تؤثر اضطرابات القلق ونوبات الهلع على أداء الأنشطة اليومية في حياة أي شخص، حتى عندما تكون المواقف غير خطيرة ولا يجب الخوف منها، وغالبًا ما تبدأ في الظهور خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة، وتستمر حتى يكبر الشخص.[مرجع1]
ما العلاقة بين اضطرابات القلق ونوبات الهلع؟
من الطبيعي أن يعاني الشخص من القلق في حياته بين الحين والآخر، ولكن اضطرابات القلق تجعل الشخص يشعر بالخوف المفرط والمستمر من مواقف يومية لا تكون خطيرة في أغلب الأحيان، وعندما يشتد القلق والخوف عند الشخص قد يصاب في نوبة هلع.[مرجع1]
ما هي نوبة الهلع؟
نوبة الهلع هي شعور مفاجئ وسريع بالخوف من موقف عادي لا يسبب أي تهديد، ويترتب عليها ردة فعل جسدية مثل التعرق، وصعوبة في التنفس، وتسارع ضربات القلب.[مرجع2]
أسباب اضطرابات القلق ونوبات الهلع
من أبرز الأسباب والعوامل التي تسبب اضطرابات القلق ونوبات الهلع:
العوامل الطبية
في بعض الأحيان يصاب الشخص في اضطرابات القلق ونوبات الهلع بسبب حالة طبية مثل:[مرجع1]
- أمراض القلب.
- السكري.
- مرض الغدة الدرقية مثل فرط نشاط الغدة الدرقية.
- اضطرابات الجهاز التنفسي مثل الربو، والانسداد الرئوي المزمن.
- استخدام المخدرات والكحول، أو التوقف عن استخدامها.
- القولون العصبي والأوجاع المزمنة.
- الأورام.
العامل الوراثي
تزداد احتمالية الإصابة في اضطرابات القلق ونوبات الهلع إذا كان هناك شخص آخر في العائلة مصاب بها؛ حيث أنها وراثية وتنتقل بالعائلات.[مرجع2]
الاضطرابات النفسية
بعض الاضطرابات النفسية تعرّض الشخص للإصابة في نوبات الهلع، وذلك مثل الاكتئاب واضطرابات القلق تحديدًا.[مرجع2]
عوامل الخطر
هناك بعض الأمور التي تزيد من احتمالية الإصابة في اضطرابات القلق ونوبات الهلع، ذلك مثل:
صدمات الطفولة
عند تعرض الأطفال للكثير من الصدمات، والأذى، والإساءة تزيد احتمالية إصابتهم في اضطرابات القلق التي تسبب نوبات الهلع في مرحلة ما من حياتهم.[مرجع1]
الضغط العصبي
مواجهة الضغط العصبي بسبب الإصابة في أحد الأمراض التي ليس لها علاج أو خطيرة يُمكن أن يسبب القلق حول المستقبل، وإمكانية العلاج، وغيرها.[مرجع1]
التراكمات
يتعرض الشخص في حياته للكثير من الضغوطات والمواقف الصعبة، وتراكمها وكثرتها قد تسبب القلق المفرط، وذلك مثل وفاة أحد المقربين، وضغوطات العمل، والقلق حول الأحوال المادية.[مرجع1]
الفرق بين اضطرابات القلق ونوبات الهلع
على الرغم من التشابه الكبير بين اضطرابات القلق ونوبات الهلع، إلا أنه يوجد اختلافات عديدة بينهما، ومنها:
نوبات الهلع
تتميز نوبة الهلع بأنها خوف مفاجئ يتزايد مع مرور الوقت، ويرافقه مجموعة من الأعراض الجسدية والعقلية، وعادةً ما تصل ذروتها خلال دقائق أو ساعات، وتتميز في الأمور التالية:[مرجع3]
- تكون مفاجئة.
- تستمر لدقائق.
- يشعر الشخص في الاهتزاز أو الارتجاف.
- ألم في الصدر.
- هبات من الحرارة الساخنة.
- الشعور بالانفصال عن الواقع.
اضطرابات القلق
نوبات القلق أو القلق هي استجابة عاطفية طبيعية في جسم الإنسان، و “نوبة القلق” على الرغم من أعراضها الشديدة إلا أنها ليست تشخيصًا معترفًا به، ولا تكون مشكلة إلا عندما تستمر الأعراض الشديدة في الظهور، وعندها تُصبح اضطراب قلق، وتتميز في الأمور التالية:[مرجع3]
- تبدأ تدريجيًا.
- تستمر لأشهر.
- يشعر الشخص بالأرق والإعياء.
- الإصابة في شد عضلي.
- العصبية والنرفزة.
علامات اضطرابات القلق ونوبات الهلع
الأعراض والعلامات التي تدل على الإصابة في اضطرابات القلق ونوبات الهلع والتمييز بينها:
أعراض نوبة الهلع
من أبرز الأعراض التي تدل على الإصابة في نوبة الهلع:[مرجع3]
- الاغتراب عن الواقع والشعور بعدم الواقعية.
