في مراحل الطفولة المبكرة يميل الأطفال للتعبير عن إحباطهم من خلال التعبيرات الجسدية، وذلك لأنهم لا يعرفون المهارات اللغوية للتعبير عن أنفسهم بطرق صحيحة، ولكن في مراحل الطفولة المتأخرة لا يُمكن قبول العدوانية من الأطفال، ويجب تعديل سلوك الطفل العدواني.[مرجع1]
خطة تعديل سلوك الطفل العدواني
عند وضع خطة تعديل سلوك الطفل العدواني يُمكن الاستعانة بالخطوات التالية:
تحديد المشكلة
لا يُعتبر السلوك العدواني المشكلة إلا بعدما يمتلك الطفل المهارات اللغوية الكافية للتعبير عن نفسه ومشاعره، وذلك حوالي عمر 7 سنوات، حينها يجب أن يبدأ السلوك العدواني بالتلاشي، وفي حال لم يحصل ذلك واستمر الطفل في سلوكياته، وأصبح يعرض نفسه والآخرين من حوله عندها يجب تعديل سلوك الطفل العدواني.[مرجع1]
مراقبة الطفل
أثناء لعب الطفل مع الآخرين يُفضل مراقبته ومراقبة سلوكه إذا ما كان يتصف بالعدوانية أيضًا، وفي حال تصرفه بعدوانية مع الأطفال الآخرين لا بأس من التدخل وفك النزاع، ومنح حلول بديلة لجميع الأطفال.[مرجع4]
معرفة أسباب السلوك العدواني
من الأسباب المحتملة خلف السلوك العدواني عند الأطفال:[مرجع2][مرجع3]
- عدم القدرة على التعبير اللفظي لتلبية الاحتياجات.
- عدم السيطرة على العواطف، أو القدرة على تنظيمها.
- لأن التصرف بالعدوانية يُحقق النتائج المرجوة منه.
- كثرة التغييرات في حياة وروتين الطفل اليومي.
- الانتقال بين المراحل الدراسية، أو بين مدارس مختلفة.
- وجود شقيق جديد أو رضيع جديد في المنزل.
- التعرض لصدمة بسبب الوفاة، أو الطلاق.
- ارتفاع درجات الحرارة بصورة مبالغ بها، أو انخفاضها بشدة.
- قلة النوم العميق خلال الليل.
- الحاجة إلى تواصل جسدي أكبر مع البالغين، والذي يظهر في تصرفات مثل الاحتضان.
- التواجد في مكان مساحته صغيرة ومزدحم في الكثير من الناس.
- الشعور بالجوع أو العطش.
- مواجهة مشاكل طبية أو نفسية.
تحديد المحفزات
ربما يتصرف الطفل بعدوانية في مواقف محددة، أو عند التعرض لمحفزات معينة، ويجب العمل على تقليل هذه المحفزات وإبعاد الطفل عنها، أو اكتشاف حلول بديلة للمحفزات، ذلك كأن يكون عدواني كل صباح قبل المدرسة، وفي هذه الحالة يُمكن تقسيم المهام الصباحية إلى خطوات أبسط، ووضع أهداف واضحة للطفل.[مرجع1]
تحضير خطة تعديل سلوك الطفل العدواني
الآن أصبح الوقت مناسبًا لوضع خطة، ويُنصح بالآتي:[مرجع3]
- وضع قواعد وخطط عائلية للتعامل مع الغضب والعدوانية.
- تحويل السلوك العدواني إلى قصة يقوم الطفل بسردها.
- يوضح الطفل في القصة الأسباب التي جعلته يشعر بالغضب والتصرف بعدوانية.
- تدريب الطفل على اتباع الخطة خطوة تلو الأخرى حتى يُصبح متمكنًا منها.
- تعليم الطفل طرق إدارة المشاعر والغضب، والطرق الصحيحة للتصرف بعيدًا عن العدوانية.
طرق تعديل سلوك الطفل العدواني
من أبرز الطرق:
التزام الهدوء
إذا تصرف الوالدين بغضب أو عدوانية مع الطفل أثناء تصرفه بعدوانية يُمكن أن يزيد ذلك من عدوانية الطفل، وبدلًا من ذلك يُفضل محاولة تنظيم عاطفة الطفل من خلال التعامل معه بهدوء.[مرجع1]
مكافأة السلوك الجيد
من المهم للغاية مكافأة السلوك الجيد عند تعديل السلوك عند الطفل العدواني، وذلك حتى يتمسك الطفل بالسلوكيات الجيدة، ويكون فخورًا بالثناء والتقدير الذي يحصل عليه من الوالدين والآخرين.[مرجع1]
وضع العواقب
عندما يسلك الطفل سلوك عدواني يجب أن يعرف العواقب التي تترتب على سلوكه، وأن يتلقى العواقب بشكل فوري، ويُمكن أن تكون العواقب المستخدمة في تعديل سلوك الطفل العدواني واحدة من الآتي:[مرجع2]
- الوقت المستقطع: من خلال منح الطفل وقت مستقطع بعيد عن الموقف حتى يهدأ، ويُفضل وجود أحد مع الطفل لتعليمه السلوكيات الصحيحة.
