ما ستجده في هذا المقال:
تختلف النساء عن الرجال في تعدد أنواع الاكتئاب الذي قد تصيبهن، فهناك اكتئاب قد يرافقها حلال فترة حملها أو بعد ولادتها. كما أن هناك اكتئاب سن اليأس وما يرافقه من أعراض خاصة بهذه الفترة، فما هو اكتئاب سن اليأس وكيف يتم علاجه.
اكتئاب سن اليأس
قد تعاني المرأة من الاكتئاب خلال حياتها بشكل عام، ولكن في السنة التي تلي آخر دورة شهرية للمرأة، تحدث الكثير من التغييرات الهرمونية في جسمها، مما ينعكس على تغيرات مزاجية كبيرة تسبب للمرأة الإصابة بالاكتئاب.
أسباب اكتئاب سن اليأس
ترافق الفترة التي تسبق سن اليأس مجموعة واسعة من التغييرات تسبب إصابة المرأة بالاكتئاب، ويمكن توضيح هذه العوامل أو الأسباب على النحو التالي:
التغييرات الهرمونية
تؤثر الهرمونات الأنثوية بشكل كبير على مادة السيروتونين التي يفرزها الدماغ، والمسؤولة عن الشعور بالسعادة خلال الحياة اليومية، فعندما تنخفض نسبة هرموني البروجسترون والاستروجين تنخفض بالتالي نسبة السيروتونين مما يسبب:
-
- التقلبات المزاجية الكبيرة التي تشعر بها المرأة.
- الحزن أو القلق الشديدين.
- عدم القدرة على التعامل مع الأمور المختلفة.
- حدوث نوبات من الاكتئاب مختلفة الشدة.
مشكلات النوم
تصاب المرأة خلال الفترة التي تسبق انقطاع الدورة الشهرية بالأرق وعدم القدرة على النوم بشكل الكافي، ويرجع ذلك إلى الهبات الساخنة التي تشعر بها، مما يزيد احتمالية الإصابة بالاكتئاب بما يعادل 10 أضعاف الحالات الطبيعية.
التغييرات الحياتية
عادة ما تتزامن مرحلة سن اليأس مع فترة ضغوطات حياتية كبيرة في حياة المرأة، الأمر الذي يزيد من توترها وقلقها وتقلباتها المزاجية، مما يتركها أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، ومن ضمن هذه الضغوطات:
-
- الأسباب المختلفة لضغوطات العمل.
- ضغوطات تخص الأبناء.
- مشكلات صحية.
- ضغوطات بسبب شيخوخة الأهل أو المقربين.
الضغوط الخارجية مثل ضغوط العمل أو زواج الأبناء يمكن أن تجعل التقلبات المزاجية أسوأ.
الحالة النفسية
على الرغم من أن بعض النساء لا تبدي استياء من مرحلة سن اليأس، ولكن الأخريات قد يجدن أنفسهن يتأثرن نفسياً لأسباب كثيرة، منها:
-
- ظن المرأة أن سن اليأس أو انقطاع الدورة الشهرية عنها هو أمر سلبي.
- شعور المرأة أنها لم تعد شباب أو أنها تتقدم بالسن، بالإضافة إلى أنها قد ترى نفسها أقل جاذبية.
- الإرهاق الذي تشعر به المرأة في هذه المرحلة من حياتها والناتج عن الأعراض المصاحبة لها.
- عدم حصول المرأة على الدعم الاجتماعي التي تحتاجه في هذه المرحلة.
عوامل الخطر للإصابة باكتئاب سن اليأس
أثبتت الكثير من الدراسات أن احتمالية إصابة المرأة باكتئاب سن اليأس تزيد في الحالات التالية:
-
- التاريخ الشخصي أو العائلي للإصابة بالاكتئاب بشكل عام.
- الإصابة باضطراب ما قبل الدورة الشهرية (PMDD) في أي وقت مضى.
- إصابة المرأة باكتئاب ما بعد الولادة (Postpartum Depression) خلال فترة حياتها.
يعتقد أن خطر الاكتئاب يعود إلى طبيعته بعد (2 – 4) سنوات من آخر دورة شهرية.
أعراض اكتئاب سن اليأس
من الملاحظ أن إصابة المرأة بالاكتئاب خلال فترة حياتها تزيد من احتمالية إصابتها باكتئاب سن اليأس، لذلك لا بد من تتبع مجموعة من الأعراض للتمكن من الحصول على الاستشارة النفسية في الوقت المناسب، ومن ضمن هذه الأعراض:
-
- استمرار شعور المرأة بالحزن أو اليأس أو انفعالها السريع بشكل مستمر.
- التغيرات الطارئة على نمط الأكل، حيث أن زيادة الشهية أو قلتها تعكس دلالات على الاكتئاب.
- اضطراب نمط النوم، سواء كان بالإفراط بالنوم أو الأرق وعدم القدرة على الحصول على القدر الكافي من النوم.
