من أكثر الأمراض النفسية صعوبة، مرض فصام الشخصية، حيث أن صعوبة المرض تكون على كل من المريض والمقربين منه على حد سواء، وفيما يلي أهم المعلومات الواجب معرفتها عن في حال تم تشخيص أحد قريب بمرض فصام الشخصية.
ما هو مرض فصام الشخصية
مرض فصام الشخصية (Schizophrenia) هو مرض عقلي مزمن وخطير، يؤثر في طريقة تفكير المريض وشعوره وتصرفه، مما يؤدي إلى تفسيره للأمور بشكل غير طبيعي، ويتميز هذا المرض باختلاف نوع الأعراض وشدتها من فترة إلى أخرى.(المرجع 1)
مدى انتشار مرض فصام الشخصية
يعتبر من الأمراض النفسية غير الشائعة، لكنه من أكثرها شدة واستمرارية. وعادة ما تظهر أعراضه في مرحلة الشباب، حيث أنها تبدأ عند الرجال في بداية العشرينيات، أما عند النساء فهي في أواخر العشرينات، ونادراً ما نراها في مرحلة الطفولة أو من تجاوز عمره 45 عام.(المرجع 1) (المرجع 2)
أسباب مرض فصام الشخصية
إلى الآن لم يتم معرفة سبب مرض فصام الشخصية على وجه التحديد، إلا أن العلماء يظنون أن للعوامل الوراثية الكيميائية والبيئية التالية الأثر الكبير في الإصابة:(المرجع 4) (المرجع 5)
- أثبتت بعض الدراسات أن الخلل الحاصل في بعض المواد الكيميائية الموجودة في الدماغ واختلاف في حجم بعض المناطق الدماغية في المرحلة ما قبل الولادة يساهم في تطور مرض الفصام.
- تناول بعض العقاقير بطريقة خاطئة ومبالغة.
- التعرض لموقف أو حادث قوي في الحياة قد يؤدي إلى ظهور المرض.
أعراض مرض فصام الشخصية
على الرغم من اختلاف أعراض مرض فصام الشخصية من شخص إلى آخر، إلا أنها تبقى في نفس إطار التفكير والسلوك والعاطفة، حيث تشمل الأعراض بشكل عام على:(المرجع 1) (المرجع 3)
التوهم
من الأعراض المنتشرة عند أغلب المرضى، حيث يتوهم المصاب بعض المعتقدات الخاطئة والتي لا تستند إلى الواقع، مثل توهم الأذى من الغير أو توهم محبة شخص آخر للمصاب أو حتى امتلاك قدرات استثنائية.
الهلوسة
وهي سماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة على أرض الواقع، وعلى الرغم من أن الهلوسات قد تشمل شتى حواس مريض الفصام إلا أن الهلوسات الصوتية هي الأكثر انتشاراً بين المرضى.
الذهان
وهو عدم قدرة العقل على فهم المعلومات، ويفقد فيه المريض الاتصال بالواقع، ولا يستطيع التمييز بين ما هو حقيقي وما هو غير ذلك.
التفكير المشوش
ويمكن الاستدلال عليه من خلال:
- الكلام غير المنظم.
- ضعف التواصل بطريقة فعالة مع المريض.
- الإجابة على الأسئلة المطروحة بشكل غير مترابط.
- عدم القدرة على تجميع الكلمات لتكوين جمل مفهومة، فيكون الكلام غير قابل للفهم نهائياً.
السلوكيات الحركية غير المنظمة
فغالباً لا يستطيع مريض الفصام التركيز على الأهداف، لذلك يتعذر عليه القيام بالمهام الموكلة، كما يمكن ملاحظة مقاومته للتعليمات أو حركته المفرطة، أو العكس تماماً بحيث لا يبدي أية استجابة على المواقف، أو اتخاذ ردود الفعل غير المناسبة والغريبة لمواقف معينة.
أعراض سلبية متنوعة
مثل عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية، الافتقار إلى العواطف، وعدم القيام بالأنشطة اليومية المتنوعة، والإنعزال.
أعراض خاصة بالمراهقين
تتشابه أعراض مرض الفصام لدى المراهقين مع تلك الخاصة بالبالغين، إلا أنه يمكن إضافة انخفاض المستوى الدراسي، ومشكلات في النوم، والهيجان والمزاجية العامة، والافتقار إلى الحافز.
