التنمر المدرسي: كل ما تحتاج معرفته

التنمر المدرسي: كل ما تحتاج معرفته

في الوقت الحالي أصبح يُنظر إلى التنمر المدرسي على أنه جزء من النمو في مرحلة الطفولة، وهذا الاعتقاد خطير جدًا وخاطئ؛ حيث أنه ليس من الطبيعي ولا الآمن أن يتعرض الطفل للتنمر في المدرسة أو في أي مكان آخر في حياته.[مرجع1]

ما هو التنمر المدرسي؟

يُعرف التنمر في المدرسة بأنه السلوك العدواني المتعمد الذي يحدث بشكل متكرر بمرور الوقت في المدرسة بين أطفال غير متكافئين في القوة أو الحجم، أو التأثير، وغالبًا ما يحدث في أماكن المدرسة غير المنظمة مثل منطقة الملعب،[مرجع1] أو الحافلة، ومن الممكن أن يحصل في أوقات الدوام المدرسي أو بعدها.[مرجع3]

هل هو تنمر مدرسي أو عدوان مدرسي؟

العدوان في المدارس هو حين يحصل مشكلة أو قتال متبادل بين طالبين متساويين في القوة، والحجم، والوضع الاجتماعي،[مرجع1] بينما التنمر المدرسي ينطوي على الآتي:[مرجع3]

  • اختلاف القوة بين الطلاب؛ حيث يكون المُتنمر أقوى جسديًا أو اجتماعيًا من الطالب الآخر.
  • استخدام المُتنمر قوته للوصول لمعلومات محرجة عن الطالب الآخر، واستخدامها لإلحاق الأذى به.
  • تكرار حدوث سلوكيات العدوان والتنمر أكثر من مرة.

أنواع التنمر المدرسي

هناك 3 أنواع رئيسية للتنمر بشكل عام، وهي:

اللفظي

وهو قول أو كتابة أشياء لئيمة ومؤذية، ويشمل:[مرجع3]

  • الإغاظة.
  • التعليقات غير اللائقة مثل التعليقات الجنسية.
  • التهكم.
  • التهديد بإحداث ضرر.

الاجتماعي

يُعرف أيضًا بالتنمر العلائقي، والذي يتضمن الإضرار بسمعة الطالب والتأثير على علاقاته، وذلك مثل:[مرجع3]

  • ترك طالب خارج مجموعة أو مكان عن قصد.
  • إخبار الطلاب الآخرين أن لا يكونوا أصدقاء معه.
  • نشر الشائعات عن الطالب في المدرسة.
  • إحراج الطالب في المدرسة أو الأماكن العامة.

الجسدي

التنمر الجسدي هو التنمر الذي يتسبب في الأذى الجسدي للطالب، أو لممتلكاته، ويشمل:[مرجع3]

  • الضرب.
  • الركل.
  • القرص.
  • البصق.
  • الدفع أو التعثر المتعمد.
  • أخذ وكسر أو تخريب أشياء طالب ما.
  • الإيماءات الوقحة أو اللئيمة.

أسباب التنمر المدرسي

من أكثر الأسباب شيوعًا:[مرجع5]

  • الحاجة للشعور بالسيطرة والسُلطة على الطلاب الآخرين من خلال التنمر عليهم.
  • القلق من الشعور بالضعف أو التعرّض للأذى والتنمر من طلاب آخرين.
  • عدم الرغبة في أن يعرف الآخرين عيوب المُتنمر الشخصية.
  • محاولة للحصول على مكانة اجتماعية وقبول اجتماعي.

دور المدرسة والمعلمين في التنمر المدرسي

يجب على الإدارة المدرسية والمدرسين أن يعملوا على وقف التنمر في المدارس، وذلك من خلال:

المراقبة

غالبًا ما يحدث التنمر في المدارس في الملاعب، والحمامات، والممرات المزدحمة، والحافلات المدرسية، ومن الممكن أن يحدث عبر الهواتف وأجهزة الكمبيوتر، لذا يجب على المدرسين والإدارة المراقبة وملاحظة أي سلوكيات غير صحيحة في هذه الأماكن.[مرجع2]

إتخاذ إجراء

عند ملاحظة أي سلوك أو دليل على التنمر المدرسي بين الطلاب يجب على المدرسة والمدرسين اتخاذ إجراء على النحو الآتي:[مرجع2]

  • التدخل الفوري وإيقاف التنمر.
  • تسجيل حادثة التنمر.
  • تبليغ المسؤولين المناسبين في المدرسة للتحقق من الحادثة.
  • تبليغ الوالدين والأهل للطالب الذي تعرّض للتنمر، وللمُتنمرين أيضًا.
  • لا يُنصح في جمع الطالب الذي تعرض للتنمر مع المُتنمر أو المتنمرين.

إشراك أولياء الأمر

من المفترض أن يكون أولياء الأمر والطلاب جزء من الحل فيما يتعلق بالتنمر المدرسي؛ لمساعدة طلاب المدرسة على الانخراط بالسلوكيات الإيجابية، وتعليمهم المهارات اللازمة للتدخل في حوادث التنمر، والدفاع عن النفس.[مرجع2]

توفير بيئة مدرسية آمنة

يقع على عاتق المدرسة توفير بيئة مدرسية آمنة للطلاب توفر لهم الحماية الكافية من التنمر والتعرض للأذى، وذلك على النحو الآتي:[مرجع2]

  • رفض التنمر رفض قطعي في المدرسة.
  • وضع عواقب وعقاب واضح لأي طالب يقوم بالتنمر على طالب آخر.
  • إنشاء مستند مناهض للتنمر، والطلب من كل طالب وولي أمر أن يقوم بالتوقيع عليه؛ حتى يفهم الطلاب خطورة التنمر.
  • تسهيل تكوين الصداقات بين الطلاب، ومساعدة من يواجه مشكلة بذلك.
  • منح الطلاب فرص لتكوين الصداقات أثناء الاستراحة حتى لا يشعر الطالب بالعزلة.

