ما ستجده في هذا المقال:
لا تؤثر الحالة النفسية المجهدة أو المتوترة فقط على مشاعرك وأفكارك وسلوكياتك، بل تأثير ذلك يمتد أيضاً لصحتك الجسدية بما فيها الغدة الدرقية. فمن المعروف أن اضطرابات هذه الغدة ينعكس سلباً على الحالة النفسية، كما أن التأثير أيضاً يأتي متبادلاً.
تعرف كيف لتوترك أن يؤثر على هرمونات الغدة الدرقية واكتشف حقيقة حالتك للحصول على العلاج المناسب.
ما هو تأثير الحالة النفسية المتوترة على الغدة الدرقية؟
يؤثر مستوى توترك وتفاعلك من المواقف المجهدة على الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى اضطراب إنتاج هرموناتها. تعرف على الرابط التالي:
- عندما يشعر الشخص بالتوتر فإنه يتم إفراز المزيد من هرمون التوتر الكورتيزول. يعمل هذا الهرمون على تسريع عمليات الجسم وإبطاء عملية التمثيل الغذائي، مما يساعد الجسم على التعامل مع التوتر.
- بالإضافة إلى ذلك، فإن الكورتيزول يعمل على تثبيط عمل الغدة النخامية الضروري لإنتاج هرمون الغدة الدرقية (TSH). وهو هرمون يساعد في إنتاج هرمونات (T3) و(T4).
- عندما ينخفض مستوى (TSH)، تتوقف الغدة الدرقية عن العمل، بما يسمى قصور الغدة الدرقية.
- بالإضافة إلى ذلك، لا يستطيع الجسم تحويل T4 إلى T3، مما يؤدي إلى ارتفاع كميات T3 العكسية في الدم.
ويمكن أن يظهر تأثير الحالة النفسية على الغدة الدرقية عند التوتر من خلال:
- أكثر عرضة للإصابة بمرض الغدة الدرقية المناعي الذاتي، التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو.
- على الرغم من أن التوتر لا يسبب فرط نشاط الغدة الدرقية، إلا أنهما مرتبطين. فإن كنت تعاني من فرط نشاط الغدة الدرقية، فإن التوتر المستمر يزيد من سوء حالتك الصحية.
يمكن لزيادة القلق أو الإصابة بالاكتئاب أيضاً أن يؤثران سلباً على عمل الغدة الدرقية.
تقنيات لتحسين الحالة النفسية وإدارة مشكلات الغدة الدرقية
في الوقت الذي تؤثر الحالة النفسية على عمل الغدة الدرقية، فإن هذه الغدة أيضاً لها انعكاسات نفسية أيضاً. الأمر الذي يضع الشخص في دائرة لا يصعب الخروج منها.
لذلك فإن التحكم بالحالة النفسية والتقليل من التوتر، ويمكن ذلك من خلال:
العمل على زيادة الاسترخاء
يساعد التأمل وأساليب الاسترخاء الأخرى على تجنب التوتر والحد من تراكمه، مما يقلل من مدى تأثيره على الغدة الدرقية.
قد لا تحتاج إلى تقنيات محددة للاسترخاء، قد يكفي فقط ممارسة نشاط أو هواية تستمتع بها. حيث أن النشاطات الإبداعية غالباً ما تساعد في الحد من التوتر.
بينما أشخاص آخرين قد يحتاجون إلى التنفس العميق بين الحين والآخر خلال اليوم لسيطرة أكبر على الحالة النفسية. بغض النظر عن الطريقة للاسترخاء، الهدف هو استعادة التوازن والهدوء للنفس والتحكم أكثر بأعراض الغدة الدرقية بشكل خاص.
يسبب كل من التوتر وقصور الغدة الدرقية أعراضاً، بعضها يشمل زيادة الدهون في الجسم والإرهاق وتغيرات المزاج.
اتباع نظام غذائي متوازن
ما تأكله يؤثر بشكل كبير على طريقة تفاعلك مع المواقف. ويعود ذلك إلى تأثير بعض المواد على الحالة النفسية بشكل مباشر، بينما مواد أخرى قد تسبب اضطراب الجهاز الهضمي والشعور بالمزيد من التوتر والإرهاق.
ولأن قصور الغدة الدرقية قد يؤدي إلى زيادة الوزن، فإن اتباع نظام غذائي متوازن أصبح أمراً غاية بالأهمية للتقليل من جميع هذه التأثيرات.
