ما ستجده في هذا المقال:
يعد الخوف عاطفة إنسانية ناشئة عن استجابة كيميائية حيوية واستجابة عاطفية. وينبه الخوف عادة إلى وجود خطر أو تهديد سواء كان الخطر جسدياً أو نفسياً. وقد يكون الخوف في بعض الأحيان نابعاً عن وجود تهديدات حقيقية ولكن من الممكن أن ينشأ من تخيلات وأوهام. وفي هذه الحالة يمكن أن يؤدي إلى الضيق والاضطرابات المختلفة، ويمكن من خلال هذا المقال التعرف على أسباب الخوف المختلفة ثم التعرف على الأعراض والعلاج.
أسباب الخوف
لا تقتصر أسباب الخوف على سبب رئيسي واحد، وإنما قد يكون ناجماً عن عدة أسباب. فقد تنجم المخاوف عن تجارب محددة أو صدمة نفسية. وقد يخاف البعض الآخر من أشياء أخرى مختلفة مثل فقدان السيطرة، أو الخوف من المرتفعات، وتتضمن بعض مسببات الخوف الشائعة ما يلي:
- الخوف من بعض الأشياء، أو الحشرات، أو المواقف المحددة مثل العناكب، أو الثعابين، أو الطيران، أو المرتفعات.
- الخوف من المستقبل.
- الخوف من أحداث متخيلة غير حقيقية.
- الخوف من المخاطر البيئية الحقيقية.
- خوف غير معروف الأسباب.
- الخوف من الموت.
- الخوف من الظلام، أو فقدان الرؤية.
- الخوف من التفاعل الاجتماعي، أو الرفض الاجتماعي.
- الخوف من الفشل أو النجاح، أو الخسارة، أو فقدان الهوية الشخصية.
تحدث إلى الطبيب إذا كنت تعاني من الخوف المستمر والمفرط، فقد يُجري الطبيب فحصاً جسدياً واختبارات محددة للوقوف على أسباب الخوف، والتأكد من أنها غير مرتبطة بحالة طبية أخرى.
الخوف في الاضطرابات النفسية
يمكن ذكر بعض اضطرابات القلق التي يعد الخوف أحد أعراضها البارزة:
الرهاب
يشخص الرهاب (الفوبيا) عادة عند خلق مواقف وأحداث معينة يشعر من خلالها الفرد بخوف شديد وغير عقلاني. ومن أبرز أعراض الرهاب ما يلي:
- الإحساس بالقلق الشديد والذي لا يمكن السيطرة عليه عند التعرض لمصدر الخوف.
- محاولة تجنب مصدر الخوف بأي طريقة ممكنة.
- عدم القدرة على إكمال العمل بطريقة صحيحة عند التعرض لمصدر الخوف.
- ومن أبرز أنواع الرهاب نذكر الرهاب الاجتماعي، أو رهاب الخلاء، أو الرهاب المحدد السبب مثل رهاب العناكب والثعابين.
اضطراب ما بعد الصدمة
يحدث اضطراب ما بعد الصدمة عادة بعد المرور بحدث مؤلم، مثل الحوادث، أو الاعتداء، أو الكوارث الطبيعية. ويعد الخوف الشديد أحد الأعراض الرئيسية لاضطراب ما بعد الصدمة. وقد يظهر الخوف بمجرد تذكر الحدث حتى لو لم يكن في وضع خطر أو تحت التهديد.
وعادة ما تُحفز استجابة الخوف عند من يعانون من هذا الاضطراب من خلال الربط بين التجارب الحالية والأحداث الماضية، وليس من خلال خطر حاضر وحقيقي. ويمكن أن تؤدي الذكريات البسيطة إلى استجابة خوف مفرطة ثم يمكن أن تؤدي إلى نوبات الهلع، واليقظة المفرطة.
اضطرابات القلق العام
يعاني المصابون من اضطراب القلق العام من مخاوف مستمرة وشديدة بشأن الأمور الحياتية اليومية. فقد يخافون على الصحة، أو الأموال، أو العلاقات الاجتماعية. وهذا الخوف يمكن أن يصل إلى حد يصبح فيه مرهقاً ثم يترافق مع ظهور أعراض جسدية أخرى مرتبطة بالخوف.
اضطراب الهلع
ينطوي اضطراب الهلع على نوبات الخوف الشديدة والمتكررة، وهي مشاعر مفاجئة وتحدث دون أي أسباب. وقد ترتبط بأعراض جسدية أخرى مثل ضيق التنفس، وسرعة ضربات القلب، والارتعاش.
تكون بعض المخاوف فطرية وتساعد الإنسان على البقاء، وقد يكون بعضها الآخر مكتسباً ومرتبطاً بالأحداث أو التجارب المؤلمة.
