ما ستجده في هذا المقال:
ما أن تدرك المرأة أنها حامل حتى تبدأ الكثير من المشاعر الجميلة تنتابها، وعلى العكس من ذلك، فإن ملاحظتها أعراض الإجهاض قد يشكل لها صدمة حقيقية.
تعرفي معنا على ما قد يشير إلى إجهاضك وتأثير ذلك على حالتك النفسية ومشاعرك.
الأعراض الدالة على الإجهاض
في بعض الأحيان، قد لا تكون المرأة على دراية كافية بأعراض الإجهاض، فلا تعلم أن ما تمر به هو فقدان لجنينها. وعلى الرغم من أن هناك الكثير من الأعراض التي تشير إلى هذا الأمر، إلا أن أكثرها شيوعاً هو:
- حدوث نزيف مهبلي يتحول من الخفيف إلى الثقيل (سواء كان بألم أو بدونه). وقد تلاحظين أيضاً وجود أنسجة رمادية أو كتل دموية متجلطة.
- الشعور بتشنجات وآلام في البطن والتي عادة ما تكون أكثر حدة من تقلصات الدورة الشهرية.
- الشعور بآلام أسفل الظهر والتي قد تتراوح من خفيفة إلى شديدة.
- حدوث انخفاض ملحوظ في أعراض الحمل.
- تسارع ضربات القلب.
ومع أن الإجهاض أكثر شيوعاً في الفترة الأولى من الحمل، فإنه ومع مرور أسابيع الحمل تنخفض خطر التعرض للإجهاض. حيث تقدر الإحصائيات أن (1 – 5)% فقط من النساء قد يفقدن حملهن في الفترة ما بين (13 – 19)% من الحمل. حيث يعتمد ذلك على عمرك وصحتك الجسدية في المقام الأول.
تحدث معظم حالات الإجهاض التلقائي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، أي الأسابيع الثلاثة عشر الأولى تقريباً. وتقدر نسبة حدوث الإجهاض إلى حوالي 15% من حالات الحمل.
التأثيرات النفسية للإجهاض
إن فقدان الجنين في أي مرحلة من مراحل الحمل يعد أمراً صعباً جسدياً ونفسياً أيضاً، لكن لا بد أن تدركي أن الإجهاض ليس ذنبك. وبسبب هذا الفقدان قد تشعر الكثير من النساء بمشاعر سلبية والتي من منها:
حزن
وعلى الرغم من أن حزنك يبدو أمراً طبيعياً في هذه الأثناء، إلا أنه من الجيد توقع أن لا يفهمك بعض الأشخاص. حيث أن هناك أسباب كثيرة لشعورك بالحزن بعد فقدانك لطفلك، فقد يكون هذا الحزن مرتبطاً بأحد الأمور التالية أو بمجموعة منها:
- خسارة الطفل المفقود.
- الوضع المختلف الذي ستبدو عليه عائلتك الآن.
- فقدان الآمال في هذا الحمل.
يمكن أن يكون الإجهاض بمثابة صدمة كبيرة، خاصة إذا كان غير متوقع. قد تحتاج إلى وقت لفهم ما حدث والتأقلم معه بالشكل المطلوب.
الفشل والشعور بالذنب
بطريقة أو بأخرى، قد تشعري بالذنب تجاه طفلك الذي توقف عن النمو بداخلك، وغالباً ستجدين صعوبة في تقبل الأمر. حيث قد تبدئين بالتساؤل ما إذا قمت خلال الأسابيع الفائتة بشيء أدى إلى الإجهاض. لذلك قد تشعري أنك مسؤولة عن خسارة الجنين وتعريضه للموت.
وغلى الرغم من أن هذه المشاعر غير عقلانية، إلا أنها تحدث في الكثير من الحالات. وفي هذا الصدد، من الجيد أن تعرفي أن حالات الإجهاض التي تكون ناتجة عن إهمال الأم غالباً ما تكون نادرة.
الشعور بالفراغ
بسبب شعور المرأة بالأمومة فور معرفتها نتيجة فحص الحمل الإيجابية، فإن فقدانها لجنينها قد يسبب لها مشاعر سلبية مثل الفراغ الجسدي والنفسي. فمن الشائع الشعور بأن لا شيء مهم بعد الآن وأن مشكلات الآخرين أو مشكلات العمل أصبحت تافهة بالمقارنة.
