العلاج السلوكي الجدلي

العلاج السلوكي الجدلي: كل ما يهمك

يأتي دور العلاج السلوكي الجدلي عندما يواجه الشخص التحديات الحياتية والنفسية الكبيرة، التي تؤثر على سلوكياته الذاتية، فقد يحاول الشخص التعامل معها بطرق غير صحية، مما ينتج عنه تفاقم المشكلات.

العلاج السلوكي الجدلي

العلاج السلوكي الجدلي (DBT) هو نوع من أنواع العلاج السلوكي المعرفي، قائم على تقبل تجربة المريض، ثم العمل على تغييرها، وغالباً ما يستخدم في علاج سلوكيات المريض السيئة تجاه ذاته، حيث يقوم على الاستراتيجيات التالية:(المرجع 1) (المرجع 2)

اليقظة الذهنية

يتم تعليم الشخص كيفية العيش في الوقت الحالي، بحيث يدرك الأحاسيس والأفكار التي تدور داخله، وبالوقت ذاته يستخدم حواسه لمعرفة ما يدور حوله لضبط إصداره للأحكام، مما يساعد في:(المرجع 1) (المرجع 2)

  • بقاء الشخص هادئاً.
  • تجنب الشخص الأفكار السلبية والسلوكيات الانفعالية.
  • التركيز على مهارات التأقلم أثناء المرور بموقف عاطفي صعب.

تقبل الواقع

يتمكن الشخص من تطوير طرق أكثر فاعلية لتعامله مع توتره، وتحمل المواقف المزعجة قدر الإمكان دون إيذاء النفس، فهو بذلك يتقبل الواقع والموقف كما هي، ومن الأساليب المستخدمة هنا:(المرجع 1) (المرجع 2)

  • التشتيت والإلهاء.
  • تحسين اللحظة.
  • التهدئة الذاتية.
  • الموازنة بين سلبيات وإيجابيات الخضوع للتوتر والضيق.

التواصل الفعال

يتعلم الشخص أساليب لتحسين علاقات الشخص مع الآخرين، ومع الوقت يصبح أكثر حزماً في هذه العلاقات، وخلال ذلك يتمكن الشخص من تحدي نفسه وعواطف في ممارسة التعامل الصحي مع الآخرين.(المرجع 1) (المرجع 2)

تنظيم العاطفة

من خلال التعرف على المشاعر التي يمتلكها الشخص، يمكنه إعادة تنظيمها، وبالتالي التمكن من إدارتها بطريقة أكثر فاعلية، مما يساعد في:(المرجع 1) (المرجع 2)

  • التقليل من الضعف العاطفي.
  • الحصول على تجارب عاطفية أكثر إيجابية.

الاضطرابات التي يعالجها العلاج السلوكي الجدلي

غالبً ما يتم استخدام هذا النوع من العلاج في الحالات التي لا تستطيع إدارة العواطف أو التحكم فيها، لذلك فإن هذا العلاج فعال في الحالات التالية:(المرجع 2) (المرجع 3)

  • اضطراب الشخصية الحدية (BPD).
  • الإيذاء الذاتي.
  • السلوكيات الانتحارية.
  • اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
  • اضطراب إدمان المخدرات.
  • اضطرابات الأكل المتنوعة، خاصة الأكل بنهم والشره المرضي.
  • الاكتئاب المزمن، والذي لم ينجح علاجه بالطرق الأساسية المتبعة لعلاج الاكتئاب.
  • اضطراب القلق المعمم.
  • اضطراب ثنائي القطب.
  • اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه (ADHD).

مكونات العلاج السلوكي الجدلي

يتم العلاج السلوكي الجدلي من خلال مكونات متنوعة حيث يمكن للمعالج استخدامها جميعها في علاج الحالة النفسية الواحدة، وهذه المكونات هي:(المرجع 3) (المرجع 4)

التقييم المسبق

من خلال مجموعة من الأسئلة التي يطرح الأخصائي النفسي على المريض، يمكن معرفة مدى ملائمة العلاج السلوكي الجدلي له، وإمكانية إلتزام المريض بمدة العلاج.(المرجع 3) (المرجع 4)

العلاج الفردي

وهي جلسات أسبوعية مدتها حوالي الساعة، يقوم الأخصائي النفسي خلالها بما يلي:(المرجع 3) (المرجع 4)

  • تكييف المهارات السلوكية المرجوة من العلاج بما يناسب الحياة الشخصية للمريض.
  • تمكين المريض من تطبيق المهارات المكتسبة على المواقف اليومية التي يمر به.
  • إلزام المريض بالواجبات المنزلية للتدرب وممارسة المهارات المكتسبة.

العلاج الجماعي

تكون غالباً جلسات أسبوعية مدتها ساعتين، حيث تعتمد على تواجد المريض ضمن مجموعة من المرضى ليتم تعليمهم:(المرجع 3) (المرجع 4)

  • المهارات السلوكية المطلوبة.
  • التمكن من التواصل والتفاعل بينهم.
  • اكتساب المهارات اللحظية غير المدرجة في الخطة العلاجية.