دور الوالدين في التنمر المدرسي

يمتلك الوالدين دور مهم في منع تعرض أطفالهم للتنمر في المدرسة حسب الآتي:[مرجع2]

  • تثقيف الأطفال حول التنمر جيدًا قبل مرحلة المدرسة.
  • توضيح العواقب للطفل من أن يكون هو المُتنمر على الطلاب الآخرين.
  • تجنب السلوك العدواني في المنزل، والتصرف بطرق صحيحة؛ حتى يقتدي بها الأطفال.
  • تعزيز ثقة الطفل بنفسه، وزيادة احترامه لذاته.
  • متابعة ومراقبة الطفل بعد عودته من المدرسة والبحث عن أي علامات قد تدل على تعرض للتنمر.
  • تعليم الطفل الطرق الصحيحة للتعامل مع التنمر، وكيفية الدفاع عن نفسه.

كيفية حماية النفس من التنمر المدرسي 

بإمكان كل طالب أن يحمي نفسه من التعرض للتنمر في المدرسة من خلال الآتي:

الإبلاغ عن التنمر

في حال تعرّض الطالب للتنمر في المدرسة لا يجب عليه أبدًا السكوت عن ذلك، ويجب إخبار أحد الوالدين أو شخص بالغ يثقون به حتى لو كان التنمر المدرسي الذي يتعرض له الطفل عبر الإنترنت أو الهاتف.[مرجع2]

رفض التنمر

قد يكون من الصعب عدم الرد على التنمر واتخاذ موقف عدائي تجاه المتنمر، إلا أن ذلك لن يفيد بشيء غير زيادة التنمر بين الطلاب، والأفضل في البداية أن يسيطر الطالب على غضبه ومشاعره، ويُخبر المُتنمر أن يتوقف عن تصرفه ويبتعد عنه، وفي حال لم يستجيب له المُتنمر بإمكان اتخاذ الإجراء المناسب.[مرجع2]

البقاء مع المجموعة

يُستحسن أن لا يتجول الطالب لوحده في المدرسة أو يتواجد في أماكن ومواقع من المحتمل أن يتعرض بها للتنمر والأذى دون وجود أشخاص آخرين معه، ومن الأمثلة على ذلك:[مرجع2]

  • الذهاب إلى الحمام أو الاستراحة مع صديق.
  • تناول الغداء ضمن مجموعة.
  • ركوب الحافلة المدرسية والجلوس بالقرب من المقدمة.
  • الابتعاد عن الأماكن التي يتواجد بها عادةً الطالب المُتنمر.
  • الحرص على إبلاغ المدرسة وأولياء الأمر عند التعرض للتنمر.

لماذا لا يُبلغ الطلاب عن التعرض للتنمر المدرسي؟

معظم حالات التنمر المدرسي لا يتم حلّها أو وقف المُتنمر لأن الطلاب لا يبلغون عن تعرضهم للتنمر للأسباب التالية:[مرجع4]

  • الخوف من انتقام المُتنمر منهم للتبليغ عنه.
  • الشعور بالخجل لعدم القدرة على الدفاع عن النفس.
  • خوفًا من أن لا يتم تصديقهم.
  • تجنب قلق الوالدين عليهم.
  • فقدان الثقة في أن هناك شيء سيتغير.
  • الاعتقاد بأن تدخّل المدرسين أو الوالدين سوف يزيد الأمر سوءًا.
  • الخوف من أن تُخبر المدرسة أو المدرسين المُتنمر بأنه أبلغ عنه.
  • عدم الرغبة في أن يكون الطالب واشي، أو أن تؤخذ عنه هذه الفكرة بين الطلاب.

تأثير التنمر المدرسي على الطلاب

ليس من الممكن أن يكون التعرض للتنمر بالمدرسة أي تأثير إيجابي، ومن عواقب التنمر في المدرسة:[مرجع4][مرجع5]

  • الإحساس بالإحراج وقلة الثقة بالنفس.
  • مواجهة الكثير من الضغوط النفسية الجسدية.
  • التغيب عن المدرسة بعد التعرض للتنمر.
  • زيادة احتمالية إصابة الطالب الذي يتعرض للتنمر بالإكتئاب واضطرابات القلق، والقلق الاجتماعي.
  • التفكير في الانتحار أو إيذاء النفس والآخرين.
  • عدم الشعور بالأمان أو الاستقرار في مراحل قادمة من الحياة.
  • السلبية واتخاذ موقف سلبي اندفاعي أو عدواني.
  • تجنب الدفاع عن النفس عند التعرّض لإساءة المعاملة بأي شكل.
  • ضعف التحصيل الأكاديمي.
  • الإحساس بعدم الأمان في المدرسة، والخوف من الذهاب للمدرسة، والأسوأ الإصابة في رهاب المدرسة أو رفض المدرسة.
  • التوتر الشديد والغضب.
  • احتمالية السلوك الإجرامي والعنف في مراحل لاحقة في الحياة.

ابدأ العلاج
بسرية وخصوصية تامة

عن تسنيم شلبي

مرحبا، أنا تسنيم شلبي، كاتبة محتوى طبي، ولدي رغبة كبير في طمس بصمة العار حول الاضطرابات النفسية والعلاج النفسي في المجتمعات العربية. تذكر دائمًا: الحذاء الذي يناسب شخصًا يؤلم الآخر؛ لا توجد طريقة واحدة للعيش تناسب جميع الأشخاص.♥