معظم الأشخاص يعانون من الحزن من وقت إلى آخر، إلا أنه لا يمكن وصف ذلك بالاكتئاب، حيث لا بد من توافر بعض المعايير للتمكن من تشخيص الاكتئاب، وفيما يلي نتناول موضوع تشخيص الاكتئاب بشكل مفصل.
تشخيص الاكتئاب
قد تتشابه أعراض مرض الاكتئاب مع أعراض الكثير من الأمراض النفسية، لذلك هناك بعض الإشتراطات الواجب توفرها للتمكن من تشخيص الحالة على أنها اكتئاب، وهذه الاشتراطات هي:(المرجع 1)
- أن يعاني المريض من 5 من الأعراض الشائعة للاكتئاب طوال اليوم.
- استمرار الأعراض لمدة لا تقل عن أسبوعين.
- يجب أن تضم الأعراض اليومية واحدة من المزاج المكتئب أو عدم الشعور بالمتعة في أغلب الأنشطة، أو العصبية في حالة صغار السن.
إجراءات المتبعة عند تشخيص الاكتئاب
عندما يشخص الطبيب النفسي حالة الاكتئاب، لا بد من القيام بالإجراءات التالية:(المرجع 2) (المرجع 4)
الكشف الصحي
حيث يقوم الطبيب بفحص بدني كامل للمريض وطرح بعض الأسئلة عليه، ففي بعض الحالات يرتبط الاكتئاب بمشكلة جسدية.
الفحوصات المخبرية
يطلب الطبيب من المريض إجراء بعض الفحوصات المخبرية لاستبعاد بعض الأمراض التي تتشابه بالأعراض، ومن هذه الفحوصات:
- فحص تعداد كريات الدم.
- فحص الغدة الدرقية.
- فحوصات خاصة بالفيروسات.
- فحص للهرمونات.
- فحوصات نقص الفيتامينات.
التقييم النفسي
ويكون من خلال الإجابة على أسئلة المعالج النفسي واستبيان فيما يتعلق بأفكار وسلوكيات وعواطف وأعراض التي يشعر بها المريض، وقد تشمل الأسئلة:
- التاريخ الصحي والنفسي للمريض.
- تاريخ العائلة الصحي والنفسي.
- ما هي الأعراض التي يعاني منها المريض.
- تحديد الأدوية التي يتناولها المريض.
- تأكيد أو نفي تناول المخدرات أو الكحول.
التقييم من خلال DSM-5
يطابق المعالج النفسي المتخصص الأعراض التي يشكو منها المريض مع معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5).
من يستطيع تشخيص الاكتئاب
على الرغم من أن غالبية المرضى يقومون بزيارة الأخصائي النفسي في بداية الأمر، إلا أنه يمكن للعديد من الأشخاص تقييم وتشخيص حالة الاكتئاب، وهؤلاء الأشخاص هم:(المرجع 5)
- الطبيب العام: حيث أنه مؤهل لتشخيص حالات الاكتئاب وتقييمها، بالإضافة إلى وصف أدوية مضادات الاكتئاب، والتحويل إلى الطبيب النفسي.
- الطبيب النفسي: يمكن للطبيب النفسي أن يشخص حالات الاكتئاب ويصف الدواء المناسب، إلا أنه غالباً لا يقدم العلاج النفسي، بل يحول المريض لاختصاصي نفسي.
- أخصائي نفسي إكلينيكي: يقوم بتشخيص حالة الاكتئاب ويقدم العلاج النفسي بأساليبه المتنوعة، لكنه لا يصف الدواء للمريض.
- الأخصائي الاجتماعي: يمكن للأخصائي الاجتماعي أن يشخص الاكتئاب دون أن يقدم أي نوع من العلاج.
- ممرض الصحة النفسية: يمكن لممرض الصحة النفسية الحاصل على درجة الماجستير تقييم وتشخيص حالات الاكتئاب.
معايير لتشخيص الاكتئاب
تم وضع معايير خاصة بالاكتئاب في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، ويجب أن تؤثر هذه المعايير بشكل كبير على كافة جوانب الحياة اليومية للمريض، وتضم هذه المعايير:(المرجع 3)
- وجود مزاج مكتئب طوال اليوم تقريباً وبشكل يومي.
- الشهور يومياً بعدم الاهتمام أو عدم الشعور بالمتعة تجاه معظم الأنشطة.
- خلل على مستوى الوزن والشهية دون اتباع أي نظام غذائي محدد.
- قلة النشاط الحركي والفكري بشكل يمكن للآخرين ملاحظته.
- الشعور بالتعب العام وفقدان الطاقة يومياً.
- الشعور بقلة تقدير الذات أو الشعور بالذنب يومياً.
