Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
متلازمة الشاشات الإلكترونية

متلازمة الشاشات الإلكترونية: أعراضها وتأثيرها

في الوقت الذي يكاد لا يخلو منزل من الشاشات الإلكترونية باختلاف أنواعها وأحجامها، فإن سيطرتها على الكبار أو الصغار أصبح أمراً لا يمكن تجاهله. حيث إنها مرتبطة بشكل وثيق بالكثير من الاضطرابات النفسية في الآونة الأخيرة، ومن ضمنها متلازمة الشاشات الإلكترونية، فما هذه المتلازمة وكيف يمكنها التأثير على الدماغ؟

 

ما هي متلازمة الشاشات الإلكترونية؟

تشير متلازمة الشاشات الإلكترونية (ESS) إلى التحفيز المفرط للجهاز العصبي لدى الطفل أو المراهق بسبب الجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات الإلكترونية. مما يؤثر سلباً على السلوكيات والمزاج وطريقة التفكير أيضاً، فلا يستطيع التحكم بذاته أو بمشاعره.

على الرغم من تشابهه مع الكثير من الاضطرابات العصبية الأخرى، ولكن يتميز عنهم باختفاء الأعراض فور التوقف عن التعرض للشاشات الإلكترونية.

 

عوامل الخطر للإصابة بمتلازمة الشاشات الإلكترونية

على الرغم من احتمالية إصابة أي شخص بهذه المتلازمة، سواء كان يعاني من اضطراب عقلي أم لا، ولكن يوجد بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بهذه المتلازمة. كما أن هذه المتلازمة كفيلة بتفاقم أي اضطراب عقلي في حال وجوده، ومن العوامل المحفزة للمتلازمة:

    • كون الطفل ذكراً، حيث أن احتمالية إصابة الذكور أكثر من الإناث.
    • كلما كان عمره أصغر زادت احتمالية إصابته هذه، فغالباً ما تصيب هذه المتلازمة الأطفال أو المراهقين.
    • إصابة الطفل ببعض اضطرابات السلوك، مثل اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه.
    • ظهور بعض الميول للإدمان، أو التعود المفرط.
    • التعرض للضغوط الاجتماعية والنفسية بشكل متكرر، لذلك يفضل التقليل من المشكلات العائلية أمام الأطفال.
    • في حال كان الطفل مصاباً بالربو.
    • تحسس الطفل لبعض أنواع الطعام.
    • معاناة الطفل من الضعف الحسي.
    • تشخيص الطفل باضطراب طيف التوحد.
    • التعرض المفرط والمتكرر للشاشات الإلكترونية، حيث إن الأمر يتناسب بشكل طري.

     

    أعراض متلازمة الشاشات الإلكترونية

    بسبب الإثارة المفرطة الحاصلة على الجهاز العصبي للطفل، فإنه يظهر مجموعة من الأعراض المتنوعة التي ترتبط بكل من الحالة المزاجية أو السلوكيات وطريقة التفاعل مع الآخرين، ومن هذه الأعراض:

      • ضعف التواصل مع الأقران، أو عدم القدرة على الاندماج معهم، أو رفضهم له.
      • تراجع الأداء الدراسي بشكل ملحوظ.
      • تغييرات حادة في الحالة المزاجية، بالإضافة إلى الانفعال المفرط.
      • حدوث نوبات من الغضب المفرط.
      • غالباً ما يقوم بمعارضة جميع الاقتراحات أو التعليمات.
      • عدم القدرة على التواصل البصري.
      • فقدان الاهتمام بجميع الأنشطة أو الهوايات، والتركيز فقط على الأنشطة المتعلقة بالشاشات الإلكترونية. 
      • عدم التمكن من السيطرة على الذات، سواء كان ذلك بالانفعالات أو مدى استخدام الشاشات الإلكترونية.
      • السلوكيات غير المنظمة.
      • اضطرابات النوم المتنوعة، مثل الأرق أو عدم التمكن من النوم بشكل عميق.
      • صعوبات التعلم.
      • الشعور بالكآبة والضجر.
      • الانفعالات الشديدة للأمور البسيطة، بحيث لا تتناسب ردود الأفعال مع المواقف.
      • الإجهاد المزمن، مما يشعره بالتعب وعدم امتلاك الطاقة.
      • ضعف الذاكرة قصيرة الأمد.

