ربما لا يلاحظ البعض الصوت الصادر عن عملية أكل، إلا أنه قد يسبب هذا الصوت للبعض الآخر الغضب والانزعاج الكبير لدرجة تدفعهم للنفور وتجنب الكثير من المواقف، حيث أنهم يعانون من فوبيا صوت الأكل.
فوبيا صوت الأكل
فوبيا صوت الأكل هي من أنواع اضطراب الميسوفونيا (Misophonia)، وفيها يشعر الشخص بالغضب والرغبة بالهروب عند سماع صوت الأكل أو المضغ، بحيث يرتبط الأشخاص الذين يعانون من الفوبيا عاطفياً مع الصوت المزعج.(المرجع 1)
أسباب فوبيا صوت الأكل
تؤثر بعض العوامل على الإصابة بفوبيا صوت الأكل، حيث أظهرت الدراسات أن:(المرجع 1) (المرجع 2)
- بعض المناطق المسؤولة عن الذكريات الطويلة الأمد والخوف والعواطف يتم تنشيطها بشكل أكبر عند الشخص المصاب بفوبيا الميسوفونيا.
- تزيد احتمالية الإصابة بفوبيا صوت الأكل في حال كان الشخص مصاب باضطراب الوسواس القهري أو اضطراب القلق أو متلازمة توريت أو طنين الأذن أو اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه.
- يمكن للوراثة أن تكون سبب الإصابة بفوبيا صوت الأكل لأكثر من شخص في العائلة الواحدة.
أعراض فوبيا صوت الأكل
يُظهر الشخص رد فعل قوي فور سماعه للصوت الناتج عن الأكل، حيث تختلف حدة الأعراض باختلاف مدى تحفيز الموقف للشخص، وتتمثل الأعراض التي يشعر بها بما يلي:(المرجع 2) (المرجع 3)
- الشعور بالتهيج والاشمئزاز والانزعاج.
- الشعور بعدم الراحة.
- رغبة الشخص بالهروب من الموقف.
- إحساس الشخص بالغثيان نتيجة للصوت الناتج.
- الغضب الشديد.
- الإصابة بنوبة هلع.
- الرغبة بالانتقادات اللفظية والجسدية.
- العصبية الشديدة والقلق من موقف تناول الطعام الذي يحفز الأعراض.
- الشعور بالذعر وعدم القدرة على السيطرة والتحكم بالموقف.
- ضيق وضغط في جميع أجزاء الجسم بما في ذلك الصدر.
- زيادة ضربات القلب.
- ارتفاع ضغط دم الشخص.
- ارتفاع درجة حرارة لشخص.
- إحساس الشخص بكراهية الموقف أو الشخص الصادر عنه الموقف.
- الإصابة باضطراب عاطفي.
معلومات عن اضطراب الميسوفونيا
على الرغم من أن الكثيرون لا يصرحون بإصابتهم بهذا الاضطراب، إلا أنه ينتشر بشكل كبير بين الأشخاص، مما استدعى العلماء لدراسته بشكل مكثف، وتم ملاحظة:(المرجع 2) (المرجع 5)
- أن الأعراض غالباً ما تظهر في الفترة (9 -12) عام من عمر الشخص.
- النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.
- في معظم الحالات يبدأ الشخص بالغضب من موقف يقوم أحد أفراد العائلة بممارسته، وما أن يلبث أن يشمل مواقف أكثر تنوعاً.
- لا يوجد علاج حقيقي خاص بالاضطراب إلى الوقت الحالي.
- في أغلب الحالات، يميل الأشخاص الذين يتمتعون بمستويات أعلى من الذكاء للانزعاج والغضب من الأصوات المحفزة للميسوفونيا.