- التعب الجسدي الشديد دون وجود أمراض يمكن أن تفسره أو قلة الطاقة.
- قلة الدافعية أو الحافز لدى المرأة.
- فقدان المرأة للشعور بالمتعة والسعادة أثناء قيامها بالأنشطة المفضلة لديها.
- صعوبة التركيز في الأمور المختلفة وتذكرها.
- عدم قدرة المرأة على اتخاذ القرارات الضرورية في حياتها.
- توارد الأفكار المتعلقة بالانتحار.
- الشعور بعدم القيمة الذاتية أو العجز.
- تبدأ المرأة في الحركة أو الكلام بشكل بطيء.
- تغيرات في الرغبة الجنسية لدى المرأة.
علاج اكتئاب سن اليأس
في كثير من الحالات تشعر المرأة بالتحسن فور استقرار التقلبات الهرمونية لديها،ولكن في بعض الأحيان تحتاج إلى العلاج من الاكتئاب، ومن ضمن العلاجات المتوفرة لعلاج اكتئاب سن اليأس:
العلاج بالأدوية الهرمونية
في حال لم تستقر مستويات الهرمونات لدى المرأة واستمرت أعراض الاكتئاب، يمكن لأدوية المكملات الهرمونية أو أدوية منع الحمل أن تساعد في تحسين مزاجها وأعراضها. ولكن هذه الأدوية قد تكون غير مناسبة في الحالات التالية:
-
- إصابة المرأة سابقاً بالتخثرات الدموية.
- إصابة المرأة بارتفاع ضغط الدم.
- في حال تعدت المرأة مرحلة انقطاع الدورة الشهرية.
- تدخين المرأة بشكل مستمر.
يعد سن اليأس أمرًا جيدًا بالنسبة للكثير من النساء! بمجرد أن تستقر الهرمونات، تتوقف التقلبات المزاجية.
العلاج بأدوية الاكتئاب
عند وجود مانع من الموانع السابقة لاستخدام الأدوية الهرمونية، يتم اللجوء إلى أدوية الاكتئاب المختلفة التي تساعد في تحسين الحالة المزاجية للمرأة، مثل:
-
- مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs).
- مثبطات امتصاص السيروتونين والنوربينفرين (SNRIs).
العلاج المعرفي السلوكي
للحالات الشديدة من الاكتئاب، يكون الحل الأمثل اللجوء إلى العلاج المعرفي السلوكي، الذي يساعد المرأة على تحديد أسباب إصابتها بالاكتئاب بالشكل الصحيح واتباع نمط تفكير جديد يساعدها على تحسين نظرتها لما حولها، بالإضافة إلى تناول أدوية الاكتئاب.
التعامل مع اكتئاب سن اليأس
إن معرفة المرأة لبعض الاستراتيجيات التي تقلل من أعراض الاكتئاب عليها، يفيد بشكل كبير ومباشر في مرور هذه الفترة بأقل الأضرار، ومن ضمن هذه الاستراتيجيات:
-
- ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
- الامتناع عن التدخين قدر الإمكان.
- التقليل من تناول الكافيين أو الكحول، خاصة في الحالات التي تعاني من اضطرابات النوم.
- اختيار المرأة ما يناسبها من تقنيات الاسترخاء، والتي تقلل من توترها أو قلقها بشكل كبير، مما ينعكس على حالتها المزاجية.
- قد يساعد اللجوء إلى العلاج بالتنويم المغناطيسي في التقليل من الهبات الساخنة التي تصيب المرأة في هذه المرحلة.
- المحافظة على التواصل الاجتماعي مع الأصدقاء أو المقربين.
- الاعتناء بالنظام الغذائي المنتظم.
المكملات الغذائية المرتبطة باكتئاب سن اليأس
تعمل بعض المكملات الغذائية على تحسين مستويات الهرمونات لدى المرأة، بالتالي التحسين من الحالة المزاجية وتقليل حدة الاكتئاب لديها، ومن هذه المكملات الغذائية:
-
- فيتامين A.
- فيتامين B-12.
- فيتامين B-6.
- فيتامين D.
- فيتامين E.
- المغنيسيوم.
- فيتامين C.
- الكالسيوم.
- أوميغا 3.
- البروبيوتك.
- الكركم.
كلمة من عرب ثيرابي
يمكن التقليل من الأعراض التي تعاني منها المرأة خلال سن اليأس من خلال بقائها نشيطة وصحية قدر الإمكان. حيث يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن لبعض النشاطات الأثر الكبير على الحالة النفسية في هذه المرحلة. لذلك يمكنها تجربة:
- المشي بشكل منتظم.
- ممارسة اليوغا وتمارين الاسترخاء.
- التقليل من تناول الكحول والإقلاع عن التدخين.
- زيادة التواصل الاجتماعي.
- ممارسة النشاطات المفضلة مثل الطهي.