ماهي فوبيا الثقوب؟
تعرف فوبيا الثقوب أو تريبوفوبيا (Trypophobia)، بأنها شعور عدم الارتياح عند رؤية مجموعة من الثقوب أو الدوائر المتقاربة جداً من بعضها، كما في ثمرة الفراولة أو خلية النحل.
يتمثل شعور عدم الارتياح الذي يعاني منه المصابون بمشاعر الخوف والقلق أو النفور والاشمئزاز.
يمكن أن يرافق فوبيا الثقوب أعراض أخرى إلى جانب شعور عدم الراحة أو الخوف، حيث قد يعاني الشخص من رد فعل عاطفي وجسدي قوي عند التعرض لمؤثرات معينة، مثل رؤية صور أو نمط معين على هيئة نقاط أو ثقوب صغيرة متراصة، وقد تزداد شدة رد الفعل كلما زادت مجموعة الدوائر المتقاربة.
هل فوبيا الثقوب رهاب حقيقي؟
يطلق مصطلح رهاب (Phobia) على حالة الخوف الملحوظ أو القلق حول شيئ أو موقف محدد. والتي تسبب أثر سلبي على الروتين اليومي أو الحياة الطبيعية للشخص.
ووفقاً لجمعية الطب النفسي الأمريكية فإن فوبيا الثقوب: لا ينطبق عليها هذا المعيار، ولم يتم إدراجها في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الطبعة الخامسة (DSM5).
يستخدم مصطلح فوبيا الثقوب منذ عام 2009، وما زالت الدراسات المتعلقة به محدودة، وكذلك الفرضيات حول هذا النوع من الرهاب. ويفترض بعض الخبراء أن فوبيا الثقوب هو حالة أقرب للاشمئزاز والنفور وليس الخوف.
اسباب فوبيا الثقوب:
يوجد الكثير من النظريات والدراسات التي تحاول تفسيرها، ومنها:
النظرية الأولى: يرتبط الشعور بالخوف من الثقوب بالخوف في اللاوعي من الحيوانات الخطيرة التي تمتلك مظهراً مشابهاً للأنماط المليئة بالثقوب، مثل ربط خلية النحل ذات الثقوب المتعددة بالنحل أو أفعى الجرسية التي تمتلك نمطاً مشابهاً.
النظرية الثانية: تفترض هذه النظرية أن التوتر والقلق الذي يعاني منه البعض عند مشاهدة صور أو أشياء تشبه النخاريب قد يكون مرتبطاً بالخوف من أنواع من الفطريات أو الطفيليات وغيرها من الجراثيم التي تسبب أمراضاً معدية تؤدي إلى ظهور علامات جلدية تشبه في مظهرها الثقوب أو النخاريب كما هو الحال في الجدري والحصبة.
النظرية الثالثة: تشير إلى أنه مرتبط بالخصائص البصرية للثقوب أو خصائص كتلة النخاريب ذاتها، وليس نتاج الخوف في اللاوعي من الحيوانات التي تشبه الثقوب في شكلها الخارجي أو بسبب الخوف من الأمراض والجراثيم.
اعراض فوبيا الثقوب
تشابه أعراضها بأعراض نوبة الهلع، وتشمل:
- لصراخ.
- الشعور الخوف والقلق.
- الشعور بالنفور والاشمئزاز.
- التعرق.
- القشعريرة.
- الانزعاج البصري كإجهاد العين، وتشوه الرؤية، والأوهام.
- اهتزاز أو ارتجاف الجسم.
- نوبات الهلع.
- الغثيان.
- الحكة .
- الإحساس بشعور زحف الجلد (Skin Crawling)
العوامل المحفزة لحالة فوبيا الثقوب:
تظهر الأعراض غالباً بعد رؤية سطح أو صور لمجموعات من الثقوب الصغيرة غير المنتظمة، مثل:
فاكهة الفراولة؛ ولهذا يطلق البعض على رهاب النخاريب اسم فوبيا الفراولة, خلايا النحل, جراب بذور اللوتس.
ثقوب المرجان, جلود الحيوانات بما في ذلك الحشرات، والثدييات، والبرمائيات التي تمتلك جلد أو فرو منقط.
فاكهة الرمان, فاكهة الشمام, الفقاعات، مثل فقاعات الصابون, تكاثف قطرات الماء, مجموعة من العيون التي ترى في بعض الحشرات, الإسفنج المخرم أو كائن إسفنج البحر.
عوامل الخطورة
يعتبر رهاب الثقوب أكثر شيوعاً عند النساء منه عند الرجال. كما أن العامل الوراثي قد يلعب دوراً للإصابة بهذا النوع من الفوبيا. ويعتقد كذلك أن هناك بعض العوامل التي لها صلة مع إصابة الشخص بحالة فوبيا الثقوب، ومن هذه العوامل:
القلق الاجتماعي(social anxiety)
اضطراب الاكتئاب الرئيسي (Major Depressive Disorder).
اضطراب القلق العام (Generalized Anxiety Disorder).
