يتأثر الطفل نفسياً بجميع ما يحيط به من سلوكيات أو عواطف يظهرها المقربين منه، لذلك يجد الكثير من الوالدين صعوبة في إيجاد طريقة لتربية الطفل بحيث يكون مستقراً نفسياً دون أن يعاني من أي مشكلات أو اضطرابات نفسية مستقبلية، مما ينعكس على علاقاته مع الآخرين.
كيف أربي طفلاً مستقراً نفسياً؟
قد يبدو تربية طفلاً مستقراً نفساً من الأمور الصعبة خلال الوقت الحالي مع انتشار استخدام الأجهزة والشاشات الإلكترونية، إلا أن اتباع الخطوات التالية يساعد في الوصول إلى هذا الهدف:
الاهتمام بإدارة المشاعر
خلال الحياة اليومية، قد يمر الطفل بالكثير من التقلبات المزاجية والعاطفية ويجرب كماً هائلاً من المشاعر، لذلك يجب على الوالدين مساعدته على إدارة هذه المشاعر والتحكم بها من خلال:(المرجع 1) (المرجع 2)
- التقرب إليه لزيادة ثقته بهم، مما يدفعه إلى الاستماع إلى نصائحهم وأخذها بعين الاعتبار.
- تجربة الوالدين لإدارة عواطفهما أمام الطفل، ليتمكن من محاكاة التجربة عند الحاجة.
- تعليم الطفل أن إدارة المشاعر تمر بمراحل متتابعة وهي تحديد ومعرفة وتحليل الشعور للتمكن من معرفة كيفية حلّه أو توجيهه.
- حث الطفل على تجربة جميع المشاعر مثل الغضب والحزن كما هو الحالة في السعادة والفرح.
لا بأس بالأخطاء
ربما يجد الوالدين صعوبة في رؤية الطفل يخطئ دون تدخل مبكر منهم، إلا أنه من الطبيعي حدوث ذلك لكي يتمكن في النهاية من تلقي الدروس والعبر، وفي هذه الحالة ينبغي على الوالدين:(المرجع 2) (المرجع 3)
- عدم محاولة إنقاذ الطفل عند رؤيته يخطئ (في المراحل الأولى من الخطأ).
- معرفة متى يجب التدخل دون تقديم الحلول السحرية للطفل، حيث يمكن تقديم النصائح البسيطة وترك الطفل يحل المشكلة.
- مراقبة الطفل وتوجيهه في الوقت المناسب.
- إيضاح أن مشاعرهم اتجاه الطفل لن تتغير بتغير مستوى أداءه للأمور ومدى تحقيق النجاحات المتوقعة، بل تعتمد عليه بذاته ويمكن الاعتماد على لغة الجسد في ذلك.(المرجع 4)
تحقيق الأهداف من العقوبات
لا يعني تربية طفل مستقر نفسياً ألاّ يكون هناك عقوبات، بل يجب أن تكون موجودة بحيث تحقق هدفاً معيناً، وهو تعليم الطفل كيف يقوم بالعمل بشكل أفضل في المرات القادمة، والابتعاد قدر الإمكان عن جعل الطفل يشعر بالخجل عما قام به أو على تقصيره بالمهام.(المرجع 2)
تشجيع الطفل
غالباً ما يحاول الآباء إبعاد الطفل عن المواقف التي يشعرون بأنها لن تريحه أو تشعره بالسوء، إلا أن هذه المواقف لا بد أن يجربها الطفل في المراحل المناسبة، حيث يجب:(المرجع 2)
- عدم تجنيب الطفل لهذه المواقف بل تشجيعه على المرور بها وبأنه قادر على اجتيازها بنجاح.
- تعليمه أنه قادر على القيام بالأعمال التي لا يرغب القيام بها.
تكوين العلاقات الإجتماعية
لتربية طفل بحيث يكون مستقراً نفسياً لا بد من التركيز على الحياة الاجتماعية لديه، والتي:(المرجع 2)
- تعكس قدرة الطفل على تكوين علاقاته الاجتماعية.
- تمكنه من الابتعاد عن الوحدة والعزلة في المستقبل.
- تزيد من قدرته على تحقيق الأهداف الشخصية.
