Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين
الطفل الانطوائي

الطفل الانطوائي: كيف تحسّن مهاراته الاجتماعية؟

يتنوع الأطفال في خصائصهم الشخصية، فقد نجد منهم الطفل الانطوائي وآخر المنفتح على الآخرين. ولكن معرفة الطريقة الصحيحة في التعامل مع كل حالة يساعد بفاعلية في توجيه الطفل بطريقة تساهم في نموه نفسياً وعقلياً بشكل صحي وسليم. ونقدم خلال السطور التالية أفضل الإجراءات للتعامل مع الطفل الانطوائي.

 

كيف أتعامل مع الطفل الانطوائي؟

قد لا يجد الوالدين مشكلة في التعامل مع الطفل المنفتح كما هو الحال في الطفل الإنطوائي. لذلك يجب معرفة الطريقة المثلى للتعامل مع هذا الطفل، مما يضمن نموه النفسي أو الاجتماعي السوي. ومن أهم النقاط الواجب التركيز عليها في هذه الأثناء:

مراعاة الاختلافات البيولوجية

لا بد أن يدرك الوالدين أن سبب سلوكيات الطفل الانطوائي عائد إلى بعض الاختلافات في التركيبة البنائية أو الوظيفية للدماغ، لذلك يجب مراعاة:

  • تقلب المزاج لدى الطفل الانطوائي.
  • حذر الطفل أو تحفظه مع المحيطين.
  • الحاجة إلى المزيد من الوقت لاتخاذ القرارات أو للتفكير.

تعريض الطفل للمواقف الاجتماعية

غالباً لن يتفاعل الطفل في المواقف الاجتماعية بالشكل المرجو، ولكن الاستعداد المسبق أو المتدرج للمواقف الاجتماعية من شأنه أن يدمج الطفل مع الحدث بحدية أقل، ويمكن أن يفيد في تحقيق ذلك:

  • الوصول مسبقاً إلى مكان الحدث الاجتماعي، بحيث يتأقلم الطفل الانطوائي مع المكان ويبدأ بمشاهدة المدعوين تدرجياً.
  • السماح للطفل الوقوف بعيداً نوعاً ما، وتركه يراقب الأحداث إلى أن يشعر بالألفة مع مرور الوقت.
  • التحدث مع الطفل قبل الذهاب إلى المواقف الاجتماعية وإخباره من متوقع وجوده وما يمكن أن يحدث هناك.

إعطاء الطفل فترات من الراحة

يشعر الطفل الانطوائي بالتعب والإرهاق من المواقف الاجتماعية بشكل كبير. ويظهر ذلك جلياً على معالمه وتعابيره، لذلك لا بد من مراعاة حدود قدرته في ذلك من خلال:

  • السماح للطفل بالذهاب إلى مكان هادئ في هذه الأثناء أو الاختلاء بذاته. مثل الذهاب إلى الحمام أو الخروج إلى الحديقة مثلاً.
  • إن كان الطفل صغيراً بحيث لا يستطيع الاعتماد على نفسه في ذلك، يجب على والديه أن يلاحظوا تعبه ويبتعدوا به عن المواقف الاجتماعية.

مدح الطفل الانطوائي على تفاعلاته الاجتماعية

عند مشاركة الطفل الانطوائي بأي من المواقف الاجتماعية بشكل فعّال أو التحدث مع شخص جديد، يجب في هذه الأثناء:

  • مدحه والثناء على موقفه الإيجابي.
  • إظهار مدى تقدير تعبه أو إرهاقه النفسي من ذلك.

التحفيز الإيجابي

يساعد التحفيز الإيجابي الطفل عند مروره بموقف اجتماعي غير متوقع بشكل فعّال في زيادة قدرته على إدارة توتره وتنظيمه لمشاعره بطريقة أفضل.

السماح للطفل بتحمل المسؤولية

في الكثير من المواقف يظن الوالدين أن الطفل الانطوائي يمكن أن يتعرض لمواقف محرجة، لذلك يحاولان تجنيب الطفل لهذه المواقف. إلا أنه في حقيقة الأمر يجب ترك الطفل يتعامل مع المواقف بطريقته الخاصة ليكون الخبرة المطلوبة في ذلك.

تقديم القدوة الحسنة

لكي يستطيع الطفل تعلم المواقف الاجتماعية بشكل صحيح، يجب أن يكون أمامه قدوة حسنة في الأمر، حيث أن الوالدين يمكنهما القيام بالكثير من الأمور التي غالباً ما يقوم الطفل في النهاية بنمذجتها.

تعليم الطفل وضع الحدود الشخصية

كون الطفل انطوائياً، فهو يدفع الآخرين إلى استغلاله في بعض الأحيان أو يتوقعون بعدم مطالبته بحقوقه، لذلك يجب:

  • تشجيع الطفل على وضع حدوده الشخصية خاصة به.
  • الدفاع عن حقوقه بطرقه الخاصة.

ملاحظة التغييرات الجذرية

لن يتمكن هذا الطفل التعبير عما يشعر به بشكل واضح، فهو لا يدرك فعلياً ما يحدث له. لذلك يجب على الوالدين ملاحظة بعض التغييرات الجذرية في حالة الطفل لاكتشاف أي مرض نفسي يعاني منه الطفل.

