فوبيا البحر: الأسباب، الأعراض، والمزيد

فوبيا البحر: الأسباب، الأعراض، والمزيد

يشكل البحر لمعظم الأشخاص مكاناً للاسترخاء وقضاء أجمل الأوقات، ولكن يشكل للبعض الآخر مشكلة بحد ذاتها، إذ يتملكهم الخوف عند ذهابهم للبحر أو مجرد التفكير به، هذه الفئة من الأشخاص يعانون مما يسمى فوبيا البحر.

 

ما هي فوبيا البحر

فوبيا أو رهاب البحر (Thalassophobia) أو الثالاسوفوبيا هي الخوف الشديد من المسطحات المياه العميقة والواسعة بما فيها المحيطات والبحار أو البحيرات، حيث إنها تبدو للشخص المصاب برهاب البحر واسعة وعميقة ومظلمة وخطيرة. فالمصابون لا يستطيعون الاستمتاع بالنشاطات البحرية المتنوعة.(المرجع 1) (المرجع 3)

بالنسبة لبعض الناس مجرد النظر إلى صورة المياه أو حتى مشاهدة كلمات مثل “المحيط” أو “البحيرة” يكفي لتحفيز الخوف.

 

مدى انتشار الإصابة فوبيا البحر

تُعد فوبيا أو رهاب البحر أحد أنواع فوبيا البيئة الطبيعة وهي من أكثر أنواع الفوبيا انتشاراً في العالم، وقد أظهرت الدراسات أن النساء أكثر عرضة للإصابة برهاب البحر بكثير من الرجال.(المرجع 1)

 

أسباب فوبيا البحر

تتعدد العوامل المسببة لفوبيا البحر، والتي تلعب الطبيعة والتنشئة الأساس فيها، ومن هذه الأسباب نذكر ما يلي:(المرجع 1)(المرجع 2)

  • العامل الوراثي: حيث إنه قد يتوارث الخوف من المياه العميقة خلال الجينات عبر الأجيال.
  • التجارب السابقة: سواء كانت ذاتية أو تم سماعها من أحد المقربين، مثل الغرق أو رؤية سمكة القرش.
  • اكتساب السلوك من أحد الوالدين: فوجود أحد الأفراد في الأسرة يعاني من رهاب البحر يقلده الآخرون ويقتدوا به.
  • السمات الشخصية للشخص: حيث إن السلبية أو الحساسية الزائدة والعصبية كلها عوامل تساعد في تطور رهاب  البحر لدى الشخص.
  •  العامل البيولوجي: حيث أثبت الدراسات أن بعض الأشخاص لديهم خلل في طريقة تحليل موضوع الخوف.
  • الخوف من المجهول: عندما لا يعلم الشخص ما قد يجده تحت هذه المسطحات المائية العميقة، عندها يطلق العنان للخيال في تكوين الصور المخيفة.
  • وسائل الإعلام: نقل بعض الحوادث عن طريق وسائل الإعلام، مثل الفيضانات أو التسونامي.(المرجع 5)
  • الإصابة بنوبة هلع غير متوقعة: إن الإصابة بنوبة الهلع في مكان قريب من البحر، مما قد يؤدي إلى الإصابة بفوبيا البحر.(المرجع 5)

 

أعراض فوبيا البحر

يعمل رهاب البحر على ظهور العديد من الأعراض، والتي تنقسم بدورها إلى قسمين كالتالي:(المرجع 1)(المرجع 3)

أعراض جسدية

من أشهر الأعراض الجسدية المصاحبة لفوبيا البحر:

  • الشعور بالدوخة والدوار.
  • الشعور بالغثيان.
  • تعرق الجسم أو احمرار الوجه.
  • تسارع نبضات القلب.
  • التنفس بسرعة أو الشعور بضيق في التنفس.
  • الإحساس بشد عضلي.
  • الارتجاف أو الشعور بالهبات الساخنة.
  • الشعور بألم في الصدر.
  • اضطرابات في الجهاز الهضمي.
  • الشعور بألم في الرأس.(المرجع 4)
  • جفاف في الفم.(المرجع 4)

أعراض نفسية

أما الأعراض النفسية الأكثر شيوعاً لرهاب البحر فهي:

  • الإحساس بالارتباك.
  • سيطرة القلق على الشخص.
  • عدم الواقعية أو الشعور بالانفصال عن الواقع.
  • الحاجة للهروب من الموقف.
  • الشعور بالموت الحتمي.
  • عدم القدرة على التركيز.
  • مشكلات في النوم.

 

محفزات فوبيا البحر

غالباً ما يكون الاتصال المباشر مع البحر هي المحفز الأساسي، بينما لبعض الأشخاص يكفي رؤية صورة البحر ليتم تحفيز الأعراض، بالإضافة إلى بعض الأنواع الأخرى من المحفزات والتي تعمل على ظهور الأعراض، ومن هذه المحفزات:(المرجع 3)(المرجع 4)

  • التحليق فوق البحار أو المياه العميقة أثناء ركوب الطائرة.
  • القيادة بالقرب من الشاطئ.
  • برك السباحة.
  • الغوص.
  • ركوب القوارب.

