من الطبيعي أن نشاطاتنا الحياتية معظمها في النهار وتحت أشعة الشمس، إلا أن هذه الأمر غير وارد عند بعض الأشخاص ممن يعانون من هيليوفوبيا.(المرجع 1)
ما هي الهيليوفوبيا
الهيليوفوبيا (Heliophobia) أو فوبيا الشمس هي نوع من أنواع اضطرابات القلق، ويجدر الإشارة إلى أن الإضاءة الداخلية الساطعة أيضاً تقلق بعض هؤلاء الأشخاص.(المرجع 1)
هيليوفوبيا، أسباب الإصابة
تتنوع أسباب الهيليوفوبيا، إذ يرى الشخص المصاب أن الخطر المعرض له حقيقياً، لذلك يتولد لديه الخوف من أشعة الشمس بهذا الشكل، ومن أسباب الهيليوفوبيا نذكر ما يلي:(المرجع 1)(المرجع 2)
- الخوف من سرطان الجلد، حيث أنه أثبت علمياً أن التعرض لأشعة الشمس بشكل مستمر يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.
- الخوف من الأضرار الجمالية لأشعة الشمس على البشرة، مثل شيخوخة البشرة المبكرة وتكون التجاعيد، لذلك قد يصاب المهووسون بالجمال بالهيليوفوبيا.
- الأمراض الجلدية التي تؤثر بها أشعة الشمس بشكل مباشر، مثل مرض التهاب الجلد الضوئي، وينتج عنه تهيجاً جلدياً وتقشر وألم.(المرجع 3)
- بعض أمراض العيون والرأس التي تتأثر من أشعة الشمس المباشرة، مثل القرنية المخروطية، أو الصداع النصفي.(المرجع 3)
- يلعب العامل الوراثي دوراً مهماً في أمراض اضطرابات القلق، لذلك إن كان أحد أفراد العائلة يعاني من الهيليوفوبيا، فقد شخص آخر معرض لذلك الأمر أيضاً.
- يمكن أن تكون هيليوفوبيا كسلوك مكتسب، من خلال تعلم الأطفال الخوف من أشعة الشمس من خلال تقليد آبائهم.
- التجارب السيئة السابقة، حيث أنها قادرة على تكوين أفكار سلبية، مثل التعرض في فترة المراهقة حروق شمس شديدة، حيث تتطور المخاوف لاحقاً إلى هيليوفوبيا.
أعراض الهيليوفوبيا
تتنوع أعراض الإصابة بالهيليوفوبيا، وتكون واضحة سواء كانت نفسية أو جسدية، فهي تشمل على:(المرجع 1)(المرجع 3)
- الانزعاج المبالغ به عند الحاجة للخروج في النهار وتحت أشعة الشمس.
- القلق عند مجرد التفكير في الخروج تحت أشعة الشمس.
- الإصابة بنوبة هلع.
- تسارع في نبضات القلب.
- ضيق واضطراب في التنفس.
- الشعور بألم في الصدر.
- تعرق اليدين أو كامل الجسم.
- الإحساس بهبات ساخنة.
- الارتعاش.
- الشعور بالغثيان.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الشعور بشد عضلي قوي.(المرجع 4)
علاج هيليوفوبيا النفسي
يمكن للمعالج النفسي اتباع عدة أساليب لعلاج الشخص من هيليوفوبيا والتي تعمل على تقليل الأعراض بشكل عام، وتشمل هذه الأساليب:(المرجع 3)(المرجع 4)
أسلوب العلاج بالتعرض (Exposure therapy)
حيث يتم تعريض المريض لمخاوفه بالتدريج، فيبدأ الطبيب بعرض صور للشمس، ثم مقاطع فيديو وبعد ذلك التعرض المباشر للشمس، فكلما زاد التعرض زاد التأقلم وقلة المخاوف.
أسلوب العلاج المعرفي السلوكي (CBT)
يتيح هذا الأسلوب للمريض باكتشاف سبب مخاوفه الحقيقية، والعمل على تعديل هذه الأفكار إلى أفكار أكثر واقعية، للتمكن من سلوك التصرفات الصحيحة واستعادة النشاطات الحياتية.
أسلوب العلاج السلوكي الجدلي (DBT)
يعتبر هذا الأسلوب من أكثر الأساليب فاعلية في هذا المرض، وقد يستمر العلاج مدة 6 أشهر، حيث ينطوي على تعليم المريض مجموعة من المهارات، وهي:
- مهارة الابتسام في مواجهة المخاوف مهما كانت المخاوف.
