ما ستجده في هذا المقال:
لا يعني أنك لا تعاني من مشكلة نفسية على أنك تتمتع بالهدوء النفسي، بل هو تمتعك بالمشاعر الإيجابية والأفكار والسلوكيات الصحية والمرونة والشعور بالإنجاز والهدف في الحياة.
ولكي تستطيع الحكم على نفسك ما إذا كنت تتمتع بهذا الهدوء، فلا بد أن تتعرف على مكوناته وطرق الوصول إليه وتعزيزه داخل.
مكونات الهدوء النفسي
لتتمتع بالهدوء النفسي، فأنت بحاجة إلى توفر مجموعة من المكونات الأساسية، أهمها:
الرفاهية النفسية
لا تشير كلمة رفاهية هنا إلى أمر يعتبر وجوده كمالياً، بل على العكس تماماً. حيث أن الرفاهية النفسية تعني قدرتك على فهم عواطفك والتعبير عنها وإدارتها بشكل صحي وقابل للتكيف. وللتحقق من مدى امتلاكك لهذه القدرة، تأكد من:
- إدراكك لعواطفك أو مشاعرك وقبولك لها.
- قدرتك على إدارة مشاعرك ومن ثم تنظيمها بالشكل الصحيح.
- تجربتك للمشاعر الإيجابية مثل الفرح أو الحب أو الامتنان.
- قدرتك على التعامل مع المشاعر السلبية مثل التوتر أو القلق أو الحزن وإدارتها بطريقة بناءة.
هل تعتقد أنك تعاني من القلق؟ اكتشف الآن مع اختبار القلق
العافية المعرفية
ترتبط هذه العافية بشكل وثيق بالعمليات المعرفية لديك، حيث أن ما تمتلكه من أفكار وتصورات لها انعكاس كبير على مدى الهدوء النفسي الذي تتمتع به. ولمعرفة ذلك، تحقق من عافيتك المعرفية من خلال:
- امتلاكك رؤية إيجابية أو واقعية للذات وللعالم.
- انخراطك في حديثك الإيجابي عن نفسك والتقليل من لوم الذات أو الشعور بالذنب على أي فشل محتمل.
- مرونتك العقلية، وقدرتك على التأقلم أو التوازن في جميع الظروف.
- امتلاك المهارات المعرفية الأساسية مثل التفكير النقدي أو حل المشكلات أو اتخاذ القرارات بعقلانية وتكيف.
إن امتلاك أهداف شخصية والسعي نحو تحقيقها وتحدي الذات للتحسين والنمو يعتبر أساسياً في تعزيز الهدوء النفسي الداخلي والشعور بالرضا عن النفس.
العلاقات الاجتماعية
لأننا كائنات اجتماعية، فإن قدرتك على تكوين العلاقات الاجتماعية صحية والحفاظ عليها يعكس مدى هدوئك النفسي. حيث أنت بحاجة إلى هذه العلاقات والتواصل المستمر مع الآخرين والتفاعل بالعلاقات والمناسبات المختلفة لكي:
- تضمن وجود شبكة دعم نفسي تساعدك على تجاوز الكثير من الصعاب الحياتية.
- توفر لك شعوراً بالانتماء والقبول.
مع الانتباه إلى ضرورة المحافظة على حدودك الشخصية، حيث أن تجاوز هذه الحدود أو عدم القدرة على السيطرة عليها له الكثير من التأثيرات السلبية على النفس ويهدد شعورك بالأمان النفسي.
قبول الذات
لن تشعر بالهدوء النفسي في حال لم تتقبل نفسك بما تمتلكه من نقاط قوة وضعف وعيوب. لذلك فإن الصورة الذاتية واحترام الذات وقبولها والتعاطف مع النفس يعد ركيزة أساسية لتسكين نفسك والتمكن من العيش بسلام داخلي.
قبول الذات يعني وجود رؤية واقعية ومتوازنة للذات دون الإفراط في النقد الذاتي أو الحكم على الذات.
أهمية الهدوء النفسي
تمتعك بالهدوء النفسي يعني بصحة نفسية جيدة وقادرة على التأقلم مع المواقف الحياتية بشكل سلس. فبالإضافة إلى كون الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، فإن السعي إلى تحسينها يضمن لك:
- الابتعاد عن المشكلات النفسية: أن صحتك النفسية الجيدة تعني أنك قادر على تطوير آلياتك الخاصة للتكيف والتأقلم الصحي، وإدارة عواطفك بشكل فعّال، والحفاظ على مرونتك في مواجهة التحديات الضغوطات الحياتية. الأمر الذي يضمن لك الحماية من أشهر المشكلات النفسية (مثل الإصابة بالاكتئاب والقلق والتوتر).
