Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
العلاج البيئي

العلاج البيئي وأنواعه

وجد العلماء أن الصحة النفسية ترتبط بشكل وثيق بتفاعل الشخص مع البيئة الطبيعية المحيطة، لذلك تم استحداث نوع من العلاج يسمى العلاج البيئي والذي يساعد الشخص على التعرف على البيئة الطبيعية المحيطة به، الأمر الذي يحسن من حالته النفسية ويُمكنه من الشعور بالمزيد من المشاعر الإيجابية.

 

ما هو العلاج البيئي؟

العلاج البيئي (Ecotherapy) أو العلاج بالطبيعة هو أسلوب علاجي يتضمن القيام بالنشاطات العلاجية في الطبيعة، حيث تساعد الطبيعة والهواء النقي في زيادة الشعور بالعافية النفسية وتحسين الصحة الجسدية، ويتم ذلك مع الأخذ بعين الاعتبار النقاط التالية:

    • خلال العلاج يكون التركيز موجه للقيام بالأنشطة وليس على الاهتمام بالصحة أو النفسية.
    • اصطحاب المريض للمناطق الخضراء.
    • تتضمن التجارب اكتشاف البيئة الطبيعية المحيطة بالشخص.
    • غالباً ما يتم هذا النوع من العلاج من خلال المجموعات، مع مراعاة الاهتمام بسرعة التقدم العلاجي للشخص بشكل خاص.
    • لا بد من وجود معالج نفسي يوجه الأنشطة والحوار والبرنامج العلاجي.

    يختلف العلاج البيئي عن قضاء بعض الوقت في الطبيعي، فعلى الرغم من أن الأخير له الكثير من الفوائد، إلا أن العلاج البيئي هو علاج منهجي منظم.

     

    أسماء أخرى للعلاج البيئي

    قد يستخدم البعض أسماء أخرى لهذا النوع من العلاج، فعلى الرغم من تعبيرها جميعها عن العلاج البيئي إلا أنها قد تحمل بين طياتها أنواع محددة من هذا العلاج، ومن هذه الأسماء:

      • التمرين الأخضر (Green exercise).
      • الرعاية الخضراء (Green care).
      • العلاج الأخضر (Green therapy).
      • العلاج البستاني (Horticultural therapy).

       

      آلية عمل العلاج البيئي

      تعتبر آلية عمل العلاج الطبيعي بسيطة لدرجة كبيرة، حيث يمكن تنفيذها بطرق عدة وغير مكلفة، فقد يتم ذلك من خلال الجلوس بحديقة خضراء والتحدث مع المريض أو فقط تحت شجرة واحدة، أو من خلال جلب بعض النباتات إلى العيادة أو قد يكون كافياً النظر إلى صور طبيعية أثناء الخضوع إلى العلاج.

      يمكن مزامنة العلاج البيئي مع أنواع أخرى من العلاج مثل العلاج بالرسم والإبداع أو العلاج النفسي التقليدي أو استخدام الأدوية.

       

      أنواع العلاج البيئي

      يمكن تطبيق العلاج البيئي بطرق متنوعة بما يتناسب مع المريض وتوجهاته الطبيعية ومدى القدرة على توفير البيئة المناسبة بالإضافة إلى إمكانية القيام بالنشاط المفضل خلال التواجد في الطبيعة، حيث يمكن للمعالج الاختيار من ضمن الأنواع التالية:

      يتضمن هذا العلاج القيام بأنشطة البستنة مثل الاهتمام بالنباتات أو ريها، أو الاكتفاء بقضاء بعض الوقت مع النباتات الداخلية فقط.

      علاج الغابة Forest Therapy

      يعود أصول هذا العلاج إلى الثقافة اليابانية، حيث يقوم الشخص بالاستحمام وسط الغابة الأمر الذي يعزز:

        • الشعور بالمزيد من الاسترخاء.
        • التقليل من حدة التوتر.
        • الاستمتاع بطبيعة الغابة الخلابة.
        • زيادة النشاط البدني.

        العلاج بالبرية Wilderness Therapy

        يقوم الفريق المشارك في هذا النوع من العلاج بالتخييم بالبرية وممارسة المشي لمسافات طويلة، وفي هذه الأثناء يتم التدريب من قبل المعالج النفسي على مهارات البقاء على قيد الحياة، مما يساعد في:

          • مواجهة سلوكيات غير القابلة للتكيف مع الظروف.
          • القدرة على العمل الجماعي خلال الظروف القاسية والمحفوفة بالمخاطر.
          • زيادة الثقة بالنفس.
          • التغلب على المعتقدات السلبية التي يمتلكها الشخص.
          • تحسين مهارات التواصل.

