الشقيقة

العلاقة بين الشقيقة والاكتئاب

على الرغم من أن الشقيقة تعتبر حالة جسدية، أما الاكتئاب فهو حالة نفسية، إلا أن كل منهما يرتبط مع الآخر بشكل وثيق، فما هذه العلاقة، وكيف يمكن التحكم بها والسيطرة على الأعراض، هذا ما سيتم تناوله في الأسطر التالية.

العلاقة بين الشقيقة والاكتئاب

يمكن للشخص أن يعاني من كل من الشقيقة والاكتئاب في الوقت ذاته، وتعتبر العلاقة بينهما علاقة تبادلية، مما يزيد الأعراض التي يعانيها بشكل كبير، حيث أن:

الشقيقة تؤدي للاكتئاب

تزيد احتمالية إصابة الشخص بالاكتئاب بحوالي 5.8 مرة عندما يعاني من الشقيقة وآلامها، حيث يرى مدى تأثيرها على حياته اليومية، مما يؤدي به:(المرجع 1) (المرجع 2)

  • الشعور بالإحباط واليأس أثناء ترقبه الدائم للنوبات المتكررة من الشقيقة.
  • تجربة المشاعر السلبية التي ترافق النوبات والفترات البينة، وبالتالي الإصابة بالاكتئاب.

الاكتئاب يؤدي للشقيقة

يمكن لنوبات الاكتئاب المستمرة التي تصيب الشخص أن تزيد إحتمالية إصابته بالصداع النصفي، حيث أن:(المرجع 1) (المرجع 2)

  • تزيد هذه الاحتمالية بنحو 3.4 مرة لدى الشخص المكتئب.
  • تعتبر الأعراض التي ترافق الاكتئاب مثل عدم التمكن من النوم وفقدان الشهية والشعور بالضيق، هي أيضاً من أعراض الشقيقة.

سبب العلاقة بين الشقيقة والاكتئاب

لا يمكن معرفة الكيفية التي يؤثر بها كلا الحالتين على بعضهما بالشكل الدقيق، فعلى الرغم من أن الشعور بالآلام المزمنة يساهم في تطور الاكتئاب لدى الشخص، إلا أن العلاقة في هذه الحالة ليست كذلك،(المرجع 8) حيث أن العلماء توصلوا إلى أن هناك عوامل أخرى تجمع بين الشقيقة والاكتئاب، مثل:(المرجع 3) (المرجع 4)

  • العامل الوراثي: حيث أن وجود أحد أفراد العائلة مصاب بالاكتئاب يزيد احتمالية التعرض للإصابة بالصداع النصفي، والعكس صحيح.
  • نقص مستوى هرمون السيروتونين: يساهم النقص في هذا الهرمون الدماغي في زيادة فرصة الإصابة بالصداع النصفي أو الاكتئاب.
  • الخلل في الهرمونات الجنسية: لبعض الهرمونات الجنسية مثل الاستروجين دور أساسي في التسبب بكل من الاكتئابي والشقيقة.
  • التوتر: من المعروف أن التوتر والقلق المستمرين قد يسببان الاكتئاب، إلا أن الكبت النفسي الناتج عن التوتر المتزايد والصدمات الحياتية يزيد أيضاً من احتمالية الإصابة بالصداع النصفي.
  • الخلل في التفاعلات بين الدماغ والغدة الكظرية والدرقية: مما يؤثر سلباً على طريقة استجابة الجسم للتوتر، بالإضافة إلى عدم التوازن في بعض وظائف الجسم.(المرجع 7)

كيفية علاج كل من الشقيقة والاكتئاب

قد تكون بعض الطرق ذات فائدة واضحة ومباشرة على كلا الحالتين، وبعضها الآخر تساعد في علاج حالة واحدة، إلا أنها تساهم بشكل غير مباشر على الحالة الأخرى، ومن ضمن هذه العلاجات والإستراتيجيات:

العلاج النفسي

من خلال زيارة موقع عرب ثيرابي، يمكن للمريض اختيار الموعد المناسب والحصول على الاستشارة النفسية في حال إصابته بالاكتئاب، حيث يمكن اتباع أساليب علاجية متنوعة ليتخلص الشخص من توتره، ومن هذه العلاجات:(المرجع 1) (المرجع 5)

  • العلاج السلوكي المعرفي: مما يساعد الشخص في تعلم الشخص الطريقة الصحيحة لإدارة التوتر، وتغيير أنماط التفكير السلبية واستبدالها بأخرى أكثر إيجابية.
  • العلاج بالكلام: يمكّن العلاج بالكلام الشخص من التحكم بأعراض الشقيقة، وإدارة عواطفه خلال النوبات، وبالتالي تحسين جودة حياته.

