مع زيادة الاعتماد على العالم الرقمي في الحياة اليومية انتشر إدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية بشكل كبير بين الأطفال والناضجين أيضًا، ويُعزى ذلك للمتعة والسعادة التي يشعر بها الطفل عند لعب الألعاب الإلكترونية.[مرجع1]
ظاهرة إدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية
أو ما تعرف في اضطراب ألعاب الإنترنت هي حالة نفسية تتسم في عدم القدرة على السيطرة أو التحكم في عادة لعب الألعاب الإلكترونية، والتي تؤثر بشكل سلبي على حياة الطفل، وسلوكياته، ومهاراته.[مرجع3]
أسباب إدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية
السبب الرئيسي لإدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية هو أنه الفوز في الألعاب يؤدي لإفراز هرمون الدوبامين، وهو المادة المسؤولة عن الشعور بالسعادة والتحفيز، ولذلك لا يرغب الطفل في التوقف عنها،[مرجع3] بالإضافة للأسباب التالية:
الإحساس بالهوية
غالبًا ما يُدمن الطفل على الألعاب الإلكترونية لأنه لا يتمتع بالشعبية في المدرسة، وربما يتعرض للتنمر أيضًا، ولذلك يلجأ لإثبات نفسه والإحساس بهويته، وتعزيز ثقته بنفسه من خلال العالم الافتراضي والألعاب الإلكترونية.[مرجع6]
الرغبة بالإنجاز
الألعاب الإلكترونية تعزز من الشعور بالإنجاز عند الأطفال، وبشكلٍ خاص إذا كانت حياة الطفل الواقعية خالية من الإنجازات، أو إذا لم يكن لديه أي أهداف حقيقية يسعى لها في العالم الواقعي.[مرجع6]
تكوين الصداقات
في بعض الأحيان يكون سبب إدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية هو الرغبة في بناء صداقات وعلاقات اجتماعية، والشعور بالإنتماء لمجتمع ما، دون قدرته على تحقيق ذلك في المدرسة أو على أرض الواقع، وبشكلٍ أكبر إذا كان الطفل يُعاني من الرهاب الاجتماعي.[مرجع6]
الهروب من المشاعر السلبية
عند لعب الألعاب الإلكترونية فإن المشاعر السلبية مثل الخوف، والغضب، أو القلق تتبدد، ويظهر ذلك عند الذكور أكثر منه عند الإناث؛ بسبب الضغط المجتمعي على الذكور لقمع مشاعرهم وإخفائها.[مرجع6]
علامات إدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية
من أبرز العلامات التي تدل على أن الطفل أو أي شخص مدمن على الألعاب الإلكترونية:[مرجع1][مرجع2]
- تركيز التفكير والحافز على لعب الألعاب الإلكترونية فقط.
- إنفاق الكثير من المال لشراء ألعاب الفيديو، حتى لو لم يكن ثمنها متوفرًا.
- الابتعاد عن التجمعات والأنشطة الاجتماعية من أجل لعب الألعاب الإلكترونية.
- الاستمرار في لعب الألعاب الإلكترونية على الرغم من مواجهة الآثار السلبية لها.
- الغضب والقلق عند عدم القدرة على اللعب.
- الكذب حول لعب ألعاب الألعاب الإلكترونية.
- الشعور بالحاجة للمزيد من الوقت في لعب الألعاب الإلكترونية.
- إهمال المظهر وعدم الاهتمام بالنفس.
- قضاء ما يزيد عن 8 ساعات يوميًا في لعب ألعاب الفيديو.
- التوقف عن ممارسة أي أنشطة أخرى، وإهمال جميع الهوايات لأجل الألعاب الإلكترونية.
- الحاجة دائمًا للمزيد من الوقت في لعب ألعاب الفيديو.
- الحزن والعدوانية عند عدم القدرة على لعب الألعاب الإلكترونية.
- فقد القدرة على تقليل وقت اللعب بألعاب الفيديو.
- التقلبات المزاجية.
- محاولة اللعب بشكل سري لمعرفته أن ذلك ممنوع.
- الاعتماد على الألعاب الإلكترونية للشعور بالسعادة.
تأثير إدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية
يؤثر إدمان الألعاب الإلكترونية على الأطفال بشكل كبير،وذلك على النحو الآتي:[مرجع1][مرجع2]
- البدانة وزيادة الوزن.
- قلة النوم أو الأرق.
- المشاكل السلوكية مثل التصرفات الاندفاعية، والعنف.
- فقدان المهارات الاجتماعية.
- إجهاد العين.
- مشاكل في الرقبة والظهر.
- القلق والاكتئاب.
- الصعوبات في المدرسة.
