ما ستجده في هذا المقال:
في حال كان الشخص يعاني من مرض ثنائي القطب فغالباً ما يتأقلم مع الحالة مع مرور الوقت. لكن هناك بعض الحالات التي يتم تشخيص هذا الاضطراب لدى كبار السن ومن تجاوز عمره 50 عاماً. فكيف يمكن لهذا الاضطراب أن تختلف أعراضه وما هي الاعتبارات اللازم النظر فيها قبل تلقي العلاج؟
ما هو مرض الثنائي القطب؟
اضطراب ثنائي القطب هو اضطراب مزاجي يسبب نوبات متناوبة من الهوس والاكتئاب. حيث ينتج عن نوبة الاكتئاب بانخفاض الطاقة والشعور بالحزن أو اليأس وفقدان الاهتمام بالأنشطة المفضلة لديك. وعلى الرغم من أن هذه الأعراض غالباً ما تستمر لمدة أسبوعين على الأقل، إلا أنها في حالة كبار السن قد تبقى مرحلة الاكتئاب لفترة أطول من ذلك بكثير.
وعلى النقيض من ذلك، يشعر الشخص خلال نوبة الهوس بالتحفيز والحيوية العالية، ويواجه أفكاراً متسارعة أو صعوبة في التركيز. ومع ذلك فقد يشعر بعض الأشخاص في هذه النوبة بالسرور والبهجة، بينما يشعر الآخرين بالغضب والانفعال.
قد تبدو نوبة الهوس جيدة في بعض الأحيان، لكنها تؤدي إلى اتخاذ قرارات محفوفة بالمخاطر أو ضارة، وعادةً ما يتبعه انهيار اكتئابي شديد.
تأثير مرض ثنائي القطب على كبار السن
يعتبر هذا الاضطراب من الاضطرابات النفسية المزمنة، لكن مع مرور الوقت يتمكن الشخص من تعلم أفضل الأساليب لإدارة أعراضه وامتلاك الخبرة اللازمة لذلك. لكن تأتي مرحلة التقدم بالعمر بالكثير من التغييرات الحياتية مما يجعل هذه الأعراض أكثر حدة وتفاقم. ومن ضمن التغييرات التي تؤثر في هذه الأحيان:
- التقاعد.
- التغييرات في بنية العائلة، حيث يقل أو يزيد أفراد العائلة.
- فقدان المقربين.
- التشخيص الطبي للأمراض المزمنة.
- الانتقال إلى منزل جديد.
كيف تبدو أعراض مرض الثنائي القطب لدى كبار السن؟
قد يكون من الصعب التعرف على على مرض ثنائي القطب لدى كبار السن أو ملاحظة أعراضه بوضوح. ومع ذلك عند التركيز يمكن ملاحظة الأعراض التالية:
- الشعور باليأس، وفي بعض الأحيان يظهر كبير السن تقلبات كبير ما بين اليأس والشعور بالسعادة والإثارة الشديدة.
- التغيرات في مستوى الطاقة.
- عدم انتظام النوم، فقد ينام كبير السن أكثر أو أقل بكثير من المعتاد.
- حدوث تغيرات في الشهية.
- بدلاً من الشعور بالنشوة والمزاج المرتفع خلال نوبة الهوس، يشعر كبير السن بالتهيج والانفعال الشديدين.
- التخطيط لأمور ومشاريع كبيرة لكنه غير قادر على متابعتها.
- الانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر أو التهور، مثل القيام بقيادة السيارة بتهور على الرغم من عدم القدرة على القيادة في بعض الأحيان، أو الإفراط في الإنفاق.
- تغيرات وتقلبات متكررة في التقدير الذاتي أو احترام الذات.
- إهمال العناية الذاتية وعدم ممارسة أنشطة الحياة اليومية.
- امتلاك أفكار انتحارية.
كبار السن الذين يعانون من مرض ثنائي القطب لا يعانون دائماً من الهوس أو الاكتئاب. فقد تمر أسابيع أو أشهر دون أي أعراض قبل بدأ نوبة جديدة من الهوس أو الاكتئاب.
هل يمكن تشخيص مرض ثنائي القطب في سن متأخر؟
في بعض الأحيان تبدأ أعراض هذا الاضطراب بالظهور في سن 50 عاماً ويسمى في هذه الحالة ثنائي القطب المتأخر. وبسبب التقدم بالعمر فإن الأطباء يحاولون في البداية استبعاد أي حالة مرضية أو نفسية من شأنها التأثير على المزاج والسلوك مثل مشاكل الهرمونات أو الخرف أو المشاكل العصبية الأخرى. ومن ثم القيام بمجموعة كبيرة من الاختبارات للتأكد من التشخيص الصحيح.
