Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الرهاب الاجتماعي لدى المراهقين

الرهاب الاجتماعي لدى المراهقين: تعرّف على أسبابه ومحفزاته

غالباً ما يبدأ الرهاب الاجتماعي لدى المراهقين في سن 13، مما ينتج عنه الكثير من المشاعر السلبية مثل العجز وعدم تقدير الذات أو العزلة. والتي قد تتطور مع الوقت لتصبح اكتئاباً حقيقي، لذلك لا بد من معرفة الأسباب الكامنة وراء هذا الرهاب والعمل على حلها في وقت مبكر.

ما هي أسباب الرهاب الاجتماعي لدى المراهقين؟

قد يشعر المراهق برغبته بالوحدة أو الابتعاد عن الآخرين كسلوك من سلوكيات المراهقة. ولكن الأمر قد يتعدّى ذلك، حيث أنه عندما يعاني من الرهاب الاجتماعي فهو أيضاً يحاول الابتعاد عن الآخرين في محاولة للتقليل من خوفه من حكمهم عليه، وتعود أسباب هذه المخاوف إلى:

العوامل الدماغية

يمكن أن يظهر الرهاب الاجتماعي لدى المراهقين بسبب بعض الأمور المتعلقة بالدماغ، مثل:

    • لا يكون الدماغ البشرية تكوّن بالشكل الكامل في هذا العمر، الأمر الذي ينعكس على التصرفات غير المتزنة اجتماعياً.
    • اختلال المواد الكيميائية الدماغية المؤثرة على الأفكار والسلوكيات والعواطف لدى المراهق.
    • يسبب فرط نشاط اللوزة الدماغية إلى تضخيم مستويات القلق بشكل عام، مما ينشأ عنها الرهاب الاجتماعي لدى المراهقين.

    الأسباب التربوية

    تلعب العائلة الدور الكبير في وضع حجز الأساس لسلوكيات المراهق، فعندما يعاني من القلق الاجتماعي فهو غالباً ما يعكس الكثير من التربية والنشأة الخاصة به، حيث أن:

      • وجود أحد أفراد العائلة يعاني من الأمر ذاته، فقد يقوم الطفل بتقليد هذا الأمر ليصبح في النهاية سلوكاً مكتسباً.
      • عدم تعلم المهارات الاجتماعية الصحيحة في مرحلة الطفولة، وبالتالي تكوّن الرهاب الاجتماعي عندما يكبر الأطفال ويصبحوا مراهقين.
      • أسلوب التربية والحماية المبالغة من قبل الوالدين لطفلهم في المواقف الاجتماعية.

      يبدأ الرهاب الاجتماعي عادةً في سنوات المراهقة عند عمر 13 عامًا تقريبًا، ولكن يمكن أن يبدأ خلال مرحلة الطفولة.

      التجارب والمواقف الحياتية

      غالباً ما تترك المواقف الحياتية بصمتها على شخصية المراهق، فقد تكون سبباً أساسياً في حدوث الرهاب الاجتماعي لدى المراهقين، ومن هذه المواقف:

        • التعرض للنقد العلني أو موقف تنمر.
        • التعرض المستمر للرفض أو الانتقاد على الأفعال والأقوال من قبل الآخرين.

        الصفات الشخصية للمراهق

        تساهم الصفات الشخصية التي يتصف بها المراهق على شكل السلوكيات التي يتبعها، بالإضافة إلى توليد الكثير من المشاعر، حيث يمكن أن تسبب الرهاب الاجتماعي لديه، ومن هذه الصفات:

          • في حال كان المراهق يتصف بالخجل المفرط والحساسية الشديدة من المواقف، أو كان يرغب بطبيعة الحالة الحياة المنعزلة.
          • إذا كان الطفل ذو شخصية مترددة، أو يقلق بشأن تجربة المواقف الجديدة عليه، فهو سيواجه الرهاب الاجتماعي لدى المراهقين عندما يصل إلى هذه المرحلة العمرية.
          • نقد المراهق الشديد لذاته.

          المشكلات الجسدية 

          وجود بعض المشكلات الصحية أو الجسدية مثل الندوب أو التشوهات تعمل على تكون الرهاب الاجتماعي لدى المراهقين.

          مشكلات النطق

          المشاكل المتعلقة بالكلام مثل التأتأة لدى المراهقين تفاقم من حالة أو شدة الرهاب الاجتماعي، حيث أنها تقلل من ثقة المراهق بنفسه

          التوقعات العالية

          يرغب المراهقون في إثبات ذاتهم من خلال النجاحات التي يطمحون لتحقيقها، مما يشكل كمية ضغط نفسي شديد عليهم، يتركهم متوترين وقلقين من النظرة المجتمعية لهم.

          التغييرات الهرمونية

          تولد التغييرات الهرمونية لدى المراهقين مجموعة غير متناهية من التقلبات المزاجية والمخاوف الكبيرة، فقد تسبب هذه الهرمونات:

            • تضخيماً للأمور والمواقف الاجتماعية.
            • الخوف من طريقة حكم الآخرين.

