ما ستجده في هذا المقال:
يمكن أن يؤدي الموقف المجهد أو الضغط التنفسي لردة فعل من الجسم، ولكن قد تتعامل أجسادنا مع الضغط النفسي بشكل مختلف، وقد يكون لكل عضو من أعضاء الجسم ردة فعل مختلفة عن الجزء الآخر.
كيف تتعامل أجسادنا مع الضغط النفسي؟
يمكن أن يؤدي الموقف المجهد إلى إنتاج سلسلة من هرمونات التوتر، والتي تنتج تغيرات فسيولوجية جيدة التنظيم. كما يمكن للحادث المجهد أن يجعل دقات القلب والتنفس يتسارعان، مع توتر العضلات والتعرق الذي قد يكون مفرطًا أحيانًا.
هذا ما يعرف بـ “الكر أو الفر”، وهي استجابة يطورها الجسم كآلية دفاع للبقاء على قيد الحياة، وذلك حتى يتمكن الشخص من الاستجابة بسرعة للمواقف التي تهدد الحياة من خلال محاربتها أو الهرب منها. واستجابة “الكر أو الفر” بالجسم تتم على النحو الآتي:
- تبدأ استجابة الإجهاد في الدماغ، حيث أنه عندما تواجه سيارة قادمة أو خطرا آخر ترسل العينان أو الأذنان المعلومات إلى اللوزة.
- اللوزة منطقة في الدماغ تساهم في المعالجة العاطفية، وتفسر الصور والأصوات.
- لذا عندما يدرك الدماغ الخطر، فإنه يرسل على الفور إشارة استغاثة إلى منطقة ما تحت المهاد.
- منطقة ما تحت المهاد تشبه إلى حد ما مركز القيادة؛ حيث تتواصل مع بقية الجسم من خلال الجهاز العصبي اللاإرادي.
- الجهاز العصبي اللاإرادي يتحكم في وظائف الجسم اللاإرادية مثل التنفس، وضغط الدم، ونبض القلب، وتمدد أو انقباض الأوعية الدموية الرئيسية.
- بعد أن تصل الإشارات إلى الجهاز العصبي يعمل الجهاز العصبي السمبثاوي إلى استجابة الكر أو الفر، وتحفيز الغدة الكظرية لإنتاج الإبينفرين.
- الإبينفرين ينتشر في الجسم ويسبب التغييرات الفسيولوجية مثل تسارع النبض، واندفاع الدم إلى العضلات والقلب أو الأعضاء الحيوية الأخرى.
- بشكل يبدأ جسمك في مواجهة تغيرات جسدية كبيرة، وتزداد اليقظة، ونسبة السكر بالدم، والذي يؤثر على آلية عمل جسدك بشكل مباشر، ويسبب ظهور الأعراض الجسدية للتوتر.
بدون فرص الاسترخاء وتجربة فترة راحة من التوتر، يمكن أن يكون الأمر مشكلة حقيقية لصحتنا النفسية والجسدية.
هل تتعامل أجسادنا مع الضغط النفسي بنفس الطريقة؟
لا، ولكن من أبرز العلامات التي تظهر عندما تتعامل أجسادنا مع الضغط النفسي:
- انخفاض الطاقة أو الشعور بالتعب العام.
- الصداع.
- اضطرابات المعدة مثل الإسهال، أو الإمساك، أو الغثيان.
- الأوجاع والآلام، أو توتر العضلات.
- ألم في الصدر وتسارع ضربات القلب.
- الأرق أو اضطرابات النوم.
- نزلات البرد والالتهابات المتكررة.
- فقدان الرغبة الجنسية أو القدرة الجنسية.
- العصبية وضيق الخلق أو الرجفة.
- سماع رنين في الأذنين.
- برودة اليدين والقدمين أو تفوح منها رائحة العرق.
- جفاف الفم وصعوبة البلع.
- الفك المشدود أو الضغط على الأسنان
- قلق مستمر، وتتسابق الأفكار، مع النسيان أو عدم القدرة على تنظيم الأفكار.
- فقدان القدرة على التركيز.
- سوء تقدير الأمور أو القرارات.
- التشاؤم أو رؤية الجانب السلبي فقط.
- زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل أمراض القلب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو النوبات القلبية أو السكتات الدماغية
- السمنة واضطرابات الأكل الأخرى.
- مشاكل الدورة الشهرية، ومشاكل في الجلد والشعر.
- العجز الجنسي، أو سرعة القذف لدى الرجال، أو فقدان الرغبة الجنسية لدى الرجال والنساء.
- مشاكل الجلد والشعر، مثل حب الشباب والصدفية والإكزيما وتساقط الشعر الدائم
- مشكلات الجهاز الهضمي مثل ارتجاع المريء، او التهاب المعدة أو التهاب القولون التقرحي، آو القولون العصبي.
يمكن أن تعتمد كيفية إدارة التوتر لديك على المكان الذي تواجهه فيه أكثر من غيره.
