أحلام اليقظة

كل ما يهمك معرفته عن أحلام اليقظة

غالباً ما ترتبط أحلام اليقظة بالصفات السلبية للشخص، إلا أنه يمكن من خلال توجيهها التوجيه الصحيح، واستغلالها بكفاءة وفاعلية أن تكون إحدى أهم التقنيات التي يمكن استخدامها للوصول إلى تحقيق الأهداف المرجوة.

أحلام اليقظة

أحلام اليقظة (Daydreaming) هي تجربة عفوية لا يحفزها شيء، والتخيل الذي يعيشه الشخص وهو مستيقظ، حيث أنها تيار متسلسل من الوعي يستمر لبضع ثواني، وعلى الرغم من أنها تُشعر الشخص بالراحة، إلا أن الكثير من الأمور تحدث داخل الدماغ خلال هذه الفترة.(المرجع 1) (المرجع 2)

أساليب أحلام اليقظة

تحدث أحلام اليقظة بأسلوبين مختلفين، هما:(المرجع 1)

      • أحلام اليقظة المتعمدة (Intentional Daydreaming): حيث يقصد الشخص الانخراط بأحلام اليقظة متعمداً، وتساعد غالباً في زيادة التحفيز، بالإضافة إلى إيجاد حل للمشكلات.
      • أحلام اليقظة غير المقصودة (Unintentional Daydreaming): وهي أحلام اليقظة التي لا يتعمد الشخص حدوثها، إذ أنها تحدث أثناء قيامه بمهامه، مما يتسبب في إزعاجه.

    فائدة أحلام اليقظة

    سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة، فإن لأحلام اليقظة الكثير من الفوائد للشخص، حيث تتمثل هذه الفوائد في:

    تحرير العقل من المحفزات

    يعاني الشخص من المعلومات المتراكمة والاستمرار في مواكبة خطى الحياة المتسارعة، مما يزيد الضغط الواقع على الشخص، بالإضافة إلى إرهاق العقل بشكل كبير، لذلك تعتبر هذه الأحلام :(المرجع 1) (المرجع 2)

        • منفذاً مناسباً لهذا الكم الهائل من الضغوطات.
        • السماح بتولد الأفكار بحرية كاملة دون أي قوة قسرية.
        • تعزيز الاسترخاء الذهني والاستكشاف.

      الإبداع وحل المشكلات

      ترتبط هذه الأحلام بالإبداع، كما أنها طريقة فعّالة لحل المشكلات، من خلال إيجاد طرق لتوليد الأفكار ومسارات جديدة يمكن اتباعها.(المرجع 1) (المرجع 2)

      زيادة الإنتاجية

      على الرغم من أن الأحلام غير المقصودة قد تقاطع المهام وتشتت الأفكار، إلا أنها تساعد في زيادة الإنتاجية، أما تعمد أحلام اليقظة، فلا شك أن له دور في الإنتاجية، حيث أن:(المرجع 1) (المرجع 2)

          • العقل يحتاج إلى فترات من الاسترخاء لزيادة الإنتاجية.
          • الاستمتاع ببعض الوقت بين فترات المهام الموكلة، مما يسمح للشخص الشعور بالراحة من جديد.
          • يعتبر التخيل طريقاً نحو الوجهة المحددة.(المرجع 3)

        التخلص من التوتر 

        تعمل أحلام الواقع بالفاعلية ذاتها التي تعمل بها تقنيات الاسترخاء من التنفس العميق والتأمل، حيث تعتبر علاجاً طبيعياً للتقليل من التوتر والقلق الذي يشعر بهما الشخص.(المرجع 2)

        استخدام مناطق مختلفة من الدماغ

        عند تجول الشخص بأحلامه، فإن أجزاء متنوعة من الدماغ تعمل في وقت ذاته، حيث يمكن القيام ببعض الروابط بين المعلومات المتراكمة في الدماغ، والتمكن من الاستفادة منها.(المرجع 2) (المرجع 3)

        تحقيق الأهداف 

        في بعض الأحيان، قد تُشعر أحلام اليقظة الشخص بالإحباط، إلا أن حدوثها بطريقة منظمة قد يساعد في تحقيق الأهداف، حيث تعتبر كممارسة ذهنية بدلاً من الجسدية للوصول إلى الهدف، مما يساعد في:(المرجع 2)

            • ترتيب الأفكار الخاصة بالهدف.
            • تخيل الخطوات المناسبة في السعي نحو الهدف.
            • تخيل العقبات، وتكوين الحلول المسبقة لها.

