عصبية وعناد الأطفال

عصبية وعناد الأطفال

عصبية وعناد الأطفال من المشاكل التي تعاني منها كل أم مع أطفالها؛ حيث أنه الطفل العنيد والعصبي بحاجة للمزيد من الاهتمام والرعاية من الأهل، ولكن عصبية وعناد الأطفال لها أسباب، وعلاج، وطرق للتعامل معها بشكل يُقلل الإرهاق على الأهل.

عصبية وعناد الأطفال

يُعاني معظم الأطفال من نوبات عصبية وغضب، ويظهر ذلك بشكل كبير عندما يُطلب منهم فعل شيء لا يريدون فعله، ويُصبح الأمر خطيرًا وبحاجة لحل عندما يفقد الطفل القدرة في السيطرة على أعصابه وانفعالاته، والطريقة التي يتعامل بها الأهل مع العصبية والعناد  عند الأطفال تؤثر كثيرًا على حياتهم ومستقبلهم، والكثير من الأطفال يعتمد العناد لوضع الحدود لنفسه وإثبات رأيه.[مرجع1][مرجع3]

خصائص وصفات عصبية وعناد الأطفال

تظهر بعض الصفات والسلوكيات على الأطفال في موجات العصبية والعناد التي تجتاحهم، ومن صفات وخصائص عناد وعصبية الأطفال:[مرجع1][مرجع3]

  • استمرار نوبات الغضب والعناد بعد سن النمو من 7 أو 8 سنوات.
  • الميل للتصرفات الخطرة على نفسه وعلى الآخرين.
  • التسبب بمشكلات خطيرة في المدرسة.
  • الابتعاد عن مواعيد اللعب مع الأقران، أو حفلات أعياد الميلاد.
  • الميل للتساؤل عن كل ما يُعتبر تمرد.
  • يمتلك الطفل استقلالية عالية، وذكاء، وابداع.
  • الحاجة للكثير من الانتباه والتركيز من الأهل؛ لرغبتهم أن يُسمع صوتهم ويتم إثبات موقفهم.
  • الإصرار المرتفع لتنفيذ أي مهمة دون تردد أو تخاذل من فعلها.
  • إظهار سمات القيادة والتسلط في بعض الأحيان.
  • الميل لفعل الأمور والمهام بطريقتهم الخاصة.
  • مواجهة صعوبة في تكوين العلاقات.[مرجع4]
  • التسبب في الكثير من المشاكل في المنزل وبين أفراد الأسرة.[مرجع4]
  • التصرف بطرق بعيدة عن النضج.[مرجع4]
  • الشعور بالإحباط بصورة متكررة ومن أصغر الأمور.[مرجع4]

أسباب عصبية وعناد الأطفال

يوجد أسباب عديدة ومتنوعة لعصبية وعناد الأطفال، وأبرزها:

اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

يُعاني الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من العصبية والاندفاع، مع مواجهة صعوبات في التحكم بسلوكياتهم، كما أنه يجعل الطفل يواجه مشكلة في اتباع التعليمات أو الانتقال لنشاط آخر، وهو من محفزات العصبية والعناد عند الأطفال، وبشكل أكبر الغضب والعصبية.[مرجع1]

القلق

العصبية والعناد عند الأطفال تأتي في الكثير من الأحيان كرد فعل على إصابتهم بالقلق الشديد، وإذا كان الطفل يخفي هذا القلق سوف يزداد عصبية وعناد، وذلك يعني أنه معرض للإصابة بصعوبة في التأقلم مع المواقف التي لا يرتاح بها أو لا يرغب بها، والتي بدورها تدخله في نوبة غضب وعناد.[مرجع1]

الإهمال أو الصدمة 

إذا كانت عصبية وعناد الأطفال تظهر في المدرس من المحتمل للغاية أن يكون ذلك بسبب التعرض للإهمال في المنزل، أو التعرض لصدمة في حياته؛ حيث أن الطفل يفقد شعوره بالأمان في منزله، وهو ما يؤثر على سلوكه في المدرسة.[مرجع1]

مشاكل التعلم

من أحد أسباب عصبية وعناد الأطفال الأكثر شيوعًا هي مواجهة الطفل صعوبة في التعلم في المدرسة، أو أي اضطراب تعليمي غير مشخص، ولذلك عندما يجد نفسه أمام مسألة تعليمية لا يُمكنه فهمها أو حلها يتصرف بغضب بدلًا من طلب المساعدة أو المحاولة بشكل أكبر.[مرجع1]

مشاكل المعالجة الحسية

كثيرًا ما يواجه الأطفال صعوبة في معالجة واستيعاب المعلومات الحسية التي يحصلون عليها من حولهم، وتلك المشكلة تُعتبر من أسباب عصبية وعناد الأطفال؛ لأن الطفل الحساس تجاه المحفزات مثل الضوء، أو الإزعاج يكون غير مرتاحًا عند وجود أي من المحفزات، والتي بدورها تجعله قلقًا ومشتتًا.[مرجع1]

