ما ستجده في هذا المقال:
عند تعرض الشخص لبعض المواقف الصادمة في حياته فقد لا يستطيع التكيف مع الأمر مما ينتج عنه إصابته بنوع من الاكتئاب يسمى الاكتئاب الظرفي، فما هو هذا الاكتئاب وما الفرق بينه وبين الاكتئاب الحاد؟ وكيف يمكن التعامل مع هذه الحالة؟
ما هو الاكتئاب الظرفي؟
الاكتئاب الظرفي أو التفاعلي (Situational Depression) هو نوع من اضطرابات التكيف بالتزامن مع مزاج مكتئب، ويحدث عند تعرض الشخص لموقف مؤلم أو صدمة بحيث لا يستطيع التكيف مع الحياة اليومية، وهو اكتئاب قصير الأمد يرتبط بشكل وثيق بمستوى التوتر الذي يعاني منه الشخص.
أسباب الاكتئاب الظرفي
تعتبر الأحداث الحياتية الحادة، سواء كانت المفرحة أو المحزنة على حد سواء سبباً أساسياً في تعرض الشخص لهذا النوع من الاكتئاب، ومن ضمن هذه المواقف:
-
- المشكلات المتعلقة بالحياة الزوجية أو الرومانسية، ولا ينحصر الأمر بالطلاق، حيث أن الشجارات أو الخلافات قد تسبب ذلك أيضاً.
- التغييرات الجذرية على روتين الحياة، مثل التقاعد أو إنجاب طفل.
- المشكلات المالية، مثل تراكم الديون أو فقدان الوظيفة أو الشعور بعدم الأمان الوظيفي.
- فقدان أو وفاة أحد الأشخاص المقربين.
- تجارب الحياة الصعبة، مثل التعرض للكوارث أو التواجد في مناطق الحرب أو التعرض للاغتصاب.
- المشكلات المرضية، أو تقديم الرعاية لشخص مريض.
عوامل الخطر في الإصابة بالاكتئاب الظرفي
تلعب بعض العوامل كمحفز للإصابة بالاكتئاب الظرفي في حال حدوث الموقف المؤلم للشخص، ومن هذه العوامل:
-
- في حال كان الشخص يعاني من مشكلة أو اضطراباً نفسياً.
- تعرض الشخص لصدمة نفسية أو إساءة معاملة في مرحلة الطفولة.
- التعرض لعدة صدمات نفسية أو ضغوط حياتية في الوقت ذاته.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالاكتئاب.
ما هو الفرق ما بين الاكتئاب الحاد والاكتئاب الظرفي؟
تساعد معرفة الفرق بين كلا الحالتين المعالج النفسي من اختيار نوع العلاج المناسب، وبالتالي تمكن الشخص في التمتع بالعافية النفسية من جديد، حيث يظهر الاختلاف بشكل واضح من خلال أعراض كل من الحالتين على النحو التالي:
أعراض الاكتئاب الظرفي
غالباً ما يظهر الاكتئاب الظرفي من خلال الأعراض التالية:
-
- الكسل وعدم الرغبة بالقيام بأي شيء.
- الشعور باليأس والحزن.
- عدم التمكن من النوم.
- حدوث نوبات بكاء بشكل متكرر.
- الشعور بالقلق دون وجود سبب محدد.
- صعوبة التركيز.
- إهمال الأنشطة الحياتية المعتادة.
- الابتعاد عن أفراد العائلة والأصدقاء.
- توارد بعض الأفكار الانتحارية.
أعراض الاكتئاب الحاد
يسبب الاكتئاب الحاد أعراض نفسية وجسدية للشخص على حد سواء، ومن هذه الأعراض:
-
- المزاج المكتئب.
- صعوبة التركيز أو اتخاذ القرارات.
- فقدان الاهتمام بالأعمال الروتينية أو النشاطات المفضلة.
- اضطراب نمط النوم، فقد ينام الشخص أكثر أو أقل من المعتاد.
- شعور الشخص بالذنب وانعدام التقدير الذاتي.
- التعب المستمر وعدم امتلاك الطاقة.
- بطيء في الحركة.
- تغيير على صعيد الشهية، وما له من انعكاسات على الوزن.
- التفكير بالانتحار، أو القيام بمحاولات حقيقية.
يظهر الفرق الواضح بين الاكتئاب الحاد والاكتئاب الظرفي من خلال النقاط التالية:
-
- أن الاكتئاب الحاد يرافقه الشعور ببعض الأعراض الجسدية مثل الصداع واضطراب الجهاز الهضمي، في الوقت الذي لا يعاني الشخص في الاكتئاب التفاعلي من أعراض جسدية.
- إمكانية حدوث الهلاوس الحسية والأوهام للشخص في حالة الاكتئاب الحاد، أما في الاكتئاب التفاعلي لن يعاني الشخص من هذه الأعراض الذهانية.
