Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
اكتئاب ما قبل الولادة

اكتئاب ما قبل الولادة: الأسباب، الأعراض، طرق العلاج

تعد مرحلة الحمل من المراحل التي تنتظرها الكثير من النساء، إلا أن بعضهن يعانين من اكتئاب ما قبل الولادة، الأمر الذي يجعل من هذه المرحلة مرحلة قاسية تنتظر المرأة الانتهاء منها.

 

اكتئاب ما قبل الولادة

اكتئاب ما قبل الولادة (Prenatal Depression أو Antenatal Depression) هو اكتئاب يصيب المرأة في أي فترة من فترات الحمل، ويتسبب في شعور المرأة بالحزن المستمر والشديد، وفي الحالات المتقدمة يمكن أن تؤذي المرأة نفسها أو جنينها.

 

عوامل الخطر للإصابة باكتئاب ما قبل الولادة

تزيد احتمالية الإصابة باكتئاب ما قبل الولادة لدى المرأة في حالات التالية:

    • إصابة المرأة أو أحد أفراد عائلتها باضطرابات القلق ومنها اضطراب الهلع، أو من إحدى الاضطرابات النفسية مثل اضطراب الوسواس القهري.
    • إذا كانت المرأة تعاني هي أو أحد أفراد عائلتها من إحدى الاضطرابات المزاجية مثل الاكتئاب أو اكتئاب ما بعد الولادة.
    • إذا كان الجنين يعاني من مشكلة صحية أو من ذوي الاحتياجات، ففي حالة معرفة المرأة الحامل لذلك قد يزيد من احتمالية اكتئابها.
    • مواجهة العديد من الضغوطات الحياتية خلال فترة الحمل، مثل الطلاق أو المشكلات المالية.
    • الحمل بالتوائم.
    • الحمل دون تخطيط أو الحمل غير المتوقع.
    • شعور المرأة بالوحدة نتيجة عدم وجود شريك أو علاقات اجتماعية.
    • في حال واجهة المرأة صعوبة لتصبح حامل، مثل وجود مشكلات في الإخصاب والعقم.
    • تدخين المرأة الحامل أو أحد أفراد عائلتها.
    • تعرض المرأة في السابق لصدمة نفسية أو العنف الأسري.

    حوالي 12% من النساء يعانين بالفعل من اكتئاب ما قبل الولادة أو اكتئاب الولادة.

     

    أسباب اكتئاب ما قبل الولادة

    تتنوع الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى إصابة المرأة باكتئاب ما قبل الولادة، حيث تشتمل على:

      • الإصابة المسبقة بإحدى الاضطرابات المزاجية مثل الاكتئاب، أو إصابة أحد أفراد العائلة.
      • التغييرات الهرمونية التي تمر بها المرأة أثناء حملها تعمل على عدم اتزان في كيميائية الدماغ، الأمر الذي يلعب دور مهم في الإصابة بالاكتئاب.
      • التغييرات الحاصلة على شكل الجسم، فبعض النساء قد ترفض فكرة الحمل لما ينتج عنها من تغييرات جوهرية على أجسامهن.
      • وجود تجارب سابقة إما غير ناجحة للحمل، أو حصول مضاعفات أثناء الحمل.
      • المشكلات المالية وما يتبعها خلال فترة الحمل من تكاليف المراجعة الطبية المستمرة.
      • القلق من تحمل المسؤولية والخوف من القادم وعدم الثقة بالنفس.

       

      أعراض اكتئاب ما قبل الولادة

      تعايش المرأة أثناء حملها الكثير من المشاعر والأحاسيس التي لم يسبق لها تجربتها، وفي حال إصابتها بالاكتئاب فالأمر قد يختلف، فقد تستمر معها أعراض الاكتئاب أسابيع أو أشهر، ومن هذه الأعراض:

        • شعور المرأة بالقلق المفرط وتوارد الأفكار غير العقلانية.
        • تغييرات على مستوى الشهية، وما يتبعها من تغيرات على الوزن سواء بالنقصان أو الزيادة غير التابعة للحمل.
        • قلة الاهتمام بالنشاطات المفضلة.
        • الابتعاد عن الآخرين وتجنب اللقاءات الاجتماعية.
        • عدم اتباع الإرشادات الصحية الصادرة عن الطبيب.
        • عدم تصديق الأشخاص الذين يحاولون يطمئنون المرأة.
        • التعب المستمر.
        • اضطرابات متنوعة على صعيد النوم.
        • ممارسات العادات غير الصحية والتي قد تؤذي الجنين، مثل التدخين وشرب الكحول أو تعاطي المخدرات.
        • شعور المرأة بالحزن واليأس و تبلد العواطف.
        • التقلبات المزاجية، مثل البكاء الشديد والحساسية المفرطة والانفعال السريع.
        • قلة الرغبة الجنسية والابتعاد عن الشريك.
        • فقدان اهتمام المرأة بنفسها وبجنينها.
        • مشكلات في التفكير والتذكر والتركيز واتخاذ القرارات.
        • مشكلات جسدية لا تعكس الإصابة بالأمراض، مثل الصداع وألم في العضلات واضطرابات في الجهاز الهضمي.
        • توارد الأفكار الخطيرة، مثل إيذاء المرأة لنفسها أو لجنينها أو التفكير بالانتحار.
        في الحالات الشديدة، قد يؤذي الأشخاص المصابون باكتئاب ما قبل الولادة أنفسهم أو أطفالهم. من الضروري الحصول على المساعدة على الفور إذا كانت لديك علامات الاكتئاب أثناء الحمل.