       

      كيف يمكن للشاشات الإلكترونية التأثير على الدماغ؟

      يظهر تأثير الشاشات الإلكترونية على أدمغة الأطفال والمراهقين بعدة طرق مختلفة، من خلال:

      المادة الرمادية في الدماغ

      التعرض المستمر للشاشات الإلكترونية يعمل على تقلص المادة الرمادية في الدماغ، والمسؤولة عن:

        • القدرة على التخطيط والتنظيم.
        • السيطرة والتحكم بالانفعالات الشخصية.
        • تمكن الطفل من تحديد أولوياته، حيث إنه يتمكن من القيام بالواجبات المدرسية في البداية قبل سعيه للتسلية.
        • إدارة العواطف، بالإضافة إلى التمكن من السيطرة على المشاعر المتفاقمة.
        • توازن نظام المكافأة في الدماغ، حيث قد يرغب بشكل دائم الزيادة في استخدام الشاشات الإلكترونية كنوع من أنواع الإدمان.

        الساعة البيولوجية

        يؤثر الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات الإلكترونية على الساعة البيولوجية لدى الطفل، وبالتالي التحكم في أنماط النوم لديه، وما لذلك من تأثير على مدى شعوره بالغضب أو التفاعل خلال اليوم.

        الجهاز العصبي 

        عند التعرض الكثير للشاشات، يصبح الجهاز العصبي تحت تأثير استجابة القتال أو الهروب بشكل مستمر، ولأن الجسم لا يقوم بأي ردة فعل حقيقية اتجاه الأمر. فإن خللاً على تنظيم نظامه البيولوجي يظهر من خلال التأثير بشكل فوري بالمواقف العدوانية، وفي أوقات أخرى يكون التأثير ناتجاً عن التكرار أو التراكم عبر السنين.

         

        كيفية التخلص من متلازمة الشاشات الإلكترونية

        كخطوة أولى وبديهية، لا بد من التخلص من جميع الشاشات الإلكترونية الموجودة في المنزل مدة لا تقل عن أربعة أسابيع، وخلال هذه الفترة يجب تعويض الطفل من خلال:

          • رحلات التنزه في الطبيعة، وبالتالي التمتع بأمور بعيدة كل البعد عن الشاشات.
          • ممارسة التمارين الرياضية المفرغة للطاقة الكامنة، والتي ينتج عنها القليل من العدوانية اتجاه الآخرين.
          • مشاركة جميع أفراد العائلة في الألعاب التقليدية، مما يعمل على تشجيعه وإلهائه عن استخدام الشاشات الإلكترونية.
          • المشاركة في النشاطات المنزلية، وذلك لضمان تفاعل الطفل مع البقية بالشكل الكافي.
          • لا يمكن منع الطفل لوحده من استخدام الشاشات الإلكترونية، لذلك لا بد من جعل الأمر يطبق على جميع أفراد العائلة للتمكن من السيطرة على الطفل في ذلك.
          • تقرب الوالدين من الطفل، حيث يزيد هذا التقارب أو الاحتضان من تحفيز الطفل بشكل مستمر، وبالتالي شعوره بشكل أفضل.
          • لا بد أن يتحلى الوالدان بالكثير من الصبر، حيث إن الأيام الأولى للطفل دون شاشات ستشكل تحدياً كبيراً لمدى قدرة الوالدين على الالتزام بالاستراتيجية المتبعة.
          • يفضل تقييم الخطة المتبعة بشكل مستمر، ففي بعض الحالات التي لا يلاحظ فيها تحسن على الحالة، لذلك يمكن تمديد المدة الممنوعة من الأجهزة الإلكترونية لفترة أطول، مما قد ينعكس إيجاباً على الأهداف المنشودة.
           

          ما هي دلالات العلاج من ESS؟

          مع التزام الوالدين بمنع تعرض الطفل للشاشات الإلكترونية وتطبيق النقاط السابقة المساعدة، فإن توازن كيميائية الدماغ يعود من جديد، ومن ثم يهدئ الجهاز العصبي، عندها يمكن ملاحظة التحسن الطارئ على الحالة من خلال مجموعة من الدلالات، منها:

            • قدرة الطفل على النوم بشكل أفضل.
            • تحسن سلوكيات الطفل.
            • التقليل من عدوانية الطفل المباشرة.
            • تحسن الحالة المزاجية للطفل.
            • التقليل من المعارضة أو الرفض المفرط.

             

             الحالات الانتكاسية لمتلازمة الشاشات

            في بعض الحالات يتمكن الطفل من التأقلم مع التعرض الجديد للشاشات الإلكترونية بعد الابتعاد المحدد بفترة زمنية، بحيث لا يتسبب الأمر بالانتكاسات، ومع ذلك، فإن التعرض في حالات أخرى ولو كان بسيطاً قد يرجع المتلازمة لما كانت عليه في السابق بشكل كامل.

             

            نصيحة عرب ثيرابي

            عرض الطفل على معالج نفسي يعمل على تقليل السلوكيات العدوانية لدى الطفل، بالإضافة إلى تحسين مستويات تركيزه وشعوره بالسعادة أو الثقة، حيث يمكن من خلال موقع عرب ثيرابي الاشتراك بمجموعة من الجلسات العلاجية المساعدة للطفل.