ما ستجده في هذا المقال:
من الطبيعي أن نشاطاتنا الحياتية معظمها في النهار وتحت أشعة الشمس، ولكن هذه الأمر غير وارد عند بعض الأشخاص ممن يعانون من هيليوفوبيا.
ما هي الهيليوفوبيا
الهيليوفوبيا (Heliophobia) أو فوبيا الشمس هي نوع من أنواع اضطرابات القلق، ويجدر الإشارة إلى أن الإضاءة الداخلية الساطعة أيضاً تقلق بعض هؤلاء الأشخاص.
هيليوفوبيا: أسباب الإصابة برهاب الشمس
تتنوع أسباب الهيليوفوبيا، إذ يرى الشخص المصاب أن الخطر المعرض له حقيقياً، لذلك يتولد لديه الخوف من أشعة الشمس بهذا الشكل، ومن أسباب الهيليوفوبيا نذكر ما يلي:
- الخوف من سرطان الجلد، حيث أنه أثبت علمياً أن التعرض لأشعة الشمس بشكل مستمر يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.
- الخوف من الأضرار الجمالية لأشعة الشمس على البشرة، مثل شيخوخة البشرة المبكرة وتكون التجاعيد، لذلك قد يصاب المهووسون بالجمال بالهيليوفوبيا.
- الأمراض الجلدية التي تؤثر بها أشعة الشمس بشكل مباشر، مثل مرض التهاب الجلد الضوئي، وينتج عنه تهيجاً جلدياً وتقشر وألم.
- بعض أمراض العيون والرأس التي تتأثر من أشعة الشمس المباشرة، مثل القرنية المخروطية، أو الصداع النصفي.
- يلعب العامل الوراثي دوراً مهماً في أمراض اضطرابات القلق، لذلك إن كان أحد أفراد العائلة يعاني من الهيليوفوبيا، فقد شخص آخر معرض لذلك الأمر أيضاً.
- يمكن أن تكون هيليوفوبيا كسلوك مكتسب، من خلال تعلم الأطفال الخوف من أشعة الشمس من خلال تقليد آبائهم.
- التجارب السيئة السابقة، حيث أنها قادرة على تكوين أفكار سلبية، مثل التعرض في فترة المراهقة حروق شمس شديدة، حيث تتطور المخاوف لاحقاً إلى هيليوفوبيا.
الذين تم علاجهم من سرطان الجلد، أو يعرفون شخصًا مصابًا به، قد يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة برهاب الشمس.
أعراض الهيليوفوبيا
تتنوع أعراض الإصابة بالهيليوفوبيا، وتكون واضحة سواء كانت نفسية أو جسدية، فهي تشمل على:
- الانزعاج المبالغ به عند الحاجة للخروج في النهار أو تحت أشعة الشمس.
- القلق عند مجرد التفكير في الخروج تحت أشعة الشمس.
- الإصابة بنوبة هلع.
- تسارع في نبضات القلب.
- ضيق أو اضطراب في التنفس.
- الشعور بألم في الصدر.
- تعرق اليدين أو كامل الجسم.
- الإحساس بهبات ساخنة.
- الارتعاش.
- الشعور بالغثيان.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الشعور بشد عضلي قوي.
علاج هيليوفوبيا النفسي
يمكن للمعالج النفسي اتباع عدة أساليب لعلاج الشخص من هيليوفوبيا والتي تعمل على تقليل الأعراض بشكل عام، وتشمل هذه الأساليب:
أسلوب العلاج بالتعرض (Exposure therapy)
حيث يتم تعريض المريض لمخاوفه بالتدريج، فيبدأ الطبيب بعرض صور للشمس. ومن ثم مقاطع فيديو وبعد ذلك التعرض المباشر للشمس. فكلما زاد التعرض زاد التأقلم وقلة المخاوف.
أسلوب العلاج المعرفي السلوكي (CBT)
يتيح هذا الأسلوب للمريض باكتشاف سبب مخاوفه الحقيقية، ومن ثم العمل على تعديل هذه الأفكار إلى أفكار أكثر واقعية. مما يتيح للشخص فعل التصرفات الصحيحة واستعادة النشاطات الحياتية.
أسلوب العلاج الجدلي السلوكي (DBT)
يعتبر هذا الأسلوب من أكثر الأساليب فاعلية لعلاج الفوبيا، وقد يستمر العلاج مدة 6 أشهر. حيث ينطوي على تعليم المريض مجموعة من المهارات، وهي:
- مهارة الابتسام في مواجهة المخاوف مهما كانت المخاوف.