- تعزيز الذكاء العاطفي: ما أن تتمتع بالهدوء النفسي حتى تستطيع التعرف بشكل أفضل على عواطفك وعواطف الأشخاص الآخرين. مما يسمح لك إقامة علاقات شخصية أفضل. وبالتالي تقل الصراعات وتستطيع مسامحة الآخرين على أخطائهم أو تتقبلهم مهما كانت الاختلافات المتنوعة.
- زيادة الإنتاجية وتحقيق النجاح: يزيد هدوئك النفسي من تحفيزك وتركيزك على أهدافك. حيث أن المرونة التي تتمتع بها تساعدك على تجاوز الصعاب بسهولة أكبر، فلديك من المهارات ما تمكنك من تحسين أدائك وإنجاز ما تطمح إليه.
- تعزيز الصحة البدنية: ترتبط المشكلات النفسية بالكثير من الأمراض العضوية. فبالإضافة إلى تسببها بأعراض جسدية مزعجة، فإن الشخص الذي يعاني من مشكلة نفسية غالباً ما تصبح مناعته أقل، كما أنه يصبح أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب واضطرابات النوم المتنوعة.
- تحسين جودة الحياة: الصحة النفسية الجيدة تعني القدرة على الشعور بالسعادة والرضا والرفاهية بشكل عام. فغالباً ستشعر بالامتنان والتقدير لما تمتلك في هذه الحالة، الأمر الذي يساعدك على الشعور بالهدف والمعنى.
تعزز الرفاهية النفسية التعاطف والرحمة والسلوكيات الاجتماعية الإيجابية، مما يساهم في إقامة روابط إيجابية وذات معنى.
كيفية زيادة الهدوء النفسي
ما أن تكتشف أهمية تمتعك بالهدوء النفسي والسكينة حتى تسعى للوصول إليه بشتى الطرق المتاحة. إن كنت ترغب في التعامل مع الأمور الحياتية بطرق أفضل جرب:
إيجاد هدف
سواء كان هدفك بالحياة هدف شخصي مثل الارتقاء في السلم الوظيفي أو كان هدف عام يتعلق بتحسين العالم من حولك، فإن امتلاك هذا الهدف والسعي وراء تحقيقه يعتبر حافزاً للنهوض من السرير كل يوم.
إن لم تكن تمتلك هدف، فقد تجد أن الأيام تكرر نفسها، أو أنك بلا فائدة بهذه الحياة. الأمر الذي ينعكس سلباً على نظرتك الذاتية لنفسك، وبالتالي يجعلك عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية.
التفكير الإيجابي
التفكير الإيجابي يحارب التشاؤم ومن ثم الاكتئاب، بل ويزيد من شعورك بالرضا بشكل عام. ولزيادة التفكير الإيجابي لديك، جرب:
- الكتابة عن الأحداث المستقبلية الجيدة التي قد تحدث لك.
- وضع خطة حول كيفية تحقيق ما قمت بكتابته.
التعبير عن الامتنان
فكر يومياً فيما يستحق التقدير والامتنان حياتك اليومية. غالباً ستجد قائمة لا يمكن حصرها من الأشياء، قد تبدأ بامتلاك يوم جديد في هذه الحياة إلى وجود وسائل التواصل الاجتماعي في يومنا الحالي.
لتستطيع الشعور بالامتنان، انظر إلى نصف الكوب الممتلئ ولا تنشغل بما يملكه الآخرين. في البداية. فلن يزيدك ذلك إلا امتعاضاً.
ممارسة اليقظة الذهنية
تزيد اليقظة الذهنية من مرونتك النفسية، وتمنعك من الانخراط بالأفكار السلبية أو الشعور بالقلق. ولتصل إلى ذلك، يتطلب الأمر الممارسة المستمرة والتفاني في التدريب، ومع مرور الوقت تستطيع تعلم كيفية إيقاف تفكيرك والتواجد في اللحظة الحالية.
نصيحة عرب ثيرابي
تؤثر كل من الحالة النفسية والحالة الصحية على بعضهما البعض، لذلك فإن الاعتناء بالصحة النفسية يساعدك على الحفاظ بشكل كبير على صحتك العضوية. ومع ذلك لا يعني أنك تتمتع بالهدوء النفسي على أنك لا تتفاعل مع المواقف الحياتية، وإنما قدرتك على التعامل معها بشكل أفضل وإيجاد ما يمكنه أن يساعدك من استراتيجيات في هذا الوقت.
فمثلاً ينصحك الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي لزيادة صحتك النفسية:
- تذكر أحداث الحياة الايجابية.
- كن لطيفاً مع نفسك كما تكون لطيفاً مع الآخرين.
- تحديد نقاط القوة لديك وعززها ومن ثم عالج نقاط ضعفك.
- حاول مسامحة الآخرين على الأخطاء غير المقصودة، لذلك كن حازماً وليس عدوانياً.