ما ستجده في هذا المقال:
تتنوع العلاجات النفسية، بحيث تمكن المعالج النفسي من اختيار ما يناسب شخصية المريض والحالة المرضية، ومن أنجح هذه العلاجات العلاج النفسي السلوكي.
ما هو العلاج النفسي السلوكي
العلاج النفسي السلوكي (Behavioral Therapy) هو علاج يركز على سلوكيات الشخص السلبية أو غير الجيدة والعمل على تغييرها إلى ما هو أفضل منها، ويضم مجموعة واسعة من العلاجات.
الحالات التي تحتاج العلاج النفسي السلوكي
يمكن للعلاج النفسي السلوكي علاج الاضطرابات والحالات التي يعاني منها كل من الأطفال والبالغين، حيث أنه يستخدم في:
- الاكتئاب.
- القلق أو اضطرابات القلق.
- اضطرابات الهلع أو نوبات الهلع.
- اضطرابات الغضب المفرط.
- اضطرابات الأكل.
- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
- اضطراب ثنائي القطب (Bipolar Disorder).
- اضطراب فرط الحركة وقلة التركيز (ADHD).
- أنواع كثيرة من الفوبيا.
- اضطراب الوسواس القهري (OCD).
- حالات إيذاء النفس.
- اضطراب تعاطي المخدرات.
قد يهمك: اختبار هل أحتاج طبيب نفسي
أنواع العلاج النفسي السلوكي
تتعدد أنواع العلَاج النفسي السلوكي، بحيث يعتمد اختيار النوع المناسب على الحالة المرضية أو شدة الأعراض، ومن هذه الأنواع:
العلاج المعرفي السلوكي (Cognitive Behavioral Therapy)
يعد العلاج المعرفي السلوكي من أشهر أنواع العلاج النفسي، ويجمع ما بين العلاج السلوكي الذي يركز على سلوكيات الشخص وبين العلاج المعرفي الذي يركز على تفكيره، ويتميز بما يلي:
- يركز هذا العلاج على معرفة تأثير أفكار الشخص أو معتقداته على سلوكياته وأفعاله.
- يعمل على حل المشكلات الحالية أو التخلص من أسبابها.
- يهدف إلى توصل الشخص إلى سلوكيات أو أفكار جديدة تمكنه من تحسين جودة الحياة الخاصة به.
العلاج المعرفي السلوكي باللعب (Cognitive Behavioral Play Therapy)
وهو نوع يختص بالأطفال، حيث يراقب الطبيب الطفل أثناء لعبه لاكتشاف الأمور التي تشعر الطفل بعدم الراحة سواء استطاع التعبير عنها أم لم يستطيع، ويتميز هذا النوع بما يلي:
- امكانية اختيار الطفل اللعبة التي يفضلها، أو قد يختارها الطبيب أو يطلب الطبيب من الطفل رسم رسمة معينة.
- يقوم الطبيب بتعليم الأهل كيفية الاستفادة من اللعب للتواصل الفعال مع أبنائهم.
- العمل على تحقيق الأهداف المرجوة في التعامل مع المواقف والأمور التي تشكل المشكلة.
أظهرت الدراسات أن العلاج باللعب فعال جدًا لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (3 – 12) عامًا. ولكن هذا العلاج يستخدم بشكل متزايد في الناس من جميع الأعمار.
علاج القبول والالتزام (ACT)
وهو علاج يعتمد على القبول كطريقة للتعامل مع الأفكار والمشاعر والتجارب السابقة السلبية، والتركيز على الأمور التي تعود بالفائدة في تحقيق الذات أو الأهداف، وفيه:
- يتمكن الشخص من مهارات اليقظة الذهنية أو استراتيجيات القبول للوصول إلى مستويات عالية من المرونة الشخصية.
- إتقان أساليب الالتزام وتغيير السلوك للوصول إلى الأهداف.
العلاج الجدلي السلوكي (DBT)
يستخدم بشكل خاص لعلاج اضطراب الشخصية الحدية وتعليم المرضى بعض المهارات والاستراتيجية التي تمكنهم من الاستمرار في الحياة بشكل أفضل، ويقوم هذا العلاج على وحدة مكونة من أربعة عناصر هي:
- اليقظة الذهنية الأساسية.
- الفعالية الشخصية تجاه النفس وتجاه الآخرين.
- التنظيم العاطفي للمريض.
- تحمل المشكلات.
علاج إزالة التحسس المنهجي (Systematic Desensitization)
يستخدم هذا النوع العلاج بالتعريض، بحيث يواجه المريض مخاوفه بشكل متدرج إلى أن يصل إلى التأقلم معها واتباع سلوكيات أكثر فائدة، وغالباً ما يستعمل مع حالات الفوبيا المتنوعة، حيث يقوم على:
- تعليم المريض أساليب الاسترخاء المتنوعة، من تنفس عميق وإرخاء العضلات.
- تعريض المريض لأبسط محفزات مخاوفه إلى أن يتعايش معها.
- التدرج بقوة المحفزات، إلى أن تبدو له طبيعية ولا يعكس ردود الأفعال السابقة.
اعرف المزيد: علاج إزالة التحسس وفعاليته
علاج الفيضان (Flooding)
يعد هذا النوع من العلاج أساسياً في حالات اضطراب ما بعد الصدمة، وعلى عكس علاج إزالة التحسس المنهجي، فهو لا يقوم بتدريج المحفزات والمخاوف، بل يغمر المريض بها، ويتم فيه:
- تعليم المريض أساليب الاسترخاء أو التأريض الذهني لتقليل القلق الناتج عن تجربة الفيضان.