- لم يتم الاعتراف بالميسوفوبيا على أنها اضطراب يمكن تشخيصه بمفرده.(المرجع 4)
- يعتبر اضطراب الميسوفونيا من الاضطرابات المزمنة، التي غالباً ما تحتاج إلى تأقلم وتكييف من قبل الشخص.(المرجع 4)
- إلى الآن لم يتم التأكد من مدى تأثير الكحول والكافيين على الحالة، حيث يمكن أن تصبح الحالة أفضل أو أسوء.(المرجع 4)
محفزات اضطراب الميسوفونيا
على الرغم من أن صوت الأكل ومضغه من أشهر المحفزات للميسوفونيا، إلا أن هناك الكثير من المحفزات التي تندرج تحت هذا الاضطراب، وهي:(المرجع 3)
المحفزات الصوتية
مع مرور الوقت، قد تزيد المحفزات التي تشعر الشخص بالغضب، فهي ليست ثابتة وتعتمد على قدرة الشخص من التحكم بانفعالاته، ومن ضمن هذه المحفزات:(المرجع 3)
- قضم ومضغ الطعام.
- صوت شفط الماء أو المشروبات عند الشرب.
- صوت ابتلاع الطعام.
- التنفس بصوت عالي.
- صوت حشرجة الحلق.
- الصوت الناتج عن امتصاص الشفاه.
- الصوت الصادر عن الكتابة.
- النقر بالقلم.
- صوت حفيف الأوراق أو القماش.
- دقات ساعة الحائط.
- صوت الناتج عن المشي بالأحذية.
- الضجيج الصادر عن الأواني.
- صوت تقليم الأظافر.
- الأصوات الصادرة عن الأجهزة الميكانيكية.
- بعض الأصوات الصادرة عن العصافير والصراصير، بالإضافة إلى الأصوات الناتجة عن تربية الحيوانات.
المحفزات البصرية
قد تكون لبعض الحركات التلقائية التي يقوم بها البعض نتائج مستفزة للبعض الآخر، حيث أن هذه الحركات تعد محفزات للميسوفونيا، ومنها:(المرجع 3)
- هز القدم أو الرجل.
- فرك الشخص لأنفه.
- لعب الشخص بشعره.
- تحريك القلم أو لفه.
- إبقاء الفم مفتوحاً عند مضغ الطعام.
- حركة الشفاه والفك أثناء المضغ.
التعامل مع اضطراب الميسوفونيا
يمكن للشخص الذي يعاني من الميسوفونيا بمختلف أنواعها أن يقلل من الشعور بالضيق والغضب من خلال اتباع النصائح التالية:(المرجع 2) (المرجع 4)
- تقليد الصوت أو الحركة المحفزة للغضب، حيث تبين أن قيام الشخص بنفسه للموقف المحفز يقلل من تأثير الموقف الأصلي عليه.
- الخضوع إلى علاج إعادة تدريب الطنين، حيث يمكن من خلال هذه العلاج أن يستطيع الشخص التأقلم على الأصوات التي تحفزه، دون الشعور بالغضب، فيتعلم التعامل معها في حياته اليومية.
- تدريب النفس على التكيف من خلال التعرض لصوت من الأصوات المزعجة بالتزامن مع التعرض لموقف أو محفز إيجابي، مما يقلل من الاستجابة السلبية المتكونة.
- استخدام سماعات الأذن أو استخدام سدادات الأذن.
- تشغيل الموسيقى والمقاطع المهدئة.
- محاولة الشخص إلهاء نفسه.
- عند الذهاب إلى المطاعم، يمكن اختيار المطعم ذو الموسيقى الصاخبة، للتقليل من الانزعاج من المحفزات.
- محاولة ممارسة تقنيات الاسترخاء المتنوعة للمحافظة على مستويات متدنية من التوتر.
- محاولة الابتعاد عن المواقف المسببة للحافز قدر الأمكان.
- عند عدم القدرة على التأقلم والتعامل مع اضطراب الميسوفونيا، يمكن اللجوء إلى العلاج السلوكي المعرفي (CBT) للوقوف على الأسباب الرئيسية للاضطراب.