العلاج الدوائي

ينقسم العلاج الدوائي إلى نوعين، يكمل كل منهما الآخر في حالة إصابة الشخص بكل من الصداع النصفي والاكتئاب، وهذه الأدوية هي:(المرجع 3) (المرجع 4)

  • الأدوية النفسية: والتي تشتمل على أدوية الاكتئاب (مثل زولفت وبروزاك)، ومضادات القلق، وفي الوقت ذاته يمكنها علاج الشقيقة.
  • الأدوية الجسدية: وهي غالباً ما تكون المسكنات المتنوعة أو الأدوية الخاصة بالشقيقة مثل التريبتان، والتي تعمل على تخفيف الشعور بالألم المرافق للشقيقة.

الارتجاع البيولوجي

يعتبر هذا العلاج من العلاجات الفعّالة للشقيقة، حيث يمكن تطبيقه من خلال:(المرجع 3)

  • توصيل الجهاز بالشخص للتعرف على مدى إجهاده، بقياس توتر العضلات ودرجة الحرارة.
  • المساعدة في  التعرف على أسباب هذا الإجهاد والقدرة على تعزيز الاسترخاء.

العلاج المتكامل

وهو علاجاً ذو إستجابة فعّالة، حيث يتم تطبيق العلاج من خلال 12 جلسة علاجية أسبوعية، مدة الجلسة الواحدة 50 دقيقة، ويشتمل على:(المرجع 7)

  • العلاج السلوكي المعرفي.
  • الارتجاع البيولوجي.
  • الاسترخاء التدريجي للعضلات.
  • استخدام بعض الأدوية التي لها التأثير الواضح على الشقيقة.

الإستراتيجيات المختلفة

يمكن من خلال اتباع بعض الإستراتيجيات والقيام ببعض التغييرات في نمط الحياة اليومية للشخص تحسين حالته الصحية والنفسية على حد سواء، ومن ضمن هذه الإستراتيجيات:

تقنيات الاسترخاء

تعمل تقنيات الاسترخاء على تقلل من مستويات التوتر بشكل كبير، وبالتالي التأثير الإيجابي على الشقيقة.(المرجع 1) (المرجع 5)

الرياضة

تضمن ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم التمتع بحالة صحية مناسبة، كما له الدور المباشر في تحسين مستويات الهرمونات الدماغية.(المرجع 1) (المرجع 5)

الراحة

الحصول على القدر الكافي من النوم، بحيث تكون ساعات النوم متواصلة.(المرجع 1) (المرجع 5)

الطعام الصحي

اتباع نظام غذائي صحي، والتركيز على الأطعمة والخضراوات التي من شأنها تحسين الحالة النفسية والصحية للشخص.(المرجع 1) (المرجع 5)

العلاقات الاجتماعية

قد يضطر الشخص بسبب ألمه أن ينسحب من اللقاءات أو الاجتماعات، لكن يجب عليه العودة وقت استطاعته، لتقليل احتمالية تعرضه للاكتئاب.(المرجع 1) (المرجع 5)

الابتاع عن المحفزات

تجنب محفزات الصداع، مثل تناول الكافيين والكحول، الجفاف، التوتر، عدم الانتظام في مواعيد الطعام، اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، بعض الأطعمة.(المرجع 8)

علاقة الشقيقة بالاضطرابات النفسية الأخرى

تم ملاحظة شكوى بعض المرضى من الإصابة بالشقيقة بعدما تم تشخيص حالتهم بإحدى الاضطرابات النفسية، ومن هذه الاضطرابات النفسية:(المرجع 3) (المرجع 6)

  • اضطراب ثنائي القطب، حيث أن ثلث المصابين به يعانون من الشقيقة.
  • اضطراب ما بعد الصدمة، والذي غالباً ما يرتبط بنوع من الصداع يسمى صداع مستمر بعد الصدمة، وهو حالة سريرية من الصداع النصفي.
  • القلق، حيث أن ترقب الشخص لنوبات الشقيقة يعمل على زيادة مستويات توتره وقلقه.
  • نوبات الهلع، وما يصاحبها من خفقان أو تزايد ضربات القلب.

هل تفيد مضادات الاكتئاب في حالة الشقيقة؟

يمكن للشخص عند إصابته بالشقيقة أن يتناول أدوي مضادات الاكتئاب تحت الإشراف الطبي، حيث أن:(المرجع 6) (المرجع 8)

  • لهذه العلاجات تأثير كبير على الدماغ، خاصة مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، حيث أن النقص بهذا الهرمون يرتبط بالشقيقة.
  • يجب الانتباه إلى الآثار الجانبية المحتملة عند المزامنة بين مضادات الاكتئاب وأدوية الصداع النصفي، حيث يمكن أن تزيد من احتمالية التعرض لمتلازمة السيروتونين الخطيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *