Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
مرض الحُبسة

مرض الحُبسة: أسبابه ومضاعفاته

غالباً ما تكون للإصابات الدماغية المختلفة تأثيرات متنوعة على قدرات الشخص ومهاراته، ففي حالة الإصابة بمرض الحُبسة فإن الشخص يعاني من مشكلات متعلقة بالتواصل مع الآخرين، سواء كان حديث أو كتابة أو قراءة، وللتعرف بشكل أفضل على هذا المرض يمكن متابعة قراءة السطور التالية.

 

ما هو مرض الحُبسة؟

مرض الحُبسة (Aphasia) هو اضطراب في الحديث أو فهم حديث الآخرين ينتج عن تلف منطقة دماغية معينة أو اضطراب في عملها، ولهذا المرض أنواع متعددة اعتماداً على المنطقة الدماغية المتضررة، وغالباً ما يظهر مرض الحُبسة كعرض من أعراض حالة أخرى أو كتأثير مؤقت. ومن الجدير بالذكر أنه إلى الآن لم يتم معرفة ما إذا كان هذا المرض يؤثر على بنية اللغة في الدماغ أم على القدرة للوصول إليها واستخدامها فقط.(المرجع 1) (المرجع 2)

أسباب مرض الحُبسة

يؤدي أي ضرر يصيب المناطق الدماغية أو التعرض لمشكلات دماغية ينتج عنها عدم قيام الدماغ بوظائفه بشكل طبيعي لحدوث الحُبسة، حيث قد تؤدي الأمور التالية إلى حدوث هذه الأضرار:(المرجع 1) (المرجع 2)

      • تمدد الأوعية الدموية.

      • الجراحات الدماغية.

      • الأورام الدماغية.

      • نقص الأكسجة الدماغية.

      • ارتجاج الدماغ.

      • اضطرابات النمو والمشاكل الخلقية.

      • الصرع والنوبات المتنوعة، حيث أن الحُيسة في هذه الحالة تكون عرض من أعراض الصرع.

      • الاضطرابات الجينية، مثل مرض ويلسون (Wilson’s Disease).

      • التهاب الدماغ والأمراض المناعية.

      • الصداع النصفي.

      • العلاج الإشعاعي والكيميائي.

      • التسمم بالمعادن الثقيلة أو أول أكسدي الكربون.

      • السكتات الدماغية، حيث أن ما نسبته (25 – 40)% من الناجين من السكتات الدماغية مصابين بهذا المرض.

    الأشخاص الأكثر عرضة لهذا المرض

    على الرغم من احتمالية حدوث المرض لدى أي فئة عمرية، إلا أنه غالباً ما يتم ملاحظة الإصابة البالغين في منتصف العمر أو كبار السن (فوق 65 عام) أكثر من بقية الفئات العمرية، حيث أنهم أكثر عرضة للإصابة بالسكتات الدماغية.(المرجع 2) (المرجع 4)

    أعراض مرض الحُبسة

    لا يؤثر مرض الحُبسة على مستوى الذكاء لدى الشخص أو قدرته على التفكير، إلا أنه يحد من قدرته على التواصل بشكل كبير، حيث أن الشخص في هذه الحالة يعاني من:(المرجع 2) (المرجع 3)

        • مشكلة في التحدث.

        • صعوبة في إيجاد الكلمات الصحيحة عند الحديث، أو استخدامه الكلمات الغريبة أو الخاطئة.

        • صعوبة في فهم ما يقوله الآخرين خاصة الكلام المجازي.

        • عدم القدرة على متابعة الحوار خاصة في حالة التحدث بشكل سريع.

        • مواجهة مشكلات في الكتابة، حيث تكون العبارات بلا معنى أو عدم القدرة على التعبير بالشكل الصحيح.

        • التحدث بجمل أو عبارات قصيرة.

        • ترتيب الكلمات في الجملة بشكل خاطئ.

        • استخدام كلمات لا يمكن فهمها.

        • عدم القدرة على القراءة والكتابة واستخدام الأرقام أو إجراء العمليات الحسابية البسيطة.

        • تكرار الكلمات أو العبارات المستخدمة.

        • النطق بالكلمات بأصوات وأنماط خاطئة.(المرجع 4)

      قد تختلف شدة مرض الحٌبسة، حيث أن منها الخفيف بحيث لا يجد الشخص الكلمات المناسبة، ومنها الشديد فلا يستطيع الشخص المشاركة في الحوارات.

      أنواع مرض الحُبسة

      يوجد الكثير من الأنواع أو الأنماط لهذا المرض، إلا أن مجموعة قليلة في الأكثر انتشاراً في معظم الحالات، ومنها:(المرجع 3) (المرجع 6)

      الحُبسة العالمية Global aphasia

      وهي أشد أنواع الحُبسة، وتحدث في المناطق الأمامية والخلفية من الجانب الأيسر للدماغ، ويعاني الشخص خلالها من صعوبة كبيرة في استخدام الكلمات أو الفهم على الآخرين أو استخدام عبارات طويلة، كما أنه لا يمتلك القدرة على الكتابة أو القراءة.

      حبسة بروكا Broca’s aphasia

      أو حبسة عدم القدرة على الكلام، ويكون الضرر في هذه الحالة في المنطقة الأمامية من جانب الدماغ الأيسر، ويعاني الشخص فيها من التحدث بجمل غير مكتملة، وعلى الرغم من فقدان بعض الكلمات فهو قادر على توصيل المعنى من الحديث، ويمكنه فهم الآخرين بشكل بسيط، لكنه يعاني من ضعف أو شلل في الجانب الأيمن من الجسم.

      حبسة فيرنيك Wernicke’s aphasia

      وهي نوع يعاني بها الشخص من عدم القدرة على فهم الآخرين على الرغم من القدرة على التحدث نوعاً ما، وغالباً ما تكون المنطقة المتضررة هي الجانب الأيسر الأوسط من الدماغ، وفي هذه الحالة لا يدرك الشخص أن الآخرين غير قادرين على فهمه بالشكل الصحيح.

      مضاعفات الإصابة بمرض الحُبسة

      قد يكون للحُبسة مضاعفات متنوعة تعتمد على نوع المرض ومنطقة الإصابة، حيث قد تشمل المضاعفات ما يلي:(المرجع 2) (المرجع 4)

          • قلة الحركة.

          • فقدان السيطرة على المثانة والأمعاء.

          • زيادة خطر الإصابة بالعدوى.

          • الشعور بالألم.

          • العزلة أو تأثر العلاقات الاجتماعية للشخص.

          • الشعور بالقلق والإحباط.
          • التأثير على جودة الحياة بشكل عام، وصعوبة في القيام بالأمور الحياتية.(المرجع 5)

        يمكن أن يعاني الشخص من الحُبسة بالإضافة إلى المشكلات الأخرى مثل الصعوبات البصرية وضعف الأطراف خسارة الذاكرة وتراجع مهارات التفكير.
            •  

        طريقة التعامل مع الشخص المصاب بمرض الحُبسة

        على الرغم من القدرة على التعافي من هذا المرض، إلا أنه في بعض الأحيان يبقى الشخص يواجه بعض المشكلات المتعلقة بالحديث مما يثير مشاعر الإحباط لديه ولدى المقربين، لذلك لا بد من التعامل معه بطريقة تقلل من هذه المشاعر والانتباه إلى النقاط التالية:(المرجع 6)

            • تشجيع الشخص المصاب على المشاركة في الحوارات باستمرار.

            • التحدث مع الشخص بجمل بسيطة وقصيرة ليتمكن من فهم الحديث.

            • تكرار الكلمات الرئيسية أو المهمة المستخدمة في الجملة قدر الإمكان.

            • الابتعاد عن محاولة تصحيح حديث الشخص المريض.

            • إعطاء الشخص المريض المزيد من الوقت ليتمكن من التعبير عما يريد بأفضل الطرق.

            • تشجيع المريض على استخدام أي طريقة تواصل يفضلها، سواء كانت بالحديث أو الإيماءات أو الرسم.

            • تشجيع الشخص على المشاركة في النشاطات الخارجية، ومن ضمنها مجموعات الدعم التي تقدم تجارب ونصائح مفيدة على هذا الصعيد.

          كيفية الحماية من الإصابة بالحُبسة

          لا يمكن التحكم بجميع الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالحُبسة مثل الأورام الدماغية، إلا أنه يوجد العديد من العوامل التي تؤثر على الإصابة بالسكتات الدماغية، وبالتالي للحماية من الإصابة بالحُبسة لا بد من اتباع النصائح التالية:(المرجع 3) 

              • التوقف عن التدخين في حال كان الشخص مدخن أو التقليل منه قدر الإمكان.

              • التقليل من تناول الكحول قدر الإمكان.

              • القيام بالتمارين الرياضية.

              • تناول نظام غذائي صحي قليل الدهون والصوديوم.

              • التحكم بمستويات ضغط الدم والكوليسترول وسكر الدم.

            نصيحة عرب ثيرابي

            قد يجد الشخص المصاب بمرض الحُبسة نفسه يعاني من الحرج لعدم قدرته على فهم الآخرين أو الشعور بالإحباط أو العزلة بسبب عدم قدرة الآخرين على فهمه فقد لا يدرك أن لديه مشكلة على هذا الصعيد، لذلك ننصح في عرب ثيرابي الحصول على الدعم النفسي المناسب للتقليل من المشاعر السلبية التي يمتلكها الشخص في هذه الأثناء.