ما ستجده في هذا المقال:
يُعتقد أن فوبيا الغرق قد يكون بسبب الخوف من فكرة وجود مخلوقات بحرية غير معروفة في عميق المحيطات والبحار، أو المسطحات المائية العميقة المظلمة.
فوبيا الغرق
هو الخوف الشديد والمستمر من المسطحات المائية الكبيرة مثل المحيط أو البحر، ويكون الرهاب أو الخوف منها غير منطقي أبدًا، وتعد من أنواع الرهاب من الماء أو الخوف العام من الماء ولكنها ليست نفسها.
الفرق بين فوبيا الغرق ورهاب الماء
فوبيا الغرق هو الخوف من المسطحات المائية العميقة والمظلمة، أو الأمور الموجودة تحت سطح الماء، وكلما ازداد عمق الماء كلما ازداد الخوف. بينما رهاب الماء هو الخوف غير المنطقي والكبير من أي نوع أو كمية من الماء.
استجابة الذعر أو الخوف من الغرق أكثر خطورة من الماء نفسه.
أسباب فوبيا الغرق
أسباب الخوف من الغرق تختلف من حالة لأخرى، والكثير من الأشخاص يصاب به دون وجود محفز معروف، ومن الأسباب الشائعة:
العوامل الوراثية
يعتقد الكثير من الباحثين أن بعض الأشخاص معرضين وراثيًا للإصابة في فوبيا الغرق؛ حيث أنه من أنواع الرهاب المحددة التي تنتقل بالجينات، وقابلة للتوريث.
التجارب السابقة
يمكن أن يحدث الخوف من الغرق بسبب التعرض لتجارب سيئة سابقة، وذلك مثل:
- التعرض لحادث غرق في الطفولة.
- مشاهدة هجوم سمك القرش.
- عدم تعلم السباحة.
- سرد قصص مخيفة عن المحيط.
- ربط المواقف مثل التواجد في المياه العميقة مع نوبة الذعر.
- معرفة شخص ما قد مات في المياه العميقة.
- مشاهدة شخص آخر يقرغ أو يتعرض لحادث مؤلم في المياه.
النشأة والتربية
سلوك الوالدين يساهم بشكل كبير في خلق أنواع معينة من الرهاب عند الأطفال؛ من الممكن أن يكون الوالدين مفرطي الحماية، مما يجعل الطفل يعتقد أن لديه سيطرة محدودة على بيئته، كما يُمكن أن يمتلك أحد الوالدين فوبيا الغرق، وتحدث عن ذلك مع الطفل، ولذلك نقل الطفل الخوف لنفسه.
نوع الشخصية
بعض أنواع الشخصيات التي تكون حساسة أو أكثر عرضة للقلق تواجه فرص أكبر للإصابة بأنواع الرهاب المختلفة مثل رهاب الغرق، وقد لا يرغب الشخص في المخاطرة، أو يمتلك موقف سلبي بشكل عام.
حسب الدراسات معظم الناس لديهم خوف من المياه العميقة ولكن بدرجات متفاوتة.
أعراض فوبيا الغرق
هناك أعراض جسدية وعاطفية لرهاب الغرق، وهي:
الأعراض الجسدية
من أبرز الأعراض الجسدية للخوف من الغرق:
- تسارع ضربات القلب.
- الارتجاف.
- التعرق.
- ضيق في التنفس.
- عدم انتظام التنفس أو التنفس غير الطبيعي.
- جفاف الفم.
- الدوار أو الدوخة.
- الإحساس بشعور غريب في المعدة.
- صداع الرأس.
- الغثيان.
- ألم أو ضيق في الصدر.
- الارتباك.
- القشعريرة أو الهبات الساخنة.
الأعراض العاطفية
من أبرز الأعراض النفسية لرهاب الغرق:
- الخوف أو الفزع.
- تجنب التواجد حول المسطحات المائية الكبيرة.
- الهلع أو الرهبة.
- الشعور بالقلق.
- الرغبة في الهروب.
- الإحساس بالإرهاق والتعب.
- الخوف أو القلق الشديد والمفاجئ.
- القلق من فقدان السيطرة.
- تسارع الأفكار.
- الشعور بالانفصال عن الواقع.
- عدم القدرة على النوم.
الخوف الذي يرافق رهاب الغرق
رهاب الغرق يجعل الشخص يخاف من أمور تتعلق في الماء، وذلك مثل:
- البحيرات.
- أحواض السباحة.
- القوارب.
- الغوص.
- المخلوقات البحرية الحقيقية أو الأسطورية.
- الغواصات.
- الصور أو الأفلام أو البرامج التلفزيونية حول أي مما سبق.
- التفكير أو توقع الحاجة للتواجد حول أي مما سبق.
تشخيص فوبيا الغرق
لتشخيص رهاب الغرق يجب مراجعة طبيب أو معالج مختص والحصول على تشخيص رسمي، والذي يتم بناءً على الأعراض التالية:
- تجنب المحيطات أو القرب من أي مسطح مائي عميق.
- الخوف من المسطحات المائية العميقة بشكل مبالغ به.
- الخوف يكون أكبر من الخطر الحقيقي.
