ما ستجده في هذا المقال:
قد يكون التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة خيارًا آمنًا وفعالًا في علاج حالات الاكتئاب الشديدة عند العديد من الأشخاص بعد استخدام الأدوية وعدم الشعور بتحسن أو تجربة طرق العلاج الأخرى.
التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS)
أو ما يعرف بـ تنظيم ايقاع المخ هو علاج غير جراحي يتضمن استخدام ملف مغناطيسي للتأثير على النشاط الكهربائي الطبيعي للدماغ، وتم تطويره لأول مرة في عام 1985، وحتى الآن يستخدم في علاج حالات متعددة من الاضطرابات النفسية، المبدأ الأساسي لعمل هذا العلاج هو أنه يؤثر على الخلايا العصبية للدماغ باستخدام التيارات المغناطيسية حتى تصبح متوازنة.
أنواع التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة
من أبرز أنواع التحفيز المغناطيسي وأكثرها استخدامًا:
التحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة (rTMS)
تمت دراسته واستخدامه كعلاج للاكتئاب والقلق، واضطرابات نفسية أخرى لأكثر من 20 عامًا، ويتم التحفيز في 2-3 سم من منطقة من الدماغ، الجلسة الواحدة تستغرق حوالي 40 دقيقة تقريبًا دون الحاجة للتخدير، ويعمل على النحو الآتي:
- يتم تثبيت ملف كهرومغناطيسي بحجم اليد تقريبًا على الجزء الأمامي من فروة الرأس فوق منطقة من الدماغ تشارك في تنظيم الحالة المزاجية والاكتئاب.
- تُطلق النبضات الكهرومغناطيسية القصيرة من خلال الملف.
- تسبب النبضات المغناطيسية تيارات كهربائية صغيرة تحفز الخلايا العصبية في المنطقة المستهدفة من الدماغ.
التَحفيز المغناطيسي العميق عبر الجمجمة (dTMS)
هو طريقة لتحفيز مناطق الدماغ الأكبر والأعمق من الدماغ؛ بحيث يستخدم الإجراء لفائف متخصصة يصل طولها إلى حوالي 4 سنتيمترات تحت سطح الجمجمة، ويتم علاج الاكتئاب باستخدامه على النحو الآتي:
- خلال جلسة التَحفيز المغناطيسي العميق سيكون عليك ارتداء خوذة مبطنة.
- سيتم توليد مجالات مغناطيسية قصيرة بواسطة الخوذة.
- الجلسات تكون يومية، ومدة كل جلسة 20 دقيقة، والعلاج كاملًا يستغرق من 4 – 6 أسابيع.
خلال العلاج بالتحفيز المغناطيسي تكون مستيقظًا طوال فترة العلاج، ولن تحتاج إلى تخدير عام.
طريقة العلاج بالتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة
يتم العلاج بواسطة فني أو طبيب تحفيز مغناطيسي، ويمكن إجراؤه في عيادة طبية أو في المستشفى، وإذا تم إجراؤه بالمستشفى لن تحتاج إلى النوم بالمستشفى، ويتم العلاج باستخدام التحفيز المغناطيسي بالخطوات التالية:
- قبل بدء العملية ستحتاج إلى إزالة العناصر الحساسة للمغناطيس مثل المجوهرات.
- سيطلب منك الفني ارتداء سدادات أذن؛ لتقليل صوت نقر النبضات المغناطيسية، ومن ثم سيطلب منك الجلوس على كرسي مريح.
- إذا كانت جلستك العلاجية الأولى فسيقيس الفني رأسك لتحديد مكان وضع الملف المغناطيسي، بالإضافة لأخذ قياسات أخرى لتخصيص الإعدادات على جهاز التحفيز المغناطيسي.
- سيضع الفني الملف فوق المنطقة الأمامية من دماغك، ومن ثم يبدأ العلاج.
- ستسمع صوت نقر عند إطلاق النبضات المغناطيسية، وستشعر أيضًا بإحساس نقر أو طرق أسفل الملف المغناطيسي.
- يمكن أن يستمر العلاج من 30 – 60 دقيقة، ولكن لا يؤثر على وعيك أو صحوتك، ويمكنك القيادة بنفسك إلى المنزل بعد الإجراء وممارسة الأنشطة العادية.
- ستحتاج إلى تكرار الإجراء 5 أيام في الأسبوع، لمدة تتراوح من 4 – 6 أسابيع حسب توصيات الطبيب.
عادة ما تكون جميع الجلسات مشابهة للجلسة الأولى. ولكن قد تتغير بناءً على التغيرات في الأعراض منذ العلاج الأول أو الآثار الجانبية التي عانيت منها.