فقدان السيطرة
في معظم الأحيان يحدث الإجهاض تلقائياً دون سابق إنذار أو أعراض، مما يسبب شعوراً بفقدان السيطرة على الأمور. وما يزيد من حدة هذه المشاعر عدم التمكن من معرفة سبب حدوث الإجهاض. مما قد يسبب قلقاً استباقياً من تكرار الأمر مستقبلاً.
قد تجد المرأة نفسها قلقة من الإجهاض مرة أخرى في حالة حدوث حمل آخر، خاصة إذا كنت لا تعرفين سبب الإجهاض أو إذا لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك.
الغيرة والحسد
بعض النساء يشعرن بالحسد والغيرة من كون النساء الأخريات يتممن حملهن بنجاح، مما قد يجعلها غير قادرة على الشعور بالسعادة لهن. خاصة إن تزامن حملهن أو ولادتهن بالتواريخ المتعلقة بفقدان الجنين. وعلى الرغم من عدم القدرة على المساعدة في هذا الأمر، لكن قد يكون من المفيد معرفة أن الكثيرات يشعرن كذلك.
إن سوء الصحة النفسية للمرأة له تأثير فوري وطويل الأجل على مدى رفاهيتها. فهو يحد من فرص المشاركة الاجتماعية ويقلل من رعايتها الذاتية.
الاعتناء بالنفس بعد الإجهاد
لن نقول أن لا تحزني، بل على العكس فإن التنفيس عن المشاعر بالطريقة الصحيحة يساعدك على التعافي نفسياً بشكل أسرع. لذلك لا تجبري نفسك على الشعور أو إبداء السعادة أو عدم الاكتراث. بالإضافة إلى ذلك، قد يساعدك:
- تحدث إلى المقربين: من الجيد أن تكون لديك شبكة دعم نفسي يمكنك اللجوء إليها عند الشعور بالحزن والكآبة. حاولي التحدث مع أحد الأشخاص الذين تثقين بهم وعبري عما تشعرين به دون الشعور بالخجل.
- تدوين اليوميات: لا تقللي من قيمة الكتابة في الفضفضة النفسية. حيث أنها تساعدك في تفريك ما بداخلك، كما أنها تعد طريقة جيدة للتعرف على المشاعر المكبوتة والمحفزات والمثيرات.
- النوم بشكل كافي: خلال ساعات النوم، يتخلص الجسم من جميع السموم النفسية والجسدية. حيث يمكنك التخلص من التوتر العاطفي والشعور بالراحة وإزالة التعب بعد الحصول على القدر الكافي من النوم.
- تناول الطعام الصحي: على الرغم من أن المرأة في هذه الحالة غالباً ستجد صعوبة في تناول الطعام أو امتلاك الشهية الكافية، إلا أنه من المفيد أن تتذكري أن الطعام الصحي ليس جيداً فقط لحالتك الصحية وإنما له دوره على الصعيد النفسي أيضاً.
- الابتعاد عن أساليب التأقلم غير الصحية: مثل تناول الكحول أو الإفراط في التدخين أو حتى تعاطي المخدرات. لن تنسيك هذه الأشياء خسارتك لجنينك، بل ستزيد من حالتك سوءاً.
تشير الدراسات إلى أنه بعد الإجهاض تعاني (30 – 50)% من النساء من القلق و(10 – 15)% من الاكتئاب، والذي يستمر عادةً لمدة تصل إلى أربعة أشهر.
نصيحة عرب ثيرابي
تسبب المشاعر السلبية بعد الإجهاض صعوبة في التكيف مع الحياة اليومية لدى بعض النساء وأزواجهن في بعض الحالات. مما يتطلب الحصول على الدعم النفسي والمساعدة المتخصصة خاصة إن استمر الأمر كذلك لفترة طويلة.
حيث يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن الحالات غير المعالجة من الممكن أن تطور مشكلات نفسية أكثر صعوبة. فقد تعاني المرأة من:
- أعراض الاكتئاب أو القلق.
- اضطراب الوسواس القهري (OCD).
- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).