ما هي أجزاء الجسم التي تتأثر بالضغط النفسي؟
عندَما تتعامل أجسادنا مع الضغط النفسي من الممكن أن يتأثر أي جزء من أجزاء الجسم به، وذلك على النحو الآتي:
القلب
من أكثر الأعضاء التي تتأثر عندما تتعامل أجسادنا مع الضغط النفسي هو القلب؛ حيث أن هرمونات التوتر (الكورتيزول والأدرينالين) يتسببان في زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى أنها تسبب شد الأوعية الدموية وإعادة توجيه المزيد من الأكسجين إلى المناطق التي قد تكون في أمس الحاجة إليها مثل العضلات الكبيرة.
الرئتين
الإجهاد أو الضغط النفسي قد يسبب أعراضًا تنفسية مثل ضيق التنفس، أو تسارع التنفس السريع، أو حتى نوبات الربو. وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أي مشاكل بالجهاز التنفسي مثل الربو، أو كوفيد الأخير، أو مرض الانسداد الرئوي المزمن. من الممكن أن يكون الضغط النفسي تجربة مرهقة للغاية، ويمكن أن تسبب تضيق مجرى الهواء أو الشعب الهوائية.
المعدة والأمعاء
الأمعاء والمعدة تتأثر عندما تتعامل أجسادنا مع الضغط النفسي، و بالأغلب تظهر عليه الأعراض التالية:
- ألم في المعدة أو تشنج المعدة.
- عسر الهضم.
- الغثيان أو القيء.
- الإسهال.
- الامساك.
- الغازات أو النفخة.
- القيء.
- تفاقم الأعراض إذا كنت مصابًا بمتلازمة القولون العصبي.
الرأس والرقبة والكتفين والظهر
غالبا ما يؤدي الضغط النفسي المزمن إلى توتر العضلات، وبشكل خاص في مناطق الرقبة، أو الظهر، أو الكتفين، ولكن في بعض الحالات يمكن أن يؤثر شد العضلات الناتج عن الإجهاد على رأسك، ويؤدي إلى الصداع أو الصداع النصفي.
نظام الغدد الصماء
عندَما تشعر أجسامنا بالإجهاد أو الضغط النفسي يبدأ الدماغ سلسلة من الأحداث التي تنطوي على محور الغدة النخامية والغدة الكظرية (HPA)، والتي تعتبر المحرك الأساسي لاستجابة إجهاد الغدد الصماء، والذي يؤدي في النهاية إلى زيادة في إنتاج هرمون الكورتيزول، وبالتالي يزيد من نشاط الغدة و طاقتك خلال اليوم.
الجهاز المناعي
المواقف المجهدة أو الصعبة تحفز في أجسامنا استجابة الكر أو الفر، والتي بدورها تؤدي لزيادة نشاط الجهاز المناعي، ولكن التنشيط المستمر للجهاز المناعي بسبب الإجهاد المزمن يؤدي للإصابة باضطرابات التمثيل الغذائي مثل مرض السكري والسمنة، أو الاكتئاب، أو اضطرابات المناعة.
عندما يؤثر التوتر على جهاز المناعة، يمكن أن يصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
الجهاز التناسلي
يتَأثر الجهاز التناسلي عندما تتعامل أجسادنا مع الضغط أو الإجهاد النفسي، ومن أبرز تأثيرات الضغط النفسي على الجهاز التناسلي:
- ضَعف الرغبة الجنسية، أو ضعف الانتصاب، أو العجز الجنسي عند الرجل بسبب قلة إنتاج هرمون التستوستيرون.
- تقليل إنتاج الحيوانات المنوية، مما يؤثر سلبًا على النشاط الجنسي.
- ارتفاع احتمالية الإصابة بأمراض الجهاز التناسلي مثل التهابات الخصيتين أو غدة البروستاتا.
- غياب الدورة الشهرية أو عدم انتظامها، مع زيادة الشعور بالألم خلالها.
- زيادَة المعاناة من متلازمة ما قبل الحيض (PMS)، والتقلبات المزاجية.
كلمة من عرب ثيرابي
الضغط النفسي والإجهاد جزء طبيعي من الحياة، وسوف تتعرض له كثيرًا، لكن يفضل الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي تجنب تعريض نفسك للتوتر أو الضغط النفسي إذا كان ذلك ممكنًا، وأن تتحدث إلى أخصائي أو معالج لمساعدتك على التعامل مع الضغط النفسي دون أن تشعر بالإجهاد أو الإرهاق.
أو يمكنك أن تجرب فعل الآتي:
- بمجرد أن تشعر بالضغط حاول أن تمارس تقنيات الاسترخاء أو التنفس بعمق.
- مارس التمارين الرياضية بانتظام.
- التزم في ممارسة تمارين التأمل واليوجا.
- احصل على الدعم الاجتماعي، وأحط نفسك بأشخاص إيجابيين