هل تعتقد أنك تعاني من حالة نفسية هي سبب الخوف؟ تأكد من ذلك بإجراء اختبار الحالة النفسية
Time’s up
أعراض الخوف
يمكن أن تظهر أعراض جسدية أو عاطفية عند الخوف، وهذا يعتمد على الفرد نفسه، ومن أبرز العلامات الشائعة نذكر:
-
- ألم في الصدر.
- جفاف بالفم.
- القشعريرة.
- الغثيان.
- سرعة ضربات القلب.
- الارتجاف.
- التعرق.
- اضطرابات المعدة.
- بعض الأعراض النفسية مثل: الانزعاج، أو الإرهاق، أو فقدان السيطرة.
كيفية استجابة الجسم لأسباب الخوف
يسبب الخوف مثل المشاعر الأخرى المختلفة ردود فعل مختلفة في الجسم، بدءاُ من الدماغ ثم تصل إلى جميع أنحاء الجسم. وتمر الاستجابة للخوف بثلاث مراحل:
- استجابة التجميد: تعد رد فعل طبيعي للحالات المرتبطة بسلوك الخوف والقلق.
- استجابة الركض: فيها يبتعد الإنسان عن مصدر الخوف. ويساعد فيه الأدرينالين الجسم على التحرك بسرعة إلى أماكن بعيدة عن مسبب الخوف.
- استجابة القتال: قد يلجأ الإنسان إلى هذه الاستجابة إذا لم يكن قادراً على الابتعاد عن مصدر الخوف.
إن معظم الأعراض الجسدية التي يواجهها الجسم عند الخوف تأتي من التغيرات الحاصلة في نظام القلب والأوعية الدموية. فيزداد معدل ضربات القلب، ثم تنقبض الأوعية الدموية، ثم يزداد معدل التنفس، ثم يرتفع الأدرينالين. عندها يلجأ الجسم إلى إحدى الاستجابات الثلاث.
علاج أسباب الخوف
يمكن أن يكون التعرض المتكرر لأسباب الخوف علاجاً ناجحاً للتغلب عليه، وهذه الطريقة تعتمد على تقليل استجابة الخوف ببطء حتى تصبح مألوفة. وتركز علاجات الخوف على تقنيات مختلفة مثل إزالة التحسس المنهجي أو العلاج الاستفزازي(Flooding Therapy).
إزالة التحسس المنهجي لعلاج أسباب خوف
تتضمن هذه العملية تعريض المصاب إلى مسببات الخوف تدريجياً، وتكون هذه الطريقة مصحوبة بتقنيات تساعد على التكيف وإدارة الاستجابة للخوف وجعلها مألوفة.
العلاج الاستفزازي لأسباب الخوف
تنطلق هذه التقنية من أن الخوف سلوك مكتسب ويجب التخلص منه، وهي من التقنيات المفيدة والناجحة جداً. وفيها يتعرض الفرد إلى مسببات الخوف بطريقة كبيرة ولفترات طويلة في مكان آمن وخاضع للرقابة. وتهدف هذه التقنية إلى إبعاد الفرد عن القلق والذعر المحتمل إلى أماكن يتعين فيها مواجهة المخاوف.
علاجات نفسية: ما هي أنواعها وفوائدها؟
كيفية التعامل مع أسباب الخوف
يمكن اتباع استراتيجيات مختلفة للمساعدة على التغلب على الخوف وأسبابه، وهذه الاستراتيجيات تركز عادة على إدارة التأثيرات العاطفية، والجسدية، والسلوكية للخوف. ومن هذه الاستراتيجيات نذكر:
- الحصول على الدعم الاجتماعي: يمكن لوجود أشخاص داعمين للفرد أن يساعده على إدارة مشاعر الخوف ثم التخلص منها.
- استخدام تقنيات إدارة التوتر: مثل التنفس العميق، واسترخاء العضلات.
- العناية بالصحة: مثل تناول الطعام الجيد، وممارسة الرياضة، والحصول على قسط كافٍ من النوم.
- تمارين التأمل الواعي: التي يمكن أن تساعد على استبدال الأفكار السلبية بأفكار إيجابية.
نصيحة عرب ثيرابي
يمكن استخدام تقنيات الاسترخاء المختلفة للتخلص من الخوف والشعور بالهدوء، مثل تمارين التأمل، واسترخاء العضلات، أو ممارسة اليوغا. كما أن الجمع بين تمارين التنفس واليوغا من شأنه أن يساعد على علاج اضطرابات الخوف. ولكن بالمجمل إن ازدياد المخاوف وتراكمها عند الفرد يمكن أن يؤدي إلى تقليل جودة الحياة اليومية، والحد من عافيته النفسية.
لذلك من المهم معرفة الأسباب الكامنة وراء الخوف والتخلص منها. ونحن هنا في عرب ثيرابي يمكننا المساعدة وتقديم الدعم لك. مع العلم أن الأخصائيين والأطباء متواجدون على مدار الساعة لمساعدتك.