- التعويض: إذا كانت سلوكيات الطفل العدوانية تُسبب الضرر للآخرين يجب عليه أن يقدم التعويضات بدل الأذى الذي سببه.
- فقدان الامتيازات: عن طريق سحب الألعاب أو الأنشطة المفضلة للطفل، أو أي امتيازات يستمتع الطفل بفعلها.
- العواقب الطبيعية: والتي تكون على هيئة تدمير الأشياء الشخصية؛ في حال قام الطفل بتدمير لعبته، عقابه يكون أن لا يتم جلب لعبة جديدة له.
تعلم مهارات إدارة السلوك
يُشير السلوك العدواني عند الطفل على افتقاره المهارات التي يحتاجها لإدارة السلوكيات بشكل مناسب، ولذلك يجب تعليم الطفل المهارات البديلة للعدوان، وذلك مثل المهارات الاجتماعية، ومهارة حل المشكلات، ومهارة حل النزاعات، والانضباط.[مرجع2]
الحصول على المساعدة
أحيانًا يحتاج الأهل إلى تدخل خارجي لأجل تعديل سلوك الطفل العدواني؛ حيث يُمكن أن يترافق معه مجموعة من الاضطرابات السلوكية أو حالات الصحة النفسية الأكثر خطورة، ولذلك في حال لم يستجيب الطفل لأي من الطرق التي ذكرت سابقًا يجب الحصول على المساعدة الطبية.[مرجع2]
تقديم الحب
يحتاج الأطفال للشعور بالحب والمودة من الأهل بشكلٍ خاص، وعند تعديل سلوك الطفل العدواني يجب الحرص على منحه الكثير من الحب والمودة، حتى يستجيب الطفل للتعليمات.[مرجع4]
وضع البدائل
من أهم طرق تعديل سلوك الطفل العدواني هي تشتيت انتباهه عن تصرفه العدواني من خلال منحه مجموعة من البدائل دون أن يتصرف بعدوانية أن يسبب الضرر لأحد، وذلك من مثل اللعب مع الحيوانات الأليفة، أو ضرب أكياس الملاكمة.[مرجع4]
كيفية ادارة المشاعر عند الأطفال
من الأمور المهم فعلها عند تعديل سلوك الطفل العدواني هي تعليمه كيفية التعرف إلى مشاعره وإدارتها، وذلك من خلال الآتي:
تهدئة النفس
حيث يُمكن تهدئة النفس عند الشعور بالغضب عند الأطفال من خلال التنفس بعمق وبطء للداخل والخارج، مع الضغط على راحة اليد، وفرد الظهر، ومساعدة الطفل في البداية حتى يتمكن من القيام بها بمفرده.[مرجع3]
السكوت
وذلك من خلال منع النفس من التحدث أو قول أي شيء مؤذي أو غير لائق للآخرين ويُمكن أن يسبب لهم الإحراج، ويُفضل أن يتم منح الطفل مكافأة في كل مرة يتراجع بها عن التسبب بالأذى للآخرين.[مرجع3]
تجنب الضرب
أهم ما يجب تعليمه للطفل عند تعديل سلوك الطفل العدواني هو أن لا يقوم بضرب أحد مهما حصل، وبإمكانه أن يضم يديه على بعضهما، أو يضعهما خلفه أو في جيوبه للسيطرة على نفسه.[مرجع3]
نصائح تعديل سلوك الطفل العدواني
في هذه النصائح يتم تقديم بعض أهم الأساليب والطرق لتجنب ومنع سلوك الطفل العدواني:[مرجع5]
- وضع قواعد سلوكية واضحة في المنزل توضح التصرفات التي لا يُسمح بها.
- تخصيص مساحة آمنة في المنزل للطفل حتى يلعب بها كما يرغب.
- عدم التهاون مع أي خرق للقواعد، أو التصرف بعدم مسؤولية.
- الابتعاد عن استخدام التهديدات المبالغ بها، واتخاذ موقف حاسم.
- تشتيت انتباه الطفل عند تعرضه لأي من محفزات السلوك العدواني.
- إبعاد الطفل العدواني عن الأطفال الآخرين إذا كان سوف يسبب لهم الأذى.
- تعليم الطفل قول “لا” وحقه في الرفض بدلًا من القتالات والسلوك العدواني.
- ثناء وتقدير السلوكيات الجيدة والإيجابية عند الطفل.
- الحرص على التعبير عن الغضب والإحباط بهدوء وبطرق سليمة؛ حتى يتعلم الطفل كيفية التعامل مع مشاعر غضبه.
- الالتزام في تعديل سلوك الطفل العدواني حتى لو كان ذلك صعبًا أو احتاج لبذل مجهود كبير.