Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
نقص المادة البيضاء

هل نقص المادة البيضاء خطير؟

عند حدوث نقص في المادة البيضاء من الدماغ، فهذا يدل على حدوث تلف في مساحات دماغية شاسعة، مما ينتج عنه الكثير من الأضرار لدى المريض، لكن لأي حد يُعد هذا الأمر خطيراً، وكيف يمكن الحد من الأعراض التي ترافقه؟ هذا ما نتناوله في السطور التالية.

 

ما هي المادة البيضاء في الدماغ؟

تعتبر المادة البيضاء بمثابة الوصلات التي يتم من خلالها نقل الرسائل العصبية ما بين أجزاء الدماغ المختلفة ونقلها بسرعة فائقة، كما أنها مغطية بمادة دهنية بيضاء اللون (هي ما يعطي المادة البيضاء لونها الأبيض) تعمل على عزل هذه المادة بشكل جيد، بالإضافة إلى دورها في تسريع إرسال المسارات العصبية على نحو أكبر.

 

نقص المادة البيضاء

نقص المادة البيضاء أو مرض المادة البيضاء (White matter disease) أو مرض الكريات البيض (leukoaraiosis) هو مجموعة الأضرار التي تحدث للمادة البيضاء في الدماغ، بحيث تؤثر على ربط الخلايا العصبية بعضها ببعض وبالحبل الشوكي، وقد يختلف مدى حدة الضرر الحاصل على هذه الارتباطات، ويحدث النقص في هذه المادة نتيجة نقص التروية لها وبتالي تلفها إما بموتها أو تكسرها أو تورمها.

وجدت أبحاث أخرى أنه عندما يتعلم البالغون مهارات جديدة، تزداد كمية المادة البيضاء في أدمغتهم.

 

هل نقص المادة البيضاء يعتبر أمراً خطيراً؟

على الرغم من أن هذا النقص يعتبر في بعض الأحيان أمراً طبيعياً مع التقدم بالعمر، إلا أنه أيضاً يمكن أن يعتبر أمراً خطيراً عندما يؤثر على الارتباطات المتعلقة ببعض المهام المهمة مثل الذاكرة والتوازن والتنقل، بالإضافة إلى أنه دليلاً على الإصابة بما يلي:

  • السكتات الدماغية.
  • الخرف.
  • الإعاقة الدائمة. 

عوامل الخطر للإصابة بنقص المادة البيضاء

غالباً ما يرتبط نقص المادة البيضاء مع التقدم بالعمر، إلا أنه يمكن ملاحظتها بتوفر بعض العوامل الأخرى، مثل:

  • الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
  • حدوث نوبات صداع نصفي للشخص بغض النظر عن عمره.
  • وجود عوامل وراثية.
  • التدخين.
  • قلة النوم.
  • الخرف المرافق للألزهايمر.
  • التهاب المفاصل.
  • الاعتلال العصبي المرافق لمرض السكري.
  • الإصابة بمرض الباركنسون.

     

أمراض المادة البيضاء شائعة للغاية عند كبار السن

 

أعراض الإصابة بنقص المادة البيضاء في الدماغ

على الرغم من أن بعض الحالات قد لا تشكو من أي من الأعراض التالية، إلا أنه يمكن تلخيص الأعراض المحتملة كما يلي:

  • مشكلات في الذاكرة أو التعلم.
  • عدم القدرة على التركيز أو حل المشكلات.
  • المشي أو التنقل بشكل بطئ.
  • عدم القدرة على التوازن والتعرض للسقوط نتيجة لذلك.
  • عدم القدرة على الملائمة عند القيام بأكثر من نشاط واحد في آن واحد، مثل المشي والتحدث في الوقت ذاته.
  • حدوث تغييرات مزاجية، مثل الإصابة بالاكتئاب.
  • الإصابة بسلس البول.
  • التأثير على الرؤية.
  • ضعف العضلات.

     

تظهر الأبحاث أن ممارسة التمارين الرياضية والنشاط العقلي والتأمل يمكن أن تحسن صحة الجسم والدماغ

 

علاقة بين مرض الكريات البيض وألزهايمر

من خلال التصوير الدماغي، فقد لوحظ وجود قلة في المادة البيضاء الموجودة في الدماغ قبل ظهور أعراض ألزهايمر لدى الشخص، وقبل البدء في الضعف الإدراكي لديه.

 

تشخيص الإصابة بمرض المادة البيضاء

غالباً ما يشكو المريض من مشكلات متعلقة بالتوازن عند ذهابه للطبيب، فيقوم الطبيب بإجراء نوع محدد من التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ، مما يسمح برؤية أي تشوهات طارئة على مناطق المادة البيضاء في الدماغ، والأماكن المتضررة من الأمر، مما يتيح له تشخيص الحالة بشكل تفصيلي، بالإضافة إلى ذلك يمكن الاعتماد على الأعراض المحتمل وجودها والمتعلقة بصحة القلب والأوعية الدموية.

 

العلاقة بين المادة البيضاء والاضطرابات النفسية

لطالما تم الربط ما بين نقص هذه المادة في الدماغ وما بين الأعراض الجسدية التي يعاني منها المريض، إلا أن الكثير من الدراسات أثبتت العلاقة ما بين هذا النقص وما بين الاضطرابات النفسية أيضاً، حيث يمكن ملاحظة الخلل في المادة البيضاء في الدماغ في الحالات النفسية التالية:

  • مرض فصام الشخصية.
  • الاكتئاب الحاد.
  • اضطراب طيف التوحد.
  • اضطراب ما بعد الصدمة.
  • صعوبات التعلم، مثل عسر القراءة.
  • اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه.
  • اضطراب الوسواس القهري.
  • مرض توريت.

     

لذلك ننصح في عرب ثيرابي الحصول على العلاج النفسي المناسب فور ظهور التغييرات الواضحة على الحالة النفسية للشخص للحد من تفاقم الأمر والسيطرة على الأعراض قدر الإمكان.

 

مرض فصام الشخصية ومرض المادة البيضاء

من أكثر الحالات النفسية التي تم دراسة ارتباطها بهذه المادة هي مرض فصام الشخصية، حيث أظهرت هذه الدراسات أن:

  • غالبية مسارات المادة البيضاء في الدماغ تتعطل في هذه الحالة، كما أن فصام الشخصية يتطور خلال فترة المراهقة وهو الوقت الذي يتم فيه تغطية المادة البيضاء بطبقة المايلين الحامية لها.
  • التأثير يمكن أن يكون بشكل متبادل، حيث يحتمل أن يؤدي مرض فصام الشخصية إلى نقص هذه المادة، كما يمكن أن يؤدي النقص فيها إلى الإصابة بفصام الشخصية.