- يؤثر الخوف من الغرق مع الأداء الطبيعي للشخص.
- استمرار الخوف لمدة تزيد عن 6 أشهر.
- استبعاد الإصابة في الاضطرابات النفسية الأخرى مثل القلق والاكتئاب.
علاج فوبيا الغرق
يوجد أكثر من طريقة معتمدة لعلاج رهاب الغرق، وهي:
العلاج بالتعرض
يتم العلاج بالتعرض من خلال تعريض الشخص للماء أو المسطحات المائية الكبيرة والعميقة شيئًا فشيئًا، ومن الأمثلة على ذلك:
- الذهاب إلى المسطحات المائية الكبيرة والعميقة مثل المحيط أو البحر.
- يُمكن الذهاب برفقة حارس إنقاذ أو مدرب سباحة للحصول على الدعم وتقليل المخاوف.
- الذهاب إلى بركة سباحة والغوص في المياه الضحلة أو الجلوس بجانبها والمشاهدة فقط.
- أخذ دروس سباحة.
التخيل
من أساليب علاج فوبيا الغرق الأكثر فعالية هي العلاج بالتخيل، والتي تعتمد على تخيل النفس بالماء أو بالقرب منه، حيث يسترخي الشخص على كرسي بذراعين، ويبدأ بتخيل الماء، ووجوده بالقرب منها أو بداخلها، والسباحة؛ يعزز ذلك الشعور بالاسترخاء عند الاقتراب من المسطحات المائية.
الاستشارة النفسية
تساعد الاستشارة النفسية على اكتشاف الأسباب القابعة خلف الخوف من الغرق، وبالتالي تسهل عملية العلاج، كما أنها تمنح الشخص مساحة آمنة للتحدث عن مشاعره ومخاوفه.
العلاج المعرفي السلوكي (CBT)
في العلاج المعرفي السلوكي يتعلم المريض كيفية تحدي الأفكار أو المشاعر التي تجعله يخاف من الغرق، وكيف يُمكنه تغييرها حتى تكون أفضل وأكثر واقعية، ويتضمن العلاج:
- واجبات منزلية.
- تعلم تقنيات التأقلم.
- تحفيز النفس وإنشاء رسائل إيجابية للنفس.
- حضور جلسات أسبوعية مع المعالج.
استرخاء العضلات التدريجي (PMR)
الذي يساعد على تقليل التوتر والقلق الذي يصاب به الشخص عند التعرض لأي من مسببات الرهاب، ويكون فعال للغاية في فترات التوتر الشديد أو القلق الشديد.
الأدوية
في الكثير من الأحيان في الحالات الشديدة والصعبة من الرهاب يتم وصف الأدوية للمريض، وذلك مثل مضادات الاكتئاب، ومثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، ومثبطات امتصاص السيروتونين والنورابينفرين (SNRIs)، و البنزوديازيبينات، ومضادات القلق.
حوالي (10 – 25)٪ فقط من الأشخاص الذين يعانون من رهاب محدد يطلبون العلاج.
آثار رهاب الغرق
من المخاطر التي تواجه الشخص المصاب بالخوف من الغرق:
- التعرض لنوبات الذعر أو الهلع.
- الاكتئاب واضطرابات القلق.
- الميل للعزلة والوحدة.
- الابتعاد عن جميع الأنشطة أو التفاعلات الاجتماعية التي تحدث بالقرب من الماء.
- اللجوء لاستخدام الكحول أو المواد المخدرة لعلاج النفس.
السيطرة على أعراض فوبيا الغرق
يمكن لتحسين نمط الحياة أن يساعد في السيطرة على أعراض رهاب الغرق والتقليل منها، وذلك مثل:
- تناول الطعام الصحي المغذي.
- تجنب تناول السكريات والمشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- الحصول على قسط كافي من النوم.
- الحرص على النوم في مكان هادئ، ومظلم، وبارد.
- الاعتراف بالإصابة بالرهاب والتحدث عنه دون الحاجة للشعور بالخجل أو الخزي.
نصائح للتعامل مع فوبيا الغرق
من أهم النصائح للتعامل مع فوبيا الغرق بشكل صحيح:
- الالتزام بخطة العلاج كاملة كما تم الحصول عليها.
- تجنب التأقلم السيء مثل تناول الكحول أو المخدرات، أو التسوق المفرط.
- التواصل مع الأصدقاء والمقربين للحصول على الدعم.
- تعلم تقنيات الاسترخاء المختلفة مثل اليوغا، والتأمل، واليقظة.
- رعاية النفس والاهتمام بها جيدًا.
- ممارسة تمارين التنفس.
نصيحة عرب ثيرابي
يمكن للشخص وقاية نفسه وأطفاله من فوبيا الغرق، حيث ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي بضرورة التحدث من الأخصائي المناسب عند شعور الشخص بتكرار تجنبه للمياه العميقة أو عندما يواجه مجموعة من المشاعر الحادة أثناء تعرضه لها. كما يمكن تجنيب الأطفال لهذه الفوبيا من خلال عدم القيام بالتفاعلات السلبية تجاه المياه أمامهم.