Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
التوحد المكتسب

ما هو التوحد المكتسب؟

من المعروف أنه يمكن ملاحظة الأعراض المتعارف عليها للتوحد في عمر مبكر جداً للطفل، ولكن الحالة قد تختلف عندما يعاني الطفل من التوحد المكتسب، حيث إن الطفل يبدو طبيعياً ثم ما يلبث أن يحدث تراجع في جميع مهاراته، فما هذا النوع من التوحد وما أهم صفاته؟

 

ما هو التوحد المكتسب؟

التوحد المكتسب هو نوع من أنواع التوحد الذي يُظهر فيه الطفل نمواً طبيعياً للمهارات الاجتماعية واللغوية، ثم ما يلبث أن يحدث انحدار أو تراجعي لهذه المهارات. سواء كان هذا التراجع بطيئاً ومتدرجاً أم أنه سريعً وبشكل مفاجئ، فيبدأ الطفل بإظهار السلوكيات الخاصة بالتوحد، وغالباً لا يتم تطوير مهارات الطفل المفقودة بسهولة في الفترة اللاحقة، وله العديد من الأسماء مثل:

    • التوحد التراجعي أو الانحداري (Autistic Regression).
    • التوحد مع الانحدار (Autism with Regression).
    • انحدار التوحد (Autistic Regression).
    • التوحد من نوع الانتكاسي (Setback-type Autism).
    • متلازمة التوحد المكتسبة (Acquired Autistic Syndrome).

     

    متى يبدأ التوحد المكتسب بالظهور؟

    عادة ما يبدأ التوحد التراجعي بالظهور خلال الأشهر (15 – 30) من عمر الطفل، مع ملاحظة ما يلي:

      • المعدل عمري لحدوث التوحد التراجعي هو 19 شهراً.
      • يظهر هذا الطفل في معظم الأحيان أعراض التوحد الأقل وضوحاً قبل فقدان المهارات الاجتماعية واللغوية.
      • أثبتت الدراسات أن مهارات التواصل الاجتماعي غالباً ما تبدأ بالتراجع أسرع من المهارات اللغوية، حيث يمكن أن تبدأ خلال الشهر 12 من عمر الطفل.

      تظهر علامات التوحد الانحداري عادةً بين سن 15 – 30 شهرًا. يمكن أن يكون فقدان هذه المهارات سريعًا أو بطيئًا. وعادة ما يتبع ذلك فترة طويلة من الركود في تطور المهارات.

       

      أعراض التوحد التراجعي

      على الرغم من أن الطفل قد يبدي بعض الأعراض المتطابقة مع أعراض اضطراب طيف التوحد، إلا أن هذه النوع من التوع له بعض الصفات المميزة له، ومن ضمن هذه الأعراض:

      أعراض التوحد التراجعي المبكرة

      تشتمل الأعراض المبكرة الأكثر وضوحاً لدى طفل التوحد التراجعي ما يلي:

        • عدم الاستجابة عند النداء على اسمه.
        • تكرار الكلمات أو العبارات التي ينطق بها الآخرون أمامه.
        • عدم ترابط الإجابات المقدمة مع الأسئلة المطروحة.
        • عدم استخدام الضمائر بالشكل الصحيح، وإنما إعادتها كما خلال العبارات.
        • عدم القدرة على الإشارة إلى الأشياء. أو عدم اهتمامه بالأمر
        • فقدان أو ضعف المهارات الاجتماعية.
        • تجنب التواصل البصري أو الجسدي.
        • صعوبة فهم مشاعر الآخرين، بالإضافة إلى مشاعر الطفل الذاتية.
        تؤكد الدراسات الحديثة أن ما بين 13% – 48% من تشخيصات التوحد هي من النوع التراجعي.

        أعراض التوحد التراجعي المتوافقة مع أعراض اضطراب طيف التوحد

        يظهر طفل التوحد المكتسب العديد من الأعراض المتوافقة مع الأعراض النموذجية لاضطراب طيف التوحد، ومنها:

          • رفرفة اليدين.
          • هز الجسم.
          • الالتفاف أو الحركة على شكل دائرة.
          • المبالغة في إظهار الطفل لردود أفعاله المتعلقة بتغيير الروتين أو أنشطته.
          • مشكلات في الاستجابة الحسية لدى الطفل لمختلف الحواس.
          • يعاني الطفل من القلق الشديد والرهاب.
          • قيامه بالسلوكيات غير المدروسة أو التصرف دون تفكير.
          • امتلاكه نشاط مفرط.
          • امتلاك الطفل لعادات نوم وأكل غير معتادة.
          • ميل الطفل الدائم لترتيب الألعاب الخاصة به أو الأشياء.
          • لعبة باللعبة ذاتها أو بالأسلوب ذاته دائماً.
          • تركيز على أجزاء معينة من الأشياء.
          • غالباً ما يكون هذا الطفل مهوساً باهتماماته.
           

          هل يمكن لطفل التوحد المكتسب أن يعود لسابق عهده؟

          لا بد من التركيز على أن مرض التوحد لا يوجد علاج له، ولكن التشخيص المبكر للحالة، بالإضافة إلى الالتزام الحقيقي باتباع الأنماط العلاجية من شأنها تحسين مهارات وسلوكيات الطفل بشكل كبير.