علاج مرض فصام الشخصية
في الواقع لا يوجد علاج محدد لمرض فصام الشخصية، إلا أن الكشف المبكر يؤدي إلى التحكم بالحالة بشكل أفضل، واتباع خطة علاجية متكاملة تعمل على تحسين حدة الأعراض وتقلل من تكرارها، وتشمل الخطة العلاجية على:(المرجع 3)(المرجع 4)
العلاج النفسي
يعتمد العلاج النفسي المعتمد على العلاج السلوكي المعرفي أو العلاج النفسي الدعم، حيث تنعكس بشكل إيجابي على تقليل التوتر وتحسن من العلاقات الإجتماعي.
العلاج الدوائي
- يمكن للطبيب أن يصف بعض الأدوية للتخفيف من أعراض الفصام، مثل:
الأدوية المضادة للذهان التي تعمل على تقليل الأعراض في مرحلة اشتداد الحالة، كما أنها تقلل من تكرارها. - في حال عدم فاعلية هذه الأدوية يوصف للمريض دواء كلوزابين مع مراعاة الإلتزام ببعض الفحوصات المخبرية الدورية لما له من أعراض جانبية.
مضاعفات مرض فصام الشخصية
في حال عدم اتباع خطة علاجية محكمة لعلاج المرض، فقد تحدث الكثير من المضاعفات الخطيرة التي تؤثر على جميع مجالات، ومن هذه المضاعفات:(المرجع 1)(المرجع 3)
- قد يلجأ المريض إلى التفكير بالانتحار أو محاولته جدياُ.
- الإصابة باضطرابات القلق والوسواس القهري.
- الإصابة بالاكتئاب.
- اللجوء إلى تعاطي المخدرات أو إدمان الكحول.
- عدم القدرة على الإنجاز أو الذهاب إلى العمل مما ينعكس على الوضع المالي.
- الانعزال الاجتماعي.
- التعرض لمشكلات صحية متنوعة.
- الوقوع كضحية استغلال.
- الإدمان على الأدوية والمهدئات دون استشارة طبية.
عوامل الخطر لمرض فصام الشخصية
لاحظ العلماء وجود بعض العوامل التي قد تساهم في تطور مرض الفصام لدى الأشخاص، ومن هذه العوامل:(المرجع 1)(المرجع 3)
- التاريخ العائلي لمرض الفصام، حيث تزداد احتمالية إصابة الشخص بالفصام في حال أُثبتت إصابة أحد أفراد العائلة.
- مضاعفات الحمل والولادة مثل سوء التغذية أو التعرض للسموم أو الفيروسات، والتي تؤثر جميعها على نمو الدماغ.
- تناول بعض الأدوية ذات الطابع النفسي أو العقلي خلال فترة المراهقة.
- قد تساعد ضغوط الحياة في سرعة ظهور أعراض مرض الفصام.
- يعمل تعاطي المخدرات ومنها الماريجوانا على حدوث بعض التغيرات في الدماغ، فكلما كان الاستخدام أكثر كلما كانت التغيرات أكثر مما يزيد من احتمالية الإصابة بمرض فصام الشخصية.(المرجع 6)
الفرق بين مرض فصام الشخصية ومرض اضطراب الهوية الانفصامية
قد تبدو بعض الأعرض متشابهة بشكل كبير، إلا أنهما مرضين مختلفين، حيث أن:(المرجع 4)
- مرض انفصام الشخصية ليس من أعراضه تعدد الشخصيات.
- مرض اضطراب الهوية الانفصامية (Dissociative Identity Disorder) يتميز بوجود شخصيتين واضحتين للشخص، وكلا الشخصيتين يتحكمان بالمريض بشكل متناوب.
الوقاية من مرض فصام الشخصية
بسبب المعرفة القليلة المتوفرة عن أسباب مرض فصام الشخصية، فلا يمكن معرفة طريقة محددة للوقاية منه، ولكن من خلال الانتظام على الخطة العلاجية الإصابة بانتكاسات.(المرجع 1)
التعايش مع مرض فصام الشخصية
يمكن إدارة مرض فصام الشخصية بشكل يسمح التعايش معه والتقليل من أعراضه، ويكون ذلك من خلال:(المرجع 2) (المرجع 5)
- التعرف على العلامات والدلالات التي تسبق النوبة الحادة للمرض، والعمل على تجنب ما يحفزها.
- الاستمرار بتناول الأدوية المخصصة بالشكل الموصوف بها.
- التحدث مع الآخرين عن المرض للحصول على الدعم اللازم، وأخذ الاحتياطات الممكنة.
- الاشتراك في برامج إعادة التأهيل.
- الحصول على الدعم الأسري، حيث يشكل أمراً أساسياً وضرورياً عند الحاجة للمساعدة عند الإصابة بالانتكاسات.