Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
اليقظة الذهنية للأطفال

ما هي اليقظة الذهنية للأطفال؟

تقنيات الاسترخاء لا تُحتكر على البالغين فقط، وإنما يحتاجها الأطفال أيضاَ للأمور ذاته، وتعتبر اليقظة الذهنية من أهم هذه التقنيات، حيث أن المواظبة عليها تساعد الطفل على تحسين الكثير من قدراته المعرفية والنفسية على حد سواء وذلك من خلال تطبيق الكثير من الأساليب.

 

ما هي اليقظة الذهنية للأطفال؟

اليقظة الذهنية هي زيادة التركيز على اللحظة الحالية والارتباط بها بشكل أقوى دون إصدار أي حكم، وكما هو الحال بالنسبة للبالغين يمكن تعليم اليقظة الذهنية للأطفال أيضاً، حيث تعود اليقظة الذهنية بالكثير من الفوائد عليهم، فهي تعمل على:

    • زيادة المهارات المعرفية بجميع نواحيها مثل سرعة التعلم والتركيز وتحسين الذاكرة.
    • زيادة الذكاء العاطفي والقدرة على التعاطف مع الآخرين، بالإضافة إلى تحسين مستويات ثقته بنفسه.
    • تحسين مهارات التواصل مع الآخرين وتكوين العلاقات المفيدة.

    وجدت الأبحاث أن التأمل الذهني يغير إنتاج الهرمونات والمواد الكيميائية الأخرى في الدماغ.

     

    كيف يمكن تعليم اليقظة الذهنية للأطفال؟

    الأطفال ليسوا أصغر سناً من أن يتعلموا اليقظة الذهنية، فخلال مرورهم بمراحل النمو المتعددة تساعد هذه اليقظة الذهنية على زيادة المهارات التي يمتلكونها لمواجهة المواقف الحياتية، حيث يمكن تعليمهم إياها عن طريق:

    الحديث عن اليقظة الذهنية

    لا بد من معرفة ما تعنيه لهم هذه الكلمة في البداية، ومن ثم مناقشة معناها بشكل دقيق، حيث يجب التركيز على النقاط المهمة في الأمر، مثل:

      • التركيز على كيف تشعر في الوقت الحاضر، حيث يجب الانتباه إلى المشاعر المتنوعة مثل الفرح أو الحزن.
      • عدم إصدار الأحكام على ما نمر به، فمثلاً لا ينبغي الحكم على النفس بالضعف لأننا نبكي.
      • الانتباه إلى الأحاسيس الجسدية التي تنتابنا في المواقف المحددة، مثل زيادة ضربات القلب عند الخوف أو التعرق عند التوتر.

      ممارسة بعض التمارين للتأكد من فهم الفكرة

      قد يفهم الأطفال ما تعنيه اليقظة الذهنية دون إدراك لكيفية التطبيق، لذلك يمكن تأكيد الأمر من خلال بعض الممارسات البسيطة التي تساعد في إيصال الفكرة، حيث يمكن تجربة:

        • المشي حافي القدمين على العشب مع التركيز على الأحاسيس التي تنتاب الطفل في هذه الأثناء.
        • اللعب بالماء من خلال وضع اليدين فيه مع ملاحظة الإحساس بدرجة حرارته وكيف يمكن أن نصنع تموجات فيه.
        • الجلوس تحت شجرة والاستماع إلى أصوات العصافير أو حفيف أوراق الشجر عند هبوب الهواء.

        تشير الأدلة إلى أن تعليم اليقظة الذهنية للأطفال يمكن أن يساعد في التعلم واتخاذ القرار والذكاء العاطفي.

         

        تحديات أمام ممارسة الأطفال لليقظة الذهنية

        عند ممارسة الأطفال لليقظة الذهنية، فإن الأمور قد لا تسير على النحو المطلوب، حيث أن بعض الصعاب أو التحديات قد تواجه المدرب أو الأهل، ومن ضمنها:

          • عدم تمكن الطفل من الالتزام بالتمرين دون التشتت، لذلك يتوجب تصميم بعض التمارين التي تتوافق مع هذه الطبيعة، كما يمكن التقليل من المشتتات المحيطة في بيئة الطفل قدر الإمكان.
          • عدم الاهتمام أو المقاومة التي يبديها الطفل، لذلك يجب التركيز على تضمين بعض النشاطات الأكثر جاذبية بالنسبة للطفل خلال التمارين.
          • الحركة المفرطة للطفل في الأوقات التي يمنع فيها الحركة، خاصة إن كانت اليقظة الذهنية موجهة لعلاج اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.
          • صعوبة ملائمة جميع التقنيات المستخدمة مع فئة الأطفال العمرية، حيث أن ما يمكن للأطفال الكبار فهمه يختلف عما يمكن للصغار منهم فهمه.

