Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين

هل الاكتئاب من أعراض نقص الحديد؟

على الرغم من أن الحديد يعد عنصراً أساسياً في الجسم للبقاء على قيد الحياة، إلا أنه في بعض الأحيان يحدث نقص في مستوياته ويؤدي إلى ظهور الكثير من الأعراض الجسدية والنفسية.

ولمعرفة ما إذا كان الشخص يعاني من نقص في الحديد، فلا بد من معرفة ماهية أعراض ذلك للتمكن من ملاحظة الحالة وعلاجها بأقرب وقت ممكن لتفادي تفاقم الحالة النفسية.

 

أعراض نقص الحديد

في معظم حالات نقص الحديد الخفيفة لا تظهر أي أعراض يمكن ملاحظتها. ومع ذلك قد يشعر الشخص بين الحين والآخر بما يلي:

  • الضعف أو التعب أكثر من المعتاد، وخاصة عند ممارسة التمارين الرياضية.
  • الصداع.
  • الدوخة وعدم الاتزان.
  • خفقان القلب وعدم انتظام ضرباته.
  • صعوبة في التركيز أو حتى التفكير.
  • التهيج والانفعال بسرعة.
  • فقدان الشهية.
  • برودة اليدين والقدمين والشعور بتنميل ووخز في الأطراف.

وما أن تبدأ مستويات الحديد بالانخفاض بشكل أكبر، حتى تصبح الأعراض أكثر وضوحاً وتمييزاً. فقد يعاني الشخص من:

  • هشاشة الأظافر.
  • ازرقاق لون بياض العين.
  • الرغبة في تناول الأشياء غير الغذائية (اضطراب البيكا) أو تناول الثلج أيضاً.
  • الشعور بالدوار عند الوقوف مباشرة أو بشكل مفاجئ.
  • شحوب لون البشرة وخاصة الوجه.
  • حدوث بعض الالتهابات وخاصة التهاب اللسان أو وجود تقرحات في الفم.
  • حركة الساقين غير المنضبطة أثناء النوم.
  • تساقط الشعر بشكل ملحوظ.
  • تسارع ضربات القلب أو عدم انتظامها.
  • الشعور بآلام في الصدر أو خفقان القلب.
  • ضيق في التنفس حتى بدون ممارسة أنشطة شاقة.
  • نزيف الحيض غير الطبيعي.
  • انخفاض الرغبة الجنسية عند الرجال.

في حال كان سبب نقص الحديد ناتج عن وجود نزيف في الجسم، فقد تشتمل الأعراض على:

  • تلون البراز بلون داكن، أو وجود دم فيه.
  • حدوث دورات حيض بنزيف ثقيل.
  • ألم في الجزء العلوي من البطن بسبب القرحة.

الحديد عنصر مهم في إنتاج الهيموجلوبين، وهو البروتين الذي يسمح لخلايا الدم الحمراء بحمل الأكسجين إلى الأنسجة والعضلات. 

 

العلاقة بين نقص الحديد والاكتئاب

تعتبر العلاقة بين نقص الحديد والاكتئاب معقدة نوعاً ما، فقد تؤدي كل منها إلى الأخرى بطريقة معينة. حيث أن:

  • الأعراض الجسدية المرافقة لنقص الحديد مثل التعب والضعف وصعوبة ممارسة الأنشطة اليومية، تساهم بشكل كبير في الشعور بالحزن. كما أن نقص الأكسجين في الدماغ الناجم عن فقر الدم يؤثر على كيفية عمل الدماغ ويتسبب في اضطرابات المزاج والاكتئاب.
  • بسبب الاكتئاب والأعراض التي ترافقه من فقدان الشهية وعدم الرغبة بتناول الطعام، يصاب الشخص بسوء التغذية، الأمر الذي قد ينتج عنه نقص في مستويات الحديد. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لبعض الأدوية المستخدمة لعلاج الاكتئاب أن تسبب فقر الدم كأثر جانبي. 

وجدت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب هم أكثر عرضة للإصابة بفقر الدم. ويزداد احتمال الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد مع شدة درجة الاكتئاب.

 

تأثيرات نقص الحديد على الدماغ والصحة النفسية

لا يؤدي نقص الحديد وفقر الدم الناتجة عنه إلى ظهور أعراض جسدية فقط، بل أنه يلعب دوراً أساسياً في طريقة عمل الدماغ أيضاً. 