تفريغ المشاعر المكبوتة

في الكثير من الأحيان يمتلك هذا الطفل الكثير من المشاعر المتراكمة أو المكبوتة، لذلك يجب توجيهه أو تعليمه الطرق المثلى للتخلص مما يشعر به. وذلك من خلال:

  • المشي في الحديقة أو المناطق الطبيعية.
  • ممارسة إحدى تقنيات الاسترخاء المناسبة لعمر هذا الطفل، مما يساعده في التقليل من التوتر والقلق المصاحب للمواقف الاجتماعية.
  • ممارسة الهوايات المفضلة.
  • كتابة اليوميات أو المذكرات.

احترام الخصوصية

يحتاج الطفل الانطوائي للمزيد من الأوقات الخاصة به للتمكن من التخلص من العبء النفسي الذي يشعر به بعد المواقف الاجتماعية المتنوعة.

تصحيح السلوكيات على انفراد

جميع الأطفال بحاجة إلى تصحيح سلوكياتهم، إلا أن الأمر يجب أن يكون على انفراد وبعيداً على الآخرين خاصة في حالة الطفل الانطوائي. حيث أن الانتقاد الواضح قد يعمل على:

  • زيادة الانطوائية.
  • تكوين المزيد من المشاعر السلبية.
  • لن يحصل الطفل على أي فائدة من هذا الانتقاد أو تصحيح السلوك.

إصدار الأحكام على الطفل الانطوائي

قد لا يستطيع هذا الطفل إلقاء التحية أو التحدث مع الشخص المقابل، ففي هذه الحالة غالباً ما يعاني الطفل من تحديات وصراعات نفسية داخلية. لذلك يجب عدم الحكم على سلوكه من المنظور الخارجي.

العديد من الأطفال الانطوائيين لا يعانون من الاكتئاب أو القلق. إنهم يتصرفون بالطريقة التي يتصرفون بها بسبب مزاجهم الفطري.

 

أمور عليك تجنبها عند التعامل مع الطفل الانطوائي

عند التعامل مع الطفل الانطوائي يفضل الابتعاد أن تجنب بعض الأمور التي قد تزيد من حدة الحالة لدى الطفل. مثل:

الخجل من الطفل الانطوائي

كون الطفل انطوائي لا يعني ذلك بأنه فريداً بهذه السمة، لذلك يجب على الوالدين عدم الخجل من طفلهما بهذه الحالة، حيث أن الكثير من الأشخاص من حولنا انطوائيين وناجحين في الآن ذاته.

تذكر أن تقبل طفلك كما هو، وأن لا تُشعره بأنه غريب الأطوار.

إجبار الطفل الانطوائي على التفاعل الاجتماعي

عند إجبار الطفل على التعامل مع المواقف الاجتماعية أو مجرد التحدث مع شخص آخر، فقد يعاني الطفل من الكثير من المشاعر السلبية. بحيث تقل ثقته بنفسه وبمدى قدرته على الاختلاط مع الآخرين، لذلك يجب الانتباه إلى هذه النقطة.

تجاهل أسئلة الطفل الانطوائي 

لن يطرح الطفل الانطوائي الأسئلة إلا بعد محاولته إيجاد الحلول والإجابات لها من تلقاء ذاته. لذلك يجب عدم تجاهل هذه الأسئلة، بل أخذها بعين الاعتبار.

مواجهة الطفل بقلة العلاقات الاجتماعية

عندما يسأل أحد الوالدين طفلهم الانطوائي عن سبب عدم اختلاطه مع أقرانه. فإن هذا الأمر من شأنه أن يُشعر الطفل بافتقاره الكثير من المهارات الاجتماعية والتقليل من شعوره بذاته، لذلك يفضل سؤاله بطرق أخرى مثل:

  • هل يعاني من مشكلات مع الأطفال الآخرين؟
  • ماذا يشعر عند لعبه من الأطفال في المدرسة؟

غالبًا ما يكون الطفل الانطوائي طيّب المعشر، وشديد التركيز، وكريم الأخلاق. طالما أنه في بيئة تناسبه.

مقارنة الطفل مع الآخرين

لن يساعد مقارنة الوالدين لهذا الطفل مع أقرانه المنفتحين، أو تقديم ملاحظات واضحة وصريحة له، بل قد يزيد ذلك من:

 

كلمة من عرب ثيرابي

في بعض الأحيان قد يبدو الطفل انطوائياً إلا أنه في حقيقة الأمر يعاني من القلق الاجتماعي، لذلك فإن التعرف على العلامات الدالة على ذلك يساعد في تحديد حالة الطفل بشكل أفضل. ومن هذه العلامات:

  • يجد صعوبة في مقابلة أطفال آخرين أو الانضمام إلى مجموعات.
  • لديه عدد محدود من الأصدقاء.
  • يتجنب المواقف الاجتماعية التي قد يكون فيها محور الاهتمام أو تبرز عن الآخرين.

إن كان طفلك كذلك فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يفضلون الحصول على الاستشارة النفسية المتخصصة، حيث يمكن مساعدة الطفل على تجاوز هذه الحالة.