اضطراب الهلع(panic attack)
اضطراب الوسواس القهري (Obsessive Compulsive Disorder (OCD)).
اضطراب ثنائي القطب (Bipolar Disorder).
وجد أن اضطراب القلق أو الاكتئاب قد يكونان عامل خطر للإصابة ، وكذلك فإن الأشخاص المصابين بفوبيا الثقوب أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب أو اضطراب القلق.
لايمكن تشخيص فوبيا الثقوب رسمياً، لأنه حتى الآن غير مصنف بشكل رسمي في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية التابع لجمعية الأطباء النفسيين الأمريكية، ولكن قد يلجأ الأطباء إلى الإجراءات التالية المستخدمة في تشخيص أي نوع من الرهاب:
الاستفسار عن الأعراض التي يلاحظها المريض بعد تعرضه لأحد المؤثرات والعوامل المحفزة,
مراجعة سيرة المريض الطبية، والنفسية، والاجتماعية، والعوامل الوراثية.
علاج فوبيا الثقوب
لا يوجد علاج محدد لفوبيا الثقوب، لذلك يتم التعامل معها وعلاجها أو السيطرة على أعراضها باتباع طرق علاج الرهاب بشكل عام.
العلاج التعريضي
يعتبر علاج التعرض (Exposure Therapy)، من أكثر العلاجات فعالية في علاج الرهاب، حيث يتمركز حول تغيير رد فعل المصاب اتجاه ما يسبب له الخوف من خلال تعريضه لمسبب الخوف بشكل تدريجي وبجرعات صغيرة حتى تتحسن أعراض المصاب مع مرور الوقت. علاج التعرض هو أكثر علاج معروف بنجاحه في حالات الرهاب، ونشرت عدة تحليلات متضمنة لدراسات عن جلسات علاجية عن الرهاب استغرقت من واحد إلي ثلاث ساعات، مستخدمة التعرض التخيلي، وبالمتابعة بعد العلاج لمدة أربع سنوات فإن 90٪ من المرضى كانوا لا يزالون يحافظون علي انخفاض كبير للخوف والتجنب، في حين أن 65 ٪ لم يعد يعانون أي أعراض
- انواع التعريض”
انواع التعريض
هناك ثلاثة أنواع من إجراءات التعرض.
الأول هو التعرض الحي أو “التعرض الحقيقي”
وهذا النوع يُعّرض المريض لحالات فعلية من تحفيز الخوف.
أما النوع الثاني من التعرض فهو التعرض التخيلي،:
حيث يُطلب من المريض تخيل الوضع الذي يخشاه، وهذا الإجراء مفيد للأشخاص الذين يحتاجون إلى مواجهة الأفكار والذكريات المخيفة.
أما النوع الثالث من التعرض هو التعرض الحصري:
حيث يواجه المريض الأعراض الجسدية التي يخشاها مثل زيادة معدل ضربات القلب وضيق التنفس، وجميع أنواع العلاج بالتعرض يمكن استخدامها معا أو كل على حدة
من الطرق العلاجية الأخرى المستخدمة لعلاج الرهاب بشكل عام ومن الممكن استخدامها في علاج فوبيا الثقوب أيضاً ما يلي:
- الأساليب السلوكية و السلوكية-المعرفية تعتبر الأكثر فاعلية بسبب كون الاشخاص غالباً على وعي بمشكلتهم و الأفكار اللامنطقيه ولكن مع عدم قدرتهم على السيطرة على هذه الافكار و منها:
- تقليل الحساسية التدريجي
- تقنية الإسترخاء
- النمذجة
- إعادة البناء المعرفي و معالجة الأفكار اللاعقلانية
- الالهاء و التشتيت.
العلاج الدوائي:
استخدام أدوية، مثل والمهدئات ومضادات الاكتئاب، على أنه لم تثبت فعاليتها في علاج فوبيا الثقوب حتى الآن، ولكن قد تفيد في علاج الآثار الجانبية لها ، مثل القلق والاكتئاب.
المساعدة الذاتية والعلاجات المنزلية
يمكن أن تكون هذه الاستراتيجية فعالة لبعض الأشخاص وغير فعالة للبعض الآخر، إذ لها معدلات نجاح مختلفة في علاج فوبيا الثقوب، وتتضمن إرشادادات طريقة المساعدة الذاتية لعلاج الرهاب ما يلي:
- اتباع أسلوب حياة صحي، بما في ذلك ممارسة الرياضة بانتظام.
- ممارسة التأمل وتمارين الاسترخاء التي تساعد على التقليل من التوتر، مثل اليوغا والتنفس العميق.
- الحرص على أخذ قسط كاف من النوم.
- التواصل مع الأصدقاء أو الأشخاص الذين يعانون من نفس المشكلة.
- محاولة مواجهة المواقف المخيفة بدلاً من تجنبها.
- الاسترخاء حيث يعطي نتائج جيده في العلاج ويساعد على الشعور بالضبط والتحكم بالعضلات.
- الابتعاد عن محفزات القلق( التدخين-الكحول- المنبهات).
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.