          التمارين الخضراء Green Exercise

          على الرغم من إمكانية تطبيق هذا النوع من العلاج دون الحاجة إلى المعالج، إلا أن فوائده العلاجية والمحسنة للحالة النفسية لا يمكن إغفالها والتي يحصل عليها الشخص من خلال ممارسة أي نشاط في الطبيعة، مثل:

            • المشي أو الجري.
            • ركوب الدراجات.
            • ركوب الخيل.
            • البستنة.

            العلاج بمساعدة الحيوان Animal-Assisted Therapy

            يمكن أن تساعد رعاية الحيوانات في تحسين الحالة النفسية للشخص، سواء كانت حيوانات منزلية أليفة أو أية حيوانات، كما يمكن للشخص ملاحظة الفرق الكبير في حالته النفسية بمجرد المشاركة في العناية بالخيل.

            الفنون اليدوية Arts and Crafts

            غالباً ما تساعد الفنون اليدوية في تحسين الحالة المزاجية للشخص وتخليصه من الكثير من المشاعر السلبية، ويمكن لهذه الفوائد أن تزيد في حال ممارسة الفنون اليدوية في الطبيعة الخلابة واستخدام المواد المتاحة مثل الطين والخشب والأعشاب في ذلك.

            يساعد هذا العلاج في اكتشاف الشخص للطبيعة المحيطة، ويمكن القيام بالأنشطة المتضمنة به بشكل منفرد أو جماعي، ومن ضمن نشاطاته تسلق الصخور وركوب الطواف المائي.

             

            فوائد العلاج البيئي

            يعود العلاج الطبيعي بالكثير من الفوائد النفسية على الأشخاص، حيث أنه يساعد في:

              • الحد من الشعور بالتوتر والقلق.
              • التقليل من أعراض الاكتئاب من خلال التعرض لأشعة الشمس خلال القيام بالأنشطة الخارجية.
              • زيادة التركيز لدى الأطفال الذين يعانون من مشكلات في الانتباه.
              • إقناع الأشخاص الرافضين للعلاج النفسي بالخضوع للعلاج.
              • زيادة العلاقات الاجتماعية الإيجابية وتحسين مهارات التواصل وزيادة الحس التضامني لدى الشخص والشعور بالمزيد من الانتماء.
              • زيادة النشاط البدني للشخص، وما لذلك من تأثير إيجابي على الصحة البدنية، وتحسين أنماط النوم والاسترخاء في نهاية اليوم.
              • رفع مستويات اليقظة الذهنية لدى الشخص من خلال تواصله مع البيئة المحيطة بشكل أكبر.

              تحسين المرونة النفسية، حيث أثبتت الدراسات أن العيش في الأماكن الريفية له الكثير من الإيجابيات النفسية على الشخص.

               

              حالات يناسبها العلاج البيئي

              بسبب قضاء المزيد من الوقت في الأماكن المقفلة، فإن الشخص قد تزيد لديه مشاعر الضيق ويحتاج إلى المزيد من الوقت للشفاء النفسي والجسدي، وفي المقابل وجدت الدراسات أن قضاء بعض الوقت في الطبيعة يساعد في الحالات التالية:

                • الغضب والانفعال.
                • القلق.
                • اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.
                • الاكتئاب.
                • الإجهاد الجسدي والنفسي.
                • مشكلات الذاكرة.
                • التقلبات المزاجية.
                • اضطراب ما بعد الصدمة.
                • تدني تقدير الذات.
                • التوتر المفرط.
                • الإدمان على الكحول.
                • القلق المناخي والبيئي.
                • الخرف.
                • السمنة.

                 

                الانتقادات الموجهة للعلاج البيئي

                على الرغم من الفوائد العديدة للعلاج البيئي، إلا أن الأمر لا يخلو من بعض الانتقادات، حيث أنه:

                  • لا تساعد الأحوال الجوية في القيام بالأنشطة المتعلقة بهذا العلاج بشكل دائم، مما يقلل من مدى فاعليته في بعض الأحيان.
                  • لا يتناسب العلاج البيئي مع جميع الحالات، فبعض الأشخاص يعانون من أنواع معينة من الفوبيا تمنعهم من ممارسة الكثير من النشاطات، أو أن حالتهم الجسدية تحد من القدرة على ذلك.
                  • لا توجد الكثير من الدراسات التي تؤكد مدى فاعلية هذا العلاج في الحالات النفسية المتنوعة.

                   

                  كلمة من عرب ثيرابي

                  لست بحاجة إلى أن تعاني من مشكلة نفسية لكي تمارس العلاج البيئي أو تستفيد من نتائجه الإيجابية. ولأن هذا النوع من العلاج يمكن إدراجه في الأعمال اليومية وإتاحة القيام به في أي مكان، فإن الجميع يمكنه الاستفادة منه.

                  كما يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي إمكانية دمج العلاج البيئي مع أنواع أخرى من العلاجات للحصول على نتائج أكثر فاعلية. ومن ضمنها:

                  • العلاجات الفنية والإبداعية.
                  • دواء.
                  • العلاج النفسي.