Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
تأثير الطلاق على نفسية الأطفال

تأثير الطلاق على نفسية الأطفال

يكون تأثير الطلاق على نفسية الأطفال في أوجِه خلال السنة الأولى من الطلاق؛ بسبب عدم الاعتياد على الطلاق وانفصال الوالدين بعد، وقد تستمر لسنة أخرى أو مدى الحياة من بعد طلاق الوالدين.

 

تأثير الطلاق على نفسية الأطفال

يؤثر الطلاق على نفسية الأطفال بشكل كبير، وذلك على النحو التالي:

الاضطرابات النفسية

ترتفع مخاطر إصابة الأطفال في الاضطرابات النفسية مثل القلق أو الاكتئاب بعد الطلاق؛ بسبب مشكلات التكيّف التي يواجهها الأطفال.

الغضب

ليس غريبًا أن يواجه الأطفال مشاكل غضب بسبب طلاق الوالدين، وبشكلٍ خاص إذا كان الطلاق شديد الصراع بين الوالدين، وغالبًا ما يواجه الأطفال مشكلة غضب مع الطرف الذي بدأ الطلاق أو يُعتقد أنه السبب في الطلاق.

الانسحاب الاجتماعي

من تأثير الطلاق على نفسية الأطفال الانسحاب الاجتماعي، وتجنب ممارسة الهوايات والأنشطة التي اعتاد الأطفال الاستمتاع بها سابقًا، ويُعتقد أن الأسباب خلف ذلك هي:

  • لوم النفس أو الشعور بالذنب بسبب طلاق الوالدين.
  • الشعور بالخجل من طلاق الوالدين وبالتالي تجنب المواقف الاجتماعية التي قد تُعرضهم للأسئلة عن الوالدين.

قضايا التعلّق

بأغلب الأحيان يكون تأثير الطلاق على نفسية الأطفال مدمرًا على العلاقات الأخرى في حياة الطفل، ويظهر ذلك على شكل التعلّق غير الآمن بأحد الوالدين، أو أشخاص آخرين، وقد تستمر مشاكل التعلق حتى مراحل متأخرة من حياة الشخص.

مشاعر الذنب

قد يرى الأطفال أن الطلاق كان بسببهم أو خطأهم، وبشكل خاص إذا لم يتم طمأنتهم بأنهم ليسوا السبب في ذلك، وللتخلص من مشاعر الذنب هذه قد يلجأ الأطفال لبذل الكثير والكثير من الجهد في سبيل إرضاء الوالدين، وتجنب المشاكل، والتي قد تؤدي للسعي إلى المثالية، والاكتئاب.

الحساسية العاطفية

يجلب الطلاق الكثير من أنواع العواطف إلى الأطفال مثل الغضب أو الارتباك، والقلق، وغيرها. والتي قد تؤدي لشعور الأطفال بالإرهاق العاطفي أو الحساسية العاطفية؛ لأن الأطفال بحاجة لشخص يشعرون معه بالأمان للتحدث إليه.

من وجهة نظر الطفل، يمثل الطلاق فقدان الاستقرار، وفقدان الأسرة الموحدة.

فقدان الإيمان بالزواج والأسرة

تأثير الطلاق على نفسية الأطفال قد يؤدي لفقدانهم الأمان من تكوين أسرة مستقرة في المستقبل، ويفقدون الإيمان بفكرة الأسرة بشكل عام.

 

تأثير الطلاق على نفسية الأطفال على المدى الطويل

لا يُمكن للأطفال دائمًا تخطي طلاق الوالدين بسهولة، ومن الممكن أن يتأثروا بذلك حتى مراحل متأخرة من حياتهم، وذلك مثل:

تطور الاكتئاب والقلق

يُعاني الأطفال في العائلات المنفصلة والتي واجهت الطلاق معدلات أعلى من القلق أو الاكتئاب في مرحلة البلوغ مقارنةً في الأقران ممن نشأوا ضمن أسرة مستقرة.

صعوبة العلاقات الشخصية

يؤدي الطلاق في أغلب الحالات إلى زيادة احتمالية تطوير أنماط علاقات غير آمنة عند الأطفال، وبشكل خاص أنماط الارتباط، وعند البلوغ تزيد احتمالية مواجهة الانفصال في العلاقات العاطفية أو الطلاق عند الزواج.

تناول المواد المخدرة

يُظهر الأطفال من العائلات المطلقة مخاطر أكبر في تناول المواد الكحولية أو المخدرة حتى مرحلة البلوغ. وقد يتطور حتى يُصبح إدمانًا أو سلوك لمدى الحياة.

تشير الدراسات إلى أن الطلاق يزيد من مخاطر السُمنة عند الأطفال، كما تظهر العديد من المشاكل الصحية والرعاية الصحية في مراحل متأخرة من حياة الطفل.

تأثيرات إضافية

مجموعة من الأمور الأخرى التي قد تتفاقم وتستمر مع الشخص لمراحل متأخرة من حياته:

  • مواجهة الاكتئاب أو القلق في مراحل مختلفة من النمو.
  • ارتفاع مخاطر المشاكل السلوكية الخطيرة.
  • الصعوبات في التواصل مع الأقران أو الزملاء.
  • زيادة مخاطر تطور العادات الإدمانية.

 

كيف يؤثر الطلاق على الأطفال؟

إلى جانب تأثيره على نفسية الأطفال إنه يؤثر على الجوانب المختلفة من حياة الطفل، وذلك حسب الآتي:

الإجهاد المرتبط بالطلاق

عادة عند الطلاق يفقد الأطفال الاتصال اليومي مع أحد الوالدين، والذي يكون الأب في أغلب الأحيان، والذي يؤثر على الرابطة والعلاقة بين الوالدين والأطفال.