التدريب عبر الهاتف

حيث يحصل المريض على تعليمات من الأخصائي النفسي عبر الهاتف، للتمكن من تجاوز المواقف الصعبة بين الجلسات العلاجية، ومن المواقف التي يلجأ فيها المريض إلى هذا الإجراء:(المرجع 3) (المرجع 4)

  • عندما لا يتمكن من تطبيق إحدى المهارات التي تعلمها على المواقف الحياتية.
  • عندما يوارد المريض الأفكار الإيذائية ويحاول السيطرة على نفسه.

مراحل العلاج السلوكي الجدلي

يمر العلاج السلوكي الجدلي في أربع مراحل تعتمد على التغييرات الحاصلة على سلوكيات المريض، وهذه المراحل هي:(المرجع 1) (المرجع 6)

  • المرحلة الأولى: تهتم هذه المرحلة على سلوكيات المريض الخارجة عن السيطرة، مثل الأفكار الانتحارية وإيذاء النفس، ومحاولة قدر الإمكان السيطرة على هذه التصرفات.
  • المرحلة الثانية: بعد التحكم بالسلوكيات الخطيرة، يبقى المريض يعاني من اليأس، لذلك تهدف هذه المرحلة إلى إخراج المريض من يأسه وتعلمه مهارات حياتية، مثل التنظيم العاطفي وتحمل الشدائد.
  • المرحلة الثالثة: تركز هذه المرحلة على العلاقات الاجتماعية والنظرة الذاتية، وتحسين الثقة بالنفس.
  • المرحلة الرابعة: تعمل هذه المرحلة على تحسين جودة الحياة، من خلال الاستمتاع بالتواصل مع الآخرين وإطفاء الفرح وإيجاد المعنى للحياة اليومية.

الموازنة بين القبول والتغير في العلاج السلوكي الجدلي

يعتمد هذا العلاج على محورين أساسيين، هما القبول والتغيير، وذلك من خلال الموازنة في العلاج بينهما، ويكون ذلك على النحو التالي:(المرجع 5)

تقنيات القبول

يتمكن المريض من قبول ذاته في حال تمكن من فهم نفسه بشكل أفضل، وحدد الأسباب الكامنة خلف إيذائه لنفسه بشكل متكرر كلما تعرض للضيق.(المرجع 5)

تقنيات التغيير

ويكون باستبدال الأفكار الضارة بأخرى أكثر فائدة، مما يعني تحدي الأخصائي النفسي لأفكار المريض، وتشجيعه على إيجاد طرق أخرى للتعامل مع الضيق.(المرجع 5)

فوائد العلاج السلوكي الجدلي

بالإضافة إلى الحالات النفسية المذكورة سابقاً، فإن العلاج السلوكي المعرفي يفيد في المواقف اليومية، مثل:(المرجع 4)

  • عدم قدرة الشخص على التعامل مع عواطفه بالطريقة الصحيحة.
  • امتلاك الشخص للمشاعر الحادة.
  • إن كان الشخص يعاني من تقلبات مزاجية متكررة.
  • تأرجح العلاقات الاجتماعية بين الجيدة والسيئة.
  • شعور الشخص باليأس وعدم الجدوى.
  • عند تجربة الشخص العلاجات النفسية الأخرى لحالته نفسية لكنها لم تنجح.
  • شعور الشخص أنه لا يمكنه التحكم بحياته، أو شعوره بعدم الرضا.
  • اعتماد الشخص على السلوكيات غير الصحية في التخلص من توتره وقلقه، مثل تعاطي المخدرات.

الفرق بين العلاج السلوكي الجدلي والعلاج السلوكي المعرفي 

على الرغم من أن كلاً من العلاجين يعتمد على تغيير السلوكيات غير المفيدة لدى المريض، إلا أن الفرق بينهما يتضح كما يلي:(المرجع 5)

  • تقبل الواقع: لا يتطرق العلاج السلوكي المعرفي إلى اعتراف المريض بالمواقف وقبول الهوية، في الوقت الذي يركز العلاج السلوكي الجدلي على هذا الأمر.
  • العلاج الجماعي: يعتمد العلاج السلوكي الجدلي بشكل أكبر على العمل الجماعي والاستفادة من خبرات الآخرين، بينما يكون الأمر غير محدد في العلاج السلوكي المعرفي.
  • التطبيق الذاتية: يسهل تطبيق العلاج السلوكي المعرفي ذاتياً، بينما من الصعب تطبيق العلاج السلوكي الجدلي بشكل ذاتي.

ممارسة العلاج السلوكي الجدلي ذاتياً

يعتبر هذا العلاج من العلاجات النفسية المعقدة، لذلك يصعب تطبيقها بشكل ذاتي بعيداً عن المتابعة المتخصصة، إلا أن الخطوات التالية تساعد الشخص في اكتساب مهارات التأقلم وإدارة العواطف بشكل ذاتي:(المرجع 2) (المرجع 5)

  • ممارسة اليقظة الذهنية والتنفس العميق واستراتيجية إرخاء العضلات التدريجي.
  • الحصول على بعض الموارد من مواقع الإنترنت، منها أوراق تحليل السلوك والبطاقات اليومية التي يستخدمها الأخصائي، وتعلم التمارين المتبعة.

ابدأ العلاج
بسرية وخصوصية تامة