- التوقف عن أداء الواجبات المنزلية أو الدراسة.
- التعب المزمن.
- عدم القيام بأي مسؤوليات عليه.
- زيادة الجدال في الأسرة.
علاج إدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية
هناك أكثر من طريقة تستخدم لعلاج إدمان الأطفال على ألعاب الفيديو، ومنها:
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
بالإمكان أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي على علاج إدمان الألعاب الإلكترونية من خلال:[مرجع2]
- التثقيف حول مزايا وعيوب الألعاب الإلكترونية للطفل والأسرة.
- إعادة تشكيل وبناء الأفكار حول القدرة على التحكم في السلوكيات.
- تحسين احترام الذات والثقة بالنفس.
- تعزيز طرق تنظيم العواطف.
- تحسين أساليب التواصل والحزن.
- مساعدة الأسرة على وضع الحدود حول استخدام ألعاب الفيديو بشكل فعال.
- الوقاية من الانتكاس.
العلاج الجماعي
وهو شكل من أشكال العلاج النفسي الذي يتم في مجموعات من الأشخاص الذين يعانون من نفس المشكلة، وتكون الجلسات العلاجية تحت إشراف طبيب أو مُعالج مختص، وتكمُن أهميته في الحصول على الدعم، وتحسين مهارات التواصل.[مرجع3]
الوقاية من إدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية
يلعب الأهل دورًا كبيرًا في حماية الأطفال من الإدمان على الألعاب الإلكترونية، وذلك من خلال الآتي:[مرجع4]
- إجراء اجتماع عائلي لمناقشة الألعاب الإلكترونية، والوقت المسموح بها، والنوع المتاح.
- وضع خطة واضحة في المنزل تتضمن استخدام الألعاب الإلكترونية والإنترنت.
- التأكد من محتوى الألعاب قبل السماح للطفل اللعب بها، ومن أنها مناسبة لعمره واهتماماته.
- التحقق من تقييمات المحتوى والإرشادات الأبوية للألعاب.
- منع الألعاب الإلكترونية في الأيام المدرسية، وفي بعض أيام الإجازة والعطل.
- الاتفاق على العواقب التي تترتب على عدم الالتزام في القوانين.
- حظر الإنترنت من غرف النوم.
- التحقق من نشاط الأطفال والألعاب الإلكترونية بانتظام.
التعامل مع إدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية
بالإمكان التعامل مع الإدمان على الألعاب الإلكترونية والسيطرة عليها بأحد الطرق التالية:
نظام المكافآت
بدلًا من السماح للطفل بلعب الألعاب الإلكترونية بشكل عشوائي من الممكن استخدامها كمُكافأة للطفل عند قيامه بشيء جيد مثل الأعمال المنزلية، أو الحصول على درجات جيدة.[مرجع7]
الحزم
ضروري جدًا الحزم عندما يتعلق الأمر بإدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية؛ حتى يتمكن الطفل من فهم خطورتها وتأثيراتها السلبية عليه، وذلك من خلال فرض حدود وقيود على الألعاب الإلكترونية.[مرجع7]
الإيجابية
على الرغم من الجوانب السلبية الكبيرة لإدمان الألعاب الإلكترونية إلا أنه يجب التركيز على الأمور الإيجابية، ووضع الأهداف والالتزام في تحقيقها، مع الاحتفال والسعادة في التقدم الذي يحققه الطفل.[مرجع8]
تتبع وقت اللعب
عند تتبع وقت لعب الطفل للألعاب الإلكترونية يتم تقييم الوقت الفعلي الذي يستهلكه الطفل في اللعب، وتقييم المخاطر المحتملة لها؛ حيث أنه في الكثير من الأحيان لا يشعر الطفل بالوقت الذي يقضيه باللعب.[مرجع9]
نصائح للتخلص من إدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية
مجموعة من النصائح المهمة للتخلص من إدمان الأطفال على ألعاب الفيديو:[مرجع5][مرجع1]
- تحديد وقت زمني للألعاب الإلكترونية، والالتزام به.
- إبعاد الهواتف والشاشات عن غرف النوم؛ حتى لا يلعبها الطفل بالليل.
- القيام بأنشطة أخرى مثل الرياضة.
- تقديم طرق أخرى لقضاء الوقت الممتع مثل المشي، وقراءة الكتب.
- تشجيع الطفل على تحقيق التوازن بين الألعاب الإلكترونية والأنشطة التي تعتمد على التفاعلات الاجتماعية.
- تخصيص أوقات منظمة خالية من الشاشات وألعاب الفيديو مثل وقت الأكل، وقبل النوم.
- استخدام التطبيقات التي تتحكم في الوقت المتاح لاستخدام الأجهزة الرقمية بشكل عام.