 

تشخيص فوبيا البحر

لا بد في البداية أن يستبعد الطبيب أي أمراض عضوية مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو الأمراض القلبية، ويكون ذلك من خلال الفحوصات المخبرية ومعرفة التاريخ المرضي والتدقيق بالأعراض والكشف التشخيصي. ليتم بعد ذلك مطابقة الأمور المتعلقة بالقلق لدى الشخص مع المعايير المحددة للأمراض النفسية.(المرجع 2)

 

علاج فوبيا البحر

في حال عدم القدرة على التأقلم أو التعايش مع أعراض فوبيا البحر، ينبغي على الشخص اتباع خطة علاجية محددة، تشتمل على الناحية النفسية والدوائية من خلال:(المرجع 2)(المرجع 3)

العلاج النفسي: 

حيث يعتمد على أسلوب العلاج السلوكي المعرفي أو أسلوب التعرض، والذي يعمل على تقليل حساسية الشخص للمسطحات المائية تدريجياً، وذلك بعرض صور لمياه هادئة ومن ثم صور للبحار، إلى أن يصل لتجربة وضع القدمين في البحر، فتتغير لديه الأفكار المبنية مسبقاً إلى أن يشعر أن البحار والمحيطات آمنة ولا تشكل خطراً.

توخ الحذر دائمًا ولا تضع نفسك في موقف يحتمل أن يكون غير آمن. المفتاح هو مواجهة مخاوفك فقط في بيئة آمنة.

العلاج الدوائي

قد يضطر المعالج النفسي إلى وصف بعض الأدوية المضادة للقلق في الحالات الشديدة مثل البنزوديازيبينات، التي تعمل على تقليل الأعراض النفسية أو الجسدية.

العلاجات الطبيعية

بالتأكيد تعمل السلوكيات الطبيعية على تقليل القلق بشكل كبير، لذلك لا بد من اتباع بعض هذه السلوكيات في حال الإصابة بفوبيا البحر، مثل:

  • تناول شاي الأعشاب أو تناول المكملات الطبيعية.
  • تدوين اليوميات.
  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • التأمل.

 

علاقة رهاب البحر بأنواع فوبيا أخرى

هناك أنواع أخرى من الفوبيا تتشابه في أعراضها مع فوبيا البحر، ومن هذه الأنواع:(المرجع 4)

  • أكوافوبيا وهو الخوف من الماء.
  • باثوفوبيا وهو الخوف من الأعماق.
  • مجالوهيدروثالاسوفوبيلا وهي الخوف من الكائنات المتواجدة تحت الماء.
  • سيموفوبيا وهي الخوف من الأمواج.
  • نيكتوفوبيا وهي الخوف من الظلام.
  • أنتلوفوبيا وهي الخوف من الفيضانات.

 

مضاعفات فوبيا البحر

عند بعض الأشخاص المصابين برهاب البحر قد يبقى الوضع مسيطرة عليه، ولكن قد يتفاقم الأمر عند البعض الآخر، مما يؤثر على نواحي متعددة من الحياة اليومية، مشكّلاً بذلك مضاعفات يصعب التعايش معها في حال عدم معالجتها، ومن هذه المضاعفات:(المرجع 1)

  • الإصابة بنوبات الهلع وما يصاحبها من أعراض متنوعة.
  • الابتعاد عن المواقف التي تحفز الأعراض مما يؤدي إلى الانعزال في النهاية.
  • الإصابة بالاكتئاب.
  • اللجوء إلى الأدوية المهدئة دون استشارة طبية، الأمر الذي قد يؤدي إلى الإدمان.

 

نصائح للتعامل مع رهاب البحر

يمكن للشخص أن يتأقلم ويتعامل مع خوفه في حال اتبع بعض السلوكيات التي تعمل على تقليل القلق والسيطرة عليه، ومن هذه السلوكيات:(المرجع 1)(المرجع 2)

  • تعلم استراتيجيات الاسترخاء، مثل التنفس بعمق أو إرخاء العضلات والتأمل.
  • اتباع أسلوب التعرض الذاتي للمخاوف بالتدريج، حيث يبدأ الأمر بتخيل البحر ثم يمكن رؤية صورة، ثم الاقتراب من مستنقعات مائية صغيرة إلى أن يصل الأمر بالاقتراب من البحر، وفي كل مرة لا بد من اتباع أساليب الاسترخاء لتقليل التوتر والقلق.
  • في حالة عدم التأقلم، يمكن تجنب الأماكن أو المواقف التي قد تثير القلق والتوتر، مثل اقتراح أماكن لقضاء الإجازة بعيدة عن البحار.

 

كلمة من عرب ثيرابي

للتقليل من الشعور بالقلق المرافق لفوبيا البحر، يمكن ممارسة التأمل الذي يعتبره الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي من العلاجات التكميلية، فعلى الرغم من عدم قدرته على تجاوز مخاوف الفوبيا، إلا أنه يساعد بشكل كبير في التحكم بالأعراض المرافقة للحالة.