- ضعف القدرة على التركيز وتشتت التفكير بشكل يومي.
- أفكار متعلقة بالانتحار، أو وضع خطة لذلك أو محاولة الانتحار.
الأعراض التي يتم تشخيص الاكتئاب بناءً عليها
تختلف الأعراض التي يعتمد عليها المعالج المتخصص لتشخيص الاكتئاب باختلاف الفئة العمرية للمريض، حيث يمكن تقسيم هذه الأعراض إلى:(المرجع 1)
فئة الأطفال
تظهر على الطفل المصاب بالاكتئاب بعض السلوكيات مثل:
- الشعور الدائم بالقلق.
- غرابة الأطوار.
- التظاهر بالمرض.
- رفض الذهاب إلى المدرسة.
- التشبث بالوالدين.
- الخوف من فقدان أحد الوالدين.
فئة المراهقين
تزداد الأعراض التي تظهر على المراهق الذي يعاني من الاكتئاب، حيث تشتمل هذه الأعراض على:
- مواجهة المشكلات في المدرسة.
- الشعور بالإحباط بسهولة.
- الشعور الدائم بالضيق.
- قلة احترام الذات.
- فرط النوم.
- زيادة الشهية وزيادة الوزن.
- العصبية الزائدة.
- نظرة سلبية للحياة والمستقبل.
- احتمالية تعاطي المخدرات.
- احتمالية الإصابة باضطرابات الهلع وأنواع مختلفة من الفوبيا.
فئة الشباب
يعاني الأشخاص في هذه الفئة من زيادة نوبات الاكتئاب، وتظهر الدلائل التالية:
- أرق في منتصف الليل.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- الاستيقاظ مبكراً جداً في الصباح.
- الشكوى من أعراض معوية، مثل الإسهال أو الإمساك.
فئة كبار السن
غالباً ما تكون أعراض الاكتئاب كبار السن أقل وضوحاً، حيث يختلط بها بعض أعراض الآلام الأخرى، ويمكن أن تشمل الأعراض ما يلي:
- الشعور بالحزن.
- نقص في المشاعر بشكل عام.
- الشكوى من الآلام وأمراض أخرى تسبب له الكآبة.
- من المحتمل أن تتأثر الذاكرة وعملية التذكر لديه.
الفرق في تشخيص الاكتئاب وتشخيص الحزن
تظهر الفروق واضحة عند المقارنة في تشخيص الاكتئاب أو تشخيص الحزن، ويمكن تلخيصها على النحو التالي:(المرجع 3)
- التأثير على المهام اليومية: يؤثر الاكتئاب على مدى قيام الشخص بمهامه، أم الحزن فلا يمنعه من أداء المهام الموكلة.
- اضطرابات النوم والأكل: يرافق الاكتئاب اضطرابات خطيرة ومستمر على مستوى النوم والأكل، أما في الحزن قد يحدث هذا لمدة لا تزيد عن يومين.
- وجود سبب: لا يحتاج الاكتئاب إلى سبب محدد ليعاني منه الشخص، فقد تتوفر كل الظروف الجيدة ويبقى مكتئباً، أما في الحزن فلا بد من وجود سبب مثل فقدان أحد المقربين.
- الاستمتاع: في الاكتئاب لا يمكن للشخص أن يستمتع بأي من نشاطاته الممتعة، لكن يمكن للشخص أن يكون حزين ويستمتع ببعض النشاطات مثل مشاهدة التلفاز.
- إيذاء الذات: قد تتوارد لمن يعاني من الاكتئاب فكرة الانتحار، أما الشخص الحزين فلن يفكر بإيذاء نفسه.
مساعدة الطبيب في تشخيص الاكتئاب
عند زيارة الطبيب النفسي للمرة الأولى لا بد من تجميع بعض المعلومات وتدوينها لمساعدته في تشخيص مرض الاكتئاب، ومن هذه المعلومات المفيدة لذلك:(المرجع 4)
- مخاوف المريض الجسدية والنفسية.
- الأعراض التي يلاحظها المريض على نفسه.
- ملاحظة السلوكيات غير الطبيعية التي يقوم بها.
- الأمراض السابقة التي عانى منها المريض.
- التاريخ العائلي مع الاكتئاب.
- جميع الأدوية التي تناولها المريض أو يتم تناولها في الوقت الحاضر، سواء كانت أدوية موصوفة من الطبيب أو ذاتية الاستخدام أو المكملات الغذائية.
- ظهور آثار جانبية للأدوية التي يتناولها المريض.
- نمط الحياة بتفاصيلها، من غذاء ورياضة وتدخين.
- نمط نوم المريض.
- الأسباب التي تؤدي إلى توتر المريض.