لذلك، ركز في نظامك الغذائي على تناول:
- البروتينات الخالية من الدهون.
- كل الحبوب خاصة الكاملة منها.
- منتجات الألبان قليلة الدسم.
- الدهون الصحية مثل الأفوكادو وزيت الزيتون.
- الخضروات والفاكهة.
راقب الكميات التي تتناولها، وقلل أو تجنب قدر الإمكان من تناول الدهون المشبعة والكربوهيدرات المصنعة والملح والحلويات المضافة والكحول.
زيادة النشاط البدني
على الرغم من أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يعد وسيلة رائعة للتخلص من التوتر والشعور بالطاقة الإيجابية ويحسن الحالة النفسية، فإن تأثير الرياضة الإيجابي قد يمتد للسيطرة على أعراض قصور الغدة الدرقية لديك. فهو يعمل على:
- تحسين نمط النوم.
- التقليل من الشعور بالتعب المرافق لمشكلة الغدة الدرقية لديك.
ومع ذلك، لا بد من استشارة الطبيب المعالج قبل البدء في ممارسة الرياضة، واختيار التمارين المناسبة لحالتك.
الحصول على قسط كاف من النوم
من المعروف أن قصور الغدة الدرقية قد يؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق الجسدي. ومع ذلك قد يكون من تشعر به من تعب ناتج عن عدم القدرة على النوم الناتجة عن التفكير المفرط بالأمور التي تثير توترك ومخاوفك.
حول تنظيم أفكارك وقلل من اجترار الأفكار واحرص على الحصول على (7 – 9) ساعات من النوم الليلي. ويمكن أن يساعدك في ذلك:
- إبقاء غرفة النوم باردة ومظلمة أو مريحة بشكل عام.
- الانخراط في روتين هادئ قبل النوم.
- الحفاظ على جدول ثابت للذهاب إلى السرير والاستيقاظ.
طلب المساعدة
في بعض الأحيان، يكفي وجود أشخاص نثق بهم ونستطيع الحديث أمامهم عما نشعر به ويخيفنا في التقليل من مستويات التوتر. هذا الدعم العاطفي يساعد أيضاً على اتخاذ قرارات صعبة عند الحاجة إليها.
لا يهم من يشكل شبكة الدعم العاطفي والاجتماعي لديك، المهم وجود أفراد يمكنك الاعتماد عليهم في لحظاتك العصيبة. عندما تكون في موقف تحتاج فيه إلى المساعدة، فلا تتردد في طلبها. التحدث إلى شخص ما سوف يقلل بشكل كبير من مستويات التوتر لديك ويجعل من السهل إدارة قصور الغدة الدرقية لديك.
فهم التوتر
يعد التوتر استجابة طبيعية من الجسم عند التعرض للمواقف المهددة أو التي تشكل خطراً. ومع ذلك تصبح ردة الفعل هذه ضارة عند تحفيزها دون التعرض لمواقف خطيرة في حقيقتها. في هذه الحالة، فإن إطلاق المزيد من هرمونات التوتر يؤدي إلى تغيرات جسدية ونفسية كثيرة.
التعامل مع التوتر المزمن، يؤدي إلى مواجهة خللاً مستمراً وطويل الأمد يعمل على تعطيل جميع الوظائف الجسدية الأساسية تقريباً. يمكن أن يؤدي التوتر المزمن إلى:
- مشاكل في الجهاز الهضمي.
- الشكوى من الصداع.
- ألم وتشنج في العضلات.
- زيادة الوزن.
- اضطراب نمط النوم.
- مواجهة مشكلات معرفية، مثل النسيان أو عدم القدرة على التركيز.
- زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية أو ارتفاع ضغط الدم.
كلمة من عرب ثيرابي
في معظم الحالات، يستطيع الأشخاص التعامل مع المواقف الحياتية والضغوط النفسية التي يمرون بها بشكل ذاتي دون مساعدة.
لكن قد تكون هذه المواقف أصعب مما تتوقعه، أو قد يكون الشخص لا يمتلك ما يكفي من المهارات التي تساعده في تجاوز الأمر. في مثل هذه الحالة، يفضل الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي طلب المساعدة النفسية المتخصصة والتي تمكنهم من التعامل مع المواقف المجهدة بأفضل الطرق دون ترك آثار سلبية على نفسياتهم.