Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
كيف أشبع احتياجات الطفل العاطفية؟

كيف أشبع احتياجات الطفل العاطفية؟

إن تلبية احتياجات الطفل العاطفية هي الأساس في تربية طفل مستقر عاطفيًا ونفسيًا، والذي بدوره يجعل الطفل مستعدًا للنجاح في حياته وتحقيق الكثير من الإنجازات والسلام النفسي.

 

كيف أشبع احتياجات الطفل العاطفية؟

لإشباع الحاجات العاطفية أو النفسية للطفل افعل الآتي:

افهم الطفل

اجعل الطفل يشعر أنك تفهمه؛ حيث أن الشعور بأن هناك من يسمعه ويفهمه من أهم احتياجاته. وحتى لو كان الطفل في نوبة غضب شديدة، أو يبكي لأنه لم يتناول الطعام، أو لأنه في شجار مع طفل آخر حول لعبة، اجعله يشعر دائمًا أنك تفهمه، وومن ثم تعاطف معه، وفكّر كيف كان سيكون شعورك لو كنت في مكانه، وطمأنه بأنك تتفهم ما يمر به.

قد يهمك: الحاجات النفسية للطفل، 5 احتياجات رئيسية

اقبل الطفل

لا بد وأن الطفل بحاجة لأن يشعر أنه مقبول في منزله حتى يشعر بالقبول في العالم الخارجي. حتى ولو كان الطفل يرتكب الكثير من الأخطاء، أو يجعلك تشعر بالكثير من الخيبات، وقبول الطفل يتضمن:

  • احرص على أن تقبل الطفل كما هو مع اختلاف شخصيته أو اهتماماته الشخصية، ولكن مع محاولة تعديل سلوكه.
  • السماح للطفل بارتكاب الأخطاء دون جعله يشعر بالذنب أو أقل حبًا.
  • تجنب وضعه على دائرة من الكمال، وتوقع منه أن يرتكب الأخطاء.
  • حاول أن ينتهي الغضب أو الاستياء بمجرد انتهاء الموقف ولا تحمل ضغائن؛ حتى لا يشعر الطفل بالذنب.

الحب غير المشروط

تطوير علاقة قوية مع طفلك أمر بالغ الأهمية لإشباع احتياجات الطفل العاطفية، وذلك من خلال قضاء بضع لحظات كل يوم في العناق والقبلات لتذكيره بالأشياء الخاصة به التي تحبها به. وتذكير الطفل بأنه محبوب من قبل العديد من الأشخاص في حياته.

القيام بأعمال عشوائية من اللطف أو الإيماءات لإضفاء البهجة على يومه.

دعم الطفل

بالإضافة إلى الشعور بالقبول والحب الأطفال لديهم حاجة قوية للشعور بالدعم في اهتماماتهم، وهواياتهم، أو محاولاتهم، أو إخفاقاتهم، وذلك مثل:

  • حضور دروس السباحة أو تدريب كرة القدم لطفلك.
  • تشجيع الطفل على الاستمرار والإشادة به على جهوده وعزمه.
  • عدم إطلاق الأحكام على هوية الطفل أو اهتماماته.

امنحه مساحة آمنة

يحتاج جميع الأطفال إلى مكان يشعرون فيه بالترحيب والأمان والحماية، وغالبًا ما يكون هذا المكان في المنزل. وبإمكانك خلق مساحة آمنة للطفل من خلال:

  • توفير مساحة مادية آمنة مثل الحصول على سرير دافئ، والألعاب، والملابس.
  • السماح للطفل بمشاركة أي أفكار أو مشاعر عنده.
  • التوقف عن إطلاق الأحكام أو السخرية من الطفل.

امنحه السيطرة

تمامًا مثل البالغين يرغب الأطفال من جميع الأعمار الشعور بأنهم يتحكمون في حياتهم بشكل ما، ولتحقيق هذه الحاجة عند الطفل امنحه بعض السيطرة على حياته. وذلك من خلال أن تسمح له بالسيطرة على الأشياء التي يمكن اعتباره مسؤول عنها، على سبيل المثال:

  • اسمح لطفلك في مرحلة ما قبل المدرسة بتعبئة صندوق الغداء الخاص به بشكل مستقل، ولكن من خيارات أنت تضعها.
  • اسمح لابنك المراهق فرصة للنقاش بشأن الخروج من المنزل في عطلة نهاية الأسبوع.

تقدير الطفل

الكل يريد أن يشعر بأهميته، ويمكن أن يشعر الطفل بأهميته عندما يتم تقديره بشكل صحيح، وجزء من مهمتك أن تقدّر طفلك على أبسط الأمور.أظهر لطفلك أنك تقدره من خلال الاعتراف بجهوده مهما كانت صغيرة، أو طلب المساعدة منه والترحيب بها، واحترام حدوده الخاصة.