- تعريض المريض إلى ذكرياته أو مخاوفه بشكل مباشر، فيستطيع التفكير بها بطريقة عقلانية بعيدة عن القلق من خلال اتباع أساليب الاسترخاء عند الحاجة.
العلاج السلوكي الانفعالي العقلاني (REBT)
يركز هذا النوع من العلاج على تحديد الأفكار أو المعتقدات السلبية التي يمتلكها الشخص، ثم محاولة تحديها والقيام باستبدالها بأفكار أخرى أكثر فاعلية وإيجابية.
علاج نظرية التعلم الاجتماعي (social learning theory)
يركز هذا النوع من العلاج على تعليم الأشخاص السلوكيات الصحيحة من خلال الملاحظة، حيث أن ملاحظة العقاب على سلوك سلبي أو غير مرغوب يعمل على تجنبه.
النظريات التي يقوم عليها العلاج النفسي السلوكي
تقوم أساسيات العلَاج النفسي السلوكي على نظريتين أساسيتين، هما:
- نظرية التكييف الكلاسيكي (Classical Conditioning): تعتمد هذه النظرية على ربط المحفزات مع بعضها البعض للخروج بردة فعل أو استجابة جديدة.
- نظرية التكييف الفعّال (Operant Conditioning): تعتمد هذه النظرية على كيفية استخدام العقاب أو التعزيز لزيادة مرات تكرار السلوك أو تقليلها.
فاعلية العلاج النفسي السلوكي
تتنوع نتائج العلاج النفسي السلوكي في مدى التحسن، ولكن تسجل حالات لم تلاحظ نتائ إيجابية على الحالة، حيث تعمل بعض أنواعه على:
- تحسين الحالة المرضية لمجموعة كبيرة من الاضطرابات.
- بينما تكون الأنواع الأخرى من العلاج معالجة بشكل كامل للاضطرابات.
عادةً ما تركز العلاجات التي تتضمن تقنيات سلوكية على تحقيق النتائج في فترة زمنية قصيرة نسبيًا.
الفرق بين العلاج النفسي السلوكي والعلاج المعرفي السلوكي
يُعتبر العلاج المعرفي السلوكي نوع من أنواع العلاج النفسي السلوكي الكثيرة، بينما العلاج النفسي السلوكي هو عبارة عن مجموعة واسعة من أنواع العلاجات النفسية.
فوائد العلاج النفسي السلوكي
بالإضافة إلى علاج المريض ومساعدته في تجاوز مشكلته النفسية، يعمل هذا النوع من العلاج على تقديم عدة فوائد للمريض، منها:
التفاعل الإيجابي مع العالم المحيط
في الوقت الذي كان تفاعل الشخص مع العالم المحيط بطريقة سلبية، أصبح التفاعل الآن مختلفاً كلياً حيث اختلفت النظرة العامة للشخص لما يحيط به من مواقف وأشخاص.
التغيرات السلوكية في فسيولوجيا الدماغ
يساعد العلاج السلوكي في تغيير ارتباطات المسار العصبي في الدماغ، حيث أن اتخاذ إجراءات جديدة دائماً ما يتبعه تغيرات دماغية تم إثباتها من خلال تقنيات تصوير الدماغ.
الحفاظ على النشاط
يصبح الشخص أكثر نشاطاً وانطلاقاً بعد تلقيه هذا العلاج، وذلك من خلال تجاوز المخاوف وتركها في الخلف، مما يحفز ويشجع المضي قدماً.
تجاوز القلق الاجتماعي
يتيح العلاج القلق أو الانعزال الناتج عن الأمراض النفسية، فلا تتمكن التجارب السابقة من أسر أفكار الشخص وإدخاله في نوبة من الاكتئاب.
لا تقييد على الحياة اليومية
من خلال الإجراءات والسلوكيات الجديدة، فإن تجنب المواقف الحياتية أصبح من الماضي، مما يتيح للشخص الشعور السعادة والأريحية التي كان يتمناها في أيامه السابقة.
بشكل عام، وجدت الأبحاث أن ما يقرب من 67% من الأشخاص الذين يحاولون العلاج النفسي يشعرون بنوع من التحسن الإيجابي.
انتقادات العلاج النفسي السلوكي
على الرغم من مميزات هذا العلاج إلا أنه يواجه بعض الانتقادات، منها:
- يعتبر العلاج النفسي السلوكي غير مناسب للحالات النفسية المعقدة.
- يركز العلاج النفسي على علاج المشكلات الحالية المتعلقة بالأداء الوظيفي، أما الأساس أو المصدر الرئيسي للمشكلة فلا يتطرق إليه.
- يعتمد العلاج على سلوكيات الشخص، ولا يتناول الأشخاص المحيطين ولا المواقف بأكملها.
كلمة من عرب ثيرابي
إن لاحظت بعض الأعراض لمشكلة نفسية فإن أكثر الأمور أهمية هي البحث عن معالج نفسي الذي يمكنك من الوصول إلى الأهداف المرجوة من العلاج، بالإضافة إلى ضرورة مشاركتك بفاعلية بالعملية العلاجية وبذلك تضمن الحصول على أقصى فائدة من العلاج.
إن كنت تبحث عن أخصاءي نفسي متمرس في العلاج السلوكي فنحن في عرب ثيرابي على استعداد لمساعدتك في رحلة علاجك.