- تبدد الشخصية والشعور بالانفصال عن النفس.
- الخوف من فقدان السيطرة أو الجنون.
- الخوف من الموت.
- القشعريرة.
- الشعور بالاختناق، والخدر، أو الوخز (التنميل).
- الغثيان وآلام أو اضطراب في البطن.
- الدواء أو عدم الثبات، أو الإغماء.
أعراض اضطراب القلق
من أبرز الأعراض التي تدل على الإصابة في اضطراب القلق:[مرجع3]
- صعوبة في التركيز.
- اضطراب النوم والأرق.
- الإعياء.
- زيادة الاستجابة المفاجأة.
- ارتفاع معدل ضربات القلب.
علاج اضطرابات القلق ونوبات الهلع
يُمكن علاج نوبات الهلع واضطرابات القلق بأحد الطرق التالية:
العلاج النفسي
علاج نفسي أو العلاج بالكلام من أفضل الطرق التي تساعد في حل مشاكل القلق ونوبات الهلع، ويوصى بالعلاجات التالية:[مرجع4]
- العلاج السلوكي المعرفي: الذي يركز على أفكار ومعتقدات الشخص، وسلوكياته، ويعلّمه مهارات التأقلم للتعامل مع المشاكل المختلفة.
- الاسترخاء التطبيقي: يتضمن طرق إرخاء العضلات في المواقف التي تجعل الشخص يشعر بالقلق.
الأدوية
في الحالات الشديدة قد يقوم الطبيب بوصف الأدوية للمرض للتعامل مع القلق ونوبات الهلع، وذلك مثل:[مرجع4]
- مضادات الاكتئاب.
- بريجابالين.
- حاصرات بيتا.
- البنزوديازيبين.
تأثير القلق ونوبات الهلع
الشعور بالقلق لأوقات طويلة ومستمرة خلال الحياة ينتج عنها أمور أخرى غير نوبات الهلع، ومنها:[مرجع1][مرجع2]
- الاكتئاب واضطرابات الصحة النفسي.
- الميل لاستخدام المواد المخدرة والكحول.
- مواجهة صعوبة في النوم وأرق.
- مشاكل هضمية.
- الألم المزمن، والصداع.
- الميل للعزلة الاجتماعية.
- مواجهة مشاكل في التعامل مع الآخرين.
- انخفاض نوعية الأحيان.
- الأفكار الانتحارية والانتحار.
- القلق التوقعي.
- الرهاب بأنواعه المختلفة، وبشكلٍ خاص رهاب الخلاء.
كيفية التغلب على اضطرابات القلق ونوبات الهلع
قد يكون القلق ونوبات الهلع مؤلمة ومرعبة إلا أنه يُمكن التغلب عليها بالطرق التالية:
التدوين
بمجرد أن يشعر الشخص بالقلق أو أنه بدأ يعاني من نوبة هلع يفضل أن يقوم بكتابة الأعراض التي هاجمته، والأفكار والمشاعر التي يواجهها؛ يساعد ذلك في معرفة نمط القلق.[مرجع5]
التنفس من البطن
من أعراض القلق ونوبة الهلع هو الشعور بضيق التنفس، وهو ما يزيد من شدة النوبة والقلق، وللتخلص من ذلك ينصح في التنفس من البطن، وأخذ أنفاس عميقة وبطيئة حتى الشعور بالهدوء.[مرجع5]
إرخاء العضلات
أثناء نوبة الهلع أو القلق أجزاء كثير من الجسم تنقبض، ولا تكون العضلات مرتاحةً أبدًا، ولذلك ينصح في محاولة إرخاء العضلات والاسترخاء، وفي حال كانت عضلات الجسم مشدودة يُمكن البدء في أصابع القدمين، أو الكتفين، أو أي جزء من الجسم يحقق استجابة.[مرجع5]
التحدث مع النفس بصوت مسموع
قد يشعر الشخص أنه على وشك الإغماء بسبب إنخفاض ضغط الدم عندما تهاجمه نوبة هلع أو قلق، إلا أن ضغط الدم لا ينخفض بسبب نوبة الهلع، وهنا يأتي دور التحدث إلى النفس بصوت مسموع لتذكير النفس وطمأنتها بالأمور الحقيقية والواقعية، والأمور التي يفرضها العقل بسبب الخوف.[مرجع5]
الحصول على المساعدة
نادرًا ما تكون نوبات الهلع والقلق بسبب مشكلة جسدية من الأساس، إلا أنها تجعل الشخص بذلك، ولكن في جميع الأحوال عند استمرار نوبات الهلع والقلق، أو تكرار التعرض لها في مواقف مختلفة وأوقات متنوعة يفضل الحصول على المساعد من طبيب مختص للتأكد من عدم وجود أمراض تسببها، والتحدث إلى مُعالج نفسي.[مرجع5]