امنَحه بعض الحرية والاستقلالية

 أحد الاحتياجات العاطفية الاساسية للطفل هو الشعور بالحرية أو الاستقلالية والتي يترتب عليها حس المسؤولية. وذَلك من خلال منح الطفل بعض الحرية لاتخاذ بعض القرارات المناسبة لعمره وتحمّل مسؤوليتها.

هذا يساعد الطفل على ممارسة ضميره واتخاذ قرارات جيدة وتجربة العواقب الطبيعية.

 

كيف أدعم احتياجات الطفل العاطفية؟

الجميع من البالغين أو الأطفال يمكن أن يجد صعوبة في التعبير عن عواطفه أو التعامل معها، ولكن هناك بعض الطرق التي تساعدك على دعم حاجات الطفل العاطفية، ومنها:

البطاقات التعليمية

تعد مكعبات المشاعر أو البطاقات التعليمية طريقة رائعة لجعل الأطفال يتحدثون عن مشاعرهم، ويمكن أن يُظهر كل جانب من المكعب أو البطاقة التعليمية وجوهًا عاطفية مختلفة أو المشاعر نفسها. وهذا من خلال دحرجة المكعب أو اختيار بطاقة ووصف الوقت الذي شعرت فيه بالعاطفة الظاهرة.

مخطط اللطف

وهو مخطط يحتوي على مجموعة من أعمال اللطف التي تعتبر رائعة للصحة النفسية؛ حيث أنها تعزز إفراز هرمونات السعادة. كل ما عليك فعله هو تحضير مخطط أو قائمة بأعمال اللطف التي يمكنك القيام بها أنت وطفلك، ودمجها ضمن روتين حياتك اليومية. وتشجيع الطفل على القيام بها ومنحه مكافآت لها، مما يعزز من قيمته الذاتية وشعور باللطف والتعاطف.

لعب الأدوار  

قد يكون الانفتاح على مشاعرنا وعواطفنا أمرًا صعبًا، ولكن إذا كانت ضمن لعبة قد تكون أسهل. حدد ألعاب أو سيناريوهات تظهر فيها بعض المشاعر، والعبها مع طفلك أو استخدم الألعاب المتاحة للتعبير عن مشاعرها وعواطفها، وبالتالي تشجيع طفلك على الحديث والمشاركة.

اعرف المزيد: كيف أجعل طفلي يعبر عن مشاعره بشكل صحيح؟

 

ما أهمية إشباع احتياجات الطفل العاطفية؟

تكمُن أهمية توفير وإشباع احتياجات الطفل النفسية والعاطفية في الأمور التالية:

  • الشعور بصحة جسدية ونفسية أفضل.
  • تقليل الشعور بالضغط النفسي على الطفل.
  • زيادة قدرة الطفل على بناء علاقات أفضل مع الأصدقاء.
  • تحسّن سلوك الطفل؛ بحيث يكون أكثر إيجابية وأكثر انتظامًا.
  • زيادة ثقة الطفل بنفسه، ومن ثم زيادة قبوله لنفسه.
  • تقليل الصراعات والمشاكل مع الاطفال أو الأقران، والتقليل من ضغط الأقران على الطفل.
  • تحقيق نتائج أفضل في المدرسة، وزيادة الحافز الذاتي عند الطفل.
  • اكتساب مهارات التواصل الجيدة، وتحسين قدرة الطفل على اتخاذ القرارات.

 

نصائح لإشباع احتياجات الطفل العاطفية

إليكَ أهم النصائح التي تتعلق في إشباع حاجات الطفل النفسية:

  • كن حنونًا على طفلك، ووفر الكثير من الاتصال الجسدي مثل العناق أو القبلات.
  • تحدث إلى طفلك في كثير من الأحيان بصوت هادئ ومحب، واجعل محادثاتكم ممتعة.
  • استمع إلى طفلك جيدًا عندما يتحدث إليك، واجعله يشعر بالاهتمام.
  • ركّز جيدًا مع الطفل عندما يتحدث إليك، وحاوره وناقشه كأنه شخصًا كبيرًا.
  • اخلق جوًا هادئًا في المنزل، واجعل المنزل منظمًا وآمنًا، واعتمد أساليب التربية السليمة.
  • اسمح للطفل بالكثير من أوقات اللعب؛ حيث أنها مهمة لتطوير النضج العاطفي عند الطفل.
  • خصص بعض الوقت حتى تقضيه مع طفلك بأمان ومتعة.

 

نصيحة عرب ثيرابي

حسب خبراء عرب ثيرابي فإن إشباع احتياجات الطفل العاطفية والنفسية لا تقل أهمية عن توفير احتياجاته المادية، لذا عليك أن توفر لأطفالك أفضل منزل بأفضل الأدوات والأثاث، وفي نفس الوقت منزل مليء بالدفء والحنان والسعادة، ابذل جهدك للموازنة بين احتياجات الطفل المادية أو الجسدية والعاطفية حتى ينمو طفلك وهو مستقر وذو صحة نفسية جيدة.