الحالات التي يعالجها التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة
يساهم التحفيز المغناطيسي في علاج العديد من الحالات النفسية، وأبرزها:[مرجع3]
الاضطراب الاكتئابي الرئيسي (MDD)
أو ما يعرف بالاكتئاب السريري، والاكتئاب المقاوم للعلاج؛ حيث لا تساعد العلاجات التقليدية أو المتعارف عليها في علاجه، إلا أن العلاج بالتحفيز المغناطيسي يساعد في تقليل أعراضه ويساهم في علاجه من خلال زيادة نشاط الدماغ.
اضطراب الوسواس القهري (OCD)
نظرًا لأن المزيد من الأشخاص بدأوا في النجاح في تخفيف أعراض الاكتئاب لديهم باستخدامه، تم اعتماده بواسطة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج الوسواس القهري. وذلك إذا لم يستجيبوا لأشكال العلاج الشائعة الأخرى، وذلك من خلال تقليل النشاط المسؤول عن السلوكيات القهرية وأنماط التفكير القهري.
اضِطراب القلق العام (GAD)
أحيانًا يصاب الأشخاص المصابون باضطراب القلق العام كعرض من أعراض حالات أخرى الاكتئاب السريري أو الوسواس القهري. وفي هذه الحالات يعد علاج القلق باستخدام التحفيز المغناطيسي خيارًا جيدًا، ويمكن أن يخفف الأعراض عن طريق تقليل النشاط في مناطق معينة من الدماغ.
اضِطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
يمكِن أن يساعد في علاج اضطراب ما بعد الصدمة عبر تقليل الأعراض التي تسببها الأحداث والتجارب المؤلمة. وذلك من خلال استهداف مناطق محددة مسؤولة عن القلق أو الخوف، ويكون أكثر فعالية عند دمجه مع العلاج السلوكي المعرفي.
الفصام
قَد يكون فعالًا في علاج الفصام من خلال تقليل فرط نشاط الجزء المسؤول عن الهلوسة السمعية لدى الأشخاص المصابين بالفصام، ولكن لا توجد أدلة كافية تشير إلى أن العلاج يمكن أن يعالج الهلوسة البصرية أو يقلل من جميع أعراض الفصام.
الاضطراب ثنائي القطب
أظهر علاج التحفيز المغناطيسي إمكانات جيدة في تقليل أعراض الاكتئاب لدى الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب، كما ساهم في تقليل أعراضه.
بينما يمكن أن يعالج العديد من حالات الصحة النفسية إلا أنه يستخدم بشكل أساسي لمحاربة الاكتئاب المقاوم للعلاج.
فوائد التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة
يتمتع العلاج بالتحفيز المغناطيسي بالكثير من الفوائد والمميزات، ومنها:[مرجع4]
- إنه إجراء غير جراحي ولا يتضمن أي تخدير، مما يجعل من السهل عليك متابعة يومك بمجرد انتهاء الجلسة.
- يعتبر إجراء علاجي آمن بشكل عام، وآثاره الجانبية ليست شديدة أو خطيرة للغاية.
- تختلف معدلات نجاحه حسب الحالة، ولكن الأبحاث حتى الآن تُظهر نجاحه وفعاليته في العديد من الاضطرابات.
- يمكِن أن يحمي من مخاطر الانتحار أو إيذاء النفس بسبب الاضطراب الاكتئابي الرئيسي.
- غالبًا ما يعمل بشكل جيد وفعّال مع أشكال العلاج الأخرى مثل العلاج النفسي أو الأدوية.
مخاطر التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة
ينطوي على العلاج بالتحفيز المغناطيسي بعض المخاطر أو الآثار الجانبية، التي تكون خفيفة للغاية، ونادرً ما تستمر لأكثر من دقائق بعد انتهاء الجلسة، وأبرزها:[مرجع4]
- التأثير الجانبي الأكثر خطورة هو النوبة، ولكنها نادرة للغاية؛ حيث يبلغ خطر حدوث نوبة من جلسة علاجية أقل من 1 من كل 10000.
- الصداع الشديد.
- الألم في فروة الرأس أو الرقبة.
- الدوخة أو الدوار.
- وخز في عضلات وجهك أو فروة رأسك.
- طنين الأذن المؤقت.
نصيحة عرب ثيرابي
يُعد التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة علاجًا آمنًا وفعالًا وغير جراحي يمكنه مساعدتك في التخلص من أعراض صحتك النفسية، ولكن يفضل الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي الحصول على استشارة الطبيب النفسي والعلاج النفسي بالبداية، وأن تترك هذا العلاج إذا لم تنجح معك أشكال العلاج الأخرى، كما أنه قد لا يكون جيدًا للكل؛ لذلك من المهم إخبار الطبيب بالأمور التالية أثناء النقاش حول العلاج:
- إذَا كان لديك أي معادن في رأسك مثل الصفائح المعدنية، أو الثقب الدائم، أو غرسات القوقعة.
- إذَا كنت تستخدم وصفة طبية أو منبهات غير مشروعة.
- لديك تاريخ طبي من النوبات أو الصرع.
- لديك حالة طبية يمكن أن تزيد من احتمالية إصابتك بالنوبات.