            كباقي أشكال اضطرابات القلق، قد يعود السبب وراء الرهاب الاجتماعي لدى المراهقين إلى الوراثة والتناقل الجيني للقلق.

             

            عوامل الخطر لحدوث الرهاب الاجتماعي لدى المراهقين

            بالإضافة إلى الأسباب السابقة جميعها، فإن بعض العوامل تساهم في حدوث الرهاب الاجتماعي لدى المراهقين في حال ترافقها مع إحدى الأسباب السابقة، ومن هذه العوامل:

              • شعور المراهق بعدم الأمان.
              • التعرض للمواقف الاجتماعية الجديدة بشكل مستمر.
              • كون المراهق أنثى، حيث أن المراهقات أكثر عرضة لحدوث هذا النوع من الرهاب من المراهقين.

               

              أعراض الرهاب الاجتماعي لدى المراهقين

              عندما يعاني المراهق من الرهاب الاجتماعي فإن سلوكياته ونشاطاته الاجتماعية دائماً ما تكون غير متزنة أو فيها اختلالات، حيث أن من أعراض الرهاب الاجتماعي:

                • عدم القدرة على التواجد في غرفة مزدحمة بالأشخاص.
                • استخدام الحمامات العامة.
                • تناول الطعام أمام الآخرين.
                • البدء في محادثة مع الآخرين.
                • الذهاب إلى التجمعات أو الاحتفالات العامة.
                • التواصل البصري أثناء الحديث.
                • مرافقة الأصدقاء.
                • التحدث مع الغرباء.
                • إلقاء خطبة أو كلمة افتتاحية.
                • إصابة المراهق بالاكتئاب.
                • الخجل السريع واحمرار الوجه لذلك.
                • القلق المستمر بشأن قول أو فعل شيء يمكن أن يحكم الآخرين عليه بطريقة سلبية.
                • الانعزال أو الابتعاد عن اللقاءات الاجتماعية قدر الإمكان.
                • حدوث نوبات هلع عند التعرض لموقف اجتماعي جديد.
                • صعوبة في تكوين الصداقات.

                 

                كيفية تأثير الرهاب الاجتماعي لدى المراهقين

                تتأثر جميع جوانب حياة المراهق عندما يعاني من الرهاب الاجتماعي، حيث يصعب عليه القيام بالكثير من النشاطات، فقد يتم ملاحظة:

                  • شعور المراهق بالوحدة أو الإحباط من عدم تمكنه من الاستمتاع بالمواقف الجميلة والأوقات الممتعة كبقية المراهقين.
                  • عدم الحصول على الفائدة القصوى من المدرسة، فلا يستطيع المراهق المشاركة في النشاطات الصفية بشتى أنواعها عندما يعاني من الرهاب الاجتماعي.
                  • لا يستطيع المراهق المصاب بالرهاب الاجتماعي من اكتشاف مواهبه أو تعلم مهارات جديدة والمشاركة بالنشاطات المختلفة، كما أنه لا يتعرض لمواقف فاشلة ليتمكن من الاستفادة وتلقي الدروس منها.

                  ينتظر ما يصل إلى 36% من الأفراد حوالي 10 سنوات أو أكثر قبل طلب المساعدة والعلاج؟

                   

                  تعامل الأهل مع الرهاب الاجتماعي لدى المراهقين

                  يطمح الوالدين دائماً لرؤية أولادهم بشكل أفضل، لذلك يمكن من خلال بعض الخطوات أن يساعد الوالدين أطفالهم المراهقين في تجاوز الرهاب الاجتماعي لديهم، ومن هذه الخطوات:

                    • التحدث مع المراهق وفهم جميع مشاعره ومخاوفه المتعلقة بالرهاب الاجتماعي وتوفير جو آمن لذلك.
                    • تعليم المراهق أساليب الاسترخاء التي تساعد في التحكم بالنفس أثناء التعرض للمواقف المزعجة.
                    • العمل على إعادة طريقة التفكير بهذه المخاوف، وتعليم المراهق كيفية تضمين الأفكار الإيجابية أثناء القلق.
                    • العمل مع المراهق على إيجاد أفضل الطرق لحل المشكلات التي يواجهها المراهق في رهابه.

                     

                    نصيحة عرب ثيرابي

                    ليتمكن الوالدين من التعامل بشكل صحيح مع المراهق الذي يعاني من الرهاب الاجتماعي، ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي بما يلي:

                    • مراجعة الوالدين للطريقة التي يتعاملون فيها في المواقف الاجتماعية، وما يمكن أن يكون سبباً في رهاب المراهق الاجتماعي.
                    • تشجيع المراهق على الانخراط بالحياة الاجتماعية من خلال الاشتراك في بعض النشاطات البيئية أو الأندية الرياضية.
                    • في حال عدم الحصول على الفائدة المرجوة من جميع المحاولات، يمكن اللجوء إلى أحد الأخصائين النفسيين المحترفين.