           

          ارتباطات التوحد المكتسب باللقاحات

          توجد العديد من الدراسات التي ربطت ما بين إصابة الطفل بالتوحد المكتسب بعد إتقانه لمجموعة من المهارات أو نموه بشكل طبيعي في عاميه الأولين. وما بين الحصول على اللقاحات الخاصة النكاف والحصبة الألمانية أو أنواع أخرى من اللقاح التي تحتوي على الزئبق.

           

          أسباب التوحد التراجعي

          يوجد مجموعة فرعية الأسباب الكامنة وراء الإصابة بالتوحد التراجعي، وتتضمن:

            • الانحدار اللغوي: وهو نوع يتم ملاحظته من قبل (20 – 35) من الأهل للأطفال في عمر (15 – 30) شهراً، وعلى الرغم من أن سببه غير معروف، إلا أنه تم ملاحظة حدوثه بعد الإصابة بمرض أو التعرض لضغط عاطفي، بالإضافة إلى إمكانية ربطه بشكل استثنائي مع الصرع.
            • اضطراب الطفولة التفككي: وعلى الرغم من ندرة الأمر، إلا أنه يحدث للأطفال في عمر (2 – 10) سنوات، بعد أن يكون الطفل نمى بشكل طبيعي.
            • متلازمة ريت: وهي توقف نمو المهارات لدى الأطفال من فئة البنات في عمر (6 – 12) شهراً، وغالباً ما يعود السبب إلى الطفرات الجينية.
            • الصرع: وما يرافقه من تشنجات وتسارع في ضربات القلب أثناء النوبات.
            • جراحات المخ: والتي تتمثل بشكل عام بجراحة الأورام.
            • الاعتلالات الدماغية الحادة: على الرغم من ندرة الأمر، ولكن يمكن أن ينتج عن الهربس أو أي من التهابات الدماغ المعدية هذا النوع من التوحد.

             

            كيفية علاج طفل التوحد الانحداري؟

            يعتمد مدى التحسن على حالة الطفل على مدى الالتزام بالعلاجات الفعّالة والتحلي بالصبر للوصول إلى النتائج المرجوة، حيث أثبتت الدراسات عدم استجابة هذا النوع من التوحد للعلاجات الدوائية نهائياً، لذلك لا بد من الالتزام بخطة علاجية شديدة تتضمن مجموعة متنوعة من العلاجات، هي:

            تحليل السلوك التطبيقي

            يعتبر تحليل السلوك التطبيقي نوعاً من أنواع العلاج السلوكي الفعّال في علاج أطفال التوحد، ولكن يتطلب الالتزام التام للحصول على النتائج التالية:

              • تحسين قدرة الطفل على ممارسة الأنشطة اليومية.
              • تطوير جاهزية الطفل على استخدام الحمام.
              • الالتزام باتباع الإرشادات أو القوانين.
              • القدرة على فهم تعابير الوجه أو باقي إيماءات لغة الجسد.
              • الإجابة على الأسئلة بطريقة سليمة.
              • امتلاك المهارات الاجتماعية.
              • القدرة على التواصل مع الأقران، واكتساب مهارات اللعب الصحي معهم.
              • إتقان العديد من المهارات البصرية، مثل المطابقة والفرز.
              • التقليل من السلوكيات غير المرغوبة، مثل نوبات الصراخ والغضب.

              يحقق علاج تحليل السلوك التطبيقي معدل تحسن يزيد عن 90% عند المصابين بالتوحد.

              علاج التكامل الحسي

              وهو علاج مخصص المشكلات الحسية لدى الطفل للتمكن من فهم المعلومات الحسية بشكل أفضل، والقدرة على استخدام العديد من الحواس في الوقت ذاته.

              علاج النطق

              يتمكن طفل التوحد المكتسب التواصل اللفظي وغير اللفظي والتفاعل بشكل أفضل مع الآخرين من خلال علاج النطق.

              العلاجات البصرية

              يعاني هذا الطفل من مجموعة متنوعة من المشكلات البصرية، مثل فرط الحساسية للضوء والرؤية الجانبية، مما يستدعي إلى الخضوع لجلسات علاجية متخصصة تساعد الطفل على:

                • القضاء على المشكلات الحسية البصرية.
                • التقليل من إمالة الرأس.
                • زيادة الوعي المكاني.
                • تحسين التنسيق لدى الطفل.

                 

                نصيحة عرب ثيرابي

                سواء كان الطفل مصاباً بالتوحد المتعارف عليه أو التوحد المكتسب، فإن الوالدين غالباً ما يجدان صعوبة بالتعامل معه، ولكن من خلال اتباع النصائح التالية المقدمة من عرب ثيرابي يمكن أن يكون الأمر أكثر سهولة، ومن هذه النصائح:

                • المشاركة بمجموعات الدعم المتوفرة في المنطقة أو عبر الإنترنت والتي تعتبر مصدراً رائعة لنتائج تجارب الآخرين.
                • لا بد من التأكد من التشخيص الصحيح لحالة الطفل.
                • البحث عن الأنشطة المقدمة للأطفال ذوي الاحتباجات الخاصة في المنطقة المحيطة.
                • البحث عن طبيب يتبع نهجاً متكاملاً في علاج حالة الطفل.
                • العمل على إدراة الوقت والتحدث بشكل صريح مع بقية أفراد العائلة حول الاحتياجات وما يمكن تقديمه.