- بالإضافة إلى مهارة البقاء في الحاضر، وعدم الانتقال إلى المخاوف التي كان يشعر بها.
أسلوب الحد من الإجهاد القائم على اليقظة (MBSR)
ويستمر هذا الأسلوب مدة 8 أسابيع، ويعتمد على التأمل الذهني وتعلم المهارات المتنوعة التي تساعد في التحكم بالمخاوف والتقليل من القلق.
العلاج الدوائي للهيليوفوبيا
في حال كانت الأعراض النفسية قوية ومسيطرة على الشخص، لا بد من وصف بعض العلاجات الدوائية التي تعمل على تقليل القلق والشعور بالاسترخاء، ومن هذه الأدوية:(المرجع 3)(المرجع 4)
الأدوية المضادة للاكتئاب (Antidepressant)
تساعد هذه الأدوية في التقليل من أعراض القلق بشكل عام، وبالتالي التعامل مع المخاوف بـأريحية، وتوصف للاستخدام اليومي، ومن الأمثلة عليها زولوفت (Zoloft) وباكسيل (Paxil).
الأدوية المضادة للقلق (Anti-anxiety)
تقلل الأدوية من نوبات الهلع، فغالباً المصابين بالهيليوفوبيا يعانون من نوبات الهلع، لا يمكن تناول هذه الأدوية بشكل يومي وإنما بشكل يتناسب مع شدة الحالة، ومن هذه الأدوية الفاليوم (Valium).
هيليوفوبيا، كيفية المساعدة الذاتية
يمكن للشخص المصاب بهيليوفوبيا على مساعدة نفسه باتباع بعض الخطوات التي تعمل على تخفيف التوتر والقلق المرافق للأعراض، ومن هذه الخطوات:(المرجع 3)(المرجع 4)
- التقليل قدر الإمكان من تناول الكافيين، وبالتالي تقليل التوتر والقلق الناتج عنه.
- ممارسة اليوغا التي تساعد على استرخاء الجسم والعضلات، وهناك أنواع من اليوغا ممكن أن تكون مفيدة في هذه الحالة مثل هاثا يوغاواليوغا الساخنة.
- ممارسة التمارين الرياضية خاصة تمارين الأيروبيك، التي تعزز من الصحة القلبية والتنفسية للجسم، وتساعد على إطلاق المواد الكيميائية الموجودة في الدماغ.
- المحافظة على نظام غذائي متوازن، فالعقل السليم بالجسم السليم.
مضاعفات هيليوفوبيا
تؤثر هيليوفوبيا بشكل سلبي على جوانب متعددة من الحياة اليومية للشخص المصاب بها، ويمكن تلخيص ذلك من خلال:(المرجع 2)(المرجع 3)
- قد يتأقلم الشخص المصاب بهيليوفوبيا في حال اتباع الاحتياطات اللازمة، حيث يمكن أن يعمل من البيت، لكنه إن لم يتمكن من ذلك فقد يتأثر نجاحه الوظيفي.
- في حالة إصابة الأطفال والمراهقين بهيليوفوبيا، قد يكون ذلك سبباً في انطوائها واكتئابها، فلا يستطيعون الاختلاط مع أقرانهم في المدرسة أو الأماكن العامة.
- أما من الناحية الصحية، فإن عدم التعرض لأشعة الشمس يعمل على تقليل من نسبة فيتامين دال في الجسم، وما يترتب عليه من أضرار صحية كثيرة.
الوقاية من هيليوفوبيا
يمكن الوقاية من هيليوفوبيا باتباع النصائح التالية:(المرجع 1) (المرجع 3)
- المساعدة الذاتية والتي تكون من خلال المشاركة في جلسات الدعم للتحدث عن المخاوف مع أشخاص يعانون من المشكلة نفسها، أو إلى أشخاص لديهم الخبرة الكافية.
- المساعدة العلاجية، حيث يجب على الشخص الاعتراف بمخاوفه والسعي إلى تلقي العلاج المناسب للتخلص من هيليوفوبيا.
- مواجهة المخاوف المتعلقة بالشمس والتعرض لها قدر الإمكان ولا ينبغي تجنب ذلك.
- في حال الخروج في النهار، يفضل تغطية جلد بطبقات كثيفة من واقيات الشمس مع ارتداء نظارة شمسية داكنة لتقليل أشعة الشمس الواصلة إليه.