الشخص اتخاذ القرارات الصعبة.
  • يحفز التفكير النقدي لدى الشخص، حيث يساعد الشخص في التركيز على الأعمال المطلوبة وجدولتها بشكل مستمر.
  • يساعد الحديث مع النفس في التغلب على العقبات التي يمكن أن يواجهها الشخص.(المرجع 6)
  • يمنح الحديث مع النفس شعوراً أكبر بالتحكم الشخص بحياته.(المرجع 6)

أنواع الحديث مع النفس

يوجد أنواع مختلفة للحديث مع النفس والتي تختلف باختلاف نبرة صوت الشخص، وأنواع الحديث هي:(المرجع 3) (المرجع 4)

  • الإيجابي: وهو الحديث الذي يعزز ويشجع المعتقدات الإيجابية لدى الشخص، مما يساعده على تقليل التوتر وزيادة تركيزه في المواقف.
  • السلبي: وهو الحديث الذي ينطوي على الانتقادات وتقليل من تحفيز الشخص وتثبيطه.
  • المحايد: وهو حديث يستخدمه الشخص لإعطاء نفسه توجيهات وتعليمات أثناء القيام بالأعمال.
  • الصريح: وهو الحديث الذاتي الذي يكون مسموع من قبل الآخرين بشكل واضح.
  • السري: وهو الحديث الداخلي والذي لا يمكن لأحد غير الشخص ذاته من سماعه.
  • السؤال: وهو الديث الذي يتضمن أسئلة موجهة للنفس تعمل على ترتيب الأمور والتفكير بها مرة أخرى.

كيفية إيقاف التكلم مع النفس

يمكن اتباع بعض الاستراتيجيات التي تقلل من حديث الشخص مع نفسه، سواء كان الحديث أيجابياً أو سلبياً، ومن هذه الاستراتيجيات:(المرجع 3) (المرجع 4)

  • تحويل الحديث مع النفس إلى كتابة يمكن التفكير بها وتحليلها، مما يعمل على نقل الأفكار من الذهن وتقليل التوتر والقلق بشأنها.
  • ملاحظة المواقف التي تحفز الحديث مع النفس، ومحاولة تقليل المحفزات التي تزيد من هذا الأمر، والوعي لها في المواقف المستقبلية.
  • تحويل الحديث مع النفس إلى أفكار ذهنية يمكن تحليلها والتفكير بها ببساطة دون الحاجة إلى النطق بها.
  • محاولة مناقشة الفكرة مع الآخرين بدلاً من تحدث الشخص مع نفسه.
  • مضغ العلكة أو تناول كأس من المشروب المفضل بشكل مستمر، لإشغال الفم وتفادي الحديث مع النفس.
  • الانتباه لما يتم الحديث به، فإن كان حديثاً سلبياً، فلا بد من مقاومته بسرعة.(المرجع 6)
  • في حالة الحديث السلبي، يمكن سؤال النفس هل هذا صحيح، وإقناع النفس أن هذه الأمور السلبية ما هي إلا مبالغة.(المرجع 6)
  • العمل على إيقاف الفكرة من خلال تخيل الشخص لها واضحة أمامه وقيامه بسحقها.(المرجع 6) 

كيفية جعل الحديث مع النفس حديثاً ذو فائدة

يمكن تحويل الحديث مع النفس وجعله أكثر فائدة من خلال:(المرجع 5)

  • استخدام الشخص لاسمه عند حديثه مع نفسه.
  • استخدام الحديث الإيجابي مع النفس، الأمر الذي يعمل على تحفيز الشخص لذاته.
  • التركيز على نقاط القوة في الشخصية. 

ابدأ العلاج
بسرية وخصوصية تامة