التوحد

إصابة الطفل بالتوحد تجعله أكثر عرضة لمواجهة العصبية والعناد والانهيارات الدرامية بشكل عام؛ حيث أن طفل التوحد يعتاد على روتين ثابت لتعزيز شعوره بالأمان، وأي تغيير غير متوقع في هذا الروتين يُسبب له الإزعاج.[مرجع1]

مواجهة المصاعب

من أحد الأسباب التي ينتج عنها العناد والعصبية عند الأطفال هي مواجهة المصاعب والتحديات في حياتهم مثل فقدان أحد الأحباء، أو مشاكل الطلاق بين الوالدين، أو حتى التعرض للتنمر.[مرجع4]

علاج عصبية وعناد الأطفال

يوجد أكثر من طريقة في علاج عصبية وعناد الأطفال، ومنها:[مرجع2]

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يُساعد العلاج السلوكي المعرفي الطفل على اكتساب آليات جديدة لتنظيم مشاعره، وأفكاره، وسلوكياته الغاضبة.
  • تنظيم المشاعر: تعلم الطفل الطريقة الأفضل لتنظيم مشاعره تُساعده في التعرف على مسببات عصبيته وعناده، وكيف بإمكانه الابتعاد عنها والوقاية منها.
  • طرق بديلة: حيث يتم تعليم الطفل ووالديه طرق بديلة للتعبير عن الإحباط بدلًا من العصبية والعناد، كما يُساعد الطفل والوالد على معرفة العواقب المترتبة على كل اختيار.
  • تقنيات إدارة الوالدين(PMT): تُساعد هذه التقنية الوالدين على التقليل من نوبات العصبية والعناد عند الأطفال من خلال تعلم طرق بديلة للتعامل مع سوء السلوك.

طرق التعامل مع عصبية وعناد الأطفال

التعامل بطريقة صحيحة وسليمة مع عصبية وعناد الأطفال يتم بأحد الطرق التالية:

الإلهاء

عند القيام بالأمور التي تُثير عناد أو عصبية الطفل يُفضل أن يتم إلهاؤه عنها حتى لا يُصاب بنوبة غضب أو عناد ونقاشًا طويلًا لا ينتهي، على سبيل المثال إذا كان الطفل يريد الذهاب في جولة بالسيارة بينما الأهل خارجين لعمل مهم، يتم إلهاء الطفل في هذه الحالة باللعب قبل الوصول إلى السيارة.[مرجع3]

تجنب الجدال

أفضل الطرق للتعامل مع عصبية وعناد الأطفال هي من خلال تجنب الجدالات معهم، وبشكلٍ خاص إذا كان الطفل عنيدًا؛ حيث أنه على استعداد للجدال وجهًا لوجه حتى يحصل على مراده، ولذلك يُفضل إجراء المحادثات الهادئة مع الطفل العنيد بدلًا من النقاشات و الجدالات.[مرجع3]

التواصل

التواصل مهم للغاية عند التعامل مع عصبية وعناد الأطفال؛ حيث أن الطفل لن يفعل أي شيء لا يرغب به أو لا يريده، وسوف يزداد عناده ورفضه إذا ما تم إجباره على فعل أي شيء، ولذلك يجب المحافظة على التواصل بطريقة صحية معه، وسؤاله عن رغبته في فعل الأمر، كما يُفضل منحه الخيارات حتى يختار هو منها.[مرجع3]

تشجيع السلوك الإيجابي

أفضل ما يُمكن فعله في التعامل مع عصبية وعناد الطفل هو تشجيع سلوكه الإيجابي، بالإضافة للتصرف حوله بالطرق الصحيحة والإيجابية حتى يرى أمامه قدوة حسنة يتصرف مثلها، ولا بأس بوضع بعض قواعد السلوك الواضحة في المنزل، مع توضيح العقوبات التي يُمكن أن يحصل عليها عند مخالفته القواعد.[مرجع3]

الهدوء

الصراخ في وجه طفل أثناء مواجهة نوبة غضب أو عناد لن تجعل الأمور أفضل؛ بل سوف تحول الحوار إلى تحدي صراخ بين الطفل والوالدين، ولذلك الأفضل الهدوء ومن ثم التحدث مع الطفل، ومواجهة سلوكه الغاضب والعنيد بالهدوء، مع ضرورة تقديم الاحترام له أثناء كلامه، والتأكد من فهم وجهة نظره قبل إكمال النقاش معه أو اتخاذ أي قرار.[مرجع5]

التعاون 

التعاون عند التعامل مع الطفل العصبي والعنيد سوف تجعل الأمور أسهل بكثير، وذلك من خلال العمل معًا بين الأهل والطفل بدلًا من إلقاء الأوامر بطريقة تجعل الطفل غير مرتاح، ومن الأمثلة على ذلك:[مرجع5]

  • سؤال الطفل عن الأمور بدلًا من إجباره على فعلها.
  • استخدام عبارات مثل “لنفعل هذا”، أو “ماذا لو جربنا”، وغيرها.
  • تحويل الطلبات والمهام إلى أنشطة وألعاب ممتعة.
  • خلق بيئة من التحدي للطفل عند الطلب منه تنفيذ أي مهمة.

ابدأ العلاج
بسرية وخصوصية تامة