المشاكل السلوكية

تعد المشاكل السلوكية من تأثير الطلاق على نفسية الأطفال؛ حيث يميل الأطفال والمراهقين للسلوكيات الخاطئة مثل:

  • الانحراف.
  • السلوك الاندفاعي.
  • اضطرابات السلوك.
  • سلوكيات المخاطرة عند المراهقين مثل تعاطي المخدرات أو الكحول.
  • العنف أو السلوكيات العدوانية؛ لجذب انتباه الوالدين.
  • العصيان والسلوكيات الانحرافية عند المراهقين.
  • ميل المراهقين للسرقة.

هناك زيادة بنسبة 16% في خطر حدوث مشاكل سلوكية إذا كان عمر الطفل بين (7 – 14) عام عند طلاق والديه.

الضغوط المصاحبة للطلاق

في أغلب الأحيان يتأثر الأطفال من الضغوط المصاحبة للطلاق أكثر من الطلاق نفسه، وذلك مثل:

  • تغيير المدارس.
  • الانتقال إلى منزل جديد.
  • العيش مع أحد الوالدين فقط.
  • صعوبات المالية.
  • الحصول على زوج أم أو زوجة أب، أو حتى أشقاء من أحد الوالدين.

تراجُع الأداء الأكاديمي

يميل الطفل بعد طلاق الوالدين لفقدان الاهتمام في المدرسة أو في التحصيل الدراسي، ويُعزى ذلك للآتي:

  • ضعف الانتظام في الذهاب للمدرسة أو ارتفاع معدلات الهروب من المدرسة، وبالتالي تدني التحصيل الدراسي والحصول على درجات أقل.
  • قلة الإشراف الأبوي على الواجبات المنزلية.
  • تحمّل المزيد من المسؤوليات بالمنزل بسبب غياب أحد الوالدين.

الانحدار التربوي

ربما يكون تأثير الطلاق على نفسية الأطفال خطير لدرجة أنه يؤدي لظهور الكثير من السلوكيات التراجعية مثل التبول اللاإرادي أو مص الإبهام.

خلال الطلاق وبعده من المحتمل أن يواجه الأطفال مشاكل في التكيف مع التغييرات، وبشكل خاص إذا كانت التغييرات كبيرة ومتكررة.

 

هل يؤثر الطلاق على الصحة الجسدية للأطفال؟

بالطبع؛ تأثير الطلاق على نفسية الأطفال وصحتهم الجسدية شائع للغاية، ويكون التأثير على الصحة الجسدية كما يلي:

التغييرات في عادات النوم والأكل

بسبب تغير الروتين ونظام حياة الطفل بشكل عام يواجه الطفل الكثير من المشاكل والاضطرابات في النوم أو الأكل، ومنها:

  • مواجهة صعوبة في المحافظة على عادات نوم منتظمة.
  • المكافحة في تناول الطعام بانتظام.
  • الافتقار إلى الهيكل والتنظيم بين الأسرتين حول روتين النوم والأكل.
  • قلة الشهية أو الإفراط في الأكل.
  • الأرق أو النوم الزائد.

الأمراض الجسدية

بالكثير من الأحيان ينعكس تأثير الطلاق على نفسية الأطفال على صحتهم الجسدية؛ حيث يواجه الطفل الكثير من الأمراض أو المشاكل الجسدية غير المبررة.

 

كيفية التقليل من تأثير الطلاق على نفسية الأطفال

هناك بعض الأمور التي يُمكن فعلها للتقليل من تأثير الطلاق على نفسية الأطفال، ومنها.

  • التواصل الصحي بين الوالدين بعد الطلاق؛ لأجل الأطفال.
  • المحافظة على علاقة صحية بين الوالدين والأطفال.
  • عدم وضع الأطفال في منتصف العلاقة بين الوالدين بعد الطلاق.
  • الاتفاق حول قواعد وروتين حياة الأطفال.
  • البحث عن المساعدة المهنية عند الشعور بالحاجة لها.
  • مساعدة ودعم الأطفال للشعور بالأمان أو الطمأنينة بعد الطلاق.
  • تمكين الأطفال.
  • مراقبة المراهقين أو السلوكيات الخاصة بهم جيدًا.
  • قضاء المزيد من الوقت مع الأطفال.
  • الشرح والتوضيح للأطفال أسباب الطلاق، وكيف أن الطفل ليس له أي ذنب به.
  • توضيح أن المشاعر أو علاقة الوالدين مع الطفل لن تتغير.
  • تقديم الكثير من المساعدة للطفل للتعامل مع الطلاق بطريقة صحية.

بعض الأبحاث التي تشير إلى أن الأطفال سوف يتأقلمون مع الطلاق خلال عامين من حدوثه.

 

كلمة من عرب ثيرابي

غالباً ما يكون لدى الأطفال توقعات وأفكار مختلفة عن الطلاق تتناسب مع مرحلتهم العمرية، إلا أنه يقع على الوالدين مهمة تصحيح هذه الأفكار وطمأنة الطفل. حيث يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي ضرورة التحدث مع الطفل حول هذا الموضوع والتأكيد على:

  • أن هذا الطلاق لمصلحة كلا الوالدين، إذ أنهما سيشعران بالمزيد من السعادة.
  • شعور الطفل بالأمان، كما أن هناك منزلان يمكنه التنقل بينهما حيث شاء.
  • أن الطلاق ليس بسبب الطفل وإنما هو خطوة ضرورية لا دخل له بها.