- يؤثر الاكتئاب الحاد بشكل كبير على قدرة الشخص على متابعة حياته اليومية بالشكل الاعتيادي، كما يمكن أن يستمر لفترة تزيد عن 6 أشهر، أما الاكتئاب التفاعلي فغالباً ما يتم تجاوزه مع تجاوز الشخص للموقف المؤلم.
على الرغم من أن الاكتئاب الحاد أكثر شدة من الاكتئاب الظرفي، إلا أن الاكتئاب الظرفي كفيل بتقليل جودة الحياة التي يعيشها الشخص، لذلك يجب عدم الاستهانة بالأمر.
متى يظهر الاكتئاب التفاعلي؟
بناءً على الدراسات، فإن الاكتئاب التفاعلي غالباً ما يظهر لدى الشخص في أي وقت من الأشهر الثلاثة اللاحقة للحدث المؤلم، بينما ينتهي في معظم الحالات قبل مرور ستة أشهر على الموقف أو الحدث المسبب للاكتئاب، وخلال هذه الفترة يعاني الشخص من أعراض متفاوتة الشدة ما بين المتوسطة والحادة.
هل يمكن أن يتحول الاكتئاب الظرفي إلى اكتئاب حاد؟
بمرور الوقت يتعافى الشخص من الاكتئاب الظرفي، إلا أنه في بعض الحالات التي لم يتم معالجتها يمكن أن يتحول هذا الاكتئاب إلى اكتئاب حاد أو مشكلة نفسية أخرى.
في معظم الحالات، يميل الاكتئاب الظرفي إلى أن يكون قصير المدة، وعادة ما ينحسر بعد 6 أشهر.
طريقة التعامل مع الاكتئاب التفاعلي
في معظم الحالات يتحسن الأمر من تلقاء ذاته دون الحاجة إلى الخضوع إلى العلاج، حيث أن اتباع النصائح التالية من شأنه ضمان التقليل من مشاعر الحزن وإدارة الشخص للتوتر الذي يشعر به بشكل أفضل:
-
- أكل الطعام المتوازن والذي يعزز الحالة المزاجية الجيدة.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، لما لذلك من تأثير على إعادة التوازن للهرمونات الدماغية.
- محاولة التعبير عن المشاعر التي يمتلكها الشخص للتقليل من الكبت النفسي.
- ممارسة المزيد من تقنيات الاسترخاء للتمكن من تقليل التوتر، سواء بإرخاء العضلات التدريجي أو ممارسة تمارين التنفس العميق.
- كتابة اليوميات للتعرف على المشاعر السلبية وتتبّع الأسباب الحقيقية للأمر.
- الالتزام بروتين الحياة اليومية قدر الإمكان.
- المشاركة في مجموعات الدعم النفسي المتوفرة عبر الإنترنت أو المنطقة السكنية المحيطة بالشخص.
- الحصول على القدر الكافي من النوم يومياً.
- تعزيز الحياة الاجتماعية للشخص للتقليل من الشعور بالوحدة.
هل يمكن تشخيص حالة الاكتئاب الظرفي؟
لم يتم إدراج الاكتئاب الظرفي في الدليل التشخيصي للاضطرابات النفسية، لذلك فإن الشخص لا يمكن تشخيصه بالإصابة بهذا الاكتئاب بشكل رسمي، إلا أنه يجب أن يؤثر على القدرة على ممارسة الحياة بالشكل الطبيعي والتقليل من جودة الحياة لكي يعتبر اضطراب تكييف.
متى يجب زيارة الطبيب؟
في حال استمر الشعور بالاكتئاب لفترة زمنية تتجاوز عدة أسابيع متتابعة، يجب زيادة الأخصائي النفسي للتأكد من المشكلة وتحديد ما إن كانت اكتئاباً حاداً أو مشكلة نفسية أخرى، بالإضافة إلى المساعدة في تعلم المزيد من مهارات التأقلم الصحية، وقد يضطر الأمر إلى وصف مجموعة من الأدوية النفسية التي تساعد الشخص في التحكم بأعراضه.
نصيحة عرب ثيرابي
من خلال تمتعك بالمزيد من المرونة النفسية والتدرب على مهارات التأقلم الفعّالة والتواجد بين الأشخاص الإيجابيين في الحياة قد تتمكن من تجاوز المواقف المؤلمة بسهولة أكبر. ومع ذلك قد يكون لبعض المواقف تأثير أكثر حدة وتجعلك عرضة للإصابة بالاكتئاب الظرفي.
ففي حال لاحظت عدم تمكنك من التعامل مع الكثير من المواقف المزعجة، فلا تتردد في اللجوء إلى العلاج النفسي للحصول على الدعم والمساعدة اللازمة من أطباء عرب ثيرابي.