- بالإضافة إلى مهارة البقاء في الحاضر، وعدم الانتقال إلى المخاوف التي كان يشعر بها.
أسلوب الحد من الإجهاد القائم على اليقظة (MBSR)
ويستمر هذا الأسلوب مدة 8 أسابيع، ويعتمد على التأمل الذهني وتعلم المهارات المتنوعة التي تساعد في التحكم بالمخاوف أو التقليل من القلق.
العلاج الدوائي للهيليوفوبيا
في حال كانت الأعراض النفسية قوية ومسيطرة على الشخص، لا بد من وصف بعض العلاجات الدوائية التي تعمل على تقليل القلق أو تعزز الشعور بالاسترخاء. ومن هذه الأدوية:
الأدوية المضادة للاكتئاب (Antidepressant)
تساعد هذه الأدوية في التقليل من أعراض القلق بشكل عام، وبالتالي التعامل مع المخاوف بـأريحية. وتوصف للاستخدام اليومي، ومن الأمثلة عليها زولوفت (Zoloft) أو باكسيل (Paxil).
الأدوية المضادة للقلق (Anti-anxiety)
تقلل الأدوية من نوبات الهلع، فغالباً المصابين بالهيليوفوبيا يعانون من نوبات الهلع، لا يمكن تناول هذه الأدوية بشكل يومي وإنما بشكل يتناسب مع شدة الحالة، ومن هذه الأدوية الفاليوم (Valium).
كيف تساعد نفسك في التغلب على الهيليوفوبيا؟
يمكن للشخص المصاب بهيليوفوبيا على مساعدة نفسه باتباع بعض الخطوات التي تعمل على تخفيف التوتر أو القلق المرافق للأعراض، ومن هذه الخطوات:
- التقليل قدر الإمكان من تناول الكافيين، وبالتالي تقليل التوتر أو القلق الناتج عنه.
- ممارسة اليوغا التي تساعد على استرخاء الجسم أو العضلات. وهناك أنواع من اليوغا ممكن أن تكون مفيدة في هذه الحالة مثل هاثا يوغا واليوغا الساخنة.
- ممارسة التمارين الرياضية خاصة تمارين الأيروبيك، التي تعزز من الصحة القلبية والتنفسية للجسم.
- المحافظة على نظام غذائي متوازن، فالعقل السليم بالجسم السليم.
مضاعفات هيليوفوبيا
تؤثر هيليوفوبيا بشكل سلبي على جوانب متعددة من الحياة اليومية للشخص المصاب بها، ويمكن تلخيص ذلك من خلال:
- قد يتأقلم الشخص المصاب بهيليوفوبيا في حال اتباع الاحتياطات اللازمة. حيث يمكن أن يعمل من البيت، ولكن إن لم يتمكن من ذلك فقد يتأثر نجاحه الوظيفي.
- في حالة إصابة الأطفال أو المراهقين بهيليوفوبيا، قد يكون ذلك سبباً في انطوائها واكتئابها. فلا يستطيعون الاختلاط مع أقرانهم في المدرسة أو الأماكن العامة.
- أما من الناحية الصحية، فإن عدم التعرض لأشعة الشمس يعمل على تقليل من نسبة فيتامين د في الجسم، وما يترتب عليه من أضرار صحية كثيرة.
الأطفال الذين يعانون من رهاب الشمس قد يكونون معرضين لخطر العزلة الاجتماعية والاكتئاب.
كلمة من عرب ثيرابي
إن كنت تشك أنك مصاب بفوبيا الشمس أو لديك بعض عوامل الخطر للإصابة بها، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يرون إمكانية الوقاية من هذا النزع من الفوبيا من خلال اتباع النصائح التالية:
- المساعدة الذاتية والتي تكون من خلال المشاركة في جلسات الدعم للتحدث عن المخاوف مع أشخاص يعانون من المشكلة نفسها. أو التحدث إلى أشخاص لديهم الخبرة الكافية.
- المساعدة العلاجية، حيث يجب على الشخص الاعتراف بمخاوفه والسعي إلى تلقي العلاج المناسب للتخلص من هيليوفوبيا.
- مواجهة المخاوف المتعلقة بالشمس والتعرض لها قدر الإمكان ولا ينبغي تجنب ذلك.
- في حال الخروج في النهار، يفضل تغطية جلد بطبقات كثيفة من واقيات الشمس مع ارتداء نظارة شمسية داكنة لتقليل أشعة الشمس الواصلة إليه.