           

          تمارين اليقظة الذهنية المناسبة للأطفال

          يمكن ممارسة مجموعة متنوعة من النشاطات التي تتخللها تطبيق اليقظة الذهنية للأطفال، ومن ضمن هذه الممارسات:

          المشي الخارجي

          من خلال اختيار المكان المفضل للمشي والذي ينصح أن يكون مألوفاً للطفل، يمكن ممارسة رياضة المشي التي تتخللها اليقظة الذهنية، بحيث يُشجع الطفل على التركيز والاستماع بدقة للأصوات في البيئة المحيطة، ويتم تطبيق الأمر على النحو التالي:

            • سؤال الطفل عما يتوقع سماعه في منطقة المشي.
            • عند الوصول إلى هناك يُطلب من الطفل إغلاق عينيه والاستماع، ليتم سؤاله بعد دقيقتين عن الأصوات التي تمكن من سماعها.

            وقفة اليقظة

            لا يحتاج هذا التمرين إلا إلى تواجد الطفل في مكان يشعر به الراحة والأمان، ثم الطلب منه أن يقف ثابتاً لبعض الوقت بوضعيات محددة مثل وقفة سوبرمان. وعند انتهاء المدة الزمنية المحددة يمكن سؤاله عن شعوره.

            عندما يتصرف الطفل بطريقة غير لائقة، شجعه على الهدوء والتأمل.

            جرة اليقظة

            غالباً لن تكون هناك حاجة لتطبيق هذا النشاط أكثر من مرة، إلا أنه هادف ومفيد للأطفال بشكل ملفت، حيث يتم تطبيقه على النحو التالي:

              • في وعاء شفاف ذو غطاء محكم يتم وضع الماء والغراء والجليتر (البراق) فيه، ثم يغلق بإحكام.
              • يهز الوعاء بشدة إلى أن تتجانس المكونات جيداً.
              • في أثناء الحركة الدوّارة للمكونات يطلب من الطفل مشاهدة كيف أنه لا يمكن التميز بين المكونات.
              • عندها يتم تشبيه الجليتر الدوار في الوعاء بالأفكار غير المستقرة التي تدور بالدماغ خلال فترة التوتر أو الانزعاج، حيث أنه هذه المشاعر تحجب عن العقل التفكير بوضوح.
              • ما أن تستقر المكونات في قعر الوعاء يمكن تشبيهها إلى الأفكار الهادئة التي تراودنا عندما نكون في حالة استقرار نفسي.

              تذوق الأطعمة

              قد تكون أقرب للعبة من ممارسة تمارين اليقظة الذهنية، حيث أن الطفل غالباً ما يجد الأمر ممتع للغاية، بالإضافة إلى مساهمة هذا التمرين في زيادة ارتباط الطفل بحواسه واعتماده عليها بشكل أكبر، ويتم تطبيق ذلك كما يلي:

                • تعصيب عيني الطفل بإحكام.
                • وضع مجموعة من الأطعمة أمامه ويُطلب تذوقها واحد تلو الآخر مع سؤاله عن نوع الطعام الذي تذوقه.
                • يمكن إضافة بعض المتعة من خلال جعل الطفل يتحسس الطعام لمعرفته من ملمسه قبل تذوقه.

                الرسم بشكل يومي

                وذلك من خلال إعطاء الطفل شيء محدد وبسيط مثل ورقة شجر أو حجر أو وردة صغيرة، وتركه يكتشفها وينتبه إلى جميع تفاصيلها، ثم الطلب منه رسمها بجميع التفاصيل التي انتبه إليها دون التركيز على مدى جمالية النتيجة، فالهدف هنا تمكن الطفل من التركيز على أمر واحد وملاحظة تفاصيله بدقة عالية.

                الاستماع إلى الجرس

                يعمل هذا التمرين على زيادة شعور الطفل بالصمت وتفاعله معه، حيث يتم على النحو التالي:

                  • يطلب من الطفل الاستماع إلى قرع الجرس المستمر لمدة لا تقل عن 10 ثواني بانتباه وتركيز.
                  • بعد بضع دقائق يُطلب من الطفل إغلاق عينيه وسؤاله ما إذا كان بإمكانه سماع صوت الجرس في هذه الأثناء.

                  صندوق القلق

                  عند شعور الطفل بالقلق أو الغضب يمكن توجيه إلى استراتيجية تمكنه من التخلص من القلق غير المستحق في الواقع، من خلال:

                    • تجهيز صندوق يتم فيه وضع قصاصة من الورقة يكتب عليها المواقف غير المستحقة للقلق.
                    • عند شعور الطفل بالقلق يتم توجيهه للتفكير في حقيقة الموقف ومدى أحقية ذلك.
                    • في حال وجد أن الأمر لا يستحق القلق أو الغضب يضع ورقة خاصة بالأمر داخل الصندوق.

                     

                    نصيحة عرب ثيرابي

                    تعد اليقظة الذهنية مفيدة بشكل خاصة ليتمكن الطفل من إدارة عواطفه بشكل أفضل، لكن إذا كان الطفل لا يستطيع السيطرة على مشاعره أو التعامل معها بالشكل الصحيح فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي ينصحون الوالدين بالحصول على الاستشارة النفسية المتخصصة، حيث أن بعض الحالات تثير المزيد من القلق. ومن ضمنها:

                    • استمرار الطفل بالبكاء.
                    • حدوث نوبات من الغضب.
                    • مواجهة صعوبات في التواصل.
                    • مواجهة الطفل بعض المشكلات اليومية بسبب عواطفه.