التواصل الفعّال
يجب أن لا يُبنى التواصل بين الوالدين وأطفالهم على تحقيق السلطة أو الطاعة المفرطة، حيث يكفي أن يستطيع الوالدين الوصول لأسس ثابتة في التعرف على أهداف أطفالهم ورغباتهم المستقبلية، بالإضافة إلى مساعدتهم في حال حاجتهم لذلك أثناء سعيهم لتحقيق هذه الأهداف، والاستماع إليهم والتركيز بما يقولونه أو يحاولون التعبير عنه.(المرجع 1) (المرجع 4)
بناء الأخلاق
يمكن للطفل منذ سن السادسة أن يتخذ قرارات مبنية على أسس العدالة، لذلك يجب تعزيز الأخلاق والتعاطف مع الآخرين ليتمكن الطفل من تطوير أحكامه الخاصة فيما يتعلق بالمواقف المختلفة.(المرجع 1)
تعزيز الروحانيات والجوانب الدينية
يجد الشخص المرتبط بالأمور الروحانية راحة نفسية أكبر ممن لا يرتبط بها، لذلك يمكن الاستفادة من المواقف الحياتية البسيطة واستغلالها في توجيه الفطرة السليمة لدى الطفل وزيادة ارتباطه بالروحانيات، حيث أن:(المرجع 1)
- الحديث بهذه الأمور في الصغر يسهل الطريق للوصول إليها بمرور الوقت، وبالتالي الشعور بها بشكل أكبر.
- كلما زاد عمر الطفل كلما كانت الموضوعات أكثر تعقيداً.
التركيز على الصفات الإيجابية
معظم الأطفال مبدعون، إلا أن تسليط الضوء على إبداعاتهم وقدراتهم قد يزيد من (الأنا) لديهم، لذلك يجب استبدال مدحهم بهذا الأسلوب بالتركيز على الصفات الإيجابية لديهم لتعزيزها وتطويرها قدر الإمكان، ومن هذه الصفات:(المرجع 1) (المرجع 3)
- الإبداع.
- الحماس.
- التركيز العالي.
تعليم الرعاية الذاتية
يمكن للطفل أن يحاكي الأسلوب ذاته الذي يتبعه أحد والديه في الرعاية الذاتية للنفس، الأمر الذي يشجعه على اتباعه كأسلوب يتطور وينمو معه، مما يمكنه من:(المرجع 1)
- التقليل من الضغط والإجهاد النفسي.
- الإستجابة والتأقلم الصحي مع التوتر اليومي في المستقبل.
- التطور النفسي السليم.
تفريغ الطاقة السلبية
يوجد الكثير من الأساليب التي يمكن تعليمها للطفل للتمكن من تفريغ طاقته السلبية أو العدوانية التي يمتلكها، وما على الوالدين إلا اختيار الأسلوب المناسب مع عمر الطفل للوصول إلى طفل مستقر نفسياً قدر الإمكان، ومن هذه الأساليب:(المرجع 1)
- كتابة اليوميات.
- المشي في الطبيعة.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء المتنوعة.
تطوير اعتماد الطفل على ذاته
يمكن للوالدين تعزيز وتطوير اعتماد الطفل على ذاته من خلال مجموعة من الإجراءات، منها:(المرجع 3)
- تشجيع الطفل على الاكتشاف قدر الإمكان.
- مشاركة الوالدين للطفل في الكثير من النشاطات.
- توجيه الطفل لاختيار الأهداف الواقعية التي تتناسب مع عمره وقدراته.
- تعليم الطفل من خلال اخفاقات والديه أن لا يوجد مثالية بين الأشخاص، حيث أن الجميع يخطئ ولكن لا بد من أخذ الدروس من هذه الأخطاء.
- تجنب توجيه الملاحظات الساخرة التي تقلل من احترام الطفل لذاته.
حل المشكلات العائلية بشكل صحيح
يتعلم الطفل من والديه الكثير من السلوكيات، لذلك عند مواجهة المشكلات العائلية بين الوالدين لا بُدّ من معرفة الطريقة الصحيحة للتعامل مع الأمر وحل هذه المشكلات دون أن يترك الأمر تبعيات نفسية على الطفل.(المرجع 4)
التقليل من وقت الشاشات الإلكترونية
لا يمكن الاتخاذ من التلفاز أو الشاشات الالكترونية جليس للأطفال أو مرافق لهم، حيث أن الكثير من البرامج لا فائدة منها، بل هي سيئة بما فيه الكفاية لإبعاد الطفل عنها، كما أن لها الكثير من التأثيرات السيئة منها، إصابة الطفل بالتوحد الافتراضي.(المرجع 3)
ما هي دلالات أن الطفل مستقر نفسياً؟
عند الاعتماد على النقاط السابقة فإن الوالدين يضمانان طفلاً مستقراً نفسياً، الأمر الذي يساعده على مواجهة البيئة المحيطة به في الوقت الحالي، كما أنها تشكل نقطة الأساس المستقبلية لمراحله القادمة، ويمكن الاستدلال على استقراره النفسي من خلال:(المرجع 4)
- شعور الطفل بمحبة والديه وأمانه في البيئة المحيطة.
- يشعر بالإيجابية اتجاه نفسه.
- عدم شعوره بالندم أو السوء في المواقف التي لا يحقق فيها النجاح.
- الرغبة بتجربة أمور جديدة والرغبة بتعلم منها.
- قدرة الطفل على التعامل مع المواقف والمشاعر الصعبة التي يواجهها.