فقد تكون متلازمة الهوس الملاحظة لدى شخص كبير السن “هوساً ثانوياً”، على سبيل المثال، نتيجة لمرض جسدي أو تأثير دواء أو مظهر “أولي” للهوس.
علاج مرض ثنائي القطب لدى كبار السن
على الرغم من أن الخط العلاجي الأساسي في هذه الحالة هو الدواء، إلا أن الأمر قد يختلف بشكل كبير في هذه الحالة. حيث لا بد من النظر في الكثير من الاعتبارات عند اتخاذ قرار العلاج الدوائي. فمثلاً:
- سرعة استقلاب المادة الفعّالة في الدواء.
- التفاعلات الدوائية، فغالباً ما تتميز هذه المرحلة العمرية ببدء تناول الكثير من الأدوية المزمنة.
- الآثار الجانبية للأدوية التي تؤثر على الحالة العقلية لكبير السن يمكن أن تشمل خلل الحركة المتأخر، والذي يمكن أن يسبب التشنجات اللاإرادية غير المرغوب فيها في الوجه والدوخة والشعور بالتخدير.
- تعتبر إدارة الكثير من الأدوية بشكل صحيح صعوبة بحد ذاتها خاصة عند كبار السن الذين يعانون من مشاكل معرفية.
لذلك يعد العلاج النفسي الخيار الأكثر أماناً لكبار السن، حيث يتعلم الشخص كيفية التعرف على أنماط مشاعره وسلوكياته. بعد ذلك، يمكنه تطوير مهارات التكيف الصحية حتى لا تؤدي الأحداث المجهدة أو المحفزة إلى نوبة خطيرة تتعلق بالصحة النفسية. ومن ضمن أساليب العلاج النفسي المستخدمة في هذه الحالة:
- العلاج المعرفي السلوكي.
- علاج الأزواج.
- العلاج العائلي.
حتى لو ظهر أن الأعراض بدأت تختفي، فمن المهم أن يستمر المرضى في تناول أدويتهم، بغض النظر عن أعمارهم، لتقليل التقلبات الخطيرة.
معلومات تتعلق بهذا المرض لدى كبار السن
هناك الكثير من المعلومات التي تدور حول ثنائي القطب، لكن منها ما هو صحيح وبعضها الآخر خاطئ. ومن ضمن المعلومات الموثوقة المتعلقة بكبار السن:
- (10)% من الحالات الجديدة المشخصة تحدث لدى الأشخاص ممن تجاوز عمرهم 50 عاماً.
- في كثير من الأحيان يرتبط التشخيص المتأخر بشكل خاص بين الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم بشكل سيئ لعدة سنوات.
- ما يصل إلى (25)% من جميع مرضى الاضطراب ثنائي القطب هم فوق سن 60 عاماً.
- ومن الشائع أن يعاني كبار السن من “نوبات مختلطة“، مما يعني أنهم يظهرون أعراض الهوس والاكتئاب في نفس الوقت.
- في بعض المرضى قد يكون من الصعب التمييز بين الاضطراب ثنائي القطب المتأخر والخرف.
- أشارت الدراسات إلى أن اضطراب ثنائي القطب هو السبب وراء التدهور المعرفي وانخفاض متوسط العمر لدى كبار السن. ويعود ذلك بشكل جزئي إلى نقص الرعاية الطبية الأولية اللازمة.
- لاحظ الباحثون ارتباطاً بين حالات هذا الاضطراب في كبار السن والتغيرات في الدماغ. بما في ذلك زيادة المادة البيضاء التي يمكن أن تشير إلى خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وانخفاض الأداء المعرفي وانخفاض وظائف الدماغ وسرعة معالجة المعلومات.
كلمة من عرب ثيرابي
يعتبر مرض ثنائي القطب من الحالات الصعبة التي تحتاج إلى المزيد من السيطرة والإدارة. لذلك يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن حصول كبار السن على التشخيص الصحيح والدقيق يساعد في تلقي العلاج المناسب قبل تدهور الحالة والتأثر بالسلوكيات الخطيرة.
[Bipolar Disorder in Older Adults]
[6 Things to Know About Bipolar Disorder]
[Does Bipolar Get Worse with Age?]