         

        علاج اكتئاب ما قبل الولادة

        غالباً ما يتم علاج اكتئاب ما قبل الولادة بالعلاج النفسي والدوائي، من خلال خطة متكاملة تضمن تخلص المرأة من الأعراض التي تعاني منها، وهذه الخطة قد تشتمل على:

        العلاج النفسي

        تتنوع الطرق العلاجية التي يمكن للأخصائي النفسي الاختيار من بينها، وهذه الطرق هي:

          • العلاج المعرفي السلوكي (CBT): يساعد هذا العلاج المرأة على تغير نظرتها تجاه حملها، والتعامل مع الموقف من منظور آخر، وامتلاك أفكار أكثر إيجابية لما ينتظرها بعد الولادة.
          • العلاج التفاعلي (Interpersonal Therapy): والذي يركز على تفاعل المرأة مع الآخرين وتكوين العلاقات الاجتماعية التي من شأنها تقليل الشعور بالوحدة، بالإضافة إلى الاستفادة من مجموعات الدعم.
          • العلاج بالكلام (Talk Therapy): حيث تتمكن المرأة من التعبير عن مشاعرها وما يدور داخلها من أفكار بشكل وضوح وصراحة، مما يسمح للأخصائي النفسي بمساعدتها في إدارة تقلباتها المزاجية لتتمكن من الشعور بالتحسن.

          العلاج الدوائي

          على الرغم من المخاطر الخفيفة للأدوية المضادة للاكتئاب، إلا أنها لا تزال آمنة في فترة الحمل، ومن ضمن هذه الأدوية:

            • مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs).
            • أدوية الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCAs).
            • مثبطات امتصاص السيروتونين – النوربينفرين (SNRIs).

            علاجات أخرى

            يمكن للمرأة الحامل اللجوء إلى أنواع أخرى من العلاج مثل:

             

            التعامل مع اكتئاب ما قبل الولادة

            من خلال بعض الإجراءات، يمكن للمرأة تحسين حالتها المزاجية والتقليل من الأعراض التي ترافقها أثناء نوبات الاكتئاب التي تعاني منها، ومن هذه الإجراءات:

              • التواصل مع المجموعات الداعمة، حيث أن أفراد هذه المجموعات غالباً ما يكون لديهم التجارب المماثلة لما تعاني منه المرأة، مما يعني إمكانية الاستفادة منهم.
              • إجراء تغييرات جوهرية على نمط حياة المرأة وجعلها صحية قدر الإمكان، من خلال اتباع الأنماط الصحية من رياضة ومكملات غذائية والنوم الكافي والابتعاد عن الكحول والتدخين.
              • التحضير الجيد لاستقبال الطفل، بالإضافة إلى متابعة مراحل نمو الجنين منذ البداية إلى الوصول إلى الولادة.
              • محاولة البقاء على تواصل مع الآخرين، فالحياة الاجتماعية والنشاط من الأمور المهمة في تقليل أعراض الاكتئاب.
              • تعلم تقنيات الاسترخاء المناسبة لوضع الحمل الخاص بالمرأة، حيث يمكن ملاحظة الفرق الكبير على الحالة المزاجية بعد المواظبة على إحدى هذه التقنيات.
              • تقليل أو تجنب المواقف المقلقة والضغوطات الحياتية قدر الإمكان.
              • في حال وصف الأدوية المضادة للاكتئاب، لا بد من الاستمرار عليها، لأن إيقافها بعد الشعور بالتحسن يؤدي إلى الإصابة بالانتكاسات المتكررة.

               

              مخاطر عدم علاج اكتئاب ما قبل الولادة

              في حالة عدم اتباع المرأة الحامل لخطة علاجية محددة قد تتفاقم الأمور لديها، وينتج عنها:

                • عدم تناول الطعام والتعرض لسوء التغذية.
                • فقدان الوزن وما له تبعات على صحة الجنين.
                • عدم الذهاب إلى المواعيد الطبية لمتابعة وضع الحمل.
                • تعاطي المخدرات التي تؤثر بشكل مباشر على الطفل.
                • مواجهة بعض المشكلات أثناء الولادة.
                • ولادة الطفل قبل الموعد المحدد أو بوزن قليل.

                 

                كلمة من عرب ثيرابي

                يُعد اكتئاب ما قبل الولادة من الأمور الخطيرة والتي لا يمكن تجاهلها، إلا أنه باتباع تعليمات الأخصائي النفسي المتمرس فيما يخص الأشياء الواجب الابتعاد عنها يساعد بشكل كبير، حيث ننصح في عرب ثيرابي المرأة بالابتعاد عن:

                • مقارنة المرأة نفسها مع الحوامل الأخريات، حيث إن كل حمل له ظروفه وخصوصيته.
                • الخوف من إخبار مقدم الرعاية الصحية بما تشعر به.
                • اللجوء إلى التدخين أو تناول الكحول في محاولة للتأقلم.