ويعود ذلك إلى الأسباب التالية:

  • نقل الأكسجين: عندما تكون مستويات الحديد متدنية في الجسم، هذا يؤدي إلى انخفاض خلايا الدم الحمراء. حيث أن فقر الدم الناجم عن نقص الحديد يمكن أن يسبب نقص الأكسجين في الدماغ، والتأثير على وظائف المخ والأداء المعرفي.
  • وظيفة الناقل العصبي: لا يساعد الحديد في صنع الناقلات العصبية فقط، بل والتحكم فيها أيضاً. يمكن أن يؤدي نقص مستويات الحديد إلى انخفاض وظيفة الناقلات العصبية وبشكل خاص السيروتونين المسؤول عن تنظيم المزاج ووظائف أخرى.
  • زيادة الالتهابات: يمكن أن يسبب فقر الدم الناجم عن نقص الحديد أيضاً التهابات مختلفة. الأمر المرتبط بتراجع وظائف الدماغ والأداء المعرفي.

عندما تتغير مستويات الحديد في الدماغ، يمكن أن تتغير وظيفة الدماغ. فقد تسبب تأخر النمو عند الأطفال الصغار، والتغيرات المعرفية لدى المراهقين وتغييرات في السلوك، جانب مشكلات الاجتماعية.

 

كيفية الوقاية من الاكتئاب المرتبط بفقر الدم

على الرغم من أهمية الوقاية من فقر الدم ونقص الحديد للمحافظة على الصحة الجسدية والتقليل من الأعراض المزعجة، إلا أن ذلك أيضاً يضمن للشخص المحافظة على رفاهيته النفسية

فما أن يبدأ الشخص بالشعور بالأعراض البسيطة أو الأولية لفقر الدم، يتوجب عليه التواصل مع طبيبه المعالج لإجراء الفحوصات المخبرية للتأكد من الحالة ومعرفة السبب الدقيق وراء نقص الدم لديه. وبالتالي التمكن من علاجه للوصول إلى المستويات الطبيعية من الحديد في الدم دون التعرض للانتكاسات.

إن أثبتت الفحوصات انخفاض مستويات الحديد والإصابة بفقر الدم، فإن شدة الحالة هي ما يحدد الطريقة المثلى والفعّالة في العلاج. حيث قد يتطلب الأمر:

  • الحصول على مكملات الحديد سواء كانت أقراصاً أو سائلاً أو حقن الحديد في الوريد.
  • اتباع نظام غذائي غني بالحديد. حيث يتم الحصول على الحديد من مصادر غذائية متعددة ويتم امتصاصه عن طريق الأمعاء الدقيقة. تشمل الأطعمة الغنية بالحديد اللحوم الحمراء والحبوب المدعمة والفاصوليا والبقوليات والخضروات الورقية الداكنة والفواكه المجففة.
  • تناول الأطعمة التي تساعد على امتصاص الحديد مثل الأطعمة الغنية بفيتامين سي. 

يمكن أن تشمل العلاجات الفعالة الأخرى الاكتئاب تغيير نمط الحياة والعلاج النفسي والأدوية المضادة للاكتئاب.

 

أعراض أخرى لنقص الحديد 

من غير المستغرب أن يشعر من لديه نقص الحديد في الدم ببعض الأعراض النفسية والتي غالباً لا يكون مدركاً لمدى ارتباطها بحالته الصحية. ومن بين هذه الأعراض:

  • ضبابية الدماغ وضعف تركيز الشخص..
  • عدم القدرة على النوم أو الإصابة بالأرق.
  • الانفعال والتهيج السريعين.
  • فرط الحركة (خاصة لدى الأطفال).
  • حدوث تقلبات مزاجية كبيرة.
  • الشعور بالإحباط واليأس نتيجة لما يعانيه الشخص من تعب مستمر.

إن عدم تمكن الشخص من القيام بالنشاطات اليومية الاعتيادية وعدم امتلاكه القدرة الكافية لذلك، غالباً ما يكون له تأثيرات على مدى ثقته بنفسه.

 

كلمة من عرب ثيرابي

إن بدأت بملاحظة تأثير نقص الحديد لديك على حالتك النفسية، فلا تنتظر إلى أن تتحسن مستويات الحديد في دمك. بل حاول الحصول على المساعدة النفسية المتخصصة قبل أن تتفاقم الأعراض لديك وتصاب بالاكتئاب.

حيث يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن العلاج النفسي يساعد ما نسبته 75% من الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب بشكل فعّال للغاية. فهو لا يعمل على علاج الحالة فقط، بل يساعد في امتلاك المهارات اللازمة لتفادي حدوث انتكاسات جديدة.