          الحفاظ على العلاقات 

          يمكن أن يتسبب البعد أو الانشغال في الحياة اليومية بانقطاع العلاقات من الأصدقاء أو المقربين، لذلك يمكن استخدام هذه الأحلام للحفاظ على المشاعر والتقرب منهم ذهنياً بدلاً من تركهم يبتعدون بسهولة.(المرجع 3)

          الاستعداد للمشكلات

          باستخدام الأحلام المتعمدة، يمكن تخيل بعض المواقف التي غالباً ما يعيشها الشخص بشكل مفاجئ، والاستعداد لها مسبقاً، مثل تخيل التعرض للسرقة وما يمكن فعله في هذا الموقف.(المرجع 3)

          استخدام أحلام اليقظة لتقليل القلق

          بعد يوم شاق أو الدخول في بعض المشكلات الحياتية، يمكن استخدام أحلام اليقظة المتعمدة لتقليل القلق والتوتر الناتج عن الأمر، ويمكن ذلك من خلال:(المرجع 2)

              • النظر بعيداً عن المكتب أو العمل أو أي مشتت يمكن أن يمنع تدفق التفكير.
              • التنفس ببطء شديد وبشكل متكرر.
              • التفكير بشيء ممتع يكون ذو معنى للشخص، بعيداً عن مشكلات الحياة اليومية.

            أحلام اليقظة غير القادرة على التكيف

            في الوقت الذي لا تتجاوز الأحلام المفيدة في اليقظة عدة ثواني، فإن الشخص الذي يلجأ إلى أحلام اليقظة للهروب من المشكلات أو التكيف معها قد يقضي عدة ساعات في تخيلاته، حيث أنها:(المرجع 4) (المرجع 5)

                • في معظم الحالات تُدخل الشخص في موجة من التخيلات لا يمكنه السيطرة عليها، حيث تصبح سلوكيات قهرية.
                • تتداخل هذه الأحلام هذه مع العديد من الاضطرابات النفسية والعصبية.
                • في كثير من الأحيان، لا يمكن للشخص إكمال المهام الموكلة إليه، كما يصعب عليه الحفاظ على التفاعلات الصحية.
                • يعتقد العلماء أن أحلام الواقع المفرطة لا تعتبر حالة نفسية، وإنما هي إلا آلية للتعامل مع الصدمات النفسية وإساءة المعاملة والشعور بالوحدة.

              ارتباط أحلام اليقظة غير القادرة على التكيف بالاضطرابات النفسية

              تنتشر أحلام اليقظة غير القادرة على التكيف أو أحلام المفرطة مع العديد من الاضطرابات النفسية، منها:(المرجع 4) (المرجع 5)

                أحلام اليقظة المفرطة والفصام

                في بعض الأحيان، قد يتم الخلط بين الأحلام المفرطة لدى الشخص والإصابة بالفصام، حيث أن الأعراض قد تتداخل، إلا أن الفرق بينهما كما يلي:(المرجع 5)

                    • في أحلام الواقع المفرطة يدرك الشخص أن ما يراه ليس حقيقياً، وإنما هي تصورات وتخيلات.
                    • أما في حالة الفصام، فإن الشخص يظن أن ما يراه حقيقياً ولا مجال لديه للشك في الأمر.

                  الاختلاف بين أحلام اليقظة المفرطة والمفيدة

                  بينما الأمر في كلا الحالتين لا يتجاوز التخيلات والتصورات، إلا أن أحلام المفرطة تختلف عن المفيدة بما يلي:(المرجع 4) 

                      • الكثافة: تحصل أحلام المفرطة بشكل أكبر، وذات تفاصيل وشروحات أكثر.
                      • التعقيد: غالباً ما تكون الأحلام المفرطة لديها حبكات وقصص معقدة، كما أن الشخص لديه شخصيات دائما ما يتخيلها.
                      • الفترة الزمنية: تستمر هذه الأحلام لفترات طويلة قد تستمر لساعات عدة في الكثير من الأوقات.
                      • تقصد الأمر: في الأحلام المفرطة، دائماً ما يتقصد الشخص الأمر، ويسعى إلى الغوص بأحلامه.
                      • الانفصال عن الواقع: خلال أحلام المفرطة ينفصل الشخص عن الواقع المحيط به بشكل كامل.

                    علاج أحلام اليقظة المفرطة

                    على الرغم من أن هذه الأحلام المفرطة ليست اضطراباً مشخصاً، إلا أنها يمكن علاجها بالعلاج السلوكي المعرفي، خاصة أن هذا النوع من العلاج يستخدم مع العديد من الاضطرابات النفسية الأخرى